أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمدعبدالمنعم - الفرق بين المسرح التسجيلى و مسرح الكباريه السياسى














المزيد.....

الفرق بين المسرح التسجيلى و مسرح الكباريه السياسى


محمدعبدالمنعم

الحوار المتمدن-العدد: 3196 - 2010 / 11 / 25 - 01:29
المحور: الادب والفن
    


الفرو ق الجوهرية بين المسرح التسجيلى و مسرح الكباريه السياسى بقلم: د / محمدعبدالمنعم - قسم المسرح بكلية الاداب - جامعة الاسكندرية




ان عروض المسرح التسجيلى وعروض مسرح الكباريه السياسى تختلف فيما بينها فى أمر جوهرى، بينما تتفق فى عدة أمور؛ تتمثل نقطة الاختلاف فى:


أن العروض المسرحية التسجيلية تعود للوراء، فتتناول الظاهرة التاريخية باعتبارها حدثاً يتكرر فى الماضى وما يزال فاعل التأثير فى الحاضر، لذلك تتناول هذه العروض الظاهرة التاريخية التى تتكرر عبر العصور كالحروب والثورات والاستعمار وغيرها، ثم تعيد تصويرها بهدف مناقشة المشاهد من خلالها فى أحواله الحاضرة، تحريضاً على رفضها ومن ثمَّ تغييرها.


أما عروض الكباريه السياسى المسرحية فلا تعود للزمن الماضى، ولا تتناول التاريخ لتحاور من خلاله جوهر اللحظة المعيشة، وإنما تتناول القضايا الآنية المطروحة على الساحة وتحاورها بأسلوب مباشر جرئ، بحيث تلامس الواقع اليومى ملامسة حميمة عن قرب، وتشتبك مع الأحداث الدائرة فى الواقع الآنى، وهذا هو الفارق الذى يميز هذه العروض عن تلك.


أما نقاط الاتفاق بينهما:

فأهمها جوهر العلاقة التى ترسخها هذه العروض التحريضية مع الجماهير؛ إذ تطرح نوعاً جديداً من العلاقة التبادلية بين الممثل وجمهوره، يفرض إعادة النظر والتفكير فى العلاقة القديمة غير الوثيقة بينهما، بحيث تغدو أكثر تفعيلاً فى تغيير كل ما هو سلبى ومضاد لمصالح الوطن، باعتبار الجمهور جزءًا من العرض المسرحى، مشاركاً بيقظته مع ما يجرى أمامه، ليتحول من راضياً بالأمر الواقع إلى متمرد عليه؛ لأن المشكلات المطروحة هى مشكلاته المعبرة عن أرائه.

ومن هنا يتبلور دوره الفاعل فى العمل على تغيير الواقع السياسى والاقتصادى والاجتماعى نحو الأفضل؛ حيث أن القدرة على تغيير هذا الواقع موجودة داخل الإنسان (المتفرج)، هذه القدرة تُعتبر قوة أساسية مسؤولة عن تبديل الواقع، لذلك تستهدف هذه العروض السياسية تلك القدرة وتستثيرها.

ومن ثمَّ فإن العروض المسرحية التسجيلية والكباريهاتية لا تكتفى بأن تجعل المشاهد قاضياً، ناقداً، يستمع بهدوء إلى الجوانب المختلفة للقضية المطروحة، ثم يصدر حكمه بعد تأمل على نحو ما اتبعه بريخت فى مسرحه الملحمى، بل تطمح إلى ما هو أكثر من ذلك بحيث يصبح المشاهد أكثر إيجابية وثورية.


كما تتفق هذه العروض فى أنها لا تتوقف عند البطل الفرد، بل تتجاوزه إلى الشكل الجماعى؛ إذ تتسم بإحلال الجماعة محل الفرد، فلم يعد الفرد فى مقدرته المحدودة الآن أن يقوم وحده بما تستطيع أن تقوم به الجماعة.

ومن ثمَّ فإن البطولة معقودة على الجماعة، لذلك تخاطب هذه العروض جميعها الضمير الجمعى- لا الفردى- فى وضوح ومباشرة، بحيث تشتبك مع الإرادة الجماعية الواعية للمشاهدين الذين يمثلون مختلف فئات الشعب.


كذلك تتفق هذه النوعية من العروض المسرحية التحريضية على لغة مشتركة، هى لغة العرض المسرحى - باعتبارها اللغة الأكثر ملاءمة لفن المسرح، والأكثر تأثيراً وتعبيراً عن روح العرض المسرحى .



وهى لغة تنفر بالطبع من:

- تقديس النص المسرحى ومنحه الاهتمام الأكبر فى العرض؛ لأن ذلك يُعد من وجهة نظرها نوعاً من الجمود الذى يبدد روح المسرح وجوهره.

- كما تنفر من الشخصية المرسومة بحذق وحنكة.

- ومن الحبكة التقليدية المحكمة.

- وتلجأ إلى التقطيع النصى.

- وتتوشح بطابع التمسرح؛ حيث فضح أصول اللعبة المسرحية أمام الجمهور من منطلق أن الفن المسرحى ما هو إلا لعبة جماعية لابد وأن يشترك الجمهور فيها بوعى، بحيث يزول ذلك الإيهام التقليدى، حتى يستطيع الجمهور أن يضع يده على مفتاح الحقيقة.



لذلك فإن هذه العروض تسعى بشكل أساسى إلى إثارة خيال الجمهور، حيث تعرض أمامه الجزئيات الدرامية فى شكل لا يمكن أن يتخذ وضعه النهائى إلا بإضافة فاعلية المتلقى.



وأخيراً تتفق هذه العروض جميعها فى الإفادة من عدة روافد فنية متنوعة عند تجسيدها فوق خشبة المسرح مثل :

- الروافد الملحمية.

- والآرتودية.

- والجروتوفسكية.

- وملامح من المسرح الشعبى.

- والمسرح الاحتفالى.

- والكوميديا الفنية المرتجلة وغيرها.


بحيث يستلهم المخرج من هذا كله ما يحقق تصوره لمسرح المواجهة التحريضى.


وهكذا فإن هذه النوعية من العروض التسجيلية والكباريهاتية تُعد نموذجاًُ إيجابياً لما يمكن أن يؤديه مسرح اليوم، دون أن يقف عند حد الإقناع الفكرى الهادى؛ إذ تثير من الأسئلة أكثر مما تضع إجابات، تشحن وتُحرك أكثر مما تدفع للتعقل والإقناع، تسعى للمواجهة والتثوير جنباً إلى جنب التوعية والتنوير، وكلها سمات تلتقى عندها هذه العروض المسرحية السياسية التحريضية، مما يؤكد أن هدفها واحد مشترك.


بقلم: د / محمدعبدالمنعم

قسم المسرح بكلية الاداب - جامعة الاسكندرية





#محمدعبدالمنعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موضوعات المسرح الغنائى المصرى فى حقبة السبعينيات بقلم : د / ...
- خصوصية فن المسرح بقلم : د/ محمحدعبدالمنعم - قسم المسرح بكلية ...
- مآثر سيد درويش على المسرح الغنائى فى مصر بقلم : د / محمدعبدا ...
- رواد ( الفرانكو - اراب ) فى مصر بين المنافسة والابداع
- تخلى كبار المخرجين عن مسرحنا الغنائى فى الثمانينيات
- قضية الحرية فى العرض الغنائى الاستعراضى ( لولى )
- الرقص والتمثيل فى الاوبريت المسرحى بقلم - د / محمدعبدالمنعم ...
- القضايا التى عا لجها عرض ( شارع محمدعلى )
- الدور الفنى للكورال فى المسرح
- جهود المخرج ( عمر وصفى ) فى حقل مسرحنا المصرى - بقلم د/ محمد ...
- مسرحية ( مجنون ليلى ) بين أحمدشوقى وصلاح جاهين بقلم/ د: محمد ...
- الارهاصات الفنية الاولى لمسرح الكباريه السياسى فى مصر -
- مسرح المناسبات فى مصر- بقلم : د/ محمدعبدالمنعم - قسم المسرح ...
- المسرح الاستعراضى عند القبانى - بقلم : د / محمدعبدالمنعم - ق ...
- مسرح نجيب الريحانى ومسرح على الكسا ر
- تأسيس مسرحنا المصرى على يد يعقوب صنوع
- مسرح خيال الظل ..
- الاخراج فى المسرح الملحمى
- مسرح القهوة فى مصر
- مسرح المنوعات ( الميوزيك هول )


المزيد.....




- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمدعبدالمنعم - الفرق بين المسرح التسجيلى و مسرح الكباريه السياسى