أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - لا للتعصب .. لا للعنف .. لا للإرهاب














المزيد.....

لا للتعصب .. لا للعنف .. لا للإرهاب


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3242 - 2011 / 1 / 10 - 08:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا يمكن أن يرضى أى غيور على سلامة هذا الوطن بالجريمة التى شهدتها منطقة سيدى بشر بالإسكندرية قبل دقائق من حلول عام ميلادى جديد. وهذه الجريمة راح ضحيتها أكثر من عشرين مواطنا مصريا كانوا يحتفلون بأعياد الميلاد فى كنيسة القديسين التى تقع على بعد خطوات من أحد المساجد. لقد اعتقد المجرمون أن أعداد الضحايا سوف تنحصر فى رواد الكنيسة ولم يخطر ببالهم أن دماء المسيحيين والمسلمين سوف تختلط وتمتزج مما يبين أن الأعمال الإرهابية لا تفرق بين المواطنين. من المتصور أن المصريين يعرفون تمام المعرفة أن مصر لم تعرف التعصب والعنف والإرهاب عبر التاريخ حيث كانت دائما الملاذ الآمن لكل الطوائف والديانات السماوية التى تعايشت فى سلام ووئام.

لعل العلاقات بين المسلمين والأقباط كانت دائما تتسم بالمودة والإخوة منذ دخول الإسلام فى مصر. فالمسلمون الأوائل الذين دخلوا مصر فى عام 640م كانوا على دراية كافية بتعاليم دينهم التى تدعو إلى المحبة ونبذ التعصب. ولو كان الإسلام يشجع على العنف لما عاد إلى ديارهم هؤلاء الأقباط الفارون من ظلم الحكام الرومان. ولو كان الإسلام يحرض على الإرهاب وكراهية الآخر ورفض الديانات الأخرى لدمرت الجيوش الإسلامية كل الأديرة والكنائس فى مصر تماما كما فعل الرومان الأرثوذكس. لقد كان عمرو بن العاص حريصا على ترميم وإعادة بناء تلك الأديرة والكنائس التى تعرضت للتدمير على يد الرومان. وفى المقابل— كما تقول المراجع التاريخية— فإن أقباط مصر ساهموا فى بناء المسجد الجامع مسجد عمرو بن العاص فى مدينة الفسطاط، وهو يعتبر أول مسجد شيد فى مصر. لا نبالغ إذا قلنا إن مصر لم تشهد أحداثا وصراعات طائفية إلا فى العصر الذى نعيشه وخاصة مع بدء حقبة السبعينيات من القرن المنصرم.

لقد بلغت معاناة مصر من الإرهاب ذروتها فى التسعينيات حيث كنا نفاجأ من وقت إلى آخر بعبوة ناسفة فى مقهى أو قطار لكن اللافت للنظر أن العمليات الإرهابية المتمثلة فى التفجيرات والاغتيالات لم تستهدف الكنائس والأديرة. من المؤكد أن مدبرى تفجيرات كنيسة القدسين يرمون إلى إثارة مشاعر الغضب فى نفوس الأقباط بحيث تتكرر الأحداث الطائفية والاضطرابات التى اندلعت فى العمرانية بالجيزة. لعل القارئ يتفهم غضب الإخوة الأقباط عقب التفجيرات فى كنيسة القديسين لكن ما لا نتفهمه هو تلك المظاهرات التى تحدث فى ساحة الكنائس حيث تعلو هتافات من عينة "بالروح والدم نفديك يا صليب". لعل الإخوة الأقباط يشاطروننى الرأى إذا قلت إن مثل هذه الهتافات تأتى على هوى المتعصبين ومدبرى التفجيرات. لعل إخواننا فى الوطن يتأسون بمظاهرات التنديد بالإرهاب التى اجتاحت الجامعات فى كل مكان حيث رفعت أعلام مصر ورفعت اللافتات التى تتزين بالهلال والصليب فى وضع التعانق على اعتبار أن الإرهاب لا دين له ولا يفرق بين المواطنين على أساس الدين. لقد آن الأوان أن نفوت الفرص على مثيرى الفتنة الذين لا يريدون الخير لهذا الوطن الذى طالما رفض التعصب الدينى.

من المعروف أن مصر من البلاد الإسلامية القليلة التى لا تصنف أحياؤها ومدنها وقراها على أساس دينى. كما أن الشعب المصرى لم يكن يضع الديانة معيارا للصداقة. فهذه ابنة خالتى تقيم مع أسرتها فى القاهرة وتحديدا فى الزاوية الحمراء وتعيش بجوارها أسرة قبطية. لقد ارتبطت الأسرتان بعلاقات حميمة تجلت عندما حان زفاف نجلة قريبتى حيث أقيمت مراسم الزواج فى الإسكندرية. لم اندهش حين علمت أن ربة الأسرة القبطية أصرت على السفر إلى الإسكندرية حيث قضت سبعة أيام كاملة مع جارتها. وفى العقد الأول من ثمانينيات القرن المنصرم توجهت إلى جامعة مدينة بفلو (بولاية نيويورك) حيث لم يكن لى سابق معرفة مع المصريين المقيمين فى تلك المدينة. وتصادف أن التقيت شابا فى منتصف العمر تشير ملامحه إلى أنه مصرى حتى النخاع، فذهبت إليه قائلا: هل أنت مصرى؟ فقال: نعم، فلم اشعر بنفسى إلا وأنا احتضنه ولم يكن هذا الصديق سوى مدرس مصرى يعتنق المسيحية. ولم نفترق منذ الوهلة الأولى، فقد كنا نتناول الطعام سويا ونذهب إلي الأسواق سويا ولا نفترق إلا عندما نخلد إلي النوم. ولا أذكر أننا تطرقنا إلى الدين طوال فترة إقامة هذا الصديق فى أمريكا. لقد اعتقدت أن هذه المشاعر الطيبة بين أبناء الوطن الواحد قد اختفت حتى أخبرنى أحد أبناء بلدتى أن عيد الأضحى الماضى شهد موقفا يدعو إلى التفاؤل حيث حضرت صديقة قبطية لزوجته خصيصا من مدينة طنطا للمشاركة فى حفل زفاف ابنته.

ندعو الجميع أن يعمل لتحقيق ثلاث أمنيات: نريد أن تعود مصر إلى سابق عهدها حيث يعم السلام والوئام أرجاءها. نريد أن تتحقق مقولة البابا شنودة بأن تعود مصر وطنا يعيش فينا وليس وطنا نعيش فيه. نريد أن يعود الشعار الذى طالما حملناه فى قلوبنا وهو الدين لله والوطن للجميع.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تختفى خفافيش الفساد من مصر؟
- حتي لا تتكرر الواقعة
- جوزيه البرتغالى والدورى المصرى
- ايجابيات انتخابات شعب 2010
- الجامعة وأنواعها
- مستقبل السودان بعد الاستفتاء
- البلكونة هى الحل
- جامعاتنا وجامعاتهم
- هل انتخابات الكونجرس تعكس عدم الرضا بسياسة أوباما؟
- العصا السحرية التى أضاعها أوباما
- هل تحققت وعود أوباما الانتخابية؟
- فبركة الصور والصور المفبركة
- تجاهل المعلمين المتميزين فى محافظة أسوان... لماذا؟
- لسانك حصانك فى أمريكا
- تلميذة أوشكت على الانتحار!
- حلم بعيد المنال
- ماذا لو بقيت لوحة زهرة الخشخاش فى متحف عالمى؟
- التغيير الذى نريده
- الوطن والشعب فى خدمة الشعب والوطن
- الوظائف الحكومية فى ظل الوساطة والمحاباة


المزيد.....




- نتنياهو يعلق على قبول حماس وقف إطلاق النار والسيطرة على الجا ...
- لوكاشينكو: العالم أقرب إلى حرب نووية من أي وقت مضى
- غالانت: عملية رفح ستستمر حتى يتم التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح ...
- الرئيس الجزائري: لا تنازل ولا مساومة في ملف الذاكرة مع فرنسا ...
- معبر رفح.. الدبابات تسيطر على المعبر من الجانب الفلسطيني مع ...
- حرب غزة: هل يمضي نتنياهو قدما في اجتياح رفح أم يلتزم بالهدنة ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- كاميرا مثبتة على رأس الحكم لأول مرة في مباراة الدوري الإنكلي ...
- بين الأمل والخوف... كيف مرّت الـ24 ساعة الماضية على سكان قطا ...
- وفود إسرائيل وحماس والوسطاء إلى القاهرة بهدف هدنة شاملة بغزة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - لا للتعصب .. لا للعنف .. لا للإرهاب