أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - هل سنشرب دجلة أو الفرات قبل ولادة العراق الجديد؟















المزيد.....

هل سنشرب دجلة أو الفرات قبل ولادة العراق الجديد؟


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3196 - 2010 / 11 / 25 - 23:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-

يبدو أن موعد ولادة "العراق الجديد" للمنتظرين الصابرين، وربما أيضاً للمتعجلين سوف يتأخر كثيراً في ظل تسارع الأحداث الإقليمية والدولية من حول العراق.

فهل سنشرب دجلة أو الفرات – نحن أحباء العراق، والحالمين به، والراصدين له، والمقيمين فيه صبحاً ومساءً – قبل ولادة "العراق الجديد"، بعد أن تركه آباؤه من زعماء مختلف الطوائف، وأخذوا يتصارعون ويتقاتلون حول فريسة السلطة والمال؟

-2-

لنراقب ونرى ما سوف يجري في الشهر القادم (ديسمبر) من تطورات سياسية عراقية مهمة، ستشير إلى مدى التزام الساسة العراقيين بنصوص الدستور، حيث تنص المادة (76) في الدستور العراقي بفقراتها الخمس على أن "يكلف رئيس الجمهورية، مرشح الكتلة النيابية الأكثر عدداً، بتشكيل مجلس الوزراء، خلال خمسة عشرَ يوماً من تاريخ انتخاب رئيس الجمهورية. ويتولّى رئيس مجلس الوزراء المكلَّف، تسمية أعضاء وزارته، خلال مدةٍ أقصاها ثلاثون يوماً من تاريخ التكليف. فيما يُكلِّف رئيس الجمهورية، مرشحاً جديداً لرئاسة مجلس الوزراء، خلال خمسة عشر يوماً، عند إخفاق رئيس مجلس الوزراء المكلف في تشكيل الوزارة، خلال المدة المنصوص عليها في البند ثانياً من هذه المادة. ويعرض رئيس مجلس الوزراء المكلَّف، أسماء أعضاء وزارته، والمنهاج الوزاري، على مجلس النواب (325 نائباً). ويُعدُّ حائزاً ثقتها، عند الموافقة على الوزراء منفردين، والمنهاج الوزاري، بالأغلبية المطلقة. في حين يتولّى رئيس الجمهورية تكليف مرشحٍ آخر بتشكيل الوزارة، خلال خمسة عشر يوماً، في حالة عدم نيل الوزارة الثقة."

-3-

وفيما لو نجح المالكي بتشكيل حكومة "وفاق وطني"، وفيما لو حازت هذه الحكومة على ثقة مجلس النواب العراقي بالأغلبية المطلقة، فإن الشعور بوجود حقيقة سياسية مؤلمة في العراق سيظل قائماً. وهذه الحقيقة هي هذا الاصطفاف الطائفي والنزاع الطائفي الديني والعرقي على المناصب والمكاسب.

فالمحللون السياسيون من عراقيين وغير عراقيين يرون أن المصيبة في العراق الآن هي "أن الكتل السياسية لن تكتفي بقبول طريقة النقاط في تشكيل الحكومة، وإنما ستنزل بها الى درجة وكلاء الوزارات، والدرجات الخاصة، وحتى درجة المدير العام. وأرجع إبراهيم الصميدعي المحلل السياسي العراقي هذا الأمر إلى "غياب شبه كامل لمفهوم المؤسسة في الدولة خلال الولاية الأولى لحكومة المالكي (2005-2010). وحيث تحوّلت أنقاض المؤسسات الحكومية الرسمية إلى أعشاش حزبية بامتياز، إلى درجة أصبحت معها قدرة الحكومة على إدارة الدولة واهنة كثيراً. وطبعت المرحلة السابقة بالفساد والفشل، إلى درجة بعيدة."

-4-

دعونا نقرأ مرة أخرى – ونوصل ما انقطع في مقال الأسبوع الماضي – في كتاب الباحثين: جوردون جونسون، نائب رئيس جامعة كمبردج، والباحث العراقي مجيد الهيتي، حيث أن هذا الكتاب، له علاقة وثيقة بما يجري الآن في "العراق الجديد" من إهدار للثروة النفطية الأولى، وهو النفط، وفساد مالي كبير.

يقول هذان الباحثان، إن الحرية الاقتصادية تُعدُّ مؤشراً أساسياً على رفاه أفراد أمة من الأمم. وهي مقياس هام لوجود المؤسسات اللازمة لنجاح الديمقراطية. وحسب "مؤشر الحرية الاقتصادية" لمؤسسة "هريتاج" الأمريكية، فإن 31 دولة مسلمة من مجموع 41 دولة تقع في أسفل سلم 155 دولة في العالم. ومن ضمن هذه الدول الـ 31 هناك 8 دول مسلمة منتجة للنفط.

فلماذا هذا المصير التعيس لدول مسلمة منتجة للنفط، في حين أن دولاً أخرى، لا تنتج النفط، كسنغافورة، وتايوان، وكوريا الجنوبية، والصين الحالية، أكثر تطوراً وأكثر غنى من دول النفط، التي في أسفل السلم، أو في منتصف السلم، أو بين هذا وذاك؟!

الجواب على هذا السؤال - بكل بساطة - أن هذه الدول عكفت على تطوير البشر فيها، حيث أن الثروة الحقيقية تكمن في تطوير البشر، وليس في استخراج ما في باطن الأرض.

فالدول في هذه الأمم، تنقِّب في رأس البشر عن الإبداع، أكثر من تنقيبها في جوف الأرض عن الثروات.

-5-

في حديث هذين الباحثين عن "مخاطر النفط" على الاقتصاد، وإقامته للاقتصاد الريعي، يقولان أن "النفط يتيح فرصة الازدهار أمام المواطنين، كما هو الحال في النرويج، والولاية الأمريكية البيضاء (آلاسكا)، شرط أن تتحقق المؤسسات الديمقراطية الراسخة للمجتمع المدني، كما تحققت في هذين المكانين النفطيين من العالم. والمؤسسات الديمقراطية التي نعنيها هنا هي: حكم القانون، واستقلال القضاء، والصحافة الحرة. وهذه المؤسسات الثلاث، هي الضمانة الوحيدة لتحقيق الشفافية في عمل الحكومات، والسماح لممثلي الشعب بمحاسبتها بدقة. أما البلدان التي تفتقر إلى مثل هذه المؤسسات الديمقراطية، فإن النفط عمل فيها على تعميق الفساد، والطغيان، والقمع. وكان صدام حسين - مثلاً – يجسد المثال المتطرف للمستبد النفطي، مع الأخذ بعين الاعتبار أن "الاستبداد النفطي" مستشرٍ في بلدان عدة منها: أنغولا، وإيران، ونيجيريا، وروسيا، وفنزويلا، وغيرها من البلدان المنتجة للنفط. والعراق الحالي، إن لم يتم فيه الإصلاح السياسي والمالي بسرعة، فإنه سوف ينظم إلى هذه القائمة من دول "الاستبداد النفطي".

-6-

إن من بين الشؤون المهمة، التي يثيرها هذان الباحثان في كتابهما، المخاطر التي تُحيق بالشعوب حين تسيطر الحكومات على العائدات النفطية. ويقولان بثلاث مخاطر رئيسية هي: معاناة الاقتصاد الوطني، حيث يرتفع سعر عملة البلد ارتفاعاً كبيراً مضراً، نتيجة لشدة الطلب عليها. والخطر الثاني معاناة الحكومة الوطنية، حيث تؤدي عائدات النفط إلى زيادة التمسك بالسلطة، وعدم تداولها. وهذا الوجه من الدكتاتورية يؤدي إلى الفساد السياسي والمالي. أما الخطر الثالث فهو معاناة الدول الأخرى المحيطة بالدولة المنتجة للنفط، حيث أن كل ضرر أو فساد يصيب دولة النفط، يتسرب إلى خارجها، ويستشري في الدول المجاورة، بواسطة العاملين والمهاجرين إلى الدولة النفطية، والعائدين منها إلى أوطانهم. والمثال القريب من ذلك ما تمَّ في مصر، والأردن، وربما في المغرب، في العشرين سنة الأخيرة. وهؤلاء العائدون يأخذون بالتحريض على الديمقراطية ومعاداتها، والدعوة للسلفية والأصولية المتشددة. وبذا تتحول الثروة النفطية في بعض البلدان إلى خطر يتهدد الديمقراطية وأنصارها في البلدان الأخرى المجاورة، التي أخذت فيها الديمقراطية تمدُّ جذورها فيها قليلاً قليلاً.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكار الليبرالية الجديدة بعد خمس سنوات
- دعونا ننتظر ماذا سيحدث في العراق
- ضرورة تنجيد الليبرالية
- لماذا يركع -العرق الجديد- الآن تحت قدمي خامنئي؟
- لماذا نمنع المتاجرة بالشعارات الدينية؟
- كلنا أرهابيون!
- ما حاجة العراق للساعدين العربي والإيراني؟
- لماذا إثار إيران بإعمار العراق؟
- استحالة قيام الدولة الدينية
- لماذا ترفض إسرائيل الآن السلام العربي
- نقد ايديولوجيا ثورة المعلومات والاتصالات
- كيف نضبط ظاهرة الشبق السياسي العربي
- لماذا منعت مصر شعار -الإسلام هو الحل-؟
- ما ثمن بقاء الزعيم على كرسيه مدى الحياة؟
- كارثة القطيعة العربية لمدنية العالم وحضارته
- لماذا كان السلام الدائم خرافةً ووهماً؟!
- أعيدوا الانتخابات لكي تحسموا الخلافات
- هل كان -العراق الجديد- أكثر خطورة على العرب من إسرائيل؟
- ايجابيات الاحتقان السياسي العراقي!
- هل أضاع العراق اللبن في الصيف كما ضيّعته دخنتوس؟


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - هل سنشرب دجلة أو الفرات قبل ولادة العراق الجديد؟