أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - المذبحة المروعة في كنيسة سيدة النجاة هل هي جزء من التسامح الديني ؟














المزيد.....

المذبحة المروعة في كنيسة سيدة النجاة هل هي جزء من التسامح الديني ؟


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3173 - 2010 / 11 / 2 - 13:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بقلم : حبيب تومي / عنكاوا
[email protected]

اكثر ما نسمعه ونقرأؤه في وسائل الأعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة ، ومن مختلف الأوساط الرسمية وغير الرسمية هو عبارة التسامح الديني ، ومن ان العراق هو ارض الحضارات وواحة التعايش والتسامح بين الأثنيات والأعراق والمذاهب والأديان ، لكن اكثر ما نلمسه ونشاهده على ارض الواقع هو صورة معاكسة لتلك المزاعم ، ومنها الصور المرعبة التي يقترفها الأرهاب والتطرف باسم الدين الأسلامي ، وأخرى ترتكبها الحكومة بالتمييز والتفرقة الدينية في منحها الوظائف والمناصب والتي تحاول إبعاد المكون المسيحي من تلك الوظائف ، وفوق ذلك هنالك العنف المجتمعي فالجار المسلم يستقوي على جاره المسيحي وفي حالات كثيرة يحاول الهيمنة او على املاكه او الحصول عليها بأبخس الأسعار ، ولا ندري اين موقع وصية نبي الأسلام محمد بن عبدالله الذي يوصي برعاية سابع جار .
وهنا لابد من القول بأن حماية مسيحيي العراق ليس واجب الحكومة العرقية فحسب ، إنه واجب المجتمع العراقي برمته ، إنه واجب السنة والشيعة على حد سواء ، إنه واجب قوات الأمن كما هو واجب الجيش العراقي ، إنه واجب رجل الدين المسلم لكي يدعو بأعلى صوته عبر المآذن بالتعايش والتسامح مع كل مكونات المجتمع العراقي وفي مقدمتهم المسيحيون ، سيكون وصمة عار في جبين المجتمع العراقي إذا اضطر المسيحيون الى الهجرة من اوطانهم بسبب الظلم والعنف المجتمعي .
إن الدولة العراقية تسير وفق الدستور الذي ورد في المادة الثانية منه :
اولاً :ـ الاسلام دين الدولة الرسمي، وهو مصدرٌ اساس للتشريع:
أ ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام.
ب ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع مبادئ الديمقراطية.
ج ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع الحقوق والحريات الاساسية الواردة في هذا الدستور
. ثانياً :ـ يضمن هذا الدستور الحفاظ على الهوية الاسلامية لغالبية الشعب العراقي، كما ويضمن كامل الحقوق الدينية لجميع الافراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية، كالمسيحيين، والايزديين، والصابئة المندائيين.
وفي هذه الحالة حتى لو تعمدنا اهمال شأن الفقرة ب بشأن الديمقراطية ، وتمسكنا بأسلامية العراق ، فهل يعني اسلامية البلد اجتياح الكنيسة وذبح المصلين بها ؟
هل هذه مبادئ الدين الأسلامي ؟
وهل يقبل المسلمون في العالم ان يكون دينهم دين الترويع وقتل وذبح الأبرياء ؟
بموجب تصريح وكيل وزيرالداخلية الفريق حسن كمال بأن عدد القتلى من الرهائن بضمنهم بعض افراد من الشرطة بلغ 52 مع 67 جريحاً ، ومن مصادر اخرى علمنا بالتمثيل بالجثث بقع رؤوس الضحايا ، علما ان رواد الكنيسة من المصلين اغلبهم من النساء وكبار السن والأطفال كما استشهد الكاهنان الشابان ثائر سعدالله ووسيم صبيح ، فكيف تسمح يد إنسان يحمل ذرة من الشعور الأنساني ، كيف تراوده نفسه الى قتل هؤلاء الأبرياء بدم بارد ؟
وهنالك روايات اخرى تقول بأن عملية القتل كانت ترافق ترديد عبارة الله اكبر . هل ان الله يقبل بقتل أناس يصلون ويتعبدون بخشوع في بيت الله ؟ إنه تصرف لا يقبله العقل ولا يتصوره إنسان .
الأن نأتي الى دور الحكومة ومسؤوليتها للمحافظة على مواطنيها ، فالمسيحيون كما هو معروف مستهدفون ، وهم يرفعون اصواتهم مطالبين الحكومة بحمياتهم وحماية دور العبادة والكنائس المستهدفة بشكل خاص ، وفي الحادث المروع الأخير الذي حصل لكنيسة سيدة النجاة في الكرادة ، ما تسرب من اخبار ان الأسلحة والذخائر كانت قد رُتّب امر نقلها الى الكنيسة قبل تاريخ الهجوم ، وهنا يتبادر الى الذهن السؤال : اين الحكومة ؟ وكيف استطاع المهاجمون اختراق نقاط التفتيش والوصول الى قلب المدينة ؟ إنها اسئلة كثيرة من واجب الحكومة ان تجيب عليها .
من السهولة التنصل من المسؤولية بإلقاء المسؤولية على تنظيم القاعدة ، لكن ماذا عن الأرضية والتسهيلات التي تقدم للاهابيين في بلوغ اهدافهم ؟ فهؤلاء لا يهبطون من الفضاء الخارجي ويعودون اليه بعد إتمام العملية ، إنما يدخلون عبر الحدود وعبر نقاط التفتيش التي تسيطر على منافذها مختلف القوات الحكومية ، وبعد ذلك تجد لها الملاذ الآمن والأدلاء والتسهيلات لكي ينفذوا عملياتهم الأرهابية ، فأين الحكومة من كل هذه التنقلات والتحركات ؟ وكيف استطاعت الوصول الى اهدافها ؟ وهنا يمكن التأكيد بأن القوات الحكومية ، إما هي متواطئة مع المنفذين او مخترقة ، أو تكون قوات فاشلة لا تستطيع القيام بواجها على الوجه الأكمل ، وفي كل تلك الأحتمالات لا نتمنى ان تكون تصوراتنا صحيحة .
لا ريب ان مثل هذه الأعمال الأرهابية والبيئة المجتمعية المتسمة بالعنف والقسوة ، وغير ذلك من الأسباب العامة الأخرى المتصلة بوضع البلد ، كل ذلك يشكل اسباباً مواتية لتشجيع الهجرة بين هذه الشريحة العراقية الأصيلة ، والهجرة حصيلتها تفتيت العراق والإخلال بتركيبته الديموغرافية والثقافية والسياسية ، بالأمس كان اليهود ، واليوم يصل الدور الى المسيحيين وغداً من يكون ؟ ببساطة إنه فتح لأبواب الجحيم ، ومن يرى انه يستطيع غلق تلك الأبواب فالأوهام تلفه ، من السهولة فتحها لكن من الصعوبه غلقها .
أحب هنا ان اضيف فقرة اخرى وهو ما يعرف بأسلاموفوبيا ( Islamophobia ( اي الخوف من الأسلام الذي يجتاح اوروبا والعالم الغربي ، ويعمل الخطاب الأسلامي المعتدل جاهداً بأن يزيل تلك الصورة المرعبة للاسلام عن الذهنية الأوروبية ، وهنا اتساءل كيف يستطيع هؤلاء الكتاب المعتدلون من إزالة تلك النقطة السوداء الملصقة بالأسلام عن ذهنية الأنسان الأوروبي ؟ ومن منا لم يعد يخاف من الأسلام ؟ أليس المسلمون أنفسهم في خشية كبيرة من العمليات الأرهابية الأسلامية ؟
ماذا نقول عن



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصرف الوركاء وحكومتي العراق وأقليم كوردستان والمواطن الضحية
- توما توماس جسّد وحدة العراق في القوش
- هل تشكل عملية التعداد السكاني تهديداً للكنيسة الكاثوليكية لش ...
- القوش كجبلها سوف تبقى شامخة عبر الزمن .. ولكن ؟
- الكلدانيون والمندائيون اصول تاريخية مشتركة وقومية كلدانية وا ...
- الكوتا لا تحمل صيغة قومية بل دينية مسيحية وتطبيقها كان مجحفا ...
- اين يقف اقليم كوردستان من مشروع تكريم توما توماس ؟
- نهج الحركة الديمقراطية الآشورية يهدف إخضاع الكلدان وليس شراك ...
- الأستاذ هوشيار الزيباري هل يفعلها القادة العرب ويجتمعون في ا ...
- مغالطات ترجمة الكوتا المسيحية على انها قومية
- نقل طاقم حكومة اقليم كوردستان الى بغداد لتتولى امور العراق
- اين يقف كلدانيو اميركا من الفعل السياسي والقومي الكلداني ؟
- الحزب الآشوري والأسلوب الدكتاتوري بل الديمقراطية مع الشعب ال ...
- السيد وزير شؤون الشهداء والمؤنفلين لا نقبل بتهميش شعبنا الكل ...
- دماء شهداء الشعبين الكوردي والكلداني تمتزج في صوريا الكلداني ...
- ماذا بعد المؤتمر الثاني للحزب الديمقراطي الكلداني ؟
- الى منظمة الأقليات العراقية ..نرفض إجحافكم بحق شعبنا الكلدان ...
- القيادة الكوردية وتعقيدات المشهد الجيوسياسي الى اين ؟
- وداعاً ايها المناضل العراقي الكلداني حكمت حكيم
- لماذا الغضب من منافحة الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدا ...


المزيد.....




- لماذا لجأت الولايات المتحدة أخيرا إلى تعليق شحنات الأسلحة لإ ...
- كيف تؤثر سيطرة إسرائيل على معبر رفح على المواطنين وسير مفاوض ...
- الشرطة الأمريكية تزيل مخيما مؤيدا لفلسطين في جامعة جورج واشن ...
- تقارير: بيرنز ونتنياهو بحثا وقف هجوم رفح مقابل إطلاق سراح ره ...
- -أسترازينيكا- تسحب لقاحها المضاد لفيروس -كوفيد - 19- من الأس ...
- قديروف يجر سيارة -تويوتا لاند كروزر- بيديه (فيديو)
- ما علاقة قوة الرضوان؟.. قناة عبرية تكشف رفض حزب الله مبادرة ...
- مصر.. مدرسة تشوه وجه طالبتها بمياه مغلية داخل الصف وزارة الت ...
- مدفيديف بعد لقائه برئيسي كوبا ولاوس.. لامكان في العالم للاست ...
- السفارة الروسية لدى لندن: الإجراءات البريطانية لن تمر دون رد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - المذبحة المروعة في كنيسة سيدة النجاة هل هي جزء من التسامح الديني ؟