أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريما كتانة نزال - ابو عمار.. باقٍ معنا وفينا














المزيد.....

ابو عمار.. باقٍ معنا وفينا


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 3185 - 2010 / 11 / 14 - 10:46
المحور: القضية الفلسطينية
    



أبو عمار..باقٍ فينا ومعنا
لن أدعي أنني عرفت "أبو عمار" عن قرب، ومحدودة هي المرات التي جمعتني به مساحة واحدة، وهي المساحة المتاحة عادة للاجتماعات الفلسطينية التي يطلق عليها أحيانا من باب التندر المحبب لدى الوسط السياسي :من يحضر السوق يمكنه التسوق"...وفضاءات أخرى جمعتنا لدى استقبالنا له في زياراته للمحافظات، أو في إطار الوفود التي ما فتأت تؤم مبنى المقاطعة في المناسبات والأعياد أو حتى في الأزمات، لأننا رئيسا وشعبا لا نشعر بفلسطينيتنا وأصالتنا إلا خارج النص البروتوكولي. فالرئيس الذي يتراوح وقته ومهماته بين استقبال الوفود الرسمية وتوقيع المراسيم والقرارات الكبير والصغيرة؛ وبين استقبال الناس والاستماع لمطالبهم وشكواهم من جهة، والالتقاء مع الجماهير والهتاف معهم وبهم لفلسطين، سيموج جسده فوق بحر الدمع، ويقود المشيعين خارج السطر على طريقته الارتجالية على إيقاع الأنين والشهقات.
للصدفة المحضة أصبح لدي حكايتي الصغيرة مع الرئيس، وهي من النوع التي من الممكن ان يمتلكها آلاف الأشخاص غيري بسبب طبيعة رئيسنا الحميمة والخاصة. في اجتماع للمجلس المركزي الفلسطيني في نهاية التسعينات، شاهدته يتقدم من نهاية القاعة المطلة على بحر غزة نحوي بعد انتهاء الاجتماع، أبعدت الفكرة من انه يقصدني، لكنه اقترب وصافحني وارتبكت لدى رفعه يدي لتقبيلها، قاومت خجلا والتباسا، ومن ثم تماسكت بتشجيع من المحيطين به وبي..وقبل يدي ..
أبو عمار ليس من القادة الذين يمرون دون ان يحس او يشعر العالم بهم، بل من القادة الذين يسجل تاريخهم ارتباطهم العميق والعضوي بتاريخ وطنهم وشعبهم، حيث اقترن اسمه بالثورة والقضية الفلسطينية وتراثها وتاريخها ومأساة شعبها، وحمل قسمات وملامح وجه شعبه بما يشبه الظاهرة التي لا تفك أسرارها دفعة واحدة، وكأنه النص السهل الممتنع الذي لا يتكرر، ولا فكاك للذاكرة منه. فهو الزعيم الذي صنع التماهي في المسافة بين التمثيل الشرعي الوحيد للمؤسسة الفلسطينية وبينه، باعتبارهما كلا واحدا الى الأبد.
جميعنا عرفه بشكل او بآخر، فالكل الفلسطيني من الشهداء والأسرى والأطفال والنساء والشباب، سيختلف من الأقرب اليه، وسيجد الجميع المبرر لروايته، فالرئيس لم يتوقف عن الدخول يوميا إلى بيوت الفلسطينيين لمدة تنوف عن الأربعين عاما. الكل منا لديه انطباعه الخاص عن تفاصيل شخصيته، تتشكل من القصص المروية
التي يتم التداول بها. نظام وأسلوب عمله الفريد، البدلة العسكرية التي تبدو وكأنها تلتصق بجلده، توقيعه المنفرد صانع الشرعية وملبي الأماني او مبددها، جمله المأثورة والمتكررة ذات المقاصد والمعاني. خطاباته
النارية والكاشفة والمعاتبة التي تصل إلى أصحابها ببساطة وسهولة سواء التي تخلق الحيرة والقلق والمخاطر، او تلك التي تنشر الأمان والهدوء، وفي النهاية فان "الختيار" يتنقل ما بين منزلتين في الوعي
العفوي والتلقائي لدى الفلسطينيين، أحداها في مكانة الرسل والقديسين، وأخرى تضعه على الأرض بين البشر، حيث ُيهدًد ويحاصَر وُيمنع من التجول ويجوع ويعاقب جماعيا مع الناس.
يستحق "أبو عمار" ان يأخذ صفة الظاهرة دون منازع عن باقي القادة الفلسطينيين سواء من فتح او غيرها من الفصائل؛ على الرغم من ان بعضهم يتفوق عليه في قوة الخطاب والفكر. ويستحق أن نطلق عليه لقب المؤسس، وهو من يليق به وبجدارة لقب أبو الوطنية الفلسطينية دون منازع، حيث استطاع ان يقود بناء الكيانية الوطنية الفلسطينية الواقعية الجديدة، ونقل مع رفاقه واخوانه من الكل الوطني القضية الفلسطينية من قضية محلية إلى قضية تكتسب التأييد والتضامن والإجماع على المستويين الدولي والإقليمي؛ مثلما استطاع ومن خلال برنامج منظمة التحرير الفلسطينية أن يحافظ على الهوية الوطنية الخاصة من الضياع والطمس، وأن يوحد الألوان المتعددة في جبهة وطنية موحدة تتسع للجميع، ومن خلالها تم تحقيق اختراقات دولية واعة الافق.
ما يحزن ان نظرية ديمقراطية غابة البنادق سقطت بعد غياب "ابو عمار"، وما يدمي القلب والضمير الوطني ان بعض البنادق قد ارتدت واغتربت عن ذاتها. وهنا ربما السؤال الذي يطرح على ألسنة الكثير من الفلسطينيين بمختلف انتماءاتهم ومسمياتهم ، هل الانقسام سيحصل كقدر مقسوم لو بقي ابو عمار على قيد الحياة..؟
يبقى السؤال بلا إجابة قاطعة، لكن المثير في الأمر انه وبعد ان غيب الموت القائد الفذ "ابو عمار"؛ اعتقد البعض ان الانتخابات التي جاءت كاستحقاق دستوري قد تأتي بتغيير في لبنات النظام السياسي، لكن التغيير المأمول لم يحصل.. بل ما حصل هو ارتداد مخيب للآمال لا زالت فصوله متواصلة..



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملة 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة الفلسطينية
- شباب فلسطين: غائبون أم مغيبون
- رسالة من المرأة الفلسطينية الى الامين العام للأمم المتحدة في ...
- حملة - اكتب رسالة لأسير-
- على أبواب الذكرى العاشرة للقرار 1325 ومأزق قرارات الأمم المت ...
- الحدود أولا
- بعض الأسئلة المشروعة
- تحرير الشهيد مشهور العاروري وفتح الجبهة القانونية
- عبلة أبو علبة لمهمة الأمين الأول -لحشد-
- بيوت الأمان: الحاجة والضرورة
- ما بين مقاطعة البضائع الاسرائيلية وبضائع المستوطنات
- هل من حل لمأزق الانتخابات المحلية الفلسطينية
- اربع وعشرون عاما على غياب خالد نزال
- مطلوب قائمة نسوية لانتخابات المجالس المحلية
- لماذا لا تشعر المرأة الفلسطينية بالأمن
- بلعين: ستفككوه بأيديكم كما بنيتموه بأيديكم
- الكوتا مرة ثانية
- الانتخابات المحلية القادمة قوائم مهنية بهوية وطنية
- ماذا بعد مرور تسع سنوات على القرار 1325
- المجالس المحلية وتراجع مشاركة المرأة


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريما كتانة نزال - ابو عمار.. باقٍ معنا وفينا