أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - الافلاس الفضيحة لليبيرالية الغربية وأذنابها في البلاد العربية















المزيد.....

الافلاس الفضيحة لليبيرالية الغربية وأذنابها في البلاد العربية


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 3270 - 2011 / 2 / 7 - 20:33
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لدى انهيار المنظومة السوفياتية والاتحاد السوفياتي على ايدي الطابور الخامس الستاليني والنيوستاليني، الذي كان يتحكم بتلك البلدان بأسم "الاشتراكية"، "هيّصت" البروباغندا الغربية وصمـّت اسماع العالم زعيقا ونهيقا حول انتصار الليبيرالية و"الدمقراطية" الغربية عموما والاميركية خصوصا. وتحت قرع طبول الليبيرالية و"الدمقراطية" باشر الطاغوت الاميركي غزو العالم من جديد، بدءا من افغانستان والعراق. وسارعت الليبيرالية في البلدان العربية، بما في ذلك قطاعات واسعة من "المثقفين" والقواعد المضللة من الشيوعيين المسوفتين، للانضمام الى كتائب الموت الاميركية، باسم الدمقراطية وحقوق الانسان وحقوق الامم والعولمة والمبادرة الحرة وكل قاموس الدجل والتضليل الاميركي. ولكن بعد مضي كل هذه السنوات على احتلال افغانستان والعراق، ناهيك عن الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين و(حتى الامس القريب) للبنان، فإن الغرب الامبريالي ـ الاميركي ـ الصهيوني لم يقدم للشعوب العربية والاسلامية المظلومة سوى القهر والقمع والموت والتجويع والتشريد.
وفي اعقاب احداث تونس التي انتهت بسقوط نظام بن علي، والاحداث الدراماتيكية في مصر، "هيصت" البروباغندا الغربية مرة اخرى، بأن الفرصة قد واتت "الدمقراطية" الغربية من جديد لتقدم حلولها السحرية بدون اجتياح واحتلال هذه المرة، وشخص الليبيراليون العرب واضرابهم في البلدان الاسلامية المهددة بالزلازل الشعبية، ـ شخصوا بأبصارهم من جديد نحو اميركا واوروبا، بانتظار ان تقدم لهم الحلول السحرية التي تأخذ بيدهم ليركبوا بدورهم على ظهور الشعوب العربية والاسلامية المظلومة.
واذا عدنا بالذاكرة التاريخية قليلا الى الوراء، نتذكر انه في يوم 24 تشرين الاول (بالتقويم الشرقي القديم) 1917، عشية اقتحام البروليتاريا الروسية لقصر الشتاء (مقر الحكومة البرجوازية) في بتروغراد، قال لينين: "اليوم يكون باكرا؛ وغدا يكون متأخرا" ودعا الى اعلان الثورة في تلك الليلة التاريخية التي كان سينعقد فيها مؤتمر السوفياتات (المجالس) الشعبية؛ وفيما بعد كتب الصحفي الشيوعي الاميركي جون ريد الذي كان شاهدا عيانا على احداث الثورة، كتابه الشهير "عشرة ايام هزت العالم" الذي رصد فيه نبض التاريخ في تلك الايام المعدودة.
وبالمقارنة مع ما يجري حاليا في مصر، ونظرا للوزن الكبير، الجغرافي والدمغرافي والاقتصادي والسياسي والعسكري، لهذا البلد وشعبه العظيم، ينبثق منطقيا سؤال مركب، ستراتيجي ومصيري، هو:
ـ من الذي سيخرج منتصرا في المواجهة الجارية بين نظام مبارك الموالي لاميركا و"صديق" اسرائيل، وبين جماهير المعارضة المصرية بكل اطيافها القومية والاسلامية واليسارية والليبيرالية؟ وماذا سيحدث بعد ذلك؟
للاسف (اذا كان يصح الاسف في حضرة التاريخ) لا يوجد في مصر لا لينين ولا حزب لينيني يدعو الى الانتفاضة الشعبية المسلحة والى اقامة حكم شعبي ثوري حقيقي يقلب نهائيا النظام العبودي السائد في مصر من ايام الفراعنة الى اليوم. وللاسف ايضا ان الذي يطفو على سطح الهبة الشعبية العارمة في مصر هو المعارضة الليبيرالية الذي اقصى ما تطمح اليه هو اخذ حصتها من النظام القائم.
وان المتتبع للاحداث الجارية يرى بأم العين المأزق الذي تتأرجح فيه "الليبيرالية" الغربية والعربية، التي تعرف تماما انها لا تملك ان تعطي الشعب المصري، ولا اي شعب مظلوم آخر، سوى القهر والقمع والاستبداد والسجون والتعذيب والاستغلال والاستعمار والنهب والسلب والفساد والتفرقة والمذابح الطائفية وطبعا... التطبيع و"السلام" مع "فرقة الموت" الكبرى المسماة: اسرائيل.
ويتبدى هذا المأزق بشكل نموذجي في الموقف الذي تقفه قيادة وكوادر الجيش، التي ـ باسم "الوطنية" الكاذبة ـ تقف "على الحياد" او "على مسافة واحدة" من جماهير شعبها المظلوم، من جهة، وبلطجية النظام الدكتاتوري الحليف لاسرائيل واميركا، من جهة ثانية. وهذا يثبت مرة اخرى انه ليس في البلدان العربية والاسلامية "جيوش وطنية"، بل يوجد "جيوش نظامية"، اي جيوش مرتزقة تابعة للنظام الذي اوجدها كي تخدمه وتحافظ عليه. واذا كان يوجد وطنيون، وهم كثر، في صفوف الجنود والضباط العرب، فهم "وطنيون" بقناعاتهم وعلى مسؤوليتهم. وحتى حينما غدر نظام السادات بتضحيات الجنود والضباط الشرفاء في حرب تشرين 1973، ووقع اتفاقية كامب دايفيد مع اميركا واسرائيل، فإن الجيش، كجيش، التزم بسياسة النظام وبقي يطبق حالة الطوارئ، ليس بحجة حالة الحرب مع اسرائيل كما كانت الكذبة سابقا، بل بحجة المحافظة على حالة "السلام" مع اسرائيل.
وعبثا تنتظر الجماهير المحتشدة في ميدان التحرير في القاهرة الحلول التي لن تأتي لا على ايدي الجزارين والخونة من جماعة النظام "النادمين" ولا على ايدي شخصيات المعارضة الموالين لاميركا واصدقاء اسرائيل.
وفي ظل هذا الجو الترقبي ـ التساؤلي، وتبدل وتفاوت المواقف الغربية من الاحداث المصرية، كتب الفيلسوف وعالم الاجتماع السلوفيني، سلافوي جيجيك، مقالا في جريدة "الغارديان" البريطانية يعبر تماما عن مأزق الليبيرالية الغربية. وجاء فيه:
"ان ما لا يمكن سوى ملاحظته، في انتفاضتي تونس ومصر، هو الغياب المثير للتساؤل للاصولية الاسلامية. ففي التقاليد العلمانية الدمقراطية الجيدة، ينتفض الناس ببساطة ضد نظام قمعي، وضد الفساد والفقر، ويطمحون الى الحرية والامل للاقتصاد. والحكمة المثيرة للسخرية المرة لدى الليبيراليين الغربيين، تتلخص في اعتقادهم ان الموقف الدمقراطي الحقيقي في البلدان العربية يقتصر على نخبة ضيقة من الليبيراليين، في حين ان الجماهير الواسعة يمكن تعبئتها فقط عبر التوجهات الاصولية الدينية والقومية. وقد اثبتت هذه الحكمة خطأها. والسؤال الرئيسي هو: ماذا سيحدث لاحقا؟ ومن سيخرج منتصرا سياسيا؟ حينما تم تعيين الحكومة المؤقتة في تونس، استبعد منها الاسلاميون واليسار الراديكالي. وكانت ردة فعل الليبيراليين الراضين كما يلي: حسنا، هذا في الاساس هو الشيء نفسه، اي ان الامر يتعلق بتطرفين توتاليتاريين. ولكن هل الامور هي بهذه البساطة؟ أليس التناقض الدائم الحقيقي هو على وجه التحديد بين الاسلاميين واليساريين؟ وحتى اذا كانا في الوقت الراهن موحدين ضد النظام، فما ان يتم التوصل الى الانتصار، فإن وحدتهما تتحطم وتندلع بينهما معركة مميتة، على الاغلب بلا هوادة واكثر شدة من المعركة ضد عدوهما المشترك.
"ألم نكن شهودا على معركة من هذا النوع بعد الانتخابات الاخيرة في ايران؟ فالذي اعلنه مئات الالاف من انصار الموسوي هو تأييدهم للامل الشعبي من ثورة الخميني بالحصول على: الحرية والعدالة. وحتى لو كان ذلك املا طوباويا، فهو كان يكمن في اساس الانفجار الصاعق للابداع السياسي والاجتماعي، والتجارب التنظيمية والمناقشات بين الطلاب والناس العاديين. وهذا الزخم الحقيقي للتطلع نحو التغيير الاجتماعي، الذي انطلق بشكل لا سابق له، وفي اللحظة التي بدا فيها ان كل شيء هو ممكن، جرى خنقه بالتدريج عن طريق تولي السيطرة السياسية من قبل المؤسسة الاسلامية. ولكن حتى في حالات الحركات الاسلامية الظاهرة ينبغي ان لا يفوتنا النظر الى المكون الاجتماعي. فعادة، على سبيل المثال، يتم تعريف الطالبان بأنهم مجموعة اسلامية متطرفة، تفرض نظامها بواسطة الارهاب. ولكن حينما استولوا على وادي سوات في باكستان سنة 2009، اعلنت "نيويورك تايمز" انهم خططوا لـ "ثورة طبقية، تم فيها استغلال الهوة العميقة بين مجموعة ضيقة من ملاك الاراضي الاثرياء وبين المستأجرين الذين لا يملكون ارضا". واذا كان الطالبان، باستفادتهم من الحال المزرية للمزارعين، قد اوجدوا، حسب كلمات "نيويورك تايمز": "تحذيرا من المخاطر التي تنتظر باكستان، التي لا تزال بلدا اقطاعيا بشكل اساسي"، فما الذي يمنع الليبيراليين الدمقراطيين التابعين للولايات المتحدة الاميركية في باكستان ان "يستفيدوا" بالطريقة نفسها من الاوضاع الصعبة للمزارعين المحرومين من الارض، وان يحاولوا مساعدتهم؟ الا يعيق هذا بالضبط كون القوى الاقطاعية في باكستان هي الحليف الطبيعي للدمقراطية الليبيرالية؟
"والاستنتاج الحتمي الذي ينبغي التأكيد عليه، هو ان بروز الاسلامية الراديكالية هو دائما الوجه الاخر لاختفاء اليسار العلماني في البلدان الاسلامية. وحينما يتم تصوير افغانستان بوصفها بلدا على درجة عالية من الاسلامية الاصولية، من ينسى انه قبل 40 عاما كانت افغانستان بلدا ذا تقاليد علمانية قوية، بما في ذلك وجود حزب شيوعي قوي، استطاع اخذ السلطة بدون دعم الاتحاد السوفياتي؟ اين اذن ذهبت التقاليد العلمانية؟
"ومن الاهمية بمكان ان ننظر الى الاحداث في تونس ومصر (وربما في اليمن، وحتى، وهذا ما يعطينا املا اكبر، في السعودية)، على اساس هذه الخلفية. فاذا افترضنا ان الوضع استقر، بحيث ان النظام القديم يستمر في البقاء، مع اجراء عملية تجميل ما، ليبيرالية، فستتولد عن ذلك حمى هذيان اصولية لا يمكن التغلب عليها. فلأجل انقاذ المخرج الليبيرالي لوراثة النظام، فإن الليبيراليين هم بحاجة للمساعدة الاخوية من قبل اليساريين الراديكاليين.
"ولنعد مجددا الى مصر: ان ردة الفعل الانتهازية الاكثر عارا وخطرا، هي ما صرح به طوني بلير امام سي ان ان، وهو ان التغيير هو محتم، ولكنه ينبغي ان يكون تغييرا مستقرا. والتغيير المستقر في مصر اليوم يمكن ان يعني فقط اجراء توسيع طفيف في الاطار القيادي. لان الحديث عن الانتقال السلمي بعد الان لم يعد يعدو كونه كلاما فاحشا: ذلك ان مبارك ذاته، حينما قام بسحق المعارضة، جعل ذلك غير ممكن. فبعد ان ارسل مبارك الجيش ضد المحتجين، اصبح الخيار واضحا: اما اجراء عملية تغيير تجميلية، بحيث يتم تغيير ما مع ابقاء كل شيء على ما هو عليه، واما القيام بانقلاب حقيقي. وبالتالي الان هو الوقت لقول الحقيقة: لا يمكن ان ندعي، كما كان الامر في الجزائر قبل عشر سنوات، ان السماح باجراء انتخابات حرة حقيقية هو مساو لمنح السلطة الى الاصوليين الاسلاميين. كما ان هناك محذور ليبيرالي آخر، وهو انه في حال رحيل مبارك، فلن تأتي الى السلطة اية قوة سياسية منظمة. وبالطبع ان الامر ليس كذلك: فإن مبارك قد حرص على ان يقلص اية معارضة كانت الى درجة حالة دمقراطية هامشية، بحيث ان النتيجة اصبحت اشبه شيء بعنوان الرواية الشعبية لاغاتي كريستي "لم يعد يوجد اي شيء"(1)!. والحجة التي تستخدم لصالح مبارك ـ اما هو، او الفوضى ـ هي حجة تنقلب عليه. فرياء الليبيراليين الغربيين هو مذهل: فهم في العلن يؤيدون الدمقراطية، وفي الوقت ذاته فإنهم الان، حينما انتفض الناس ضد الطغاة ومن اجل الحرية العلمانية والعدالة، وليس لدعم الدين، اصيب جميع الليبيراليين بحالة من القلق العميق. لماذا هم قلقون، ولماذا هم ليسوا سعداء بأن الحرية نالت فرصة؟ الان اكثر من اي وقت مضى يصح الشعار القديم لماو تسي تونغ: "توجد فوضى كبيرة تحت السماء ـ ان الوضع هو رائع". الى اين يجب ان يذهب مبارك؟ ان الجواب هنا ايضا هو واضح وهو: الى (محكمة ـ ج.ح.) لاهاي. واذا كان اي زعيم يستأهل ان يذهب الى هناك، فينبغي ان يكون هو". (انتهى مقال جيجيك في الغارديان).
ان سلافوي جيجيك، اليساري الاوروبي الشرقي المؤيد للحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي، يرى ان الحل هو في الليبيرالية الدمقراطية الغربية، على ان تكون ـ حسب رأيه ـ حقيقية. ومن خلال هذه النظرة ذاتها يقترب من وضع اليد على الجرح الغائر الذي تمثله المسألة الاجتماعية، اي مسألة الفساد والاستغلال والتمايز الاجتماعي، المرتبطة بمسألة الاستبداد والقمع. ومن ثم فهو يعارض الحل الشكلي الذي يقترحه طوني بلير، والمتمثل في اجراء عملية تجميل شكلية للنظام المصري ذاته. ويرى جيجيك انه من الضروري (واخذا بالاعتبار التجربة العراقية: ومن الممكن) التفاهم بين الليبيراليين الموالين لاميركا (كالبرادعي وعمرو موسى وامثالهما) وبين ما يسميه اليسار الراديكالي، كالشيوعيين الذين كانوا يسيرون في ركاب القيادة السوفياتية (الغورباتشوفية) السابقة. ولكن جيجيك، عن قصد او غير قصد، يعمى او يتعامى عن رؤية الحقائق التالية:
ـ1ـ ان المسألة الاجتماعية، الفساد والاستغلال والتمايز والاثراء الفاحش والفقر والاملاق، هي مرتبطة بشكل عضوي بالمسألة السياسية والاستقطاب السياسي، بما في ذلك التنظيمات والتيارات الاسلامية الاصولية او المعتدلة، التي هي جزء لا يتجزأ من المجتمع في البلدان العربية والاسلامية، وتتأثر به كما يتأثر بها.
ـ2ـ ان المسألة السياسية ترتبط ارتباطا وثيقا بالمسألة الوطنية والقومية. فالطبقات الحاكمة، اللادمقراطية والقمعية والاستبدادية والدكتاتورية، التي هي نفسها الطبقات الاستغلالية المتميزة الفاسدة والغنية، هي موجودة وتستمر في الحكم والتسلط والنهب والاثراء الفاحش على حساب الشعوب العربية والاسلامية المظلومة، بفضل وبقوة الحديد والنار للاحتلال الامبريالي، وابشعه واكثره عريا وانفضاحا الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، واليوم: الاحتلال الاميركي لافغانستان والعراق. فعصابات الاستغلال الطبقي والفساد والسلب والنهب والاثراء الفاحش (كجماعة كرزاي وامراء الحرب والطوائف وشيوخ العشائر الموالين للسلطة المتأمركة في افغانستان والعراق، وجماعة 14 اذار في لبنان، وجماعة اوسلو في فلسطين، وجماعة مبارك وكل "القطط السمان" في مصر الخ)، هم انفسهم انصار الخط الموالي لاميركا واسرائيل والداعمون المكشوفون او المستورون للاحتلال الاميركي ـ الاسرائيلي.
ـ3ـ ان التصدي لمهمات التغيير الدمقراطي ضد الفساد والاستغلال والاستبداد، يقتضي حتما التصدي لقوة الاحتلال الاميركي ـ الاسرائيلي، ولسياسة الهيمنة الدولية الاميركية ـ الصهيونية.
ـ4ـ ان الشعارات الغربية الهستيرية المريضة ضد ما يسمى "الاصولية الاسلامية" هي (وكما كانت في السابق الشعارات ضد: الشيوعية الهدامة) شكل من اشكال التعمية والتضليل لتغطية الطبيعة الحقيقية، القومية ـ الاجتماعية، للصراع، اي الصراع، من جهة، ضد الاحتلال والاستعمار والامبريالية والصهيونية، والصراع، من جهة ثانية، ضد الاستغلال الطبقي والفساد والاثراء الفاحش ونهب الجماهير الشعبية ونهب الثروات القومية للبلدان العربية والاسلامية لحساب اميركا الشمالية واوروبا الغربية والصهيونية العالمية.
ومع ذلك لا بد ان نسجل ان مواقف سلافوي جيجيك، بوصفه احد المعبرين عن اليسار الاوروبي الشرقي (الشيوعي سابقا)، تمثل خطوة متقدمة جدا عن مواقف الخونة المفضوحين للدمقراطية والعمال والفئات الشعبية، امثال طوني بلير وكلينتون واوباما. ولكن تعامي بلير وكلينتون واوباما، و"شقيقهم الصغير" المشاغب جيجيك، عن رؤية الحقائق التاريخية كما هي، يدل على الافلاس التام لليبيرالية الغربية، وعجزها عن ان تكون دمقراطية كما تدعي، وتحولها ـ في احسن الحالات ـ الى "عطـّار" مفلس لا اكثر، مهمته اعطاء آمال كاذبة للجماهير عن طريق تجميل وجه الاحتلال والاستعمار والرأسمالية والامبريالية والصهيونية. ويكفي ان نرد عليهم بقول شاعر عربي قديم:
"لا يصلح العطار ما افسد الدهر!"

ـــــــــــــــــــ
(1) هذه الرواية ترجمت الى العربية بعنوان "عشرة عبيد صغار".

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان الوطني المقاوم في مواجهة مؤامرة التعريب والتدويل
- أميركا و-عقدة فيتنام-!
- ميلاد السيد المسيح: المنعطف التاريخي نحو تشكيل الامة العربية
- كوريا الشمالية: العقدة العصيّة في المنشار الاميركي
- إشكاليات المسألة الاميركية امام محكمة التاريخ
- اوروبا تتجه نحو التمرد
- الازمة الرأسمالية العامة لاميركا والزلزال -الافيوني الالكتر ...
- الامبريالية والشعب الاميركيان
- التبدلات الديموغرافية ومضاعفاتها المرتقبة في اميركا
- الامبريالية والعنف
- الهيمنة العالمية لاميركا: بداية النهاية..
- التقسيم الامبريالي الرأسمالي لاوروبا
- تقرير معهد SIPRI يؤشر الى مرحلة تفكك الامبريالية
- بداية انحسار موجة العداء للشيوعية في المانيا
- بعد 20 سنة: الشيوعيون القدامى يطالبون بتجديد الدعوى حول احرا ...
- لبنان الوطني المقاوم حجر الاساس لنهضة عربية حقيقية
- الثلاثة الاقمار اللبنانيون الكبار في سماء الشرق
- إزالة المسيحية الشرقية: هدف اكبر للامبريالية الغربية
- -الحلقة الاضعف-
- قبل استخراج النفط والغاز: ضرورة تحرير المياه الاقليمية اللبن ...


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - الافلاس الفضيحة لليبيرالية الغربية وأذنابها في البلاد العربية