أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - رحلة المهام النبيلة للمجلس الوطني العراقي














المزيد.....

رحلة المهام النبيلة للمجلس الوطني العراقي


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 964 - 2004 / 9 / 22 - 11:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الجلسات العلنية للمجلس الوطني العراقي وهي تبحر بروية واناة في أرخبيل متلاطم من العقديات والمشاكل المتنوعة، كتلك التي أنتجتها الحرب، وتلك التي خلفها النظام البائد، أو تلك التي عبرت الحدود، سواء مع الدبابة الأمريكية، أو بسمة مرور مباركة من العمائم المزيفة واللحى المنفوشة، هي الجلسات التي تؤسس للحالة العراقية الجديدة في حياة العراق السياسية، المدشنة بأول الجلسات التي لم تكن تخلوا من صخب. فالتنوع العراقي المطلق، الذي يتشكل منه قوام المجلس الوطني العراقي، لابد وأن يرمي بضلاله الكثيفة على مفردات أجندته اليومية المكتضة بالهموم والمهام التي تنتظر أن ينفض عنها الغبار المتراكم منذ عهد أول ديناصورمنقرض الى آخر ديناصور تناسلت من صلبه آلاف الديناصورات الصغيرة والعضات السامة.
في الجلسة الخامسة كما اظن، التي جرت صباح الثلاثاء الموافق 21/9 ، كان جدول الجلسة يتناول مناقشة ألغاء قانون( أجتثاث البعث)من عدمه.
وعندما تناوب الأعضاء في تسجيل ملاحظاتهم، كان سهم بوصلة الأجتهادات، يتقفز بين جهة اليمين وجهة اليسار، ولم يستقرهذا السهم على قرار، حتى في الأستراحة التي أعلن عنها رئيس الجلسة.
كانت الدماء تفور في عروق الجميع، فالبعث في العراق، بصقوره وحمائمه، بل وحتى صيصانه، كان قد سجل للعراقيين فصولا من الدم المجاني، حيث كانت عدالة الموت والخراب والعداء البعثية موزعة على الجميع ولم تستثن أحدا. ولأن قوام المجلس كان يتشكل من قوس قزح عراقي تتباين حدة الوانه من الثقيل الى الخفيف، ومن الحارالى البارد، كانت الملاحظات تحمل جينات تلك الألوان، وكل كان مقنعا بكل حرارة الضمير وعمق الوجدان، ولا يمكن لك، وأنت تعرف ماذا فعل البعث في العراق من فكر وممارسة، أن تنكر عليهم صدقيتهم وحماستهم التي وصلت حد الغصة.
ولكن أود هنا وأنا ألحظ هذا الفوران في الدم الذي تلظى به العديد من المتداخلين، أن اسال عن مهمة أعضاء المجلس بالضبط. أليست مهمتهم تشبه الى حد ما مهمة المحلفين في المحاكم أثناء خلوتهم عند نهاية الجلسات، لمناقشة القناعات التي تكونت لديهم بعد أن أستمعوا الى كل شيء أثناء المرافعات ؟
أذا كان الأمر بنعم، وهو الأكثر موضوعية وحضارية وأنسانية، فمطلوب من اعضاء المجلس أن يكونوا أكثر سعة للصدر والحلم، وأن لا يتحول التكليف عندهم في قاعة المؤتمر،الى محض هموم وقضايا شخصية ، فهي والحالة هذه، بداية طريق الأنزلاق والمهالك التي تتناقض والقسم والعلم الذي تحتكمون تحت ظله.
البعض طالب باجتثاث البعث فكر وبشر، بلا فوارز أو نقاط، والبعض الأخر طالب بأن لا يؤخذ المتعفف من البعثيين بجريرة مرتكبي الجرائم الجنائية أوالذين أمتدت اياديهم الى المال العام، وأن تراعى حرمة حقوق الأنسان
عند معاينة الملفات، مع تغيير في عنوان القانون، لأنه عائم وغائم مما يربك عند التنفيذ. والبعض نظر الى الأمر من زاوية دائرية، حوت كل الأسباب والنتائج التطبيقية الخاطئة التي جاءت بآلياته وشكله من جهة وبالنتائج غير المحسوبة على صعد مختلفة، الأخلاقية والأجتماعية والأنسانية من جهة أخرى، وبعض تناول الأمر من زاوية المصالحة الوطنية، بضوابط الأنتقاء التي يترشح منها من لم يسهم بأدارة عجلة العداءالبعثية ضد الذين رفضوا أن يمتثلوا لمقولات صدام ومنها " العراقيون بعثيون وأن لم ينتموا.. ".
وكمحصلة لمجمل هذه التعاطيات، يأتي دور عضو المجلس للخروج من جبة همه وموقفه الخاص، والخروج أيضا من خندق الجهة التي يمثلها عند صياغة القرار، الى الخندق العام المشترك الذي يتمترس فيه جميع العراقيين، وهو خندق الوطن، ليامن أبحار السفينة سالمة، في رحلة أنجاز المهام النبيلة.
أن العراق في هذه المنعطف الساخن سخونة تموزه، بحاجة الى الكثير من الأصدقاء والى القليل من الأعداء، وهذه ليست بحكمة أعتباطية، بل هي أشبه بالقانون الوضعي الذي نفتقد سنه الآن، ولا أعظم من أتمام أنجاز هذه الحكمة في حياة العراق الداخلية، مع مراعات أستعمال المصفي ( الفلتر ) لنأمن الصداقات.
--------------------------
أستحضار غير بعيد

في آذارالفائت أستضافت العاصمة الكوردستانية مؤتمرا للمصالحة الوطنية، حضره الكثير من الخيرين وفي مقدمتهم رئيس مجلس الحكم أنذاك، الفقيد الشهيد عز الدين سليم، وكانت الكلمات التي قيلت في ذلك المؤتمر، أشبه بالمجاديف التي كانت تهم بدفع سفينة العراق الى الشاطىء الآمن، ولكن للأسف ليس كل ما يشتهيه المرء ينله.



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة غير محرمة للمناضلة الرفيقة سعاد خيري
- سكاكين مثلومة؟! تضامنا مع الكاتب يوسف أبو الفوز
- مكاييل عربية!؟ القوات السورية في لبنان والقوات متعددة الجنسي ...
- مكاييل عربية؟! حسين الحوتي ومقتدى الصدر نموذجا
- عراقيامطلوب أشراك الجماهير الشعبية في أدانة سارقي قوتها وأمن ...
- خرف العمر يا سعدي يوسف أم جفاف القريحة؟!
- هل سيكون الأول من تموز ميلاد جديد للعراقيين؟
- - يا رفاق الفكر والدم ناضلو....أحنه وأنتوا بدرب فرج الله الح ...
- الشهيد الشيوعي الفنان التشكيلي العراقي معتصم عبد الكريم
- من يعوض العراقيين عن قتلاهم؟
- الجلبي وتحت موس الحلاق
- الباججي و يا مغرب ، خرب
- الحكومة الجديدة، مشروع للضمير العراقي القادم
- المؤتمر الوطني للسلم والديمقراطية في العراق،تأسيس لعراق المس ...
- قاسم عبد الأمير عجام مثقف عراقي قتله حلمه الذي رواه بحب
- الفشل المصري الذريع في أحتضان كأس العالم 2010 فشل سياسي مخزي
- قذارة أن تمتهن كرامة الأنسان
- الطبقة العاملة العراقية - سرد تأريخي غير موثق
- العراق.. سيزيف بثوب جديد - هذيان الفرح والحزن
- الشاعرالفريد سمعان يا لجين يطرز الجبين - من وحي المناسبة


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - رحلة المهام النبيلة للمجلس الوطني العراقي