سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر
(Sohel Bahjat)
الحوار المتمدن-العدد: 3116 - 2010 / 9 / 5 - 21:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما وصلت إلى بلاد "الأمريكان" الذي يحلو لكثير من المنافقين في ديارنا العراقية خصوصا و الإسلامية عموما أن يسميهم بالـ"كفار" و "المحتلين"، عندما وصلت إلى المطار اكتشفت ما لم يكتشفه كولومبوس في هذه الأرض، فجأة اكتشفت أنني إنسان له قيمة، اكتشفت أننا كشرقيين و مسلمين لا نمتلك حتى ذواتنا كحيوانات فضلا عن كوننا بشرا.
هنا في أمريكا هرع إلى الأطباء و الممرضات و قد كنت منهكا و متعبا فراحوا يفحصونني و يضعونني تحت أجهزة عجيبة و متطورة و دون أن يتعب أي منهم نفسه مشقة السؤال عن "ديني و معتقدي" أو حتى انتمائي القومي أو أرضي "المتنازع عليها"؟ بل كل أسئلتهم كانت طبية بحتة، و العجيب أنهم كانوا يراعونني و كأنني فرد مدلل في عائلة حقيقية و يقومون بمساعدتي بشكل عجيب جعلني أتحسر على حال العراقيين و ألعن ساسة هذا البلد المنكوب و بدون استثناء، لم أدري حينها و أنا أرقد في هذه الجنة الأرضية التي يسمونها "مستشفى" أنني أصبحت مواطنا و فردا من ضمن عائلة كبيرة اسمها "أمريكا" لا تفرق بين أحد من أبنائها على أساس العرق أو اللون أو الدين و الجنس إلا بالالتزام بالقانون و النظام، أدركت لحظتها كم نحن غافلون عن إنسانيتنا.
في هذه البلاد التي ينعتها ملالي السوء و مشايخ الإجرام بأنها "بلاد الضالين و الكفار" بدأت أفكر في نفسي كإنسان من حقه أن يحلم بالحب و الطمأنينة و الاستقرار، أن أطمح إلى الأفضل و الأحسن دون أن يحاول أي عقل مريض أن يقنعني بأن عليّ أن أرضى بالأسوأ و الأردأ تحت شعار "القناعة كنز لا يفنى"، و ليتنا فهمنا أن الصبر على ما لا نستطيع تغييره و أن نغيّر ما نستطيع تغييره و لكنه عقلنا الخرافي المتخلف الذي لايستطيع أو بالأحرى لا يريد أن يفهم ماهية الحرية و لا قيمتها، حريتنا مشروطة بالممنوعات الدينية و القومية و القبلية، أما هنا في الغرب و في أمريكا فإن الإنسان حر بلا شروط و هو مقدر و محترم بدون مقدمات، فإلى متى يبقى العراقيون يصوتون للقومجيين و الإسلامجيين و الماركسجيين و أصنام الأمم القومية و العزة "الطائفية" بدلا من الإنسانيين الذين يفكرون بالعراقي ـ أيّا كان انتماءه ـ و همومه..؟ سؤال أترك جوابه للعراقيين
#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)
Sohel_Bahjat#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟