أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - ما حاجة العراق للساعدين العربي والإيراني؟















المزيد.....

ما حاجة العراق للساعدين العربي والإيراني؟


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3175 - 2010 / 11 / 4 - 09:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-



قبل عام 2003، وفي عهد صدام حسين، لم يكن العراق يُقيم وزناً كبيراً لارتباطه العربي. وإن كان صدام يتيه على الآخرين بإطلاق بعض العروبيين على العراق "البوابة الشرقية" للأمة العربية. ولكنه رغم هذا، لم يفعل اللازم للحفاظ على هذه "البوابة"، بل كان عامل هدم وعدوان منها، حين قام بالاعتداء على شرقي السعودية والكويت عام 1990، وكاد أن يلتهم الكويت، لولا أن وقف التحالف الدولي بقيادة أمريكا في وجهه ودحره.

وقبل عام 2003، كان العرب يطلبون ودَّ العراق، ومساعدة العراق، وعون العراق، ودعم العراق المادي والسياسي، كل حسب حاجته ومراده.

-2-

وكان العراق يتيه على العرب، ويظهر بمظهر الأخ الأكبر المُعين والمُغيث والداعم والحامي. وكان هذا ينطبق على الكبار قبل الصغار، والأقوياء قبل الضعفاء، والأغنياء قبل الفقراء. بل إن العراق، كان على علاقات متميزة ورفيعة مع أكثر النظم السياسية اختلافاً عنه ومعه. فكانت علاقته مع الملكية الهاشمية في الأردن – مثالاً لا حصراً - أكثر متانة من علاقته مع الجمهوريين المصريين. وحين وقَّع السادات اتفاقية كامب ديفيد، قاد العراق حملة مقاطعة ضد مصر، وعزلها عن الأمة العربية. كما قاد حملة لنقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس، ولأول مرة في تاريخ الجامعة، منذ تأسيسها عام 1945. وتبنى العراق عام 1980 حملة عسكرية وسياسية تاريخية للتصدي للعهد الثيوقراطي الإيراني الخميني، ليمنع تصدير الثورة الإيرانية للخليج والعالم العربي. وقاد حرباً من أطول حروب العرب وأشرسها في التاريخ الحديث، امتدت ثماني سنوات، خسرت فيها إيران مليون جندي وخسر العراق العدد نفسه، إضافة لمبلغ لا يقل عن خمسمائة مليار دولار.

-3-

ورغم شراسة وطول هذه الحرب، فقد ثبت عدم جدواها، وفشلت محاولة حصر الثورة الإيرانية في أرضها.

فها هي روح وأهداف الثورة الإيرانية تنتشر في العراق من جديد، إضافة إلى لبنان، وفلسطين.

وها هو الإسلام السياسي، الذي نهض بعد 1979، بقيادة جماعة الإخوان المسلمين، ينتشر ويشتد عوده في العالم العربي.

وها هي شوارع معظم العواصم العربية، تتحول إلى شوارع إيرانية بالمحجبات، والمنقبات، وصاحبات (الملايات) والعباءات السوداء القريبة من الشادور الإيراني.

وها هي إيران ترفع مؤخراً العلم الإيراني فوق الجزر الإماراتية الثلاث، إشارة إلى استيلائها، وضمها النهائي إلى إيران.

وها هو أحمدي نجاد يزور لبنان، ويزور جنوبه، ويخطب فيه، ويلقى من الترحيب والحفاوة ما لا يلقاه في إيران نفسها، ويقف على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية مهدداً ومتوعداً إسرائيل وأمريكا والغرب، كما لم يفعل كمال جنبلاط وعبد الناصر من قبله.

وها هي إيران تقترب من صنع قنبلتها النووية (المهدي المنتظر)، التي بها ستصبح "القوة العظمى"، في الشرق الأوسط.

وها هو "حزب الله" (حزبها) يحكم لبنان، ويضبطه من المطار حتى آخر نقطة في الشمال والجنوب اللبناني. وتقف الأحزاب السياسية، والدولة اللبنانية، والحكومة اللبنانية، متفرجين، مذهولين، مما يرون، ويسمعون.

وها هي سوريا (الحليف الإستراتيجي لإيران) تعود لتحكم لبنان من جديد، ليس بالبسطار العسكري، كما كان الحال قبل 2005، ولكن بالعصا السياسية الآن.

وها هي إيران تملأ جيوب حامد كرزاي (الحليف الأمريكي) وتابعيه في أفغانستان كل يوم، بالريال الإيراني، وبالدولار الأمريكي.

ومعظم المؤشرات السياسية في العالم العربي تشير إلى "أيرنة" الحياة العربية دينياً ومظهرياً، رغم عدم اعترافنا بذلك، ونقدنا لإيران، وقادتها، صبحاً ومساءً .

-4-

اليوم، وبعد 2003 يعود العراق إلى عهد الطفولة السياسية، التي لا تمكنه من الأكل، أو الشرب، أو السير، أو ممارسة الحياة إلا بمساعد الآخرين. فبعد أن كان العراق هو العصا التي يتكئ عليها العرب. أصبح العرب هم العصا والعراق هو العاجز، إما لطفولته، أو لكبر سنه، وضعفه.

ولا يحسبن أحدٌ أني بهذا "الحكي" أبجّلُ عهد الطاغية صدام، وأحطُّ من قدر "العراق الجديد". فأنا أنكرُ هذا أشدَ الإنكار، وأنفيه أشدَ النفي. ولكني أريد أن أبيّن هنا، أن "العراق الجديد"، لم تكن تنقصه الآن غير القيادة الحكيمة المفتقدة، والتي كان من الطبيعي أن يفتقدها العراق الآن. وهي التي قضت وانتهت، يوم أن حكمت العسكرتاريا العراق بدءاً من ثورة 1958، وحتى فجر التاسع من نيسان/إبريل 2003.

فالعراق هو العراق، لم يتغير، ولم يتبدل الآن، عما كان عليه قبل 2003.

ودجلة والفرات، يجريان في مجريهما كالعادة، صبحاً ومساءً.

وبغداد ما زالت تذكر عهد التنوير في عصر الرشيد والمأمون.

والكوفة والبصرة وغيرهما من حواضر الثقافة العربية ما زالتا هناك، تستعدان لإنتاج المزيد من الثقافة.

ما تغير في العراق هم الرجال، وهي القيادة. وقد ابتُلي العراق بشتى أنواع الديكتاتوريين، الذين لبسوا مسوح الديمقراطية الكاذبة منذ 1958 إلى اليوم، بل كانوا كذلك قبل هذا التاريخ، وفي العهد الملكي كذلك.

-5-

ما حاجة العراق الآن إلى العرب؟

وما أهمية العرب الآن للعراق؟

ولماذا كل هذا التكالب العراقي على فتات الموائد العربية؟

هل لأن العراق الآن ضعيف جداً، ويرى أن أضعف العرب أقوى منه، ولذلك يلجأ إليهم طلباً للعون والغوث، كما يفعل مع بلد كالأردن مثلاً، في طلب الدعم لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة؟!

أما العراق الغني والكبير والقادر، بدون رجال سياسته الخائبة والخائبين، فهو:

1- أغنى دولة عربية بثرواته البترولية بعد السعودية.

2- أقل الدول العربية عدداً بالسكان، قياساً لثرواته الطبيعية، ودخله القومي السنوي. وهذا مؤشر نهضوي مهم.

3- أغنى الدول العربية مائياً بعد السودان وربما قبله. وبذا، يمكن له أن يكون بستان العرب، وحقل العرب، ومزرعة العرب، ومن ثم رغيف العرب، وسلة فاكهته.

4- أكثر الدول العربية قراءةً للكتاب العربي والأجنبي. وأكثر القراء العرب هم من العراق. وهو من أكثر الدول العربية إنتاجاً للثقافة بشتى ألوانها. وهو كما كان في العصور الخوالي يحتضن أكثر من 80% بالمائة من إبداعات الثقافة العربية.

5- ولو لم تتأدلج جامعاته ومعاهده بعد 1963 ، لكانت في مقدمة الجامعات والمعاهد في الشرق الأوسط في مختلف التخصصات. ولكن الأدلجة الحزبية والسياسية التي ابتُليت بها الجامعات والمعاهد العراقية حطَّت من مستواها العلمي.

فلماذا يريد العراق بعد كل هذا الساعد العربي المشلول؟

(وفي الأسبوع القادم نجيب عن السؤال الثاني: ما أهمية الساعد الإيراني للعراق؟)



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا إثار إيران بإعمار العراق؟
- استحالة قيام الدولة الدينية
- لماذا ترفض إسرائيل الآن السلام العربي
- نقد ايديولوجيا ثورة المعلومات والاتصالات
- كيف نضبط ظاهرة الشبق السياسي العربي
- لماذا منعت مصر شعار -الإسلام هو الحل-؟
- ما ثمن بقاء الزعيم على كرسيه مدى الحياة؟
- كارثة القطيعة العربية لمدنية العالم وحضارته
- لماذا كان السلام الدائم خرافةً ووهماً؟!
- أعيدوا الانتخابات لكي تحسموا الخلافات
- هل كان -العراق الجديد- أكثر خطورة على العرب من إسرائيل؟
- ايجابيات الاحتقان السياسي العراقي!
- هل أضاع العراق اللبن في الصيف كما ضيّعته دخنتوس؟
- احتمالات الحرب الأهلية في العراق
- ما هي المبررات الإرهابية لقتل العراقيين في رمضان؟
- العراق: من النزاع السلمي إلى الصراع المسلح
- صوت العقل الذي لم يسمعه سياسيو العراق
- العراق: من دكتاتورية العسكر إلى دكتاتورية الأفندية
- ماذا كان الدور الأمريكي المطلوب في العراق؟
- ما فعله الساسة في العراق لم يفعله الاجتياح العسكري!


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - ما حاجة العراق للساعدين العربي والإيراني؟