أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - احمد مصارع - كرامـــــة الإنســـــان















المزيد.....

كرامـــــة الإنســـــان


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 979 - 2004 / 10 / 7 - 08:09
المحور: حقوق الانسان
    


كرامة الإنسان كمفهوم هو الوجه الأوسط من المكعب ثلاثي الأوجه، فإذا دورناه باتجاه العقل لوجدنا مفهوم حقوق الإنسان وإذا دورناه نحو الحس لوجدنا مفهوم الضمير والوجدان وهذا يعطي لكرامة الإنسان مكاناً قلبياً والحقيقة واحدة.
تتمظهر على هذا النحو أو ذاك وحين تتحول المبادئ إلى واقع حياة سياسي اجتماعي تكون الحياة راقية وتستحق أن تعاش بجدارة, ومما لا شك فيه أنها ستكون منتجه ومشاركة بفعالية متزايدة، ابتداء من مسرحها الصغير وصولاً إلى الساحة الدولية.
المقصود بجدار برلين أو سور الصين هو عملية العزل بلا نتيجة لشعوب لا يمكن إلا أن تتفاعل، وأن تتطور بالاتجاه الإنساني، وكل سجن لإرادة الشعوب نحو حياة أفضل هو ضرب من الإعاقة لحركة المجتمعات التي يتسلط عليها أنواع غريبة من الكتب والقمع، والاضطهاد، ويمر الزمن التخلفي بلا مبرر، حين يسود الطغيان غير المشروع وتكون الغاية منه تحدى الحياة بضرب من العبث غير الهادف.
حقوق الإنسان وكل اللوائح الموضوعة أمام الضمير الإنساني الدولي، ليست سوى قوانين يرصدها جماعات وأفراد ومنظمات ودول هي مجموعة قوانين ومبادئ استنتجها ببراعة العقل الإنساني عقب تجارب مريرة من التجاوزات، ومخاض آلام الحروب الدامية، وأقرها على أنها الشكل التشريعي المناسب للتعبير عن الضرورة القصوى في الحفاظ على كرامة الإنسان,ومع إن كرامة الإنسان على كل المستويات واحدة، لأن الحياة واحدة حتماً مع اختلاف مستويات التطور بين البلدان. كما أنها ليست بالمسالة الجديدة التي تظهر لأول مرة فالعقائد الإنسانية والأديان السماوية تتفق إلى حد بعيد مع معطيات حقوق الإنسان والسؤال لماذا تلجأ بعض الحكومات إلى تسفيه تلك المقومات ووضع الحواجز أمام انتشار الوعي بتلك الحقوق الطبيعية وفي أحسن الأحوال تكتفي بقبول تلك المبادئ على أنها حق يراد به باطل أو الوقوف بعقلية تجارية مترددة, تقبل وترفض بقدر ما تجني من أرباح في المساومة على تحقيق أجزاء هزيلة من متطلباتها، أي شروط حقوق الإنسان بل إننا نلاحظ بدون جهد حجماً كبيراً من الإسقاطات النفسية، إلى درجة مرضية انفصامية لأنه في التحليل النهائي من هو المستفيد من تطبيق تلك الشروط الطبيعية الإنسانية على المجتمع الإنساني سوى البلد نفسه، أليس من المشين، بل من العار أن يدعونا المجتمع الدولي، كائناً ما كانت أغراضه – باطل يراد به حق، أم حق يراد به باطل.للرفق بالإنسان المحلي موضوع البحث، إذ ليس من المهم من الذي يدعو إلى احترام وتطبيق شريعة حقوق الإنسان, قدر أهمية تطبيقها وتحويلها إلى واقع خصب لحياة خصبة ذات معان، حياة مثمرة يتفاعل من خلالها المجتمع المحلي ويرتقي سلم الحياة. وإذا كانت مسألة حقوق الإنسان ذريعة، ذريعة فقط لإحداث خلل في سيمفونية الأنظمة الرتيبة فلماذا لا تبادر إلى تنحيتها، وإزالتها من الأصل. مما يقال: إن الذوق والأدب مفضل على العلم، وهذا لا يتنافى مع الفرضية الصحيحة وغير الحتمية في الوجود الإنساني, وبأن الأمم القوية لا تقوم إلا على الأسس الأخلاقية والأدبية الصالحة مع الاعتراف بالتطور الإنساني ونسبية المبادئ واختلاف أشكال قراءتها وتطبيقاتها بين المثال والواقع. أن التفاعل الإيجابي بين القيم الصالحة والواقع الاجتماعي لا يمكن إنكاره في أي مرجعية إيديولوجية كانت وفي كل ظرف زمان ومكان، لأن القوا سم المشتركة بين تلك العوامل لا بد أن تكون صادرة عن الذوق والأدب والأخلاق الحميدة، وبرافعة الضمير والوجدان يحدث مثل هذه العلاقة حتى تغير وتطور مفهوم كرامة الإنسان.
كرامة الإنسان غاية نهائية، وسلم مرحلي يمكن من خلال تحقيق الارتقاء وتعضيد البيان وهو شرط لا بد منه للاستمرار والاستقرار، فالسلم المدني المبني على أساس مراعاة واحترام كرامة الإنسان هو وحده الفضاء الذي يسمح بالعمل الوطني الشامل لأنه أسمنت البناء وحديده القوي، وذلك انطلاقا من التقليد ووصولاً إلى الإبداع الشامل، ومهما كانت أخطاء التجارب. كرامة الإنسان تعني لياقة تجاه الفرد والمجتمع، لياقة ضمير وإحساس بالنفس وبالآخر، بالداخل والخارج وهذا مرتبط بمفهوم الحرية العامة والخاصة وهذه المفاهيم أي كرامة الإنسان وحريته في حالة تكافؤ وهما كمفهومين متضايقين أو وجهين لعملة واحدة لأن ما تنجزه الحرية سيذهب أدراج الرياح، بدون جدوى ما لم تراعى كرامة الإنسان بل إن الحرية ذاتها ستنقلب إلى الحالة العبودية. إن من واجب المجتمع الحر ليس الحفاظ على كرامة الإنسان فحسب، بل استثمارها وتنميتها وإشاعتها كثقافة، ثقافة أكثر ضرورة من إشباع كافة الحاجات الغرائزية التي لن تتضرر من الترشيد الصحيح لها، لأن مفهوم كرامة الإنسان تعني قبل كل شيء السماحة والأريحية، استيعاب الآخر، احترامه وتقديره، وكرامة الإنسان هي في اللياقة والاعتراف باستحقاقات ضميرية وجدانية عميقة الأثر في النفس الإنسانية وفي منظومة التربية الخلقية والأدبية والعلمية, وبذلك نكون قد شملنا مفهوم التربية الاجتماعية والتربية السياسية.. الزعيم العربي حين يهتف: اسحقوهم كالكلاب الضالة، عمن يتحدث ؟ والآخر حين يبكي ويتألم على النملة التي يمكن تداس على الأرض بينما يسحق بلا رحمة جموعاً بشرية لا يمكن لها أن تكون كتلة سياسية معادية له، والآخر حين يستعمل الجيش الوطني لتحرير الوطن من أبنائه، والزعيم الآخر الذي يكون جيشاً شعبياً لتحدى الشعب وسحق مقاومته و...
السؤال ما هذا التناقض الفظيع ؟ من الناحية التاريخية فالأنظمة البرجوازية أو الإقطاعية أو العشائرية أو الليبرالية التي تكونت بعد الاستعمار الحديث أو الانتداب وبما يسمي ( الاستقلال ) تعرضت لصدمات أكثر من تافهة على المستوى الوطني والقومي، وخسرت بما سمي حروب وهي ليست كذلك، انهارت بسهولة فلماذا لا نفكر بالظروف التي كانت سائدة آنذاك ؟ لماذا سقطت تلك الأنظمة تحت مظاهرات الشباب والجيل الصاعد، ولبى النداء العسكريون، وتمت الإطاحة بها بدون مقاومة تذكر والسؤال الذي يفرض نفسه، ترى هل كانت كل الأنظمة ضعيفة حقاً من حيث قدرتها في الدفاع عن نفسها تجاه المواجهة الداخلية، إنني أقترح الجواب بدون تردد.. لا... ولكن موطن ضعفها كان في اعترافها بالهزائم مع المستعمر الأجنبي وبخاصة ( إسرائيل ) وكانت محرجة للغاية، وتعانى من أزمة، أزمة قبولها بالتقصير وعدم لجوئها إلى التحاليل والغوغائية والدعاية المضادة واستخدامها بشكل سليم لوسائل القمع المتوفرة لديها آنذاك ولكنها كانت تعمل بالحد ما دون الأدنى, ولذلك كانت تقف منتظرة بشكل سلبي أن يأتي هؤلاء الأغرار المتحمسون مما سمي حالياً ( الزعماء العرب ) كي يستلموا زمام الأمور، وراحوا يبحثون عن السلامة الشخصية، لأنهم لا يريدون أن يلحق العار بأسماء عائلاتهم أو عشائرهم أو طبقتهم، وهذا ما أسميه بنوع من الضمير الوطني والإنساني، الذي لا يطلب السلطة من أجل السلطة فقط، وحين جاءت الأنظمة الانقلابية الشابة، صنعت حول نفسها هالات من البطولة الواهمة، وغاب منذ ذاك التاريخ الضمير الوطني المسؤل، وحل محله أطماع شخصية، وطموحات فردية مريضة بكل المقاييس وإسقاطات ليس لها من تفسير سوى الانحرافات النفسية المريضة، وما زلنا إلى اليوم نعيش رهان الأنظمة الفاسدة إما كل شيء أو لا شيء, وفي الحقيقة فهم يطلبون اللاشيء بينما الحرب من أجل كل شيء هو مجرد زوابع دخانية والغريب في الأمر أن البعض يحيل الشعار المطلوب كل شيء إلى مهمة للتاريخ وليس للمجتمع الحاضر، وبمعنى آخر فإن عدداً من الأجيال السابقة واللاحقة سيعيش على الهامش في حالة صيام مفتوح للأبد، وفي حالة انتظار بدون شك، لأن أي شك بالنوايا يعاقب عليه القانون بصرامة، وكأن هذا الانقلاب الطارئ، سيبقى طارئا إلى الأبد بل إلى أبد الآبدين, وهذه مبالغات وترهات يدحضها الواقع، وليس من أحد، أي كان سيبقى خالداً، وسيأتي جيل يهزأ منا جميعاً، بل وسيضعنا في خانة التفاهة، أو ينظر إلينا كمستحاثات غريبة من حيث التفكير والسلوك.
الانسحاق والعسف تحت شعار الكرامة القومية والكرامة الوطنية أمر غرائبي حقاً فالقومي عوقب على قوميته والوطني نال جزاء وطنيته، بل إن التقدمي في حكم عليه بمعاداة التقدم، والاشتراكي لكونه لا اشتراكيا والشيوعي كذلك وكلها أشياء لا تستقيم مع الفهم السليم.
كيف يكون الشيوعي معادياً للنظام الاشتراكي هذه مسألة تستحق الدراسة العميقة, ولو زج بهؤلاء وهؤلاء في السجون كما فعلت الأنظمة القديمة لأيام وأسابيع الدراسة يخرجون بعد ذلك أبطالاً في مجتمعاتهم بل أن السلطات نفسها التي سميت رجعية آنذاك وعميلة ومشبوهة كانت تشارك المجتمع فرحه بالإفراج عنهم. وكأن الأمر كان محاولة إخافة بسيطة.. أو اصطناع لموقف جدي يمكن له أن يضمن استمرارها.. لأن الأمر كان محاولات يائسة للتأديب والإخافة لم تنجح لأنها لم تعتمد الصرامة الحقيقة. وجاء الشباب آنذاك وهم كهول اليوم يحملون ألقاب زعماء بالإضافة إلى نياشين انتصارات كوميدية بكل معنى الكلمات، فساقوا الناس إلى السجون زرافاتاً ووحداناً.. مما آثار سروري وإعجابي بأحد السجناء الشيوعيين في بلدنا التقدمي حتى النخاع قوله بعد السجن لمدة خمسة عشر عاماً ( يا ناس.. يا عالم.. هل هذه المدة قليلة وفي السجن ) قوله : كان يكفيني لترك العمل السياسي بأسره أحد الإجراءات التالية . فرك أذني، البصق علي، صفعي بكف واحد لا أكثر، أو رفسة إذا كان ولا بد, ولكنني أمضيت كل هذه المدة أعيش قناعات جديدة لا علاقة لها بتهمتي اللاصقة بي إلى الأبد.. يا إلهي شيء يبعث الأسى حتى بالضمير الميت ! الإنسان هو الإنسان ..... الإنسان ليس حجارة صماء... يقول الحقوقيون والمسؤلون باردو الدم والأعصاب، والدمويون حين يهتاجون ,الإنسان خطير للغاية والمثاليات لا تبين أمة, والخوف خير من الاحترام أو المحبة..
هل جعلتم من أمير ميكافيلي التعس قدوة حسنة، فإلى أي عصر ينتمي هذا الأمير ؟ إن بيننا وبينه والتعاسة التي كان يبني عليها إمارته فجوة واسعة لا يردمها أي عاقل يحب الحياة, والإنسان المعاصر بعد التجارب المريرة. .
بل أن بعضهم يقول: - لا تستمع إلى أقواله أثناء السجن وهو محروم من الحرية. بل أنظر إليه يلعلع خارج السجن دون رهبة ولا خوف ولا احترام. واستغرب أن نظاماً يريد الحياة ويطلب القوة من أجل القوة: لا يعتني بالإنسان الذي لا يهاب ولا يرهب ولا يخضع لسلطان وحتى لا نبالغ كثيراً: إنسان يحمل رأياً مخالفاً ويعتقد لحظتها أن الوطن في خطر... وهو يدفع بأفكاره من أجل وضع أفضل، فأين الخطورة.. ؟
احمد مصارع /الرقة



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامبريالية الجديدة
- عنف الديمقراطية أم ديمقراطية العنف
- الإرهاب
- !هل يوجد بالجنة سيارة عربية
- وراء السطور
- الشــرق الأوســط القراقــوشي
- مــن ألــواح سومــر
- الأصل والبقية تتبع
- المتغير و الثابت في الفاعلية العربية


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - احمد مصارع - كرامـــــة الإنســـــان