أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - إلام يكابر القذافي؟














المزيد.....

إلام يكابر القذافي؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3296 - 2011 / 3 / 5 - 11:38
المحور: كتابات ساخرة
    


مع الأزعر الليبي المذعور، وأبنائه الزعران والبلطجية الجبناء الذين سلـّطهم على رقاب الشعب الليبي الصابر، يبدو أننا أمام سيناريو مشابه، تماماً، وفصول متتابعة لنفس سيناريو زميله المهيب الركن، الذي لم يتورع هو الآخر عن قصف أبناء شعبه بالكيماوي، فكان له ما أراد من مصير مخز ودرس للزمان، فالنهاية واحدة مع الطاغية العربي المريض والأرعن، ومهما طالت المكابرة، وطال الاستمهال وصبر المجتمع الدولي، فساعة الطاغية آتية لا ريب فيها. وحين يقول رئيس أكبر دولة في العالم، بأن على الطاغية الليبي أن يرحل، نسترجع في كلماته، وحرفياً صدى ذات العبارة التي أطلقها جورج بوش الصغير قبل غزو العراق عن صدام وأبنائه، فإن الرجل لا يمزح، ويعني بشكل جدي لما يقوله، وكان أوباما قد أمر قبل وقت وجيز زميله، الفرعون الأكبر، محمد حسني مبارك، بأن يتنحى ويرحل، فكابر وتمنع فـرُحـّل.

ومسلسل صدام، مع أبنائه، لا يختلف كثيراً من حيث كتابة السيناريو، وإخراجه، عن مسلسل القذافي وأبنائه. فصدام بدأ بقمع شعبه وقصفه بالطائرات، مع بدايات التململ والانتفاضات والثورات على حكمه الدموي القمعي، رافضاً كل الوساطات، والطلبات، وحتى شبه "التوسلات" العربية، والدولية له بضرورة التنحي والرحيل مع أبنائه وتجنيب شعبه وبلده مصيراً كارثياً، لكن الرجل، كالقذافي المسكون بجنون العظمة الـMegalomania، والنرجسية، وهوس الحكم، وشبق التسلط، وعشق الذات والمتورم، والأنانوية المفرطة، لم ينصع لكل تلك المحاولات، وبقصة القصة معروفة للجميع.

وها هو المجتمع الدولي الذي ضاق ذرعاً بجنون القذافي، وخزعبلاته، وفجوره، وإجرامه الدموي الخطير، يتحرك، وفق ذات السيناريو والعزم والتصميم، لإنقاذ الشعب الليبي من براثن هذا الأزعر الأرعن البلطجي والطاغية الدموي الشرير. وعلى غرار، زميله صدام، يحاول أولاً استصدار قرار بفرض منطقة للحظر، يبدو أنه-القرار- في حال الانتظار توقعاً لسقوطه الوشيك. غير أن ضربتين قاصمتين وجهتا لهذا النظام المجرم، عبر استصدار مذكرة دولية من قبل المدعي العام لمحكمة الجزاء الدولية أوكامبو للبدء بإجراءات لمحاكمة القذافي، وأبنائه، وخمسة عشر من أركان حكمه بتهم ارتكاب مجازر ضد الإنسانية، إن حصلت، أي المحاكمة، وكتب العمر بمشيئة الله للطاغية ولم يسحله الليبيون في الشوارع، فهذا سيعني أننا سنرى الزعيم الجماهيري، قريباً، في ذات المكان الذي جلس فيه ميلوزوفيتش، وتايلور، يساجل قضاة المحكمة الدولية، ويناكفهم، ويشاغب في المحكمة الدولية بأزيائه المضحكة الغريبة، وهلوساته المفزعة، ويلقي عليهم مواعظه، ودرره ورؤاه الفلسفية المخرفة التي أوصلته إلى لاهاي، ولن يطول به الزمن حتى يتحول إلى مجرد رقم ونزيل لزنزانة انفرادية في الهايغ. والضربة القاصمة الثانية، ذات الرمزية والدلالة الجدية البالغة، هي في صدور إخطار أمني Security Alert من الإنتربول الدولي، للقبض على القذافي وأبنائه، وخمسة عشر مجرماً وسفاحاً آخر من أركان حكمه أيضاً، وذلك في إطلاق رصاصة الرحمة على أية محاولة لهذا المجرم الخطير للإفلات من قبضة العدالة الدولية، كما أفلت سابقاً، بدفع ملياراته الأربعة المنهوبة من فم أطفال ليبيا، من قضية لوكربي، وفدية مماثلة لطائرة اليوتا، الفرنسية.
،
لا جدوى، ولا مناص، البتة، من هذا التكابر والتمنع و"الصمود" القذاذفي الزائف، فالأنشوطة تقترب أكثر وأكثر من عنقه، وباتت ربما أقرب إليه، من حبل الوريد ولا نتيجة من هذا التخادع الظاهر والتغطرس الدوني الفارغ الذي لن يفلح إلا في مراكمة مزيد من التصميم الدولي والمحلي لكنسه، ومع كل سقوط جديد للمزيد من الضحايا الأبرياء. فالمجتمع الدولي جاد جداً، وأكثر من جديته في التعاطي مع زميل القذاقي الآخر سابقاً، وهو صدام، لاسيما، أيضاً، مع وجود "دسم" ورائحة النفط الليبي على الخط، وفي خلفية اللوحة وذات المشهد والفصل التراجيدي المحزن، والذي يبدو أن أمر تحريره من أيدي القذافي العابثة الهوجاء هو بذات أهمية تحرير ليبيا من براثنه. فالمجتمع الدولي لم يعد يطيق وجود الأنظمة الدموية المتحجرة أو مجاملتها والتعامل معها، وهناك قرار جدي بالتنصل، ونفض اليد منها مهما بلغت درجة تحالفها وقربها من إسرائيل والغرب وخدمتها لمصالحهما، والمثل المصري، ها هنا، هو أكبر دليل على ذلك، ومع العلم والمعرفة والتوقع الغربي والأمريكي بكل احتمالات التحول والانقلاب الاستراتيجي في سياسات العهود الجديدة، وما عبور السفن الإيرانية لقناة السويس منذ أكثر من ثلاثين عاماً إلا تأكيد على صحة زعمنا هذا، إذ يبدو، تفاضلياً، ولاستراتيجيي الغرب أن وجود واستمرار مثل هذه الأنظمة الدموية البوليسية المتعفنة، وعلى المدى البعيد، هو أشد خطراً على المجتمع الدولي من أي نظام قادم جديد ومهما بلغت شدة انزياحاته واستقلاليته ودرجة استشعار وممارسته لسيادته الوطنية، وأنه قد لا يكون مجدياً، ولا مربحاً، التعامل مع أنظمة منغلقة قلقة مارقة دائمة التوتر تحمل الطابع البوليسي، ولا تتمتع بأي قدر من الشعبية والاحترام في أوساط شعبها.

يناء على كل ما تقدم، فأنه لمن الحكمة الشديدة والتعقل الكبير، هذا في حال توفرهما، أن يقوم القذافي بالمبادرة لتسليم نفسه، ودونما مراوغة، للعدالة الدولية، والتنازل عن الحكم فوراً للشعب الليبي الثائر الغاضب، والرجل قد انتهى تماماً، ولا مجال البتة، وأنهار الدماء التي سالت، أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه، فبل السابع عشر من فبراير/ شباط.، رغم إغراءاته ورشوته ووعوده لليبيين بغباء منقطع النظير بالتبرع لهم بالنفط وكأنه يقدمه من مال أبيه، وذلك إنقاذاً لليبيا، وللقذافي وعائلته وأبنائه، من مصير مشابه لمصير صدام حسين.

وفي زنزانة انفرادية في الهايغ سيمضي القذافي بقية عمره الملعون، يكتب مذكراته الخضراء وفذلكاته الغريبة العجيبة السطحية والضحلة، وعندها فقط سيكون بمقدورنا، الاستمتاع بمتابعة مسلسل القذافي، وهو وراء التخشيبة، يلقي النكات التي تدمي القلب، ولا تضحك أحداً على الإطلاق.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يحاكم الطغاة ووزراؤهم، أيضاً، بتهم الإبادة الجماعية ...
- قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق
- خسئتم يا سيادة العقيد
- الراشي والمرتشي في النار
- رشوة الحاكم العربي: لا قانونية ولا أخلاقية الفعل
- الحمير هي الحل
- رأس الأفعى الوهابية: مزبلة الطغاة العرب
- تنازلات الطغاة العرب قي الوقت الضائع
- الطاغية العربي وحيداً ولا يجد من يدافع عنه
- عصابة اللهو الخفي المصرية في قاووش واحد
- سيف الأحلام القذافي: سيف من خشب أتى ليكحلها فعماها
- سقوط الاستراتيجيات الأمنية للأنظمة العربية
- إياكم أن يضحكوا عليكم: لا لرشوة المواطن العربي
- هل جاء دور العقيد الليبي؟
- لن تحميكم أمريكا ولا إسرائيل، ولا ملياراتكم، بل حب شعوبكم
- باي باي: في رثاء معسكر الاعتدال العربي
- هل تكفّر الجيوش العربية عن تاريخها القديم؟
- طوبى للأغبياء: الغباء يصنع المعجزات
- هل تتحرر مصر من حقبة مبارك الوهابية ؟
- تنحوا، طال عمركم، قبل أن تُنحوا، فذلكم خير لكم لعلكم تفلحون! ...


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - إلام يكابر القذافي؟