أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حامد حمودي عباس - ألعراق لم يكن إرثا من آبائكم .. فكيف تتبرعون بأراضيه ؟!














المزيد.....

ألعراق لم يكن إرثا من آبائكم .. فكيف تتبرعون بأراضيه ؟!


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3256 - 2011 / 1 / 24 - 17:04
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لا يعنيني هنا ماهية ان تكون هناك دولة اسمها الكويت ، ولست بمعرض البحث في قانونية وجود دولة كهذه من عدمه .. المهم هو انه ما من حكومة مرت بالعراق ، اجهدت نفسها في حل هذه المعضلة العويصه ، والتي راح ضحيتها الالاف من العراقيين دون وجه حق ، واضرمت النيران بسببها في كم هائل من البيوت ، وتشرد الملايين من البشر تحت وطأة الفقر وسيادة ملامح الحرمان وضياع اسباب العيش الكريم .. ما من حكومة مرت بالعراق ، اوحت لها حكمتها بان تلقي بسلاح المواجهة الساخنة جانبا في تفاهماتها مع اخواننا الكويتيين ، لافهامهم بان للجورة حقوق يعترفون هم قبل غيرهم بوضوح اصولها في ثنايا دينهم الحنيف ..فالسلاح ليس مجديا مع دولة وضعت في مضامين استقراء الامور ، بانها محمية من دول العالم الكبرى ولن يطالها شر الاخرين ان كان ذلك عن حق او باطل ..
لا يعنيني .. واعتقد بان الشعب العراقي برمته لا يعنيه ولا ينفعه بعد اليوم ، ان يبحث في قمامات التاريخ ليصل الى نتائج لا توفر له خبزا ولا تضع لمعاناته حدود .. فالكويت دولة رغما عن انوفنا ، وهي ممثلة في منظمات العالم الدولية ، ولها وفيها سفارات تقول بذلك دون اي وجه للريب او الانكار .. ومنذ اللحظات الاولى والتي غادر العراق خلالها نظام صدام حسين ، والشعب العراقي ينحني اسفا لاخواننا في الكويت عما بدر من ذلك النظام من تعدي على حرمة اراضيهم والمساس باستقلال دولتهم .
غير أن الامور باتت تتخذ منحى اخر ، حين بدت ومنذ اللحظات الاولى للتغيير في العراق ، بوادر التعنت واستغلال الفرص واظهار النوايا غير المنطقية حيال العراق من قبل ابناء عمومتنا ، وكأننا نحن العراقيين وعن بكرة ابينا ، من دفعنا بسرايا صدام حسين المقاتله لاحتلالهم والانتقام منهم على عجل .. وابتدأت بوادر هذه السياسة المتعالية حيال العراق وكأنها لعبة اطفال في ميدان الفسحة المدرسيه ، حيث تم الاستقواء على الشعب العراقي اعتمادا على معطيات هي لسيت سرمدية بحسابات لعبة الامم .
لقد ابتدأت تداعيات سوء التعامل مع القضية العراقية من قبل السلطات الكويتية ، منذ اللحظات الاولى للتغيير عام 2003 .. وهبت الدبلوماسية الكويتية وبكل شجاعة !! للوقوف بوجه محاولات العراق للخروج من محنته .. معلنة شماتتها المبطنة ، ونواياها الظاهرة باتجاه حرمان الشعب العراقي من فرص النهوض مجددا ، وردم آثار حروب كان للاخوة الكويتيين طرف في اشعالها وعلى مدى اكثر من ثمان سنوات بين العراق وايران وبين العراق والتحالف الدولي .. فقد وقفوا بحزم امام محاولات خروج العراق من طوق البند السابع ، وجاهدوا رافضين لكل معالم ( النبل العربي ) المؤطر باخلاق الصحراء العربية وسير السلف الصالح ، إذ لم يصفحوا عن آثار تجربة مريرة لم يكن الشعب العراقي يحمل جريرتها ، بل كانت آثارها المدمرة قد اتت على خيراته واوقفت سبل حياة الالاف من ابنائه البرره .. ولم تتحرك الشيم العربية المنصفة عند اخواننا الكويتيين لالغاء الديون المترتبة علينا من تلكم الحروب ، بل جاء الاصرار على استيفائها وبدون تقبل لاي مبدأ للتفاوض .. وتحركت معاقل الصقور في البرلمان الكويتي ضد الشعب العراقي حيث بلغت حالات التردي في هذا التحرك ، والى الحدود المؤسفة حين صرح احدهم وعلى رؤوس الاشهاد ، بانه يتمنى للعراقيين المزيد من الدمار وسوء الطالع ..
ولم يتوقف الامر عند هذه الحدود ..
فلقد أوحت مظاهر النزاع بين خلايا الجسد العراق المثخن بالجراح وبين ان يتعافى وينهض .. مظاهر الصراع بين ذلك الجسد وبين حراب راحت تترصده من كل حدب وصوب لازهاق ما تبقى لديه من روح .. أوحت لاخواننا الكويتيين بان المرحلة الان مؤاتية للاستغلال .. انها مرحلة ضعف ومقاومة للاحتظار .. فالاجهاز ضمن هذه المرحلة نافع قبل ان تفوت الفرصه .. فامتدت افكار ضعاف النفوس للقيام بسلب المئات من المواطنين مزارعهم وبيوتهم في منطقة ام قصر الحدودية ، وضمها الى الكويت دون حتى اتخاذ الحيطة من حسابات قد تستحدثها تحولات المستقبل ..
فماذا كان الرد ؟؟ ..
كيف ردت وزارة خارجيتنا .. وماهي آثار ذلك على نفوس صقور برلماننا والذين اضحوا حمائم تعلوها سمات السلام ؟؟ ..
لقد بعثوا بوفد برلماني يرأسه معمم لم يكن يفقه باي اصل من اصول الترسيم الحدودي المعروفه ، وانتهى الامر بان قضى الوفد استراحة ذليلة في العاصمة الكويتية تخللتها اعراف الضيافة الحاتمية ، ومن ثم قاموا بزيارة ميدانية للمنطقة ، ليخرجوا بعد استعراض بائس كالذي يقوم به بسطاء الفلاحين حين يقيسون مساحات اراضيهم ( بالخطوات ) ، بقرار مفاده هو ان يستجيب اهالي المنطقة من العراقيين بتسليم مزارعهم وبيوتهم للجانب الكويتي ، مقابل ان تقوم الحكومة الكويتية ببناء دور بديلة لهم وعلى امتداد الارض العراقية ضمن المنطقه ..
انني لم ادرك سببا مقنعا لعدم خروج اهالي مدينة ام قصر في حينها ، وهم يحملون ما يتيسر لهم من هراوات وفؤوس ، ليطاردوا بها تلك الزمر المتبرعة بكرامة الارض العراقية دون مقابل غير ما تفرضه عوامل الاستحياء البذيئة والشعور بالهوان .. ولا اعرف مدعاة لعدم الفخر اكثر من ان يرضخ مواطن ما لاستبدال ارضه وبيته عنوة من قبل كائن من كان .. ولم يبلغني رسم حد بعينه ينطق بالتدني اكثر من ان يغفل انسان او حكومة او جن ازرق ، بان للتاريخ لسان سينطق به ذات يوم كفيل بنسف الزيف ومحوه والتبول على هامات مريديه ..
وان كان هناك من نصيحة مجدية للساسة من الطرفين ، فهي ان يرعوي اخواننا في الدم ، ويعيدوا الامور الى نصابها الصحيح .. وكفاهم ما حل بهم جراء سياسات قد نقتنع في النهاية انها كانت صحيحه لو لم يرعووا .. وللجانب العراقي اقول .. ما هكذا يستهان بالوطن .. وما تتبرعون به للغير ليس من إرث آبائكم ولم يمنحكم احد حقا بالتنازل عنه وبأي مقابل كان .. وعلى الاقلام العراقية المنصفة ان لا تسكت .. فالنار بدأت توغل حرقا فينا وبشكل هاديء ومبرمج ..



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألحزن الكبير ...
- كان لدينا قطار للموت .. فهل سمع أحدكم بذلك ؟!!
- الفودكا .. واختراق الحصار ..
- دعوة نصوح .. كي يموت فينا الضد السيء .
- أمريكا تحتفل بافضل راقصيها..
- للحقيقة .. إتجاه واحد .
- لمصلحة من يجري التحامل على التجربة السوفيتيه ؟؟ .
- كيف السبيل لإرضاء شركاء الدم ؟
- هيبة القانون ، أم هيبة الدوله ؟
- متى يصار إلى النطق بالحقائق ؟
- ألشيطان رجل .. ( قصة قصيره )
- رافقوني إلى القاع .. فذلك أجدى لمعايشة الحقيقه .
- اليسار في بلادنا ، وتخلفه عن ريادة الحركة الشعبيه .
- رمضان .. شهر الفقراء
- حينما تؤمن أمة ، بأن سكينا تنطق !! .
- مصير كادت أن تقرره حبة تمر
- إحكام العقل ، وما ينتظرنا في رمضان .
- للرجل ذكرى ، مازالت موقدة في ذاكرة العراق .
- لماذا نحن ( خارج منظومة العصر ) ؟؟
- تحريف المناهج التربوية في العراق ، لمصلحة من ؟ ..


المزيد.....




- استمعوا الى تسجيل سري بين ترامب ومايكل كوهين عرض في المحكمة ...
- ضجة تصريح اتحاد القبائل -فصيل بالقوات المسلحة-.. مصطفى بكري ...
- من اليوم.. دخول المقيمين في السعودية إلى -العاصمة المقدسة- ب ...
- مصر.. مصير هاتك عرض الرضيعة السودانية قبل أن يقتلها وما عقوب ...
- قصف إسرائيلي على دير البلح يودي بحياة 5 أشخاص
- مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين
- ذكرى التوسع شرقا ـ وزن الاتحاد الأوروبي في جيوسياسية العالم ...
- كييف تكشف تعداد القوات الأوكرانية المتبقية على الجبهة
- تقرير إسرائيلي: قطر تتوقع طلبا أمريكيا بطرد قادة -حماس- وهي ...
- مصدر عسكري: القوات الروسية قصفت مستودعا للطائرات الأوكرانية ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حامد حمودي عباس - ألعراق لم يكن إرثا من آبائكم .. فكيف تتبرعون بأراضيه ؟!