أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أيوب - شعب مصر يكتب صفحة ناصعة في التاريخ















المزيد.....

شعب مصر يكتب صفحة ناصعة في التاريخ


محمد أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 10:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل التحية لمصر ولشعب مصر، فقد أثبت شعب مصر أنه جمل المحامل وأنه قادر على التغيير الإيجابي، لقد احتمل شعب مصر الظلم والمعاناة فترة طويلة، حتى أن البعض اعتقد واهما أن هذا الشعب فقد البوصلة، وضل الطريق، وقد تناسى هؤلاء أمورا عديدة، أهمها نضج الظروف الموضوعية التي تمهد الطريق أمام حركة شعبية عارمة تحمي ولا تهدد، تبني ولا تبدد، توحد ولا تفرق، فقد أثبت الشعب المصري أن مصر تحتل مكان القلب من الجسد العربي الذي مر بفترة من السبات العميق، وقد آن لهذا الجسد أن يصحو من غفوة طال أمدها، تململ العملاق العربي في تونس لتأتي الصحوة الحقيقية من مصر العروبة، مصر التي قدم شعبها درسا رائعا لمناذرة الفرس وغساسنة الروم، وأكد أنه لا مجال ولا حياة لأي كيان عربي خارج إطار دولة الوحدة العربية التي تستحق أن تحتل مكانها الطليعي في التاريخ رائدة للأمم والشعوب الإسلامية، أكدت مصر وشعب مصر أن مصر، ومهما جار الزمن، ستظل العقل الواعي والقلب النابض لأمة العرب، صانعة أعظم الحضارات الإنسانية وخير أمة أخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، أمة أرست قواعد العدل والمساواة بين البشر، حين نادى رائدها محمد عليه السلام بأن لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى التي ترتكز على حسن التعامل مع الآخرين وإن خالفونا الرأي والعقيدة، أمة تنبذ العنف والإرهاب، فقد أكدت ثورة مصر أن الإرهاب دخيل على ثقافتنا وحضارتنا، وخصوصا بعد بدء انكشاف حقيقة ما جرى في كنيسة القديسين، والذي يهدف إلى إلهاء الشعب المصري عن قضاياه الملحة، وشد انتباهه إلى الاتجاه الخطأ، واستنزافه في صراع هو أبعد ما يكون عن التفكير في خوضه ضد أخوة شركاء في الوطن والمصير.
كل التحية لشعب مصر وجيش مصر، جيش مصر الذي ينتمي إلى شعب مصر ولا ينتمي إلى أي نظام حاكم، جند مصر هم خير أجناد الأرض، لم يخيبوا أمل الشعب فيهم، حين أثبتوا أنهم الدرع الواقي للوطن وأبناء الوطن، وأن واجب الجيش هو الدفاع عن حدود الوطن، وعن حقوق الشعب وكرامته، ذلك الشعب العظيم الذي ضحى وعانى وصبر على الظلم صبر الجمال، ثم ثار ثورة الجمال فأطاح بقلاع الظلم والسلب والنهب في ضربة فنية قاضية، ليظل الشعب المعلم الأول والأزلي الأبدي، مصدرا للسلطات يفوضها لمن يحافظ على كرامته وحقوقه بعد أن سقطت ترهات التفويض الإلهي التي يتشدق بها البعض لكبح جماح الشعوب، سقطت مقولة التفويض الإلهي والحكومات الربانية في أوربا وعادت الكنيسة مكانا للعبادة في ولم تعد صانعة للسياسة أو مستقبل الشعوب بعد العنف الذي مارسته ضد الشعوب باسم الدين، على الرغم من سماحة الدين، وما محاولة حرق العالم (غاليليو) ببعيدة عن أذهان وعقول دارسي التاريخ، وكما جنى العنف المسيحي على دعاته سيطيح العنف الذي يرتكب باسم الدين الإسلامي بأصحابه ليعود الدين لله والوطن للجميع، كي نظل شركاء في الدم والمصير.
لقد أثبتت ثورة مصر أن رياح التغيير الحقيقي بدأت تهب على الوطن العربي بإرادة شعبية فاجأت أمريكا التي توهمت أنها باتت صانعة التاريخ العالمي، وأنها الإله الذي يقرر مصائر الشعوب في العالم، وربما مصير الكون كله بمجراته وكائناته التي نعرفها أو لا نعرفها، ولهذا يحاول أوباما أن يدعي أنه حان وقت التغيير في مصر، بعد أن أدرك أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، ولو كان أوباما يؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها، لعمل جاهدا من أجل وقف تدخل أمريكا في الشئون الداخلية لهذه الشعوب، السياسة الأمريكية مرسومة وما على أوباما إلا أن ينفذ بروتوكولات هذه السياسة، فقد طالب الرجل الحكومة المصرية القادمة بضرورة الحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل، متناسيا أن السلام الذي يدعيه قد نزع سيادة مصر عن صحراء سيناء وقيد حرية حركة الجيش المصري شرق قناة السويس، وألزم مصر بطلب الإذن من إسرائيل قبل تحريك أية مجموعة من الجيش إلى داخل سيناء، كما تناسى أن اتفاق السلام أجبر مصر على تزويد إسرائيل بالغاز بسعر يقل كثيرا عن السعر العالمي للغاز، وأن تقوم مصر بتزويد إسرائيل بمياه النيل على الرغم من محاولات إسرائيل التأثير على حصة مصر من مياه النيل القادمة من الجنوب ومن هضبة البحيرات.
إن أحداث مصر ستنهي الانقسام في غزة بكل تأكيد، لأن سياسة النظام ساهمت في إطالة أمد الانقسام على الرغم من أن إسرائيل هي المستفيد الوحيد من إطالة أمد الانقسام، وعلى الجميع في فلسطين أن يدركوا أن رياح التغيير بدأت تهب على المنطقة، وأن الرياح الغربية العكسية والمعاكسة لإرادة الشعوب العربية بدأت في الانحسار التدريجي من المنطقة، وأنه لن يكون أمام الغرب سوى احترام إرادة الشعوب العربية في اختيار حكامها وشكل الحكم الذي ترتئيه، وطريقة إرسائها لقواعد المواطنة السليمة وإرسائها لأسس العدل الاجتماعي.
أما جيش مصر العظيم، فإنه يستحق التحية على تاريخه الحافل بالبطولات، منذ حاول بقيادة إبراهيم باشا إرساء قواعد أول وحدة عربية في التاريخ الحديث، مما استنفر قوى العدوان الغربي ضد مصر، فقامت هذه القوى بتدمير الأسطول المصري وإجبار محمد على باشا على تقليص عدد جنود الجيش المصري بحيث لا يزيد تعداده عن ثمانية عشر ألف جندي، وبقي السودان تحت حكم محمد علي، فانتهت نواة أول وحدة عربية في التاريخ المعاصر قبل أن تصبح بادرة، وقبل أن يشتد عودها، وهذا ما حدث مع تجربة الوحدة مع سوريا، فقد تآمر المتآمرون على هذه الوحدة لأن الغرب وأعوانه في المنطقة يدركون أن قوة العرب تكمن في وحدتهم، فوقع الانفصال، وبعد أن تحركت القوات المصرية عبر المتوسط نحو سوريا، أمر الرئيس عبد الناصر بعودة هذه القوات حتى لا تتلطخ أيادي هذا الجيش بدماء عربية إيمانا منه بأن الوحدة العربية لا تفرض بالقوة إنما تأتي تلبية لإرادة شعبية، كما قام الجيش المصري بحماية الثورة اليمنية من قوى الاستعمار والرجعية العربية التي تآمرت عليها.
لقد أطاح الجيش المصري بالنظام الملكي من أجل بناء نظام حكم شعبي يستند إلى المبادئ الستة للثورة، وحمى تنفيذ قوانين يوليو الاشتراكية، وكان قد وقف قبل ذلك في وجه العدوان الثلاثي، فانتصرت إرادة الأمة العربية، وقد تجسدت هذه الإرادة في مشاركة مقاتلين من سوريا في مواجهة هذا العدوان، حين فجر جول جمال العربي السوري نفسه، مع زورق الطوربيد الذي امتطاه، في البارجة جان دارك الفرنسية، وقد كرمته مصر بتسمية أحد الشوارع باسمه تخليدا لذكراه.
كما خاض جيش مصر بالتضامن مع الجيش السوري أول حرب عربية ضد إسرائيل، وكسر أسطورة الجيش الذي لا يقهر حين حقق معجزة العبور العظيم، فاجأ العالم كله بقدرة الإنسان العربي المصري على التفكير والتخطيط والانبعاث من رماد الهزيمة كما ينبعث طائر الفينيق، ولكن هذا النصر العظيم أجهض سياسيا، بعد التنازلات المجانية التي قدمها السادات أثناء المفاوضات المكوكية التي أجراها كيسنجر بين مصر وإسرائيل، وقد فاجأت هذه التنازلات كيسنجر نفسه في ذلك الوقت، لقد انطفأت فرحتنا بأول نصر عربي تحققه الجيوش العربية في التاريخ المعاصر، ولكن جيش مصر سيظل درعا لمصر ولأمة العرب.
إن جيش مصر، بقواته البرية والبحرية والجوية، وهو الجيش الأكبر في الوطن العربي، والدرع الواقي للأمة العربية، مطالب بان يحصن نفسه ضد محاولات لجم إرادته، إن هذا الجيش العظيم مطالب بأن يحمي طموحات الجماهير العربية عموما والمصرية خصوصا في إقامة نظام حكم مدني ديمقراطي يستند على التعددية السياسية، وأن يغلق الباب أمام هيمنة الحزب الواحد على مقدرات الوطن والشعب، حكم ديمقراطي يسعى إلى تحقيق الوحدة العربية على أسس سليمة من المساواة والعدل والديمقراطية.
كل التحية لمصر، ولشعب مصر العظيم، ولجيش مصر الذي يعرف واجبه نحو حماية الوطن والمواطن، والذي لم يطلق طلقة واحدة ضد أبناء الشعب طيلة ثمانية عشر يوما من أيام الاحتجاج والغضب، لأنه يدرك أن واجبه حماية الشعب والوطن، فإلى الأمام يا أبناء مصر الشرفاء على طريق إعادة الهيبة لمصر، وعلى طريق بناء مصر من جديد لتحتل مكانتها التي تستحقها بجدارة حتى تعود قبلة للعرب والمسلمين وكل فقراء العالم المظلومين.
صباح السبت 12/2/2011م



#محمد_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيام الحزن والغضب في مصر
- تونس أيا خضرا .. - محمد أيوب
- موقع الهزيمة في روايات غسان كنفاني
- نقابة الحمير - قصة قصيرة جدا
- كلمة التجمع الوطني الديمقراطي
- تاجر نضال - قصة قصيرة جدا
- نفسي أنسى
- طهارة السلاح بين الماضي والحاضر والمستقبل
- الأحزاب والحريات في مناطق السلطة الوطنية الفسطينية
- الكاتب أحمد عمر شاهين - قراءة في أعماله الروائية - محمد أيوب
- الخامس والعشرين من يناير - استحقاقات وتساؤلات
- الحرباء - قصة قصيرة جدا
- أيها اليساريون .. الفرصة بين أيديكم فلا تضيعوها
- قراءة نقدية في مجموعة يسرا الخطيب القصصية
- خطاب مفتوح إلى من يهمه الأمر في حكومة غزة وحركة حماس
- جذور القضية الفلسطينية - د . أميل توما، عرض وتقديم: د . محمد ...
- جذور القضية الفلسطينية - د . أميل حبيبي -
- غزة إلى أين؟ د . محمد أيوب
- قراءة في التلخيص السياسي الصادر عن اللجنة المركزية لحزب الشع ...
- بين عصا بوش وجزرة أوباما - د . محمد أيوب


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أيوب - شعب مصر يكتب صفحة ناصعة في التاريخ