أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم بياني - ابراهيم الجعفري: ليس في حياتي ان اتنازل للآخرين














المزيد.....

ابراهيم الجعفري: ليس في حياتي ان اتنازل للآخرين


كريم بياني

الحوار المتمدن-العدد: 1472 - 2006 / 2 / 25 - 07:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(البيان الصحفي لمجلس الوزراء يوم 21.02.06 عقب لقاء رئيس الوزراء الكتور ابراهيم الجعفري بوزير خارجية بريطانيا جاك سترو والمنشور على موقع الحكومة العراقية والتي قامت جريدة الصباح بنشر مقتطفات منه).
الشيء المثير الذي لفت انتباهي في هذا البيان هي تلك الجملة الخطيرة التي وردت في سياق حديثه عن الضغوط وردا على احد الاسئلة عندما قال: (ليس في حياتي ان اتنازل للاخرين).
اذا كان يقصد بالاخرين امريكا فمجريات الامور ونتائجها لحد الان تؤكد وبما لايقبل الشك والنقاش ان الرجل لا يستطيع ولا يملك الا ان يتنازل ويطيع ليس هو فقط ولكن كل من يتهيأ له انه رجل دولة في العراق او مشارك في الحكم. والا سيجد نفسة خارج المعادلة السياسية في البلد ولا اظنني بحاجة الى سرد الامثلة، حتى لو كان هذا الرجل مرشح قائمته بفارق صوت واحد!!
اذا كانت السياسة هو علم ادارة المدينة (الدولة) او اذا كانت هي حكم المجتمعات الانسانية او هي كيفية ادارة شوؤن الناس على حد قول السيد صادق الشيرازي في الحرب والسلم، والاخذ والعطاء والشدة والرخاء وغير ذلك او اذا كانت بالمفهوم الدارج هي فن ممارسة الممكن فأن كل هذه التعريفات والمفاهيم تلزم السياسي بتقديم التنازلات والمناورة والتضحية ببعض المكاسب بغية الوصول الى حلول وسط لأنقاذ ما يمكن انقاذه حفاظا على مستوى من العلاقات الدولية تضمن للدولة سيادتها وتحمي امنها وتكفل للمواطنين حياة مدنية وحرة في ظل القانون وتوفير الخدمات الاساسية التي يجب ان يتمتع وينعم بها كل حر في دولة مستقلة وذات سيادة. اما عندما يقول من بيده تسيير أمور هذه الدولة ان ليس هنالك في حياته مجال كي يتنازل فيه للاخرين، فأنه يعرض المعادلة اعلاه للخطر مجازفا بذلك بأمن الدولة وأمن المواطن على حد سواء، هذه هي حال الدولة المستقلة والتي تملك قرارها السيادي فما بالك بدولة ناقصة السيادة ان لم نقل عديمتها.
ولنساير الرجل خطوة اخرى خاصة وانه قدم نفسه على انه القوي الامين لنسأله ونتسائل معه: هل هنالك يا ترى رئيس وزراء دولة مستقلة وذات سيادة مهما كانت قوتها و حجمها يتنازل ويسمح لسفير دولة اخرى معتمد لديها مهما كانت قوتها وحجمها ان يكون القاسم المشترك والضيف الدائم في معظم جلساتها الرسمية والغير رسمية، الثنائية والمشتركة، الداخلية والخارجية، سواء اكانت على صعيد البرلمان او رئاسة الدولة او رئاسة الوزراء وحتى الاجتماعات المشتركة بين الاحزاب والكتل السياسة؟! ثم نتسائل هل هنالك رئيس وزراء دولة مستقلة وذات سيادة يتنازل ويقبل على نفسه بأن تقوم سفارة دولة ما معتمدة لديها بأن تحتل احدى رموز سيادتها وهيبتها متمثلة في قصرها الجمهوري؟! او هل هنالك رئيس وزراء دولة مستقلة وذات سيادة يتنازل ويسمح بأن يكون برلمانه و مجلس وزرائه ووزاراته يمارسون اعمالهم ضمن مساحة محددة وتحت حراسة امنية من قوات دولة؟!. هل هنالك رئيس وزراء دولة ذات سيادة او تسعى لأن تكون ذات سيادة يتنازل ولا يستطيع لمرة واحدة فقط اثباتا لوطنيته أن يطلب من قوات الاحتلال مجرد التفكير بأنهاء احتلالهم او حتى وضع جدول زمني بذلك؟! متذرعا بقرار مجلس الامن 1546 الذي ينص على ان بقاء هذه القوات محكوم بأرادة الحكومة العراقية، ناسيا ومتناسيا أن امريكا في مجلس الامن هي التي تضع مشاريع القرارات ثم تمارس الضغط كي تصدر هذه القرارات بالصيغة التي تريد، وهل هناك عاقل يقتنع بأن امريكا تسمح برئيس وزار لايتنازل كي يتولى امور (الحكم)؟، اذن لنصصح العبارة ونقول ان بقاء القوات محكوم بأرادة الحكومة العراقية المعينة من قبل هذه القوات نفسها عن طريق انتخابات كالتي جرت، والتي شهد الجميع على مدى (شفافيتها) و (نزاهتها)!!.
لا اريد في الاسترسال بسرد تفاصيل اخرى على التدخل الامريكي لأنها تؤكد جميعها أن من يعتقدون انهم يحكمون العراق اليوم لايملكون الا اطاعة المحتل فقط!
لكن ذلك ايضا ليس بالامر ذو الاهمية القصوى بالرغم من خطورته وآثاره السلبية أن كانت اجتماعية ام تربوية، على افتراض ان الاحتلال حالة مؤقتة واستثنائية لا تلبث الامور ان تعود الى نصابها والسيادة الى من يحلمون بها.
الامر الخطير في هذا التصريح انه ينطوي على فكر سياسي مستبد لايقبل الاخر وانذار بأن صاحب هذا الفكر يسير في طريقه الى ان يصبح دكتاتورا. ان عدم التنازل للاخرين معناه البقاء وما على الاخرين الا ان يتنازلوا او يرحلوا، وهذا هو بالتحديد الشعار الذي جاء به البعثيون غداة استيلائهم على الحكم عندما قالوا جئنا لنبقى، ولانهم كانوا محكومين بهذه العقلية الاقصائية قامو بتنفيذ هذا الشعار بأبشع صوره وذلك بأزاحة واقصاء كل الاخرين قتلا وتشريدا وابادة وتغييبا في السجون او دفنا في مقابر جماعية، حتى الجغرافيا عندما كانت تقف حائلا في طريقهم وتشكل خطرا على بقائهم كانوا لايترددون في ازالة معالمها فجففوا الاهوار والانهار وأزالوا القرى وجرفوا البساتين وأحرقوا الزرع الشجر، فأعادوا بذلك البلد الى الوراء قرونا عديدة، فهل يا ترى يريد السيد الجعفري أن يكمل ما بدأه البعث ويدخلنا ثانية في دوامة القهر والعنف والدم من خلال ثنائية (الذي يبقى والذي يرحل). انه بتصريحه هذا قرر البقاء وعدم التنازل وهو بعد مؤقت لايملك حق الجلوس على الكرسي الا بفارق صوت واحد داخل قائمته، فلا ندرى كيف سيحكم رئيس وزراء لا يحضى بأجماع كتلته الانتخابية؟ وكيف سيكون عليه الحال بعد اربعة اعوام اذا قرر ان يحكم بهذه العقلية المنغلقة والغير متسامحة والغير معترفة بالاخر؟ انه يستطيع أن يبقى ويحكم ولايتنازل لاحد شريطة ان لايكون هذا الاحد امريكا!.
كل الدلائل تشير الى ان ظلمة النفق الذي نحن فيه ستكون اشد حلكة وسوادا.





#كريم_بياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمارة يعقوبيان... نحن في زمن المسخ، القرود وحدها هي التي ترق ...
- الفلم الكردي (أوان النرجس) يشارك في الدورة ال 56 لمهرجان برل ...
- الرسوم الكاريكاتورية..بين حرية التعبير والحرية المسؤولة المت ...


المزيد.....




- كيف علّقت وسائل إعلام روسية على محادثات ترامب وبوتين؟
- ترامب يكشف شروط بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا بعد قمة ألاسك ...
- سماع دوي انفجار في منطقة المزة بدمشق ناجم عن انفجار عبوة ناس ...
- ألمانيا تقترح عقد قمة ثلاثية في أوروبا بين ترامب وبوتين وزيل ...
- يفهين ميكيتينكو لفرانس 24: العرض الروسي بالانسحاب من دونيتسك ...
- فرنسا تعلن تواصلها مع مالي للإفراج عن موظف سفارتها المعتقل ه ...
- ما هي أهم ردود فعل القادة الأوروبيين بعد قمة بوتين-ترامب في ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن عن تحضيرات لنقل السكان المدنيين من منا ...
- وفاة شابة من غزة جوعا بعدما وصلت إلى مستشفى في إيطاليا
- ماذا يعني استبعاد أكثر من 400 مرشح للانتخابات البرلمانية الع ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم بياني - ابراهيم الجعفري: ليس في حياتي ان اتنازل للآخرين