أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - الليبرالية الديمقراطية في مواجهة الطائفية والعنصرية















المزيد.....

الليبرالية الديمقراطية في مواجهة الطائفية والعنصرية


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 3203 - 2010 / 12 / 2 - 19:07
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    




نفتتح الكلام هنا بالتأكيد على الثوابت القيمية التي تؤمن بها الليبرالية الديمقراطية أعني - العدل والحرية والسلام - ، وهي الثوابت التي أخذت على عاتقها رفض التطرف بكل أشكاله والدعوة دائماً وأبداً إلى الحوار فهو الملاك المستقل وهو الثابت الذي تدور حوله قيم الناس في العيش وفي السلوك ، وهذا من الليبرالية الديمقراطية ركيزة وقاعدة عمل في البناء والتحرر والإستقلال ، في مواجهة التخلف والجهل والطائفية المذهبية والقومية العنصرية الشوفينية ، التي ابتليت بها بلادنا بعد 2003 م وبعد التحرير وهي محاولات للعودة وإركاس الناس في بحيرات من الإنغلاق والأنعزال التي يعمد على تصديرها لنا جيران من عرب ومسلمين ، غايتهم ان لايقر لنا قرار ولا نكون في هذا العالم مؤثرين أحرار .

وهنا يجب علينا أن نسأل أنفسنا : هل نحن قادرين بالفعل على تجاوز هذا المعضل والتطلع إلى أمام ، من غير إرتجاليه ومن غير شعارات وخطب ونحيب ؟ وهل قادرين على ان نصنع مستقبلنا بعيداً عن مؤثرات الماضي ومايريده الأعداء ؟ وهل حان الوقت لكي يكون الكلام لدى السياسين موضوعي وواقعي وبعيد عن الحزبية الضيقة والدينية المسخة ؟ أنا أشعر إن الوقت قد حان فكلنا كان يرى ويسمع ، إن بناءاً وعملاً من غير وحدة وطنية نزيهه لن يكون ممكناً ، كما أن مستقبلاً مشرفاً للأجيال لن يكون ممكناً من غير التخلي عن الفئوية والجهوية والمصالح الأنانية الضيقة ، وهذا يلزمه رجال مخلصين غير مدنسين بوسخ الطائفية ولعناتها ، كما يلزمه حس وطني غير مؤدلج ولا حامل لفيروسات مسبقه في تصنيف الناس وولاآتهم .

وأكاد أجزم بان سلوك البعض من سياسي العراق هو سلوك طائفي تحركه المصالح الوقتية والذاتية ، ولايقوم على أساس الشعور بالوطن الواحد وبالإنسان الواحد ، وهذا معلوم وقد كان له كبير أثر في تأخير تشكيل الحكومة ولازال يعشعش في دورة المحاصصة والأرزاق ، ولهذا يجب طرد هؤلاء في ان يكونوا مؤثرين في ساحة العمل السياسي ولا يجب تقريبهم من صناعة القرار ، وكلامي هذا أوجهه للأخ رئيس الوزراء لكي ينتخب لحكومته صالحين غير مدنسين وشرفاء غير ملطخين ، لأن القادم من الأيام سيكون أختباراً للنوايا وللقدرة في صناعة الأمن والأستقرار وهذه مراهنة نرجوا أن لا تختلط وهي في دور المخاض ، وفي هذا يجب ان يكون الوضع حسب النظرة العلمية المدروسة والشاملة الآخذة بعين الإعتبار ضغوطات أهل الخارج وطلبات أهل الداخل ، وتلك هي التي تحقق التوازن الذي لايخدش ولا يرهق ولا يكلف لا على المستوى القريب ولا على المدى البعيد .

وأنتم على علم بان مصالح البعض الضيقة لا تسمح لهم بالعمل مع الجميع ولا تسمح لهم ليكونوا جزءاً من كل ، ولهذا سيحاولون التخريب والتشكيك والخداع ، ومثل هؤلاء لايجب ان يكون لهم مكان في الحكومة المقبلة لأنهم إن دخلوها سيعمدون على تعطيل حركتها وتشويه سمعتها وحججهم دائماً معروفة ، كما إننا نعلم طبيعة المرض الذي يعاني منه العراق وهو مرض خطير أدى إلى تعطيل حركة المجتمع وحركة الإقتصاد ، ودائماً الضخ والعمل على وتر العصبيات القومية والمذهبية والطائفية ، مما كثر في بلادنا مسميات وأسماء نشاز لكنها تفعل بحكم تلك الأرضية ، إن معالجة هذه الأمراض والعلل لا يكون بالتساهل وبالتغاضي طلباً للسلامة المؤقتة كما لا تتم المعالجة بالخطب والشعارات السطحية والمرتجلة الفارغة ، ولقد خبرناهم جيداً فهم يكذبون على الأمة وعلى أنفسهم ويتناسون تلك الامراض ويدعون أنهم بريئون مما عملته أيديهم في الفترة الماضية من إشاعة الفتن والمؤامرات والنعرات الطائفية والمذهبية ، بل ذهب البعض منهم للتباهي بطائفيته ومذهبيته وهو يحصد أرواح المدنيين العزل ، ومن يقولوا إنهم شركاء أبداً لم يكونوا كذلك لكنهم أهل مصالح وحين نالوا بعض نصيبهم هدأت موجة القتل والتفجير ، ولا يتحاشى البعض في كونه من هذا الفريق حين يهدد ويتوعد .

وإنني أُذكر بهذا كي لانعود إلى الوراء من جديد ، وكي لاتكون الحكومة مغنماً للتنافس وكي لاتكون هدفاً في العمل السياسي ، وأنا أذكر إنه قبل سقوط بغداد الكل كان يطمح ان يكون رئيساً لأن في الرئاسة يحقق المرء في العراق وفي منطقتنا العربية على كل شيء الأرض والناس والهواء والماء كل شيء ، وهذا ما يجعل العمل الوطني معدوم أو مفقود ، ومن جاء بعد السقوط وتولى أو حاول فإن هدفه هو نفس ذلك الهدف السلطة ولا سواها ، وإن أستعمل في خطابه وكلامه تعابير عن الوطن وعن الحرية وعن الإستقلال وفي هذا الكل سواء عرب وكرد وتركمان شيعة وسنة وأيزديين وصابئة ، والمشكلة في ذلك هو بالنظرة التي يعتقدون بها إنها تحقق لهم كل المُراد وكل المطلوب من العيش الرغيد بالنسبة لهم ، ولهذا تعارك القوم حد الموت لا من أجل الوطن وسعادة المواطن بل من أجل ان يكونوا جزء من جوقة الناهبين والسارقين وهم في وطني كثير ، ودع عنك من يقول مقاومة الإحتلال ودع عنك من يحارب في العلن الصفوية والطورانية والوهابية ، فكلهم شركاء في النهب والسلب والقتل والسلخ .

المشكلة هي بعدم الشعور بالمسؤولية الوطنية وبمحاولة إحتكار السلطة ، كما فعل في الماضي حين سادت الدكتاتورية واليوم لا مناص من الإعتراف بان الوطن ليس ملكاً لأحد وأن الرئيس ليس سوى مواطن يعمل من أجل الوطن ، وحين يكون ذلك الشعور ثقافة وطنية ستخبو هالة التدافع في سبيل الحصول على المكاسب والمناصب ، وهذه ليست مثالية بل هي الأسس المنطقية التي تُبنى بها البلاد ، ولقد جربنا في مراحل ماضية كيف كان التدافع سبباً في الهلاك والتباعد ، وحين نقول لا ملكية للوطن خاصة بطائفة أو بقومية هذا لا يعني التحدث عن الحقوق ولا يعني نفي الثقافة المحلية والهوية الخاصة بل تلك من لوازم المواطنة الصالحة ، وكلامنا هذا يجوز على كل فئة وعلى كل مكون من مكونات الوطن ، ولقد جرب النظام السابق ثقافة الإلغاء وفشل فشلاً ذريعاً ، وهنا تأتي نقطة الإرتكاز أو لنقل التلاقي حين نتكلم عن الثقافة وعن سيادة لغة التعايش وفهم الآخر وفتح المجال أمامه لكي يعيش ويعمل بسلام ، من خلال الحد من النظرة الكسبية والطمعية في مناصب الدولة ومؤوسساتها ، حين نجعل من الحكومة في خدمة الشعب وليس العكس ، وهذه من اللوازم التي يجب إن يشعر بها المواطن إنه ذو كرامة ، والكرامة في المفهوم السياسي هي ليست عينها بالمفهوم الفكري المحض ، لكنها تعني في الغالب الحفاض على الشخصية من التصدع والمهانة ، من خلال الإعلان عن التساوي في الحقوق وفي الواجبات ، كما إن المساوات فعل من شقين وهنا لازمه أو لنقل قاعدته العملية هو الثقة بالآخر والإطمئنان لفعل الغير ، من دون هواجس وأحكام مسبقة يأتي هذا من خلال شياع مفيد للعلم بان الحكومة قد ألغت بالفعل الطائفية السياسية والقومية العنصرية ، والإلغاء ليس تصريحاً يظهر على الشاشة ، بل هو ممارسة يشعر بها المواطن فيشير إليها ، ولن يكون ذلك ممكناً من دون مصالحة حقيقية منفتحة على الجميع ، ودارئة للعيوب فكلنا بشر يكثر عندنا الخطأ والنسيان والعصيان ، إن روح التسامح وروح المحبة يجب ان تكون عنوان للمرحلة المقبلة خاصة ومشكلات البلاد كبيرة ومعالجاتها تحتاج إلى الكثير من الحلم والكثير من الكياسة والإنفتاح وتلك من لوازم البناء الأساسية .

ولقد قلنا في تعريفنا لليبرالية الديمقراطية إنها وعي إجتماعي وشعور بمنظومة قيم الحياة ، وقيم الحياة هي للجميع ومن أجل الجميع فبها يعيشون وبها يحلمون وبها يعملون ، ولن يكون للعيش وللحياة قيمة مع وجود الإنعزال والطائفية والفصل العنصري ، ومن خلال تجربة الحياة في العالم ثبت بالدليل أن لا شيء سوى الليبرالية الديمقراطية بمقدوره خلق الحياة الصالحة للجميع ، فالتجارب الدينية كلها فشلت ، والتجارب القومية كلها فشلت ، ولم يبقى سوى هاجس العودة إلى روح الإنسان وروح الحياة وروح العدل والسلام ، وهي روح الليبرالية الديمقراطية التي يحيا بها الناس من غير عقد ...



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن والمرأة
- الليبرالية طريقنا للنجاة
- حاجتنا لتشكيل نظام الأقاليم العراقية الثلاث
- ماذا بعد تقرير ويلتكس
- العراق بين خيارين
- الليبرالية الديمقراطية من أجل الحياة
- الإسراء والمعراج بين الوهم والحقيقة
- مأزق الديمقراطية في العراق 2
- معالم في الطريق إلى الليبرالية الديمقراطية
- ماذا تريد تركيا ؟
- مابين الليبرالية والرأسمالية من تفاوت
- الليبرالية في الفكر النبوي
- شركاء يتقاسمون الخراب
- كيف نفهم الليبرالية ؟
- قول على قول
- الليبرالية والحكومة القوية
- واحد آيار عيد العمال العالمي
- الحل في طهران لا في بغداد
- إنتخابات الخارج ومشكل الوطنية
- المثيولوجيا والدين 2


المزيد.....




- م.م.ن.ص// جرائم حرب الإبادة الجماعية بغزة مستمرة..
- مصير الرهائن - الهجوم الإسرائيلي على رفح يؤجج غضب المتظاهرين ...
- الفصائل الفلسطينية تخوض الآن اشتباكات دامية مع الجيش الإسرائ ...
- فلسطين.. ستة أشهر من الإبادة الجماعية والمقاومة
- فيديو.. الجامعات الاميركية تخذل الطلاب المتظاهرين
- ماكونيل يدعو وكالة الخدمة السرية إلى إبعاد المتظاهرين عن الم ...
- على حافة حرب نووية: مقابلة مع فيدل كاسترو من أرشيف بي بي سي ...
- الرفيق جمال براجع يعزي الجبهة الديمقراطية في استشهاد القائد ...
- البيان الختامي للمؤتمر السابع للحزب الشيوعي العمالي العراقي ...
- الإسرائيلي يورام هازوني.. معبود اليمين المتطرف في العالم


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - الليبرالية الديمقراطية في مواجهة الطائفية والعنصرية