أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كريم بياني - -أسوأ ما في مصر يقتل أنبلَ ما فيها-... عندما يتواطأ الاعلام مع مؤسسة الأمن القمعية















المزيد.....

-أسوأ ما في مصر يقتل أنبلَ ما فيها-... عندما يتواطأ الاعلام مع مؤسسة الأمن القمعية


كريم بياني

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 15:40
المحور: الصحافة والاعلام
    


الثورة المتقدة في مصر أعادت الى الأذهان من جديد النقاش حول دور الاعلام وحياديته والتزامه، وأعتقد أن الاستاذ محمد حسنين هيكل أختصر ما يجري هناك بهذه الكلمات التي ضمنتها عنوان هذا المقال، والتي يمكن أعادة بناء العديد من التساؤلات عليها: ترى عندما تكون الحالة كما وصفها هيكل، السوء مقابل النبل. الهراوات والسلاح الحي والمولوتوف والقناص والدهس بالسيارات مقابل شباب راق ومتحضر، أعزل لايملك الا صوتا هادرا يطالب بغد كريم، وبرحيل من كتم انفاسه طوال ثلاثين سنة. ترى اين يمكن ان يقف الاعلام؟ في اية منطقة بين الكلمة والرصاصة يمكن أن يختار له مكانا؟ هل يتردد بين الوقوف الى جانب الشرطي ام المواطن الاعزل الذي لايملك الا صوته وفكره ورأيه؟ هل يحق للأعلام أن يعطي لأداة القمع المتمثل في رجل ألامن أو من يُسيّره بأن يعبر عن رأيه بذريعة الراي والرأي الاخر؛ أو شرف المهنة؟ مثلما فعلت الكثير من الفضائيات التي تدعي الاستقلالية؟. إن الحياد الاعلامي يكون بين فريقين يحترمان اسلوب الحوار والديمقراطية. لكن من يواجه الحوار والتظاهر السلمي والحضاري بكل اساليب القمع والترهيب والترويع من دهس وقتل و ضرب واعتقال. هنا لا يبقى للأعلام خيار إلا الوقوف الى جانب الانسان وآدميته المهدَرة.
الثورة القائمة في مصر، هو حدث شديد الخصوصية والاستثنائية، من حيث هذا الكم المليوني من الجماهير التي نزلت الى الشارع والذي تجاوز الخمسة ملايين حسب معظم وكالات الانباء؛ كلها هتاف واحد وهو أن الشعب يريد إسقاط الرئيس وإسقاط النظام. خصوصية واستثنائية الحدث تكمن في هذا المستوى العالي من الفهم والوعي الذي أظهره هؤلاء الشباب وهذا الانتظام والانضباط والسلوك السلمي الحضاري والراقي؛ الذي افقد أجهزة النظام القمعية والاعلامية المرتبطة بها والمتواطأة معها، ما تبقى لها من صواب فتحولت الى عصابة من الهمج والبلطجية البدائيين. ولم يكن مفاجئاً هذا الدور التحريضي المستفز للأعلام الرسمي، الذي كان باهتا ومرتبكا ومتهلهلا. وكان ذلك بطبيعة الحال انعكاسا لعقلية النظام المصري الذي حاول و بغباء شديد تغيير ايقاع العصر، ولشدة غبائه وبدائيته، خيل اليه انه يمكنه مواجهة الانترنيت والفيسبوك والتويتر واليوتوب بالجمال والبغال والبلطجية، فلجأ الى تعطيل شبكة الانترنيت والهاتف المحمول وغلق مكاتب صحفية والتشويش على قنوات فضائية، بل عمد الى قتل الصحفيين واعتقالهم، كل ذلك أظهر أن هذا النظام لايعيش في هذا الزمن بل لايزال يفكر بعقلية قرون خلت. ولكي يدلل على هذه البدائية لجأ الى الخيول والابل أمام أنظار كل العالم وكأن الزمن عاد بنا الى القرون الوسطى وزمن الغزوات، بعد ان فشل جهازه الامني في ممارسة كل أنواع القمع والوحشية بحق المواطنين في الايام الاولى ليتحول عناصره بعدها الى اشباح عاثوا في الشارع المصري فسادا واعتلوا الاسطح كي يغتالوا الصحفيين والمتظاهرين قنصا ومولوتوفا.
فعل كل ذلك بدافع الانتقام، لان الاعلام والصحافة والانترنيت حاولت إظهار هذا الوجه البدائي البشع للنظام واجهزته لكل العالم. لكن رد العصر عليه جاء سريعا وصاعقا.. فكل من في ميدان التحرير تحولوا الى صحفيين، وبدل أن يكون لفضائية مثل الجزيرة مراسلا واحدا في الساحة، بات المئات ومن مختلف ارجاء الميدان ومن جميع شوارع مصر يتصلون بها على مدار الساعة ينقلون أدق التفاصيل التي ماكان بأمكان مراسل واحد ألالمام بتفاصيلها، ومحرك البحث غوغل وفر مجموعة من خطوط ألهاتف لربط الناس مباشرة بموقع تويتر دون الحاجة الى استخدام الأنترنيت، وتدفقت عشرات الافلام واللقطات المأخوذة عن طريق الهواتف المحمولة والكاميرات الشخصية الى الفيسبوك واليوتوب تنقل الجرائم البشعة والتي يقشعر منها البدن؛ قام رجال الشرطة والامن بارتكابها في حق المواطنين الابرياء العزل، فقامت الفضائيات بالتقاط ونقل بعض هذه الافلام. تناسى ألنظام انه يعيش في عصر العولمة والتكنولوجيا الرقمية حيث كل من يمتلك هاتفا محمولا او جهاز كومبيوتر؛ هو صحفي يستطيع ان يوصل الحدث في ثواني الى حيث يطلع عليه الملايين في ارجاء العالم. وهذا ما حدث بالفعل حيث قامت القنوات الفضائية باستخدام ما متوفر على الفيسبوك من أفلام مرسلة من قبل المواطنين كانوا متواجدين بالصدفة في مكان الحدث.
وإزاء مجريات الأمور هذه، كان من البديهي والمنتظر أن يتصدى عدد كبير من المفكرين والادباء والفنانين المصريين لهذا المستوى الهزيل الذي ظهر به الاعلام المصري، ليعلنوا صراحة وقوفهم الى جانب شباب الثورة. وهنا أعود ثانية الى تعليق الاستاذ محمد حسنين هيكل على مشهد يوم الاربعاء حيث الخيول والابل عندما قال: "وكان اقتحام الخيول والجمال والحمير لميدان التحرير رمزا له ـ اي لأسوأ ما في مصر ـ ثم يتحدث عن الذين يقفون وراء هذا المشهد: "الذين فعلوها هم صورة طبق الاصل من الاداة التي استخدموها، حيث لا اتردد في القول انهم اناس لا يختلفون كثيرا عن الدواب التي استجلبوها واطلقوها" وكان للموسيقار عمار الشريعي مداخلة عاصفة مع الفضائية المصرية ومع قناة دريم، شن فيها هجوما لاذعا على اداء الاعلام ومحاولته الاستخفاف بعقول الناس عن طريق قلب الحقائق الموجودة على الارض وسرد الاكاذيب. بل ذهب الى ابعد من ذلك في لقائه مع قناة دريم، بعد أن أعاد شن هجومه الشرس على الاعلام ووزيره، معلنا تضامنه مع ثوار ميدان التحرير الى حد القول: "إن هؤلاء ألشباب حولنا من كلاب وبهائم و قطعان ماشية تُهَبهب؛ الى آدميين نتكلم" وهو نفسه الذي قال في مداخلة اخرى مع القناة نفسه: " عندما انقطع الأنترنيت احسست أننا بهائم" والمخرج السنمائي خالد يوسف لخص سلوك الاعلام الرسمي المصري بأنه مارس عهراً إعلامياً حاول الايقاع بين ابناء الشعب الواحد.
من جانب اخر حاول بعض الاقلام والحناجر الماجورة والمحسوبة على الكتاب والفنانين ـ كما هو الحال في جميع الدكتاتوريات والسلطات القمعية ـ تشويه هذه الصورة الراقية والمشرقة والمشَرّفة لشباب ميدان التحرير وانبروا للدفاع عن رأس النظام داعين الى عدم اهانة الرئيس متحدثين عن الكرم والشرف العسكري. طالبين من الشعب ان يكون كريما مع رئيسه، هذا الرئيس الذي لم يحترم شرفه العسكري ولم يكن في يوم من الايام كريما الا مع مقربيه والقطط السمان من حزبه، لقد جوع الشعب وحرمه من مستلزمات العيش الكريم واهدر اموال الدولة على حفنة من المفسدين، وعندما تناهت وقع احذية الجياع الى اسماعه التي كانت صمّاء طوال ثلاثين عاما بدأ يتباكى و يتسول و يستجدي هذه الاشهر المتبقية من ولايته بحجة الاشراف على التغيير الدستوري وكأن عجلة الزمن سوف تتوقف إن لم يكن هو مشرفا عليه، وأي تغيير دستوري وهو الذي كان يعبث بالدستور متى ما شاء و كيفما شاء؟ يحذف بنودا ويضيف بنودا حسب مقاسات مُخّه. وياتي الان ليقول أن هذه الاشهر الباقية تتطلب وجوده. وهنا ادعوا القراء الى دخول اليوتوب والفيسبوك كي يكتشف كم كان هذا الرئيس واجهزته القمعية كرماء مع الشباب المصري، كي يتيقن كم كان الاعلام المصري متواطئا مع اجهزة القمع وكيف التقت مصالح الاقلام والحناجر المدفوعة الاجر مع مصالح القامعين والفاسدين. كل ذلك كان يحدث بعلم الرئيس وتحت سمعة وبصره. والذي كان مهوساً بجمع المليارات في بلد يعيش اكثر من ثلث سكانه تحت حد الفقر. فكيف يُطلب من هذا الشعب أن يكون كريما مع هذا الرئيس. إن الرئيس الذي لم يحترم شرفه العسكري وشرف وكرامة شعبه لا يستحق الشرف وخير مكافأة له على نهاية خدمته هو الرجم بفردة حذاء مهترىء لمصري شريف جائع.



#كريم_بياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق تقرير المصير.. حلم أجيالنا.. دعونا نمنحهُ إمكانية التحقيق
- جلسة البرلمان واغتيال مبادرة رئيس الاقليم
- إبراهيم اليوسف.. شجرة الكينا وفؤوس القبيلة*
- الراحل عوني كرومي وتجربته الاولى مع المسرح الكردي
- في ألذكرى الأولى لرحيل عوني كرومي: ألموت أحتجاجا على أغتيال ...
- المستشارون الجحوش لم نرَهم في قفص الاتهام، فهل نراهم شهودَ م ...
- العلم.. واليشماغ الكردي .. و.. الله اكبر
- رسالة مفتوحة الى السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان
- التوافق.. هذا ألبنيان ألمقيم على الثلج
- يوم السقوط... احتلال مدينة محتلة
- الذي يلعب دور البارزاني ينبغي ان لايكون ممثلا
- الانسان هو أبخس الاشياء ثمنا في العراق
- ابراهيم الجعفري: ليس في حياتي ان اتنازل للآخرين
- عمارة يعقوبيان... نحن في زمن المسخ، القرود وحدها هي التي ترق ...
- الفلم الكردي (أوان النرجس) يشارك في الدورة ال 56 لمهرجان برل ...
- الرسوم الكاريكاتورية..بين حرية التعبير والحرية المسؤولة المت ...


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كريم بياني - -أسوأ ما في مصر يقتل أنبلَ ما فيها-... عندما يتواطأ الاعلام مع مؤسسة الأمن القمعية