أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - التيار اليساري الوطني العراقي - اللقاء اليساري العربي : ورقة التيار اليساري الوطني العراقي المقدمة الى - اللقاء اليساري العربي - - بيروت 22-23 تشرين الثاني - اكتوبر 2010















المزيد.....



اللقاء اليساري العربي : ورقة التيار اليساري الوطني العراقي المقدمة الى - اللقاء اليساري العربي - - بيروت 22-23 تشرين الثاني - اكتوبر 2010


التيار اليساري الوطني العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 3171 - 2010 / 10 / 31 - 12:54
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


اللقاء اليساري العربي : ورقة التيار اليساري الوطني العراقي المقدمة الى " اللقاء اليساري العربي " - بيروت 22-23 تشرين الثاني - اكتوبر 2010




العراق المحتل ودور المقاومة اليسارية الوطنيةالسياسية



يعيش شعبنا و وطننا ، مأزقا ً تاريخيا ً ومحنة ً خطيرة وشاملة ، متعددة الأوجـه والمستويات ،أستهدفت وتستهدف وجودهما ومستقبلهما , كنتيجـة مباشرة للغزو والإحتلال العسكري الأميركي، وما نجم عنـه من تبعات العملية السـياسية التي أقيمت على اسـاس المحاصصة الطائفية والعرقية ، بعد حقبة طويلة وقاسية تحت حكم دكتاتوري فاشي تميز بالقمع والأسـتبداد والمغامرات الحربية الفاشلة وماتبعها من حصار مدمر فرض على الشعب العراقي وليس على ذلك النظام .

كان إحتلال بلادنا مشـروعا ً داخلا ً ضمن الإستراتيجية الأميركية منذ أمد بعيد ليس له أية علاقة بالأسباب التي أعلنت لشن الحرب عليها وإحتلالها ، وهو كهدف كان موضوعا ضمن مخططاتها الحربية الأقتصادية الرامية للسيطرة على المنطقة ومنابع النفط فيها ، ولحماية المشـروع الصهيوني .

ففي مطلع القرن الحالي ، لم يكن العراقيون شعبا واحدا يعاني من اضطهاد مزدوج على يد النظام البعثي الفاشي والحصار الامبريالي فحسب ،بل ان الشعب العراقي قد ولج القرن الجديد ، القرن الواحد والعشرين حاله تماما كما كان حاله عندما دخل القرن العشرين ، جريحا ،جائعا، منهكا ،ليسقط تحت الاحتلال في الحالتين ، الاحتلال الاستعماري البريطاني 1914-1917والاحتلال الامبريالي الامريكي عام 2003 ،وقد رفع المحتل ذات الشعار في الاحتلالين فالعرب والأكراد والتركمان والكلد آشوريين والايزيدية والصابئة والشبك، قد وقعوا جميعا باعتبارهم الشعب العراقي ،بين مطرقة الامبريالية الامريكية وسندان النظام البعثي الفاشي.وكان الأمل يحدو جموع الجماهير هذه في الخلاص من حياة لا حياة فيها ، وتفائل الشعب العراقي خيرا حين شهد تصادم الاسياد الامريكان مع خدمهم مجرمي النظام البعثي ، هذا الأمل المتأمل في دور المعارضة الوطنية العراقية وامكانية التقاط الفرصة التأريخية لانقاذ البلاد من الاسياد والخدم معا واقامة نظام وطني ديمقراطي على ارض الرافدين المتعطشة للحرية والعدالة الاجتماعية

اما اليوم، وبعد ان خابت آمال الشعب ، خصوصا وان التغيير تم بالحرب والتدمير وجاء بالاحتلال ، واقترن بانتقال القوى التي كانت تحسب وطنية الى موقع الخيانة الوطنية . فأن هوة واسعة تفصله عن النظام الاحتلالي،الذي حل بديلا عن النظام الفاشي المقبور،هوة تفصل الشعب عن النظام العميل فصلا شاملا ، وكأنهما ، اي ، الشعب والنظام، ينتميان الى عالمين يكادان يكونان منفصلين ، فالشعب والارض في واد القهر والظلم والابادة والتصحر والدمار ، والنظام العميل في واد المنطقة الخضراء للنهب والقتل والتدمير وهلوسة الشعارات الموجهة باشراف السفير الامريكي الحاكم الفعلي للبلاد



وعلى هذا الأسـاس فإن التيار اليسـاري الوطني ، ينطلق من رؤية وطنية ثابتة وواضحة ،تستند إلى مبدأ المواطنة وإلى نهج عميق وراسخ في تحديد وتبني مواقفه وسياساته النابعة من الحرص التام على مصالح الشعب والوطن للمسـاهمة في إنقاذهما من هذه المحنة القاسية والعميقة .

والتيار اليساري الوطني العراقي هو أحد القوى الرئيسية والمتجذرة في المجتمع العراقي وهو قوة حقيقية وفاعلة في الحركة السياسية والثقافية والإجتماعية والمهنية في بلادنا ، وقد شارك بفاعلية ونشاط في مسيرة الحركة الوطنية العراقية .

والتيار اليساري الوطني العراقي ليس وليد صدفة تاريخية ، بقدر ماهو ضرورة إجتماعية وسياسية أفرزتها متطلبات الدفاع عن الوطن والشعب بمختلف طبقاته وفئاته ضد دسائس ومؤامرات الأنظمة الرجعية والتابعة ، واليوم وفي هذا الظرف بالذات تتأكد هذه الحاجة للوقوف ضد الإستغلال والدكتاتورية الجديدة والإستبداد والقمع والطائفية والتخلف والفسـاد وأذرعتها المتمثلة بالمليشـيات وفرق الموت .

نحن في التيار اليساري الوطني العراقي، ننطلق من مبادئ وتجارب فكرية وسياسية، وطنية ويسارية واضحة، ترتبط بمهام النضال الوطني، وأننا ندعو ونلتزم بالحوار الجاد والمثمر والمفتوح، الذي لا يستثني ولا يستبعد أحداً من اليساريين الوطنيين العراقيين، حول جميع قضايا وملفات اليسار الوطني، القديمة والجديدة، لتحديد شكله ومهامه وأفقه القادم، لذلك فأننا ندعو الى تشكيل جبهة يسارية وطنية، شاملة وفعالة، تساهم في تشكيل الجبهة الوطنية الواسعة، لتنشيط و تطوير العمل السياسي الوطني، والحركة الوطنية الجديدة، المقاومة والمناهضة للاحتلال،المكافحة من أجل اقامة جمهورية العدالة الاجتماعية.



إننقطة التحول في من الكفاح الوطني والطبقي الى الكفاح الوطني والطبقي والحزبي ، هي اصدار بيان منظمة سلام عادل في الحزب الشيوعي العراقي بتأريخ 8 تموز 1979 وتوزيعه في بغداد في تحد للسلطة البعثية الفاشية وكلابها المسعورة المطاردة للشيوعيين العراقيين ،وادانة من الكادر والقواعد الحزبية للجبهة الوطنية الذيلية . ليمتد هذا الكفاح عقودا ثلاثة توزعت على محطات ، حملت اسماء متعددة , لكنها ظلت تحمل ذات الهوية ، هوية الكفاح الوطني الطبقي الحزبي ، تستند الى ايمان عميق بحتمة انتصار قضية الكادحين على معسكر الظلم والانتهازية والخيانة الوطنية والطبقية.

إنتجربة هذه المحطات المتواضعة ، التي لا ترقى في اي حال من الاحوال ، الى مصاف المحطة الأم، محطة الشهداء الابطال ،ودمائهم الزكية التي تسري في عروقنا، لتمدنا بالعزم والقوة على موصلة الدرب الذي اختاروه ، وقد عاهدناهم بأننا عن هذا الدرب الذي اختطوه لن نحيد حتى تحرير العراق واقامة دولة العدالة الاجتماعية ... محطات منظمة سلام عادل في الحزب الشيوعي العراقي في بغداد 1979 ، منظمة التقدميين العراقيين في بيروت 1982 ,شيوعيون عراقيون في كردستان عام 1985 , منظمات التغيير الثوري في المنفى ،الحزب الشيوعي العراقي – خط سلام عادل وصحيفتي الحركة والكفاح ,منظمة وصحيفة اتحاد الشعب في بغداد 2004، منظمة كادحي العراق والفرات الاوسط في العراق 2006 ، لجنة التنسيق بين القوى اليسارية في العراق 2008 ، المحطات الثورية التي توجت بأنبثاق التيار اليساري الوطني العراقي في اطار عملية ديمقراطية شفافة ، استندت الى التطبيق الصحيح لمبدآ المركزية الديمقراطية ومبدأ النقد والنقد الذاتي ،التي قدمت ممارسة حزبية ديمقراطية حقيقية لا شكلية ، استنهضت عبرها عشرات الشخصيات الشيوعية واليسارية المناهضة للبيروقراطية الحزبية على الصعيد التنظيمي ، الرافضة للانتهازية على الصعيد السياسي ، وادانة الخيانة الطبقية والوطنية على صعيد الموقف من الاحتلال ، عملية استنهاض لتفعيل الطاقات الكامنة المعطلة للمئات من اليساريين العراقيين ، ووزجها وفق ارادة جماعية، في المعركة التأريخية الكبرى ،التي يخوضها شعبنا العراقي من اجل تحرير الوطن ودحر القوى الطائفية والعنصرية والارهابية عبر التصدي لدورها في تخريب وتفكيك المجتمع وبناه التحتية ،وتحطيم الزراعة والحياة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية وصولا الى تنفيذ مخططاتها التقسيمية.



انه لشرف لنا ان نكشف امام اجتماع اليسار العربي ، الاجتماع الذي جاء بمبادرة جريئة من الحزب الشيوعي اللبناني الشقيق ، حزب الابداع والجرأة ، الاجتماع المنعقد في بيروت الحرية والمقاومة الوطنية،نكشف ولوبشكل عام ، وبقدر ما يسمح به الظرف الراهن ، بأن انشط العناصر في هذه المحطات ،هم أولئك الذين يواصلون الكفاح الوطني والطبقي والحزبي وبجهادية عالية ، بالرغم من الظروف الصعبة والمعقدة، والحياة المرعبة اللانسانية في ظل النظام البعثي الفاشي ووحشيته وحروبه التدميرية ، ورغم الاساليب القمعية الانتهازية الرخيصة التي مورست ضدها حد اعتقال الرفاق، بل اسشهادهم تحت التعذيب في كردستان , ناهيكم عن اسلوب بث الاشاعة وتشويه السمعة ، رغم الاحتلال وحكوماته الصنيعة الطائفية العنصرية الارهابية، فهم يواصلون الكفاح ، في تواصل مع مسيرة الاجيال الثورية المتعاقبة ، تلك المسيرة التي وصفها القائد الثوري الشهيد الخالد سلام عادل بكلمته البالغة الدلالة عام 1956 والتي جاء فيهابعد اقل من عامين على كلمة القائد الثوري الشهيد سلام عادل هذه، فجر الشعب العراقي ثورته الخالدة , ثورة 14 تموز 1958 ليطيح بالحكم الملكي العميل ويحرر العراق من ربقة الاستعمار البريطاني ، ثورة حققت منجزات كبرى للشعب والوطن.





لقد كانت المواقف الوطنية المبدئية لنواتات هذا التيار ضد الحرب العدوانية والغزو ومن ثم الإحتلال الأميركي لبلادنا وضد الأرهاب والطائفية ومجاميعهما المسلحة ،خير دليل على إن هذا التيار يمتلك مفاتيح المستقبل والنجاح والقدرة على التصدي وإنجاز المهام الوطنية الملقاة على عاتقه والمتمثلة في السعي لتحقيق الإستقلال وإستعادة السيادة الوطنية ، وتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق التقدم والتطور والتنمية والبناء والرفاه الإجتماعي .



إن القدرة على الدعوة الى مشروع وطني متجذر، ترتبط بشكل عضوي بالقدرة، على طرح مشروع الدولة الوطنية الديمقراطية، دولة المؤسسات الدستورية، ذات آفاق التطور اللاحق، لمجتمع العدالة الاجتماعية، كهدف استراتيجي لليسار الاجتماعي وقواه السياسية. وفي ظرف العراق الحالي، فأن مهمة استعادة وترسيخ الوحدة الوطنية، مهمة كفاحية رئيسية، وعنصراً أساسياً، في التخلص من الاحتلال وأتباعه.







الموقف من الاحتلال والقوى السياسية العراقية المعارضة سابقا المتعاونة مع الاحتلال راهنا



وقد كنا كيسار وطني قد اعلنا ومن على صفحات جريدتنا - اتحاد الشعب - الصادرة في بغداد بتاريخ 08/07/2004 وباللغتين العربية والانكليزية المواقف المبدئية االمفصلية التالية :



اولا: ان الاحتلال ، بعبارة واحدة، وواضحة ننظر إليه كاحتلال، وكل احتلال، وكما هو معروف تاريخيا، يولد المقاومة بشكل آلي كرد فعل طبيعي من قبل الشعب المحتل وطنه، ولن تكون تجربتنا منعزلة عن التاريخ، وهذا ما جرى عندما دخل الإنكليز إلى العراق عقب الحرب العالمية الأولى وجوبهوا بمقاومة عنيفة من مختلف فئات الشعب العراقي في ما عرف بعد ذلك بثورة العشرين، فالإنكليز بدورهم أعلنوا، كما يعلن الأمريكان الآن، بأنهم محررون وليسوا محتلين، واليوم لا بد وان يستمر ميراث المقاومة ضد الأمريكان كما كان في السابق ضد الإنكليز.



ثانيا : ان القوى السياسية الفاعلة في المجتمع العراقي وبشكل خاص المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، والحزب الديمقراطي الكردستاني ،والاتحاد الوطني الكردستاني، وحزب الدعوة، والحزب الشيوعي العراقي، والحزب الإسلامي العراقي، ارتكبت خطأ استراتيجيا بدخولها في اللعبة الأمريكية واشتراكها في مؤسسات الاحتلال ، وان عدم معالجتها الفورية لهذا الخطأ سيفقدها هويتها الوطنية ويسقطها في طريق الخيانة الوطنية, ويعزلها عن الشعب العراقي.


ثالثا : ان المقاومة الموجودة اليوم لا تمتلك برنامج واضح ولم تعلن القوى المشاركة فيها عن حقيقة هويتها، مع الإشارة هنا إلى أن هناك قوى تخريبية محلية وإقليمية ودولية تشارك في أعمال العنف الجارية بهدف تقسيم العراق، لذلك نحن مع مقاومة الاحتلال بكل الأشكال بما فيه الكفاح المسلح شريطة أن تكون وفق برنامج سياسي واضح ومعلن، ونحن في التياراليساري لسنا من الذين يصدقون الوعود الأمريكية بمغادرة العراق وجلب الرخاء والديمقراطية له، هذه الخدع لن تنطلي علينا لان هناك شكلا واحدا ووحيدا للاستقلال والسيادة، وهو ان ألا يبقى جندي أمريكي واحد في العراق.



رابعا : ان الآلية التي نقترحها للوصول إلى الاستقلال التام ،هي تشكيل جبهة إنقاذ وطني كرديف سياسي للمقاومة المسلحة ،تضم جميع القوى الوطنية والإسلامية والديمقراطية لتجري مفاوضات مباشرة مع المحتل بإشراف الأمم المتحدة للوصول إلى اتفاقية علنية لاستقلال العراق.


خامسا: وفي غضون كل ذلك سنواصل المقاومة اليسارية السياسية للاحتلال وندعم المقاومة الوطنية المسلحة كما سنعمل على فضح أي عملية لتبديل الوجوه شكليا والادعاء بتحقيق الديمقراطية







الموقف من المقاومة الوطنية العراقية



اليسار الوطني الذي أسسناه إثر سقوط النظام ،باعتباره تيارا يساريا ديمقراطيا ،يعمل لأجل مجموعة من الأهداف أهمها: إقامة دولةالقانون والعدالة الاجتماعية، بكل ما ينطوي عليه هذا الشعار من حقوق للعمال والفلاحين والمرأة، وإتاحة الحريات في مجالات الفكر والإبداع والصحافة وتأمين الحياة الكريمة للمواطن وفق الشعار التأريخي ( وطن حر وشعب سعيد)...، وفي تصورنا لا يمكن تحقيق ذلك إلا بتحرير العراق تحريرا كاملا من المحتل، وهو الهدف الرئيس في المرحلة الحالية، فالاحتلال احتلال، والاستقلال استقلال ، وليس لدينا أي تسويات أخرى أو أية حلول وسط.


ونحن اذ نستلهم الجانب المشرق في تجربة الحزب الشيوعي العراقي منذالتأسيس سنة 1934 وحتى استشهاد السكرتير العام الشهيد الخالد سلام عادل اثرانقلاب 8 شباط 1963 البعثي الفاشي الاسود، ففي نفس الوقت الذي نعتز فيه بانتمائنا إلى ذلك التاريخ، فإننا ميزنا أنفسنا عن الاتجاه الثاني الرسمي الذي قاد الحركة من انتكاسة إلى أخرى منذ 1963 حتى توجت هذه السياسات، بالانخراط ضمن مشروع الاحتلال الأمريكي للعراق، فنحن ورثة التيار اليساري الحقيقي في الحزب الشيوعي العراقي. وما المحاولات البطولية للقاعدة الحزبية والكوادر والعناصر القيادية الثورية المتمثلة في انتفاضة معسكر الرشيد في تموز 1963 بقيادة الشهيد الخالد حسن سريع، وافشال القاعدة والكوادر خط آب 1964 التصفوي الذي استهدف حل الحزب الشيوعي العراقي، وانتفاضة الاهوار المسلحة 1968 بقيادة الشهيد الخالد خالد احمد زكي ،ورفض الشهيد الخالد محمد الخضري ورفاقه فكرة التحالف مع البعث الفاشي عام 1970 ،وانتفاضة القاعدة الحزبية والكوادر الثورية الرافضة لقرار حل المنظمات الديمقراطية عام 1975 ،واعلان منظمة سلام عادل في الحزب الشيوعي العراقي في بغداد 8 تموز 1979،وموقف التصدي البطولي للهجمة البعثية الفاشية عام 1979 بقيادة الشهيد الخالد علي جبار سلمان ورفاقه، واصرار القاعدة الحزبية على تبني سياسة الكفاح المسلح 1979-1989،وانتفاضة شيوعيون عراقيون في حركة الانصار بقيادة الشهيد الخالد ستار غانم عام 1984 والذي واصل النضال السري في بغداد حتى استشهاده عام 1994 ،اصدار صحيفة اتحاد الشعب في العراق المحتل 8 تموز 2004بهدف التصدي السياسي للمحتل واذنابه من القوى الطائفية العنصرية والانتهازية والارهابية وفلول النظام البعثي ،الا مواصلة لمسيرة الاجيال الثورية المتعاقبة في رفع الراية الحمراء , راية الكفاح الطبقي والوطني من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية.



الموقف من القضية الكردية


* نحن نعتقد تاريخيا بان تجربة العقود الماضية ،أثبتت بان وحدة العراق إذا ما اقترنت بإقامة نظام ديمقراطي حقيقي مؤسساتي ،ستؤدي ببساطة إلى إحقاق حقوق الشعب الكردي في إطار الجمهورية العراقية ووفق الشكل القانوني الذي يرضي الشعب الكردي نفسه، وذلك عبر استفتاء شعبي مباشر يجري في كردستان لاختيار شكل الحكم لإقليم كردستان الذي يلبي طموحات الشعب الكردي، ومن الناحية المبدئية نحن مع حق تقرير المصير للشعب الكردي ليس فقط في العراق بل في باقي الأجزاء التي يتواجد فيها الأكراد، بما في ذلك حقهم في إقامة دولتهم المستقلة.
الآن لا نريد الخوض في تسميات من قبيل الفيدرالية، الحكم الذاتي... وغيرها فطالما اختار الشعب الكردي عن طريق الاستفتاء، لا عن طريق قياداته الحالية، وفي إطار الجمهورية العراقية الشكل الذي يراه معبرا عن طموحاته فنحن ندعمه ونؤيده.

الموقف من التيار الديني السياسي في العراق



* نحن نعتقد أن كل القوى والتيارات العراقية بما فيه الديني قد تعلمت الدرس التاريخي الذي دفع الشعب العراقي ثمنه باهظا، وهذا الدرس يقول بأنه لا مجال لسياسة الاستئثار بالسلطة عبر الحزب الواحد وإلغاء الآخر، ورغم قناعتنا بان التيارالديني في الوقت الذي يلعب فيه دورا مهما ،ولعب دورا في سقوط الديكتاتورية، إلا انه لا يمتلك برنامجا لحل المشاكل الاجتماعية، لكن ذلك لا يتعارض مع الحق في التعبيرعن البرنامج الذي يراه مناسبا ،وطرحه عبر الانتخابات لا عبر إجبار الناس على تفاصيل وسلوكيات حياتية معينة لا تشكل شيئا إزاء الهم الوطني الأكبر.



.

إن الموقف الوطني الحقيقي من الاحتلال ومقاومته، هو ذلك الموقف الذي طالما دعونا القوى الوطنية والديمقراطية واليسارية إلى اعتماده، والذي سجل في رسالتنا العلنية إلى المقاومة الوطنية العراقية :

التي طالبنا فيها بضرورة التحديد الواضح لهوية المقاومة، كونها حركة مسلحة وطنية تحررية لا تمت بأية صلة كانت للبعث الفاشي وفلول النظام المهزوم، وان لا تكون لها أية علاقة مع قوى الإرهاب الزرقاوي المشبوه.



كما طالبنا كيساروطني عراقي المقاومة الوطنية العراقية بضرورة تشكيل ثلاث كتائب لمطاردة فلول النظام الفاشي وجماعة الزرقاوي الإرهابية والمليشيات الطائفيةالعنصرية. فلا مقاومة وطنية... إن هي مدت يدها إلى فلول البعث الفاشي. ولا مقاومة وطنية... إن مدت يدها إلى الإرهابي الزرقاوي وعصابته الإجرامية. ولا مقاومة وطنية... إن مدت يدها إلى الميليشيات الطائفية العنصرية.



وكان مطلب اليسار الوطني العراقي ،بأهمية الإعلان عن البرنامجالسياسي للمقاومة الوطنية العراقية ،ركنا أساسيا في جميع البيانات والنداءاتوالمقالات، هذا البرنامج الذي يعرف بهوية المقاومة وأهدافها، الآنية والاستراتيجية،على ان يقترن طرح البرنامج على الشعب العراقي بتشكيل جهاز سياسي تنفيذي، لا ليلعبدور الناطق الرسمي باسم المقاومة الوطنية فحسب، بل ليخوض المعارك الوطنية السياسية العلنية، كالتظاهر والإضراب وحتى الانتخابات. ان اليسار الوطني العراقي إذ يقف ضمن صفوف القوى الوطنية التحررية الديمقراطية الرافضة بالمطلق للاحتلال الأمريكي لبلادنا وللقوى العميلة المرتبطة بمشروعه، تلك القوى التي جاءت معه من خارج الحدود،فقد كان اليسار قد أعلن رفضه التام للموقف المتطرف الانعزالي الرافض للمشاركة في معركة الانتخابات تحت ذريعة إجرائها تحت الاحتلال.




ان المقاومة الوطنية العراقية - كتائب ثورة العشرين اعلنت موقفها بتأريخ 2006 / 5 / 12من جميع الاسئلة والطروحات المفصلية المعلنة في رؤيتنا اليسارية الوطنية، اذ اعلنت

البراءة التامة من أي صلة بحزب البعث

موقف كتائب ثورة العشرين من البعث الفاشي: ( البراءة التامة من اي صلة بحزب البعث التي يحاول بعضهم الصاقها بفصائل المقاومة الاسلامية عن قصد او غير قصد ونشهد الله على ذلك …والله من وراء القصد)

الموقف من الجماعات والاحزاب

على الرغم من ان (المقاومة الإسلامية الوطنية) اختارت خط الجهاد إلا أنها لا تنكر على الآخرين العمل السياسي، وهي تهتم بهذا البعد ولهذا فقد أسست مكتبا سياسيا تزامن مع وجود الجناح العسكري لها. ولهذا فهي لا تعارض ايّ عمل سياسي اختاره الآخرون بشرط أن لا يقاطع او يعارض او يلغي ثوابتنا الإسلامية الوطنية، فالتأكيد على هوية العراق الإسلامية ثابت من ثوابتنا، والتأكيد على وحدة العراق الوطنية ورفض اي تجزئة طائفية او عرقية هو ثابت من ثوابتنا، وكذلك الوقوف مع قضايا الأمة المصيرية وعدم الركض وراء المحتل هو ثابت من ثوابتنا نعرف فيه نزاهة الآخر وصدق مقاصدهم في خدمة البلد.


الموقف من العنصرية والطائفية

لا تقسم المقاومة الناس على أساس طائفي أو عرقي بل على أساس الموقف من المحتل ولهذا فإن هناك صنفين من العراقيين: أحدهما معنا ضد المحتل وهم الغالبية، والآخر مع المحتل وهم القلة فمن كان مع رفض الاحتلال مهما كانت صفته فالمقاومة تنظر إليه انه معها في صف واحد، ومَنْ كان مع المحتل فهو خائن لا يستحق أن يبقى على ارض العراق مهما كانت صفته أوعقيدته.

الموقف من الذين يتعاملون مع المحتل ولا يتعاونون معه

إن الذين يتعاملون مع المحتل ولا يتعاونون معه وينظرون إليه على أنه محتل يجب أن يرحل وأن يتحرر العراق من كل احتلال عسكري أو تبعة عسكرية، واختاروا لأنفسهم العمل السياسي لهم ما ذهبوا إليه من اجتهاد، ونوصيهم فقط بان يكونوا مدركين لخطورة المرحلة وان لا يمرر المحتل عليهم ما يريد ويقنعهم ببعض المكاسب الجزئية أو المناصب السياسية، وأن لا يجرهم المحتل إلى الوقوف معه ضد المقاومة حتى لا يكون الصراع عراقيا عراقيا.

وكما لا ننكر عليهم اختيارهم العمل السياسي، نريد منهم أن لا ينكروا علينا اختيارنا العمل العسكري ولكل اجتهاده ما دام الهدف الأخير مشترك بيننا وهو إخراج المحتل من ارض العراق.

ووجهة نظرنا إلى العمل السياسي في ظل الاحتلال تقوم على أساس رفض أي مشاركة سياسية تحت هذه المظلة ونرى أن ايّ عمل سياسي يجب أن يكون مترادفا - في هذه المرحلة - مع العمل العسكري الجهادي لكي نفوت على العدو فرصة المساومة من موقع قوة وإملاء شروطه علينا وبالتالي فإن الهدف الأعلى لهذا العمل هو تحرير العراق من الاحتلال الأجنبي.


الاعلان عن تشكيل المكتب السياسي




المكتب السياسي:

هو الموجه لحركة المقاومة والعامل على استثمار نتاجها وتوظيفاتها متمثلا في (المكتب السياسي) الذي يقوم برنامجه السياسي على فكرة إحراج قوات الاحتلال الاجنبي وإثبات فشل برامجه المعلنة وجره إلى الكشف عن برامجه وخططه غير المعلنة، ومن ثم فضحه وبيان أهدافه الحقيقية، ويتوصل المكتب السياسي إلى هذا الهدف بوسائل عديدة. ويضم أقساما ملحقة به:



اختيار اسم المقاومة الاسلاميةالوطنية

ويهمنا هنا أن نؤكد لكل المهتمين بأمر المقاومة، أن المقاومة وعت مبكرا أسباب نجاحها ودرست جيدا أسباب الفشل وتعثر بعض الحركات الجهادية في الساحة الإسلامية، فعملت منذ البدء على تجميع جهود المقاومين ومحاولة توحيدهم قبل تجذر المجموعات الصغيرة والتعامل بواقعها المحلي وبعدها عن الواقع العراقي كاملا، فعملت على ربط هذه المجموعات برباط وثيق منذ الشهر الاول للاحتلال وأفلحت في ذلك فلاحا كبيرا ويرجع هذا الفلاح في جزئه الأكبر إلى صلاح نوايا المجاهدين وصدق توجهاتهم وغيرتهم الإسلامية التي جعلتهم لا يترددون لحظة في الانضمام تحت راية هذا الاسم (المقاومة الإسلامية الوطنية)الذي روعي في اختياره البعدين الإسلامي والوطني.

وعلى الرغم من إيمانها بعدم تعارض البعدين إذا ما كان استخدامها صحيحا الا أننا ركزنا عليهما في العنوان لنقول للجميع، إننا للكل ولسنا للبعض وإننا للدين وللوطن، وإننا لكل أبناء العراق بعربه وكرده وتركمانه وغيرهم، ولهم جميعا بسنتهم وشيعتهم، لا نفرّق بين أحد منهم ما لم يفرّق هو نفسه عنا، ولكل ذلك حرصنا حرصا شديدا على تسمية الجناح العسكري بهذا الاسم الاثير والعزيز على قلب كل عراقي (كتائب ثورة العشرين) تأكيدا لكل القيم والمعاني التي ذكرناها.





ان المقاومة اليسارية الوطنية السياسية للاحتلال واذنابه قد تداخلت مهماتها على مدى الاعوام 2003-2010مع المهام التنظيمية المفضية لولادة يسار جديد على ارض المعركة الطبقية والوطنية التحررية,وقد تمحورت على المحاور الكفاحية التالية



المحور الاول : رفض وادانة ومقاومة الاحتلال الامبريالي للعراق وتحميل النظام البعثي الفاشي المهزوم المسوؤلية الاولى عن هذا الاحتلال



المحور الثاني : رفض وادانة العملية السياسية الاحتلالية وفضح القوى الطائفية والعنصرية والانتهازية المشاركة فيها



المحور الثالث : دعم المقاومة الوطنية العراقية وتحديدا كتائب ثورة العشرين التي تضم خيرة ضباط الجيش العراقي المناوئين للنظام البعثي المهزوم .



المحور الرابع : ادانة وفضح الاعمال الارهابية المرتكبة بحق شعبنا العراقي على يد قوات الاحتلال وشركاته الامنية والمليشيات الطائفية العنصرية وفلول البعث الفاشي وتنظيم القاعدة الارهابي



المحور الخامس: تقديم رؤية يسارية وطنية مقاومة تمثل الطريق الثالث المتعارض مع الطريق الاول المتمثل بالاحتلال واتباعه،والطريق الثاني المتمثل بالقوى الارهابية والفلول البعثية . اما الطريق الثالث فهو طريق الشعب نحو الحرية والعدالة الاجتماعية،المتمثل بالمقاومة الشاملة للاحتلال المسلحة والسياسية ، وقدمنا في هذا الاطار رؤية سياسية مقاومة شكلت الرافعة السياسية للمقاومة الوطنية المسلحة ، وكان لمراسلاتنا المباشرة مع المقاومة العراقية وكتابتانا اليومية المنشورة على صفحات صحيفتنا في بغداد وعلى المواقع الالكترونية ،الدور المؤثر في بلورة الرؤية السياسية الوطنية للمقاومة الوطنية العراقية



المحور السادس : العمل على استنهاض اليسار العراقي , قوى وشخصيات ، وعقد الاجتماعات واللقاءات داخل وخارج الوطن ،واعمال التنسيق،على اساس العمل الجماعي الحقيقي المستند الى الشفافية والديمقراطية في رسم السياسات واتخاذ القرارات، وتم عزل الدكاكين المفبركة من بقايا النظام البعثي الفاشي او المتعاونة مع فلوله، فقد كان كفاحا يساريا تجديديا بحق، من اجل اقامة جبهة اليسار العراقي المناهضة للاحتلال



المحور السابع : اقامة امتن العلاقات مع الشخصيات الوطنية العراقية المناهضة للاحتلال ، والتشاور الدائم معها , شخصيات ادبية ،قانونية، عمالية، اسلامية متنورة، عشائرية وطنية، عسكرية وطنية



المحرو الثامن: اقامة العلاقات مع اليسار العربي في اطار المعركة المشتركة ضد الامبريالية والصهيونية والمعركة الاجتماعية



أننا في التيار اليساري الوطني العراقي، نطرح برنامج الحد الأدنى، برنامج المهام الوطنية الديمقراطية، في بلد يرزح تحت الاحتلال العسكري الأمريكي المباشر. وتوجهاتنا الفكرية والسياسية المستقبلية، ذات أفق اجتماعي اشتراكي وديمقراطي حديث، لتحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية، تعتمد وتتبنى مطالب وحقوق الفئات والطبقات الاجتماعية بشكل عام والمهمشة والمقهورة بشكل خاص العمال والكادحين وفقراء الفلاحين والكسبة والفئات الشعبية الواسعة من أبناء شعبنا.









الوضع العراقي الراهن



مخاطر تقسيم العراق


لقد تسائلنا في 30 ايلول 2009هل حانت لحظة البدء في تنفيذ خطة تقسيم العراق أم حانت لحظة البدء في تنفيذخطة تقسيم العراق؟

وكانت اجابتنا الفورية : نعم لقد بدأ العد العكسي لتنفيذ خطة تقسيم العراق بالتزامن مع بدء العد العكسي لاشعال حرب تقسيم السعودية،وما التأزيم المفتعل للتنافق الذي اطلق عليه زوراوبهتانا تسمية التوافق،هذا التأزيم الذي تطلب ثلاث نداءات تلفونية وفي يوم واحد من بايدن الى المجرم جلال الطالباني والحضور المباشر للسفيرالامريكي جلسات ما يسمى ب "البرلمان " سوى تنفيذ الخطوات على الارض.

لقد عمل المحتل مستعينا بخبراء صهاينة على تدمير وحدة الشعب العراقي التأريخية،بافتعال صراعات طائفية واثنية،عبر تنفيذ عمليات القتل والذبح والتفجير بأدوات محلية مليشياوية، تحت راية المظلوميةالشيعية المزعومة،ومليشيات تحت راية عنصرية انعزالية،وفتحت الباب واسعا لدخول مليشيات بن لادن التكفيريةالارهابية، لتتحالف مع فلول البعث،فتعلن حلفا طائفيا - شوفينيا تكفيريا،وتشعل حرب اهلية جاءت شرارتها الأولى على يد مرتزقة بلاك ووتر

لم يكن رفع شعار الفيدرالية كشعار مركزي وسط شعارات المرحلة الاحتلالية ما بعد سقوط الفاشية التي اطلق عليها تسمية " العمليةالسياسية " ،عملا عاطفيا او سوء في التقدير،بل كان خطوة مفصلية مدروسة،استهدفت توجيه مسار الصراع باتجاه تقسيم البلاد،المسار الذي بدأ مع قرار حل الجيش العراقي،هذا الشعار الذي اقترن بشعار الاحتلال المركزي " محاربةالارهاب" الذي اريد من رفعه قطع الطريق على نشوء مقاومة وطنية عراقية،اذ ستنسب لاحقا جميع الاعمال الاجرامية التي ستقوم بها المليشيات الطائفية العنصرية وعصابات بن لادن التكفيرية وفلول البعث الاجرامية والعصابات الصهيونية المتلحفة بلباس بلاك ووتر،تنسب جميعها الى المقاومة الوطنية العراقية،وكذلك الى اعاقة اي نشاط سياسي جماهيري سلمي مناهض للاحتلال وعملائه

إن تمرير صفقة مجلس الحكم قد ساعد الى حد كبيرعلى تقدم خطة التقسيم على الارض . ولعل تأخر المقاومة الوطنية العراقية اعلانها عن برائتها من البعث الفاشي وعصابات بن لادن الارهابية حتى عام 2006 قد منح هذه الصفقة الخيانية،التي ارتكبتها احزاب مجلس الحكم فرصة الانتقال الى خطوات متقدمة بسرعة للوصول الى هدفها الاصل،الا وهو تقسيم العراق.

إن سياسة التنافق الطائفي العنصري التي اطلق عليها زورا وبهتانا تسمية التوافق،ماهي الاخطوات منظمة لاعداد الارضية الادارية والقانونية لتقسيم البلاد على قاعدة التطهيرالعرقي والطائفي للمدن العراقية،فمحاصصة المراكز الحكومية في دولةالاحتلال من اعلى سلم الهرم الحكومي الى اسفله،وفبركة الدستورعلى يد الخبراء الصهاينة،ومسرحية الانتخابات،ما هي الا خطة العشر السنوات الاولى من الاحتلال،التي ستنتهي باشعال حرب تقسيم مملكة آل سعود المخطط لها منذ ثلاثة عقود،لتكون،اي حرب تقسيم مملكة آل سعود خاتمة لثلاث حروب امبريالية بادوات محلية تارة،وبخوضها من قبل امريكا وحلفاؤها مباشرة تارة أخرى،الحرب العراقية الايرانية 1980-1988- حرب احتلال امارة آل الصباح على يد النظام البعثي1990والتي انتهت بالاحتلال الامريكي المباشر للأمارة , حرب احتلال العراق 2003 خصوصا , للانطلاق منها لاحقا الى حرب تقسيم مملكة آل سعود , فبدون تقسيم العراق لا امكانية للاقدام على تنفيذ خطة تقسيم مملكة آل سعود،

أما بالنسبة للحركة القومية الكردية، ورغم أن الانتخابات حددت حجمها الطبيعي، لكنها ظلت تلعب نفس الدور الخطير والقديم، بالاعتماد على الاحتلال وتقديم التنازلات له،واستغلال ضعف المركز، وتهافت البعض على الحكم عبر صفقات بينية، بينما يستمر تدهور حال الناس في كردستان العراق بسبب الفساد الشامل وتقاسم السلطة وغياب الديمقراطيةالحقيقية، وسيطرة الزعامات التقليدية العشائرية وبيوت الإقطاع السياسي، رغم ما يزخربه الشعب الكردي من طاقات ثقافية ومدنية وشبابية رائعة. كما إن نجاح علاويوالائتلاف الطائفي، في الحصول على أصوات ومقاعد كثيرة، يؤكد نفس التصورات التيطرحناها، ولا يدلل على شيء آخر جديد أوصحيح.



جاء اعلان البارزاني وبحضور اسياده الامريكان عن نيته تحويل مليشياته ومليشيات غريمه المجرم الطالباني الى جيش،ليكون بمثابة الاعلان عن وفاة العملية السياسية الاحتلالية،وبدء العد العكسي في تنفيذ خطة تقسيم العراق،يشاركه فيها بالدرجة الاولى مجلس الحكيم المعادي تأريخيا للعراق وطنا وشعبا،والطامح الى اقامة امارته الطائفية التابعة لايران،الحلم الذي شارك اباهه الشاه فيه،ويشارك هو فيه اليوم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية





انتخابات 7آذار 2010وقرارالشعب العراقي في انهاء الاحتلال و اسقاط المشروع الطائفي العنصريالتقسيمي



فاجأ الشعب العراقي الادارة الامريكية بانطلاقته في العملية الانتخابية بعد سبع سنوات من الارهاب الدموي واستنفار جميع ما في ترسانتها من وسائل واساليب قهر الشعوب وقتل طموحاتها بل وارجاعها قرون الى الوراء فقد عبرت الجماهير عبر انطلاقتها عن اصرارها على انتخاب حكومة وطنية تعمل على انهاء الاحتلال وبناء العراق الديموقراطي الموحد رغم ادراكها استحالة تحقيق ذلك عبر الانتخابات في ظل الاحتلال وما سيجري من تزوير لارادتها في العملية الانتخابية

كما تفاجأت جميع الكتل السياسية المنغمرة في العملية السياسية وفق صكوك التبعية التي سبق انعقدتها مع قوات الاحتلال في واشنطن ولندن عشية الاحتلال . فقد رهنت ارادتها الوطنيةوالقومية والطائفية لقاء كرسي السلطة وحماية قوات الاحتلال. واذ اضطرت الادارةالامريكية تحت ضغط الرأي العام العالمي ومقاومة الشعب العراقي بمختلف اشكالها علىالتعهد بالانسحاب الكامل الشكلي من العراق وفقا للاتفاقية الامنية لكنها لم تغفل انتضمنها بندا ينص على .الا اذا طلبت الحكومة العراقية بقاءها. وازاء التحركالجماهيري في الحملة الانتخابية لم تجرأ اي من هذه الكتل على طلب عدم سحب القواتالامريكية من العراق . فانخرطت بمخطط قوات الاحتلال في تركيع الشعب العراقي وارغامهعلى طلب عدم اتسحاب قوات الاحتلال لحمايته من الارهاب. فاطلقت المجال لتنفيذ مخططقوات الاحتلال بمسرحية الصراع على تشكيل الحكومة بعد الصراع على نتائج الانتحاباتوالتشكيك بنزاهتها وعقد التحالفات والائتلافات وفرض شروط وتعديلات على الدستورلتقييد الحكومة بحجة غلق السبيل امام الحكم الفردي والعودة الى حكومة مشاركة الكتلالسياسية الاربعة التابعة بدل حكومة المحاصصة الطائفية السابقة انسجاما مع مفعولسبع سنوات من الاثراء الفاحش على حساب الشعب والوطن فلم يعد قادة الكتل السياسيةالتابعة وحاشيتهم تهتم لا بالمصالح القومية اوالوطنية ولاحتى الطائفية وانمابالطموح الجامح للاثراء الفاحش على حساب الشعب والوطن،الذي يضمنهكراسي السلطة. وعملت بالتعاون مع قوات الاحتلال على تصعيد كل اشكال الارهاب وجميعوسائل الضغط والتنكيل بالجماهير والحرمان من اشد مستلزمات الحياة ولاسيما الكهرباءوالماء الصالح للشرب قي اقسى فصول السنة حيث تصل درجة الحرارة في الظل الى 50 درجةمئوية. لارغام الجماهير على طلب بقاء قوات الاحتلال لحمايتها من الارهاب ولكنهيهات!!

فعلى الرغممن كل المعاناة يتصاعد التحرك الجماهيري قي جميع انحاء البلاد وتنطلق العديد منالتظاهرات الجماهيرية المطالبة بحقوقها الملحة ولاسيما الاضرابات والاعتصاماتالعمالية المطالبة بالغاء القوانين الدكتاتورية المكبلة لحقوق الطبقة العاملةبالتنظيم النقابي وحقوق العمال المفصولين لاسباب سياسية فضلا عن المطالبة بتوفيرالخدمات الاساسية ولا سيما توفير الكهرباء والماء وفرص العمل .كما تتعالى اصواتهمبمطالبة الحكومة والكتل السياسية بالكف عن صراعاتهم التي لا تخدم الا اعداء الشعبوالوطن .ولاشك في تطور هذه التحركات الجماهيرية فلصبر الجماهير حدود في عصرنا حيثتسهل التكنلوجية المعاصرة مصاعب التوعية والتعبئة والتنظيم وتتطور بسرعة فائقةالتحركات الجماهبرية من تحركات وطنية الى انتفاضة عالمية كما تطورت قافلة الحريةلفك الحصار عن قطاع غزة الى انتفاضة عالمية ضد الحصارولشل الاعمال الاجراميةلاسرائيل وذلك بفضل عنجهية واستهتار اسرائيل وحماتها وفي مقدمتهم الادارة الامريكية



إنالانتخابات الأخيرة ونتائجها مناسبة لكشف حالة ووضع اليسار الرسمي الداخليةوالجماهيرية، ومستوى وطبيعة قيادته، وأساليب العمل بين الناس والجماهير، والأزمةالفكرية والسياسية والإعلامية التي تعصف به. وعلى الماركسيين واليساريين الوطنيين،من الذين كانت لهم آراء مبدأية بصدد وضع اليسار الرسمي ونتائج الانتخابات، وبعيداًعن الإنشاء والعواطف والإيمانية الجامدة، وبعيداً عن سلطة وأبوية القيادات، أنيناقش أسباب هذه النتيجة وهذا التراجع المريع والنهائي في حالة اليسار الرسميالسياسية والجماهيرية، التي هي انعكاس لحالته الداخلية والعامة، الفكرية والسياسيةوالتنظيمية والجماهيرية. فاليسار الرسمي فقد صفاته الماركسية وتخلى عنها بالتدريج،في مراحل ومواقف معروفة، الى أن وصل الحال الى الانزلاق التاريخي، الحاسم والنهائي،والتعرض واللعب بالموقف الوطني الطبيعي لحزب يساري من احتلال عسكري استعماري مباشر،ولكي يساهم ويشترك ولا يعارض تجربة طائفية رجعية بكافة المقاييس، بل سماهاديمقراطية ووطنية، ووافق على كل خطواتها وأعمالها وصمت عن جرائمها، ولا يزال يعولعلى وطنيتها وديمقراطيتها وآفاقها، بإصرار عجيب، ومن دون مراجعة. وصمت اليسارالرسمي عن سلوك الحركة القومية الكردية المشين والمخرب، وعن جرائم الطائفيين، وتلكهي المشكلة الرئيسية، التي بدأت خطوتها الأولى الخطيرة والمشينة في دخول اليسارالرسمي الى مؤتمر العميل الجلبي عام 92 في مؤتمر شقلاوة، الذي تديره وتشرف عليهالمخابرات الأمريكية، وربما سمت قيادة اليسار الرسمي هذه المواقف بالتطوير الفكريوعدم الجمود العقائدي، في مفارقة هزلية. المشكلة أذن ليست وجود خلل في التكتيك أوأساليب العمل الجماهيري أو ضعف إعلامي ومالي معين، أو الخروج من قائمة العميلالرسمي علاوي، أو وجود ظروف موضوعية جديدة قاهرة فقط، وهذا قصور كبير في المساهماتالجادة رغم قلتها ومحدوديتها. بينما عادت أقلام إنشائية أخرى الى النغمات القديمةوالحديث عن التاريخ الغابر وقوافل الشهداء، وعن الشامتين والذين كانوا ينتظرون هذهالنتائج.



إن المطلوبالآن خطوات عملية جادة لدراسة حجم وطبيعة الأزمة التي يمر بها اليسار العراقي بكلفصائله، وهذه مهمة العناصر الواعية والمخلصة، وليس العناصر المتخلفة أو المستفيدةمن الوضع الحالي والقابلة به. ومع كل ذلك فالوضع صعب وهو نتاج تراكم أزمات قديمةكرستها المدرسة اليمينية المتخلفة ,وقد ضاع وقت طويل لإنقاذ اليسار. لذلك ينبغيالتحرك الجاد والعملي لوضع نهاية لحالة الخراب والتخريب.



لقد فقدتالانتخابات الحالية قيمتها وشرعيتها، في جميع مراحلها وخطواتها، لكن هذه المرة منداخلها وعلى لسان أطرافها، خاصة ما يتعلق بالمال الانتخابي والتزوير الواسع وطريقةفرز الأصوات وإعلان النتائج، والصفقات المخجلة الحالية لكسب السلطة والعودة للحكمفي ظل وحماية وتأييد الاحتلال، الذي تدخل وأشرف على الانتخابات بشكل مباشر، ودورودعم التحرك الإقليمي الواسع بالمال والسلاح والإعلام.



إن المأزقالتاريخي الذي يمر به الوطن، والذي بدأ قبل الاحتلال وتعمق وتفجر معه وبعده، وأخذأبعاداً خطيرة، لا يزال يسير وفق مخطط الاحتلال، وهو بلا حل آني أو منظور، حيث أنالأحزاب الدينية والطائفية والتابعة للاحتلال، لا تملك رؤية وطنية داخلية لحل مشاكلالبلاد، وبناء الدولة الحديثة ومعالجة مسائل الديمقراطية والمواطنة والاقتصادوالسياسة الحديثة في جميع مجالاتها، ونحن إزاء أربع سنوات جديدة، طويلة ودامية منالتخريب والفساد والعبث، ومن السيطرة المباشرة للاحتلال، التي قد تتحول الى سيطرةوإدارة غير مباشرة وفق أساليب الاستعمار الجديد، مع وجود قواعد ثابتة و(50) ألفجندي، وأكبر سفارة ومحطة مخابرات في العالم، مما يتطلب تطوير الفكر السياسي الوطني،ومتابعة المواقف الوطنية العميقة والواضحة التي رفضت الاحتلال وتصدت له بجميعالوسائل الممكنة، ومتابعة ودراسة الظواهر الاجتماعية والسياسية الجديدة التي نشأتفي المجتمع، وتنشيط الجبهة الثقافية والفكرية، لتحليل وكشف وتشخيص الوضع الحالي،واللجوء الى علم الاجتماع الحديث، مما يعطي للمفكر والمثقف دور خاص في الظروفالحالية، رغم صعوبة المشهد وقله الإمكانيات وشح الأدوات، الى جانب دور المؤسساتالثقافية والفكرية والتعليمية الوطنية، ودور الإعلام الوطني في التصدي لمشروعالتشويه والتخريب الشامل الذي يتعرض له مجتمعنا.



يبقى دوراليسار الوطني والأطراف الوطنية الأخرى، دوراً أساسياً في العمل الوطني، والفرصالحقيقية لا تزال قائمة وموجودة، من خلال الإصرار على العمل وتجاوز النواقصوالمشاكل التي تعرقل وتواجهه، والقيام بخطوات ومبادرات عملية مستمرة، وتنشيط العملالفكري والتنظيمي والإعلامي والجماهيري، وتكوين مراكز فعالة في المدن الرئيسية. إننا إزاء مرحلة أخرى في العمل الوطني المتنوع، عليه أن نستمر في فضح فشل وهشاشةالعملية السياسية الأمريكية وعدم شرعيتها، ولكي نستطيع أن ننظر ونعمل للمستقبل رغمقساوة وقتامة المشهد.


إنالانخراط الفعال في النضال الجماهيري والاضرابات العمالية في البصرة وكركوكوالسليمانية والناصرية والحلة والعمارة والرمادي وكل المدن العراقية البطلة من جهة،ودعم المقاومة الوطنية العراقية من جهة أخرى،هو الطريق الحقيقي المفضي الىالانتفاضة الشعبية الكبرى من اجل تحرير العراق واقامة الدولة الوطنية الديمقراطية ،مما يتستلزم تنسيق كفاح اليسار العراقي في جبهة يسارية مناهضة للاحتلال وحكوماتهالصنيعة



الوضع العربي و الدولي ودرو اليسار العربي في المعاركالطبقية والوطنية والقومية والاممية





انهيار المعسكر الاشتراكي

في بداية عقد التسعينات بدأت ملامح الانقلاب على الحكم السوفياتي تلوح بالافق ، ومعه بدأ قلق الذين كانوا مرتبطين به والمخلصين لقضيته فاصيبوا بنوع من الكآبة السياسية ، اما الذين كانوا يعتاشون على وجوده معتبرين اياه الشريان الذي يزودهم بالطاقة فقد اصيبوا بحالة اضطراب مشوب بالتوتر والخوف من المجهول ، وتحول هذا الخوف عند البعض منهم الى حالة من فقدان التوازن ، واخذ عند الاخرين حالة خوف مرضي قهري جعلهم ينداحون الى القطب المعاكس بروح مستسلمة وهي تهذي متوسلة بقبول اعتذاراتها المبرهنة بقذف السوفيات بما لا يتخيله حتى دهاقنة الحرب الباردة الذين تفننوا في حملات الاعلام المضاد للنظام السوفياتي بل وكل ما له علاقة بالاشتراكية والشيوعية من صلة او موصول ، انهالت طوابيرالاعترافات الخطيرة والتافهة وبصيغ مختلفة ، منها ما هو كاشف لطبيعة الصلات والادوار وبالتفاصيل المملة ومن دون طلب من احد ما او ضغط منه ، ومنها ما كان تنكرا لبعض المواقف او البراءة من الاستراتيجيات التي كانت سائدة وقتها ، او التظلم من خداع النهج السوفياتي بحسب ادعاءاتهم !

مع تصاعد نبرة وحدة الانقلاب في المركز كانت تتصاعد حمى انقلاب الاتباع والمنتفعين في الاطراف ، حاول بعضهم الاحتماء بالمدارالصيني او الكوري لكنه لم يجد ذلك الحضن المغدق بعطفه الاممي النزيه والدافيء فانكفأ على نفسه باحثا عن خلاص من نوع اخر ، وبعضهم غير من اسلوبه وجلده ليتكيف مع المتغيرات من دون ان يعبر للضفة الاخرى لياخذ الامان منها اي اعتمد على نفسه فمن جد وجد ومن بذر حصد ، بعضهم راح يعتبر الشريان الابهر شريان اغبر نفخ فيهم الغبرة التي لا تستكين الا بعملية جراحية تزرع شريانا اصطناعيا جديدا لا يشرف عليه الا السيد الاوحد للعالم الجديد ، زعيم الديمقراطية والمدافع عن حقوق الانسان والحيوان ، زعيم العالم الحر وصاحب نصب الحرية ـ الذي كان يوصم من نفس هذه العينة تحديدا بزعيم الامبريالية العالمية وعدو الانسانية الاول ومصاص دماء الشعوب ـ !

انهار الاتحاد السوفياتي وانهار المعسكر الاشتراكي وانهار جدار برلين الذي وحتى قبل انهيار الاتحاد السوفياتي كان يعبر عن حالة اندماج تلقائي من ـ المهزوم بالهازم ـ هكذا حبذ الصنف المغادر الى شواطيء القطب الاوحد وصف الحالة ليستسهل بعدها سحب المعنى على سلوكه ، بل راح يعمم السقوط ويجعله شاملا ، وذهب ابعد من ذلك عندما اعتبر حركة التاريخ كلها قد اتخذت مسارا اخر غير مسار الفهم المادي له وراح يعلن ودون وجل نهاية فكرة الثورية التاريخية وحتمية المقاومة وبعضهم سفه جوهر المقولات الجدلية بطرق مبتذلة راكبا موجة سونامي التشويه !

تقمص بعضهم دور الفنار الهادي فراح يفرغ الفكرة التي اعتاش عليها من محتواها ليحشيها من هنا وهناك مدعيا بانه كان يتوقع ما جرى بل وحذر منه متدرجا بمصاهرته لليبرالية بنسختها الجديدة !

كانت طروحات بعضهم وانقلاباتهم الفكرية تحديدا تاخذ شكلا من اشكال التراجيديا انها مآساة وملهاة وكوميديا سوداء بنظر كل مبصر لا ينظر للامر وكانه قد سرح من عمل جند له كل حواسه وانما هواحتدام للصراع نفسه وخسارة كبيرة لها ما يبررها لكن القضية برمتها ومحركاتها باقية وما تزال حية فلم يكن الاتحاد السوفياتي هو منتج للصراعات الطبقية ولا خالقا لها ، بل ان قيامه وانهياره هو احد نتاجاتها وهكذا دواليك !

احدهم كان ايام العز السوفياتي يتفلسف ويتعنقر ويتهرهر في التنظير والتغني المسلطن ومن العيار الثقيل بروافد العملية الثورية وبسمة العصر وما بعدها ، وتجده اليوم وبنفس القوة والتهرهر يشمت بالسوفيات بل ويذكر الاخرين بان ذكرى ثورة اكتوبر قد نسيت لان تاثيرها قد اندثر, وكان انحدار البعض حد الانهيار والاستسلام التام للامبريالية الامريكية ومشروعها " الديمقرطي" متهما اليسار الجديد بالطوباوية , والتمسك بالماضي و وكأن المبادئ الانسانية الكبرى في الحرية والمساواة والعدالة في ظل نظام العدالة الاجتماعية لم تكن سوى مبادئ الماضي اما ما هي مبادئ الحاضر ؟ لا جواب لديهم سوى تخريجات لممارسات انتهازية لا علاقة لها بمصالح الطبقات الكادحة بالمطلق.



وبالمحصلة فأننا في التيار اليساري الوطني العراقي نتبنى التقييم الأتي الخاص بانهيار المعسكر الاشتراكي



لقد انهارت الاشتراكية ،وهذا توصيف لما حصل وليس اكتشافاً عظيماً (ونحن في الغالب نخلط بين التوصيف والاستنتاج) لكن هل فشلت التجربة؟ هذا ما يجري التعامل بخفة معه، حيث يصبح التوصيف هو المقدمة للوصول إلى نتيجة هي الفشل. إن النظرة التطورية التي حكمت، ولازالت، الكثير من الشيوعيين تجعل الانهيار فشلاً، حيث انقطعت المسيرة إلى الأمام. البعض الغالب يقارن التجربة بالمجردات النظرية حول الاشتراكية فيتوصل إلى أنها ليست اشتراكية (رغم أنه كان يخوّن كل من كان ينقد بعض أخطائها)، والبعض يتذكر كل "المساوئ" التي كانت تقال ويتهم أصحابها بالتروتسكية أو التحريفية أو حتى الإمبريالية ، وينسى كل المديح الذي كان يكيله للتجربة وكل الآمال التي كان يغدقها عليها.
التجربة فشلت، لهذا يجب أن نبحث في الماركسية المسائل الخاطئة التي أفضت إلى هذا الفشل. ومن هذا الباب الذي قال به رهط ممن أصبح ليبرالياً تسرب القول بفشل الماركسية، أو أن الزمن قد تجاوزها. وكل الذين أصدروا هذه الأحكام لم يقرؤوا الماركسية ولم يعرفوا الزمن الذي يقولون بأنه تجاوزها لأنهم لا يستطيعون فهم الواقع.
إن الحكم على التجربة بأنها فشلت يشير إلى سوء فهم مريع للواقع العالمي بداية القرن العشرين، وللواقع الروسي آنئذ. وهذا جزء من مشكلات التجربة ذاتها التي خضعت لسياسات ربما كانت لا تعبّر عن المشكلات الحقيقية. لقد حققت التجربة الانتقال إلى الاشتراكية (بمعنى إلغاء الملكية الخاصة)، وطورت الاقتصاد، وساد نظام دكتاتوري، ثم انهارت التجربة. كل هذه العملية صحيحة في التوصيف، لكن ألم تحقق شيئاً؟ لاشك في أن الاشتراكية قد انتهت، وعادت الهيمنة الرأسمالية بكل المعاني، وبالتالي فنحن إزاء انكفاءة إلى الوراء. لكن ألا نلاحظ بأن روسيا الحالية هي ليست روسيا القديمة، وأن الاشتراكية المنهارة تركت بلداً أصبح صناعياً بكل معنى الكلمة، وحديثاً بكل المعاني؟ أليست هذه التجربة هي الوحيدة التي حققت انتقال مجتمعات من القرون الوسطى إلى الدولة الصناعية الحديثة؟ بمعنى أن الاشتراكية قد حققت ما تمنع الرأسمالية تحقيقه، ألا وهو بناء الصناعة وتحقيق الحداثة، وبالتالي التحوّل إلى دولة مدنية حديثة. أليست هذه نقلة هامة إلى الأمام؟ ولقد تحققت في ظل المنع الإمبريالي (سوى بعض الاستثناءات التي أتت في سياق سياسي).
ما نود ان نقوله بالتحديد هو أن التاريخ لا يسير وفق مخطط نرسمه نحن له، الإرادة والوعي يطرحان مهمات، وربما يطرحان أحلاماً جميلة في كثير من الأحيان، لكن كل ذلك سوف يطوِّر في الواقع ما يحتمله الواقع ذاته وليس ما تحمله الأحلام والرغبات. هذه هي صيرورة التاريخ ومكره. وبالتالي لا نستطيع أن نقول بأن التجربة فشلت على الإطلاق، يمكن القول بأن الطموح نحو تطور الاشتراكية قد فشل لهذا انهارت التجربة الاشتراكية بالتحديد، أي انهار الطابع الاشتراكي في التجربة، أما الواقع الجديد فهو ينتج تناقضاته الجديدة، لكنه بات "عصرياً"، أي صناعياً وحداثياً وليس ما نلمس استمراره في كل الأمم التي لم تصبح اشتراكية. وسوف نلمس بأن هذا الواقع الجديد سوف يؤسس لتناقضات جديدة على الصعيد العالمي، ويعمّق من أزمة الرأسمالية، رغم أن الرأسمالية هي التي انتصرت في كل البلدان التي كانت اشتراكية.
هل نتألم لانهيار الاشتراكية؟ بالتأكيد، لكن يجب أن ندرس الظروف الواقعية التي أنتجتها الاشتراكية وأفضت إلى الانهيار. وسنجد بان الانهيار كان ضرورة على ضوء البنية السلطوية التي تشكلت، والمصالح "الطبقية" التي كانت تكمن خلفها. وهنا يجب أن نلحظ بأن هذه البنية السلطوية هي نتاج الواقع الموضوعي الذي كان يحكم الوضع الاقتصادي والاجتماعي ويحكم الوعي في روسيا بداية الثورة، حيث منها نشأت السلطة الجديدة ولم يكن من الممكن استيراد موظفين "حضاريين" من البلدان الرأسمالية. ولا استيراد ديمقراطية وحقوق إنسان، أو أجهزة أمنية "متحضرة". لقد أنتج المجتمع السلطة التي تعبّر عنه رغم الاتكاء على الماركسية، فالعادة لا يجري تجاوزها بسهولة، والماركسية لم تصبح هي الوعي الذي يحكم ملايين الموظفين في الجيش والمخابرات والبيروقراطية حينها. لهذا كانت أفكار لينين الديمقراطية والثورية عموماً تتراجع حتى قبل وفاته، ولهذا كان شخصاً مثل ستالين هو "ضرورة"، ضرورة يفرضها الواقع رغم تنافيها مع العقل والماركسية.
الآن، إن ما يجب أن يجري الاهتمام به هو الخبرة، خبرة التجربة. لكن أولاً يجب أن تخضع التجربة لدراسة ماركسية، وونزعم أن كثير مما قيل عن التجربة كان سطحياً، وينطلق من منطق صوري، وكان رد فعل على الانهيار. إن المطلوب هو دراسة شمولية للتجربة وفق صيرورتها الواقعية وليس انطلاقاً من "مبادئ" تحدد ماهية الاشتراكية، وبالتالي عدم تطابق التجربة مع الاشتراكية. إن ما تقوله الماركسية هو استحالة التطابق بين الرؤى والأفكار وصيرورة الواقع رغم تأثير الأفكار في الواقع، حيث ليس من الممكن أن يسير الواقع على أساس ترسيمة يضعها أضخم عبقري. الواقع ذاته يحدد في التحليل الأخير طابع الصيرورة. لهذا يجب أن نفهم هذه الصيرورة التي أودت إلى هذه النهاية، ولماذا أودت إليها وليس إلى ارتقاء في طبيعة الاشتراكية؟
وإذا كانت التجربة هي ليست نتاج الفكرة الماركسية وحدها بل أنها خضعت لممكنات الواقع، وبالتالي ليس من الممكن الوصول إلى نتيجة بوجود خطأ أصلي في الماركسية، على العكس فإن فكرة لينين بتحقيق المهمات الديمقراطية قد تحققت ما دامت روسيا قد أصبحت دولة حديثة (وهو ما يتناقض مع كل الهجوم على لينين وإرادويته، حيث أن ما طمح إليه تحقق في الواقع، أي تحويل روسيا إلى "الحضارة" الأوروبية كما كان يشير بعيد ثورة أكتوبر)، لكن الطموح نحو تطوير الاشتراكية هو الذي توقف في هذه البلدان التي أصبحت اشتراكية نتيجة انهيار التجربة. وهنا يطرح السؤال كيف تفيد الماركسية من هذه النتيجة من أجل بلورة تصورات أفضل لصيرورة التطور، ولمشكلات الأمم المخلّفة حيث أن هذه الأمم هي المكان الوحيد إلى الآن لتحقيق تجارب اشتراكية بفعل التكوين العالمي للرأسمالية؟
بالتالي يمكن القول بأن الماركسية فكر يستفيد من كل التجارب ومن تجارب الماركسيين خصوصاً، ولهذا من المهم الإفادة من تجربة الاشتراكية كصيغة في التطور في وضع سيادة الرأسمالية على صعيد عالمي، ومن الأسباب التي أفضت إلى الانهيار في التجارب الأولى وكيف يمكن أن تتبلور رؤى جديدة تغني الماركسية. فما يجب أن يكون واضحاً هو أن صيغة الاشتراكية وآليات تحققها ليستا واضحتين في الماركسية، لأن ما كتبه ماركس وإنجلز (وهو المرجع عادة) ليس سوى تجريدات عامة، وأفكار أولية لا يمكن أن تكون صيغة مكتملة للاشتراكية. لقد تناولا المبدأ ولم يعتقدا بأنه يمكنهما أن يحددا كل شيء، لأنهما انطلاقا من أن الواقع يطرح الأسئلة التي يستطيع الإجابة عليها كما قالا. لهذا لا يمكن أن نعتبر بان هناك "نظرية" يمكن تطبيقها أو القياس عليها. وربما كانت التجربة التي تحققت خلال القرن العشرين في غاية الأهمية لأنها يمكن آن تسهم في بلورة تصورات أدق حول طبيعة الاشتراكية وآليات تحققها.
إذن، يمكن القول بان التجربة، ومن ثم الانهيار، قد أسهما في كشف الجانب الذي لم يكن قد "نضج" في الماركسية لأن الواقع في زمن ماركس وإنجلز لم يكن قد طرح الأسئلة التي تفرض الإجابة عليها. أما اليوم فقد طرح الواقع الأسئلة، وبات يفرض الإجابة عليها، من أجل تجارب جديدة ستكون حتمية نتيجة تناقضات النمط الرأسمالي، والأزمات التي تخترقه. التجربة هي مصدر غنى للماركسية، لم تهزها لكنها قدمت الخبرة التي تحتاج إلى تنظير.
بالتالي يمكن القول بأن التجربة (والفشل) من جهة قد عززت الخيار الذي تقول به الماركسية في الأطراف، حيث توضح بأنها القادرة على نقل المجتمعات المخلّفة إلى "الحضارة"، إلى ما هو جوهري في العصر الرأسمالي، أي إلى المجتمع الصناعي الحديث. ومن جهة أخرى أوجدت الخبرة الكبيرة التي تفيد في وعي صيرورات نشوء الاشتراكية وميكانزمات تطورها، وعلاقة التطور الاقتصادي بتطور الوعي، وبدور الدولة وحدود هذا الدور.
الماركسية لم تضع مخططاً للتطور، ولم ترسم صيرورة التاريخ، إنها عنصر فاعل فيه، وهي تحاول الإجابة على الأسئلة التي يطرحها الواقع. ولهذا أصبح سؤال لماذا انهارت الاشتراكية؟ سؤال في غاية الأهمية، ولن يكون ممكناً الإجابة عليه انطلاقاً من "عقل" سطحي. كما أصبح، بالتالي، البحث في كيف يمكن أن تتبلور رؤية اشتراكية أرقى مسألة مطروحة بحدة، من أجل تجارب أرقى وأغنى، ولا تفضي إلى الانهيار. هذا البحث هو ما يمكن أن يضيف إلى الماركسية ويغنيها، وليس الندب على الانهيار والتحلل من التجربة، والعودة إلى تكرار أفكار متقادمة حول ضرورة الرأسمالية، وحتمية استمرارها في الوقت الراهن



الأزمة المالية الرأسمالية العالمية



من المعلـوم جيدا ً لدى الرفيقات والرفيقات المشـاركين بأن الرأسمالية العالميـة تبحـث دائما ً عن مخارج وحلول لأزماتها الدورية والمستمرة حتى إنتهاء دورها التاريخي المحتوم , وهذه المخارج لم تكن دائما ً سـوى الحروب المخطط لها سـلفا ً والسيناريوهات الممتدة لنصف قرن إلى الأمام من اليوم الذي أعدت فيه , ونحن إذ نسوق هذا الكلام فنحن لا نرمي به على عواهنه ولسنا من دعاة نظرية المؤامرة بقدر ما نحن مؤمنين بأن الصراع الطبقي هو محور حركـة التاريخ وهذا الصـراع سوف لن يتوقف أو يزول ما دام هناك رأسمال يبحث عن أسواق لتصريف بضاعته ومادامت هناك طبقة مستغلة ومسروقة الجهد من قبل هذا الرأسمال , ولهـذا فإننا ننظر لما جرى من أحداث وتطورات منذ نهاية الحرب العراقية الإيرانية المدمرة للبلدين ولحد هذه الساعة , على إنها محاولة من قبل الرأسمال للخروج من أزمته الراهنة والتي لم تبدأ في العام 2008 كما قد يتوهم البعض , وإنما كانت بوادرها قد بانت منذ السنين الأخيرة في ولاية جورج بوش ( الأب ) وأمتدت حتى بداية ولاية أوباما وما زالت تلقي بظلالها حتى هذه اللحظة على بلدان كثيرة في العالم ومنها بلداننا العربية . ن هذه الأزمات المستمرة تحدث عنها كارل ماركس بكل وضوح وحددها بأنها علائم الولادة للمرحلة التاريخية الحديثة ( الأشتراكية ).



ماهـي إنعاكاسـات الأزمـة الرأسمالية العالمية على بلداننا العربية ؟



شهد الوضع العربي وبالضبط منذ بداية تفكك السياسة الإستعمارية المباشرة لكل من بريطانيا وفرنسا بعد الأثر العظيم الذي تركه نجاح ثورة أكتوبر 1917 في حياة الشعوب التواقة إلى التحرر , وإندلاع الثورات التحررية الكبرى , مثل ثورة العشرين في العراق , شهد هذا الوضع وفي ظل محاولات التشبث بالمستعمرات إقامة وتنصيب حكومات هزيلة وعميلة مرتبطة بالإستعمار بحبل سـري.

وظلت تلك الحكومات تنهج سياسة الولاء للأجنبي مترجمة ً ولائها ذاك بأبشع صور سياسات القمع البوليسي الدموي لكل الحركات وألأحزاب التحررية وبالطبع كان نصيب قوى اليسار التقليدي منها هو الأكبر في ذلك القمع .

ولقد نجحت قسم من تلك الحركات في مرحلة التحرر الوطني التي سادت أعوام الخمسينات والستينات من القرن الماضي وبعد نضال طويل وخصوصا ً بعد النصر العظيم الذي تحقق على النازية والفاشية والذي شكل الحافز الأكبر لهذه الحركات على الإطاحة بهذه الأنظمة الهزيلة والعميلة ولقد كان النجاح واضحا في مصر والعراق وكذلك في سوريا ولبنان عبر إنهاء الأنتداب الفرنسي عليهما وجلاء قواته عن أراضيهما .

لكن هذه النجاحات لم تقترن بمثيلات لها في الأردن والسعودية وسائر اقطار الخليج وبلدان المغرب العربي والتي تقوم أنظمة الحكم فيها على أساس الملكية الوراثية تمارس ابشع ممارسات التنكيل ضد ابناء شعوبها , هذه الأنظمة ومثيلاتها إبتدأت بالتحول في ولائاتها من إمبراطورية ٍ شاخت وأنتهى دورها لتربط مصائرها بمصائر العملاق الإقتصادي الناهض ونعني به الولايات المتحدة , التي أبتدأت بالتزامن مع مرحلة الأنتصار على الفاشية والنازية تعمل على أن تكون البديل عن بريطانيا , فكان تدخلها في كوريا 1953 تحت ذريعة وقف المد الشيوعي الصيني وتورطها في مستنقع فيتنام والمثلث الأسيوي الذهبي الذي خرجت منه مدحورة مهانة عام 1968 .

إرتهنت سياسات معظم الأنظمة العربية ومازالت بسياسة الولايات المتحدة منذ خمسينات القرن الماضي كما أسلفنا وكنتيجة لهذا الإرتهان دفعت الشعوب العربية المضطهدة الكثير من دماء ابنائها كثمن باهض على طريق الحرية , وبالمقابل ظل اليسار التقليدي في تخبطه وعدم فهمه لمجريات مايدور في محيطه وعدم قدرته على التفاعل مع الأحداث في الكثير من هذه الدول منتظرا ً التعليمات والتوجيهات من المركز الأممي حتى يتصرف بموجبها والتي كانت في الغالب ما تأتي بالضد من تطلعات وتوجهات الجماهير .

وفي أبشع صورة لهذا الانقياد ماحل باليسار العراقي عام 1978 بعد دخوله وأستنادا ً لتلك التوجيهات في جبهة وطنية كارتونية مع نظام البعث الفاشي عام 1973 والتي قادت فيما بعد إلى ذبح خيرة الشباب والكوادر حملة الشهادات سواء على يد النظام وأجهزته القمعية أو على يد حلفائه ممن يتحكمون بمصائر البلد حاليا ً .

لذا فأننا في التيار نرى إن ضرورة توحيد النضال عبر رسم السايسات والخطوط العامة والعريضة من خلال اللقاءات المستمرة لقوى اليسار العربية بما فيها التقليدية منها التي فاقت واستفاقت من غيبوبة الإنقياد الأعمى للمركز الأممي والتي أستمرت لديها مع الأسف لفترة طويلة رغم زواله عن الوجود , عبر إنتقالها كمرض إلى قيادات ذلك اليسار , التي صارت موضة الأنقياد والخضوع لإرادات الكبار منها رغم كل الأخطاء التاريخية التي أرتكبتها وترتكبها والتي تفرزها المسيرة واضحة ً للعيان , ديدن كل المسلكيين من العاملين ضمن تلك التنظيمات .

إن بلورة مشروع سياسي وفكري لقوى اليسار العربي هو الرد الواضح على كل حالات التداعي والإنهيارات الحاصلة في الأوضاع السياسية العربية بشكل عام وهو في نفس الوقت يشكل الركيزة الأساسية لأستمرار النضال من أجل القضاء على كل الأنظمة الإستبدادية والرجعية في المنطقة, وترسيخ انتصارات المقاومة الوطنية اللبنانية, وتحرير العراق من الاحتلال الامبريالي الصهيوني, ودحر الصهيونية واستعادة فلسطين التأريخية.

إن تشديد الكفاح الجماهيري المتعدد الاشكال من أجل الحريات وإقامة أنظمة ديمقراطية حقيقية ,تنجز الأهداف والغايات الأجتماعية. هو المهمة الرئيسية امام اليسار العربي في المرحلة التأريخية الراهنة

إن أي نجاح لبرامج ومشاريع اليسار العربي هو خطوة أولى ولبنة مضافة في بناء مجتمع الكفاية والعدل .. مجتمع الحريات الأساسية, وصيانتها وضمان حقوق الأفراد والجماعات في العيش الحر الكريم .

لذا فإن نناضل لتحقيق هذا الهدف .. هدف بناء جبهة اليسار العربي المكافحة في المعركة المشتركة لتحقيق الاهداف العادلة للطبقات الكادحة.




فلسطين


لميستخدم حزب البعث قضية ليفرغها من محتواها كما استخدم القضية الفلسطينية, كمأزر الحمام تماما لستر عورة البعث , المتمثلة بالعمالة للمخابرات الامريكية, لقد زايدت زمرة صدام حتى على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية , بل لجأت الى عمليات الاغتيال والمحاربة لمنظمة التحرير الفلسطينية , ورفض البعث الفاشي الحق الشرعي للشعب الفلسطيني في ان تمثله منظمة التحرير , واصر البعث على فرض الوصاية على المنظمة وزعامتها ممثلة بالشهيد ياسر عرفات

لقد توج النظام البعثي الفاشي في العراق سياسته المنافقة بشأن القضية الفلسطينية بالخراب الشامل للطاقات العربية , حين هادن نظام الشاه حليف الكيان الصهيوني الاستراتيجي , وتنازل صدام عن شط العرب للشاه ارضاء لاسياده الامريكان , ليتوج خدمته للمستعمر الامريكي بشنه الحرب على ايران , ورفعه شعار صهيوني مكشوف " تحرير القدس يمر عبر طهران" بدعم امبريالي - صهيوني وتمويل خليجي رجعي , انقاذا للكيان الصهيوني من جبهة كبرى , كان يمكنها انهاء هذا الكيان بايام معدودة , جبهة تبدأ من الحدود السورية اللبنانية - الاسرائيلية لتمتد في عمقها الجيوبولتي العراقي , تواصلا مع ايران حتى الحدود السوفيتية آنذاك , ليتوج هذه الخدمة للمستعمر بأحتلال العراق وتعريضه للضياع بعد ضياع فلسطين

يبدو إن من ربطوا مصائرهم بهذا النظام الرأسمالي العالمي المتعفن من الحكام العرب , المخضرمين (الحاكمين بلدانهم وتحت يافطة الأنظمـة الجمهورية لأربعين عاما ً وأكثر , والذين أستحدثوا أبشع ظاهرة في التاريخ , ظاهرة التوريث الجمهوري للحكم , ناهيك عن الملكيات التي تطمح للحكم حتى قيام الساعة ) والأحداث منهم , لا يريدون رؤية الحدث كما هو بل يوهمون أنفسهم بأنه ما زال يسير وفق ما خطط ويخطط له اسيادهم , ولذا نجدهم يستكلبون في الحفاظ على السلطة حتى ولو أدى ذلك إلى دمار بلدانهم وشعوبهم , كما نرى في العراق اليوم .

موقف الشهيد الخالد فهد الرافض لقرار تقسيم فلسطين

كان تصويت الإتحاد السوفييتي يوم 29 تشرين الثاني الى جانب قرار التقسيم، بمثابة صدمة هائلة للشيوعيين العراقيين الذين تثقفوا على الموقف المبدئي لقيادة الشهيد الخالد فهد. فأصدرت القيادة الميدانية نشرة داخلية في ضوء توجيهات الرفيق فهد في رسالته التي بعثها من السجن، بعد قرار التقسيم مباشرة يرفض فيها الحزب قرار التقسيم
جملة وتفصيلا(موقف الإتحاد السوفيتي بخصوص التقسيم وفـّر للصحف المرتزقة ومأجوري الإمبريالية فرصة لا للتشهير بالإتحاد السوفيتي فقط، بل أيضا بالحركة الشيوعية في البلدان العربية... ولذلك، فإنه يجب على الحزب الشيوعي تحديد موقفه من القضية الفلسطينية حسب الخطوط التي إنتمى اليها والتي يمكن تلخيصها بالتالي


أ ــ إن الحركة الصهيونية حركة عنصرية دينية رجعية، مزيفة بالنسبة الى الجماهير اليهودية.
ب ــ إن الهجرة اليهودية... لاتحل مشكلات اليهود المقتلعين في أوربا، بل هي غزو منظم تديره الوكالة اليهودية... وإستمرارها بشكلها الحالي... يهدد السكان الأصليين في حياتهم وحريتهم.
ج ــ إن تقسيم فلسطين عبارة عن مشروع إمبريالي قديم ... يستند الى إستحالة مفترضة للتفاهم بين اليهود والعرب...
د ــ إن شكل حكومة فلسطين لا يمكنه أن يتحدد إلا من قبل الشعب الفلسطيني الذي يعيش في فلسطين فعلا، وليس من قبل الأمم المتحدة أو أية منظمة أو دولة أو مجموعة دول أخرى...
ه ــ إن التقسيم سيؤدي الى إخضاع الأكثرية العربية للأقلية الصهيونية في الدولة اليهودية المقترحة.
و ــ إن التقسيم وخلق دولة يهودية سيزيد من الخصومات العرقية والدينية وسيؤثر جدياً على آمال السلام في الشرق الأوسط.
ولكل هذه الأسباب فإن الحزب الشيوعي يرفض بشكل قاطع خطة التقسيم

لقد حسمت قيادة الشهيد سلام عادل موقف الحزب من هذا التقرير في الكونفرنس الثاني للحزب في عام 1956( زيف حقائق الوضع في فلسطين ، وتستر على بشاعة الصهيونية وعدوانيتها واساء الى فكر الماركسية اللينينية)

ونحن بدورنا نطرح في ضوء موقف الشهيد فهد التاريخي والواقع الراهن للقضية الفلسطينية ، نطرح التساؤلات التالية على الذين يروجون للمفاوضات مع هذا الكيان الصهيوني العنصري كطريق لاسترداد حقوق الشعب الفلسطيني التأريخية

أين هم السكان الاصليين الأن ؟
هل تحول المشروع الصهيوني هذا الى مشروع انساني بعد ستة عقود من الحروب الصهيونية؟
الم تخضع الاكثرية العربية الى الاقلية الصهيونية التي استخدمت سلاح الترحيل القسري؟
هل نحن بحاجة ان نسأل عن الواقع الراهن والجرائم الصهيونية الكبرى المرتكبة علنا بحق الشعب الفلسطيني ؟


إن الحياة ومسيرة الصراع الفلسطيني - الصهيوني قد برهنت بشكل لا لبس فيه على صواب قرار الرفيق الخالد فهد في رفض قرار تقسيم فلسطين ، وان تعارض قرار الرفض مع موقف المركز السوفييتي



دور اليسار العربي



نحن كيسار وأحزاب شيوعية ما علينا سوى إستلهام ما قاله كبار منظري وفلاسفة أفكارنا الماركسية التي نؤمن بها حول الطريقة الواجب إتباعها في التعامل مع الصراعات، وفق قاعدة ان النظرية رمادية اللون اما شجرة الحياة فخضراء ، اي التمسك بالنظرية الماركسية في اطار عملية التجديد التي لا تتجمد عقائيا، فالازمة الراسمالية والتي سيتأثر بها الجميع دون أستثناء ، بحكم إن الرأسمال قد افلح في معركة لكنه لم يكسب حرب ، وإن نهاية هذه الحرب ستكون في غير صالحه، لا بل إنها الناهية لدوره و وجوده في التاريخ،وليس من أحد منا بغافل عن التراجعات الكبرى لـ ( فرانسيس فوكاياما ) و ( صمويل هيننغتون ) صاحبي نهاية التاريخ وصدام الحضارات .

إننا يجب أن لا نخشي تسيد الرأسمال لهذه الحقبة من التاريخ وما علينا إلا التعامل معه كحقيقة موجودة اليوم ، لكنها غير موجودة غدا ً ، وللأسـراع بالأجهاز عليه، ما علينا سوى أن نستعمل أدواتنا الثورية،إن كنا نريد أن ننتصر في هذه الحرب .

إن من الأخطاء القاتلة التي وقعت فيها الأحزاب الشيوعية التاريخية ( مع الأسف ) وعلى الأخص العربية منها ،هي عدم تفهمها للظرف الموضوعي المحيط بها وعدم تعاملها معه بما يتطلبه الظرف الذاتي ، والذي كان أول ما يتطلب بناء الحزب وفق مبدأ المركزية الديمقراطية بناءأَ حقيقيا لا شكليا , وممارسة النقد والنقد الذاتي في اطار الديمقراطية الحزبية الحقيقية ،خصوصا لناحية رسم سياسة الحزب الوطنية والطبقية ، بعيدا عن التبعية لما اصطلح على تسميته الرفاق السوفييت، هذا المبادئ والقواعد الصحيحة المثبتة في الانظمة الداخلية للاحزاب الشيوعية العربية ،ولكن واقع التطبيق العملي يبرهن على عكسها تماما، مما ادى اضافة الى العوامل الموضوعية ، الى تقلص حجمها الجماهيري وانحسار دورها السياسي ،وكان من النتائج الطبيعية بروز اليسار العربي الجديد. الذي ينبغي ان يرحب به لا ان يحارب كما هو دارج للاسف الشديد.

إن بلورة مشروع سياسي وفكري لقوى اليسار العربي ،هو الرد الواضح على كل حالات التداعي والإنهيارات الحاصلة في الأوضاع السياسية العربية بشكل عام، وهو في نفس الوقت يشكل الركيزة الأساسية لأستمرار النضال من أجل القضاء على كل الأنظمة الإستبدادية والرجعية في المنطقة،وترسيخ انتصارات المقاومة الوطنية اللبنانية،وتحرير العراق من الاحتلال الامبريالي الصهيوني، ودحر الصهيونية واستعادة فلسطين التأريخية.

أن تشديد الكفاح الجماهيري المتعدد الاشكال من أجل الحريات وإقامة أنظمة ديمقراطية حقيقية ،تنجز الأهداف والغايات الأجتماعية. هو المهمة الرئيسية امام اليسار العربي في المرحلة التأريخية الراهنة

إن أي نجاح لبرامج ومشاريع اليسار العربي هو خطوة أولى ولبنة مضافة في بناء مجتمع الكفاية والعدل .. مجتمع الحريات الأساسية، وصيانتها وضمان حقوق الأفراد والجماعات في العيش الحر الكريم .

لذا فإن نناضل لتحقيق هذا الهدف .. هدف بناء جبهة اليسار العربي المكافحة في المعركة المشتركة لتحقيق الاهداف العادلة للطبقات الكادحة.

الاستنتاج الهام هو على اليساريين العرب استخلاص الدروس والعبر من تجاربهم السابقة عبر تعزيز وتطوير عملية نقدية علنية وشفافة وواسعة تفضي إلى طريق للتلاقي على برنامج عربي يساري تحرري شامل وواسع يعطي مكانا وحيزا للليساريين العرب على اختلاف اجتهاداتهم ..أن نستطيع إيجاد ودعم قيادات جديدة تستقطب الجماهير الكادحة , قيادات يسارية شابة غير ملوثة بخبث السياسة المتراكم , قادرة أن تقدم كاريزما وبديلا أفضل،يستطيع الاقتراب من هموم الجماهير الكادحة ،ونم ثم خوض المعركة الطبقية والتحررية ونحن أكثر وحدة وقوة وتاثيرا...!



كيف يمكن لنا أن نعمل على توحيد رؤية قوى اليسار العربي ؟





ان الموقف من طبيعة الحوار اليساري والحواربشكل عام ، لمن التعقيد مما يصعب بحثه وابداء الرأي فيه دفعة واحدة، وعليه فأننا قد أخترنا الابتعاد عن لغة الخطاب النخبوي، الذي يخاطب الذات - الحزب، اوحلقة ضيقة من النخبويين ولا نقول المثقفين، في مواصلة للقطيعة التامة بين الخطاب اليساري والكادحين على مدى العقود الماضية، الخطاب الذي يدعي بأنه المعبرعن مصالحهم!،بل وصل الامر ببعض الحلقات الفكرية اليسارية ،بأن يطلب عدد من المساهمين فيها ،من رفاقهم توضيح القصد من الجمل النخبوية الطويلة الرنانة، فبالمحصلة هي جمل خرساء بلا معنى حقيقي

أين تكمن العلة في خطابنااليساري الجامد ؟

إن التخلف، كمفهوم نستخدمه جميعا في توصيف الحالة التي يعيشها العالم العربي بشعوبه العربية المكونة للقومية العربية، وقومياته غير العربية، هو المشكلة والحل في آن واحد


إن التخلف، كظاهرة سائدة في عالمنا العربي، هو ظاهرة شاملة، في المجتمع والدولة والاحزاب السياسية بمدارسها الفكرية الثلاث، الشيوعية, القومية، الاسلامية


أن التخلف، كاسلوب حياة، هو الجوهر المتمظهر في القوانين السلطوية القمعية لحرية الفكر والعمل السياسي وتحرر المرأة، وبالمحصلة هو عنوان الحياة الرئيسي في العالم العربي في مواجهة عنوان التحرر والتقدم الذ ي تحمل لوائه قوى التحرر والتقدم في المنطقة


إن التخلف ليست بظاهرة تطبع بطابعها طبيعة السلطة القمعية السائدة فحسب، بل هو ظاهرة شاملة تطبع بطابعها المعارضة السياسية لهذه السلطة، على اختلاف وتناقض مدارسها الفكرية


إن تمظهر جوهر تخلف السلطة أمر ليس بحاجة الى وقفة طويلة، فالاعمال البريرية الارهابية ضد الشعوب، انطلقت مع لحظة تأسيس الدولة العربية الحديثة، وقد ورثت هذه الدولة البوليسية الارهابية كلما هو قمعي دموي من العهدين العثماني والاستعماري،فالسلطة في الدول العربية، وبغض عن النظر عن طبيعة النظام القائم ملكي أم جمهوري،"تقدمي" أم رجعي، هي سلطة القبيلة ـ الفردالزعيم ،الغارقة في دماء الشعوب المقموعة، وسط هتاف بالروح بالدم نفديك يا فلان


إن الانظمة العربية غير قادرة على التطور، فطبيعتها القبلية الرجعية المتخلفة هي سلاسل تقيد حركة الكادحين نحو التحرر والتقدم والحياة الانسانية الكريمة. ولا سبيل للخلاص من هذه القيود سوى الثورة الاجتماعية الجذرية التي تحطم هذه السلاسل وتطلق حركة المجتمع التنموية نحو آفاق التطور الانساني الرحبة

إنالتسلط الفردي أو الزمروي، هي صفة مشتركة تطبع بطابعها، المدارس الفكرية الثلاث، الشيوعية والقومية والاسلاموية, فزمرة لا تتعدى عدد أصابع اليد،هي الكل في الكل في الحزب، مسيطرة سيطرة مطلقة وعلى مدى زمني يمتد طويلا على قيادات هذه الاحزاب، وعلى القاعدة الحزبية ابداء آيات الطاعة والولاء لها ,وقد تجاوزت فترة هيمنة هذه الزمر على احزابها فترة هيمنة الدكتاتورية على الحكم في العراق التي امتدت لعقود ثلاث


تشترك جميع احزاب هذه التيارات الثلاث، وان على درجات متفاوتة، بثقافة النفاق السياسي، سواء على صعيد علاقاتها الداخلية مع أعضائها، أو على صعيد علاقات بعضها بالبعض الاخر، فهي جميعا تستخدم لغة منافقة، بالادعاء بحق الاعضاء في المساهمة في رسم سياسة الحزب، وممارسة الديمقراطية الحزبية الداخلية،لكنها في واقع الحال تمارس سلطة الزمرة ـ الزعيم مع اختلاف التسمية (مكتب سياسي ـ قيادة قطرية ـ مجلس شورى اومجلس جماعة)، سلطة قمعية رافضة لاي دور حقيقي للاعضاء في تحديد برنامج الحزب، وليس أمام العضو الا طريق واحد، هو طريق نفذ ثم ناقش.


فكانت الانشقاقات السبيل الاضطراري امام اصحاب الرأي الاخر للتعبير عن رأيهم، فمسحة سريعة لاحزاب هذه التيارات الثلاث ستقدم لنا الصورة التالية


ـ إن قيادات وزعامات هذه الاحزاب هي ذاتها على مدى زمني فاق في عديد الحالات الفترة الزمنية التي قضاها الدكتاتور صدام حسين في الحكم، ولم تختف بعض هذه الشخصيات الا بفعل عامل الموت لا التغيير الديمقراطي المطلوب للتجديد


ـ لقد تولدت عشرا ت الاحزاب المنشقة عن هذه الاحزاب الرئيسية، والتي أتهمت جميعها بالخيانة، التحريف، التطرف، العمالة... الخ من القائمة الطويلة الجاهزة لتشويه سمعة هذه الاحزاب، وينطبق الامر ذاته على العضو، اذ تصل درجة محاربته من الاشاعة المغرضة للاساءة الى سمعته حتى التصفية الجسدية، وان تطلب الامر تسليمه الى الاجهزة الامنية القمعية


لغة الحوار: من لغة النعل والقنادر حتى لغة السلاح والاقتتال والتصفية الجسدية


إنالتيارات السياسية الثلاث تشترك جميعا في رفض لغة الحوار الحضاري، والتحاور على القضايا موضع البحث والتقييم، فتلجأ الى أكثر الاسلحة تخلفا وفتكا في فض لا النزاعات الحزبية الداخلية والثنائية فحسب، بل حتى الاختلاف في وجهات النظر.


تتراوح أنواع الاسلحة المستخدمة في فض الخلافات من لغة القنادر الى لغة السلاح. فلغة القنادر شائعة من صدام مرورا بمدبر الانقلاب داخل الحزب الشيوعي العراقي، الذي اعلن في اجتماع دمشق الحزبي

عام 1984 حرفيا" بأن الجماعة القيادية المطرودة من الحزب ستواجه بالقنادر أن هي تحركت ضد الحزب" والنعل التي استخدمت في تصفية الحسابات بين احزاب اسلامية متخاصمة في الحادثة الشهيرة في طهران، وفي استخدامها في ضرب علاوي عند زيارته للنجف، واخيرا وليس أخرا "قندرة" المشهداني رئيس مجلس البرلمان الامريكي " الذي هدد بها مخالفيه بالرأي


إن السجن سوف يكون اول ما تقيمه اي حركة من هذه الحركات مع اول متر مربع تسيطر عليه، وسيكون اول سجين لديها ليس عدوا، بل عضوا من اعضاء الحركة ذاتها لمجرد الاختلاف بالرأي، فالقمع هو الخطوة الاولى في محاولة منع هذا الرأي من الانتشار ،وصدام حسين بطش بقادة حزبه ورفاق دربه قبل غيرهم من الخصوم، والمحظوظ من هؤلاء من رمي بالسجن،أما الاغلبية الساحقة منهم فقد واجهت مصير التصفية الجسدية بأبشع الاساليب الوحشية


وتجربة التيار القومي الكردي ممثلة بحزبي البارزاني والطالباني لا تختلف كثيرا عن تجربة التيار االبعثي القومي العربي، فمن الانشقاق الى الاقتتال المسلح شبه الدائم، ناهيكم عن السجون والتصفيات الجسدية، وقمع التحركات الجماهيرية القائمة على قدم وساق حتى يومنا هذا

إنالامر ذاته ينطبق على التيار الشيوعي وكذلك على التيار الاسلامي، فها نحن نشهد "المستقبل" الذي كان قد وعد فيه التيار الاسلامي الجماهير الكادحة العراقية، فقد نقلوا التصفيات البعثية الفاشية من اقبية السجون الى الشوارع،التي تحولت الى مشهد واحد، مشهد قطع الرؤوس والاجساد الممزقة بالرصاص والتفجيرات والاغتيالات، مشهد هولاكوي بربري، مشهدا لم ينج منه الاسلاميين أنفسهم، فالتقاتل بينهم على أشده لاثبات احقية هذا الطرف او ذاك بأحتكار شركة عالمية أسمها الاسلام او الاحقية في خلافة الرسول قبل 1400سنة.


إن التيارت الثلاث هذه، لم تتمكن من العمل المشترك على الاطلاق،رغم انها جميعا كانت ترفع شعار اسقاط السلطة حين كانت في المعارضة، حتى جاءت اللحظة التي قرر فيها السيد الامبريالي احتلال بلدهم العراق، فأرتضوا العمل المشترك صاغرين لاوامر عصابة بوش، فلا حوار ينفع بين قوى متخلفة، أما الاوامر فهي اللغة الوحيدة المفهومة على ما يبدو، الاوامر التي اجبرتهم على العمل المشترك، لكنه عمل مشين، خيانة بلدهم العراق


هذه هي باختصار شديد، صورة الاحزاب التقليدية التي تمثل التيارات الفكرية الثلاث، فكيف هي صورتنا نحن دعاة التغيير الثوري واليسار الجديد، سواء في الانقلاب على الزمر المهيمنة على احزابنا،او على صعيد التغيير الثوري المنشود على مستوى نشاطنا بين الطبقات الكادحة ،انها صورة لا تختلف جوهريا عن الصورة الأم، ووسنعلن هنا بجرأة ثورية لنقول، بأن الاكثر صدقا ووعيا فينا أما يفقد حياته بالاستشهاد او يبقى محاصرا من رفاق الحزب- القبيلة، أما الغالبية العظمى منا فتكتفي بحديث الذكريات الثورية دون فعل حقيقي، انها جزء من الصورة المتخلفة بمجموعها، كما ان ممارسة النقد والنقد الذاتي لا تزال عملية صعبة ان لم نقل متخلفة. فاليسار التجديدي مولود من رحم اليسار التقليدي ،ناهيكم عن ممارسة الديمقراطية الحزبية التي يفهمها بعض دعاة اليسار الجديد في الشللية او التمسك بتجارب ماضية فقدت منذ زمن طويل مبررات وجودها .

فقط عندما يتخلى اليسار العربي وبالذات الأحزاب الشيوعية التأريخية كفصيل رئيسي فيه عن الجمود الفكري والعقائدي الذي جبلت قياداته عليه منذ أكثر من نصف قرن ، وفقط عندما يقبل بالآخر مهما كانت درجة الأختلاف في وجهات النظر ،على مستوى العلاقات الخارجية ناهيك عن الداخلية ( ونقصد بين أطراف اليسار المحلي / في البلد الواحد ) ،ومتى ما أثبتت قياداته بأنها قد تخلت عن أساليبها القمعية القائمة على التخوين والإقصاء والتهميش , وتحقير المعارضين لها عبر إمتهان كرامتهم تحت طائلة ما يسمى بتقديم النقد الذاتي زورا وبهتانا بهدف تمرير سياسات انتهازية اسلوب الاجراءت التنظيمية غير الشرعية . حتى وصل الامر الى اتخاذ اجراءات قبلية تضمن بقاء سكرتير الحزب على رأس القيادة حتى وفاته في صورة هي أبعد ما تكون عن الديمقراطية التي نعمل من أجلها، والتي قيل لنا في فترات الشباب بأنها خير وسط ملائم لأنتشار أفكارنا وتقوية أحزابنا ، لكن ليس على أساس خلود السكرتيرين . حتى بات السكرتير يعدل النظام الداخلي لضمان استمراره في موقعه كما يفعل الحاكم العربي في تعديله للدستور، بل وصل الامر بالبعض الى توريث الزوجة والابن قيادة الحزب على طريقة كيم ايل سونغ سيئة الصيت

وفق المقومات التي قدمناها فقط نعتقد في رأينا المتواضع ،إنه يمكن توحيد رؤية اليسار العربي، وذلك بخلق المقومات المادية الحقيقية لتلك الرؤية ، حتى لا تكون رؤانا سطحية دائما ً، و تتم معالجة ومحاولات توحيدها على نفس الطراز الذي تتم فيه محاولات توحيد الرؤى للأنظمة الحاكمة .



كيف نبلور أشكال المقاومة لسياسات العدوان والإحتلال التي تنتهجها الرأسمالية , الأميركية بالتحديد , ضد شعوبنا , بدءا ً بالشعب الفلسطيني ؟



من المعلوم جيدا ً لدى جميع الرفيقات والرفاق إن حركة التحرر الوطني قد أنتقلت من مرحلة الهجوم إلى الدفاع ..بعد غرقت في الجدالات العقيمة عن وجود ازمة حركة تحرر من عدمها ، في وقت أنتقل فيه الرأسمال من مرحلة الدفاع والخسارة القريبة إلى مرحلة الهجوم القاسي في نهاية السبعينيات في نقلة جذرية لمستوى الهجوم الامبريالي الذي كان قد بدأ بعد تخريفات المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي .. وليس تخريفات خروشوف لوحده ، اننا نوجه النقد لقادة حركة التحرر الوطني على مستوى الوطن العربي عندما أسلموا أنفسهم وأدمغتهم ( ونقولها مع الأسف ) ورؤوسهم للرفاق السـوفييت ..اللذين كانت تنظيراتهم حول خرافة التعايش السلمي مع الأمبريالية .. وطريق التطور اللاراسمالي عبر إمكانية التصالح بين هذه الحركة الشيوعية ومضطهديها من الحكام التابعين ممثلي البرجوازية الصغيرة ، بل وتسليم الاحزاب القومية زمام قيادة الجبهات الوطنية الذيلية ، حتى وصل الامر بالاحزاب الشيوعي حل نفسها!! فقد اعتبر كلام السوفييت بمثابة كلام منزل من السماء .. وبنفس درجة تقديس الكتابيين لمثل هذا الكلام .. الأمر الذي قاد إلى التدهور التاريخي لحركة التحرر الوطني .. وإنهيار الأتحاد السوفياتي والمنظومة الأشتراكية فيما بعد ..

هذا الإنقياد الأعمى هو الذي قاد إلى إلغاء الهوية الوطنية لحركات التحرر الوطني وقياداتها التي أصبحت تابعا ً متعايشا ً على جسد الإتحاد السوفياتي ومتطفلا ً على دخله القومي بالضد من مصلحة الشعوب السوفياتية التي دفعت دماء غالية وقرابة 40 مليونا ً من البشر منذ ثورة أكتوبر وفي الحربين العالميتين من أجل بناء صرح الأشتراكية في روسيا .

اننا في التيار اليساري الوطني العراقي نؤمن اليوم ايمانا عميقا بامكانية بروز قيادات يسارية ثورية ، تسير على هدى القيادة الشيوعية الثورية التأريخية قيادة الرفيق الشهيد الخالد فهد ورفاقه، الذي اتخذ موقفا تأريخيا من قرار تقسيم فلسطين رافضا الانصياع لقرار الاتحاد السوفييتي ، قيادة الشهيد الخالد سلام عادل ورفاقه الذين كافحوا من اجل تطويرثورة14 تموز 1958الوطنية الى ثورة وطنية ديمقراطية بقيادة الحزب الشيوعي العراقي مما تسبب في ابعاده ورفيقه الشهيد جمال الحيدري الى موسكو ، ورغم عودته قبل شهور من انقلاب 8 شباط 1963 الاسود واتخاذه اجراءات على مستوى قيادة الحزب لانقاذ ما يمكن انقاذه ، الا ان الوقت قد فات والفرصة التأريخية قد ضاعت، واصبحت المبادرة بيد القوى الفاشية.

واليوم .. ماعلينا إلا التنبه جيدا ً لمحاولات الرأسمال المكشوفة في استغلال سياسة القطب الأوحد لوصم كل حركات التحرر الوطني بالإرهاب .. والإبتعاد عن ضيق الأفق الذي فرضته علينا ظروف التعبية للاتحاد السوفييتي.. والتوجه بحزم وجد باسلين لدعم هذه الحركات التي نعرفها جيدا ً .. فهل يعقل إن المقاومة الوطنية اللبنانية البطولية ضد النازية الصهيونية في إسرائيل .. إرهاب . وهل يعقل إن حماس التي فازت في إنتخابات ديمقراطية وبشهادة الجميع من الأصدقاء والأعداء .. إرهابية .. لمجرد إختلافنا معها ايدولوجيا .. أو أنصياعا ً لمشيئة الماكينة الإعلامية الغربية .. أم إنه لايوجد مقاومين عراقيون ..كما يسوق رجالات الحكم القادمين على ظهور الدبابات وأسيادهم المحتلين .. بل هو إرهاب قاعدي تكفيري وصدامي .. وبالتالي تشويه الدورالوطني البطولي للمقاومة الوطنية العراقية , التي تشكلت من خيرة ضباط الجيش العراقي المناوئين للنظام البعثي المهزوم. وهل يعقل إن هناك إنقيادا ً مشتركا ً اليوم من قبل الحكام الرسميين وبعض قوى اليسار التقليدية ، وخضوعا ً بائسا ً لما تروجه الماكينة الإعلامية للمحتل في عدم الفصل بين الأرهاب والمقاومة .

إن المقاومة الوطنية العراقية هي من اجبر جيش الاحتلال على اعادة انتشاره وتموضعه خارج المدن ، اما الاعمال الارهابية ضد الشعب العراقي ، فهي من فعل منظم للمليشيات الطائفية العنصرية وتحالف تنظيم القاعدة الارهابي وفلول النظام البعثي المهزوم

نعم اننا نختلف مع قوى المقاومة الاسلامية في البرنامج الاجتماعي ، وكذلك الحال مع القوى القومية المقاومة،لكننا كيسار وطني نقف صفا واحدا مع المقاومة في مقاتلة الاحتلال الامريكي حتى تحرير العراق.

إن دعم الشعب الفلسطيني في معركته الوطنية التحررية ضد الكيان الصهوني ودعم الشعب اللبناني في معركته الوطني من أجل تحرير ارضه واجب وطني وقومي يتطلب منا وقفة جادة والسمو فوق المعضلة التاريخية التي دوختنا لفترة طويلة .. معضلة عدم التمكن من ترك التناقض الثانوي والإلتفات إلى التناقض الرئيسي .

إن الرأسمال وهو خارج من اسوأ أزمة إقتصادية يمر بها في تاريخـه .. يحاول أن يظهر نفسه بمظهر المتعافي .. في حين إنها نخرت جسده .. وهو آيل للسقوط .. ولا تغرنكم الدعاوي الباطلة بأن الرأسمالية تجدد نفسها بعد كل أزمة والتي يبوق لها بعض التافهين والفارغين من الليبراليين العرب .

إننا يجب أن نعمل وبجد على ان تعلم الاختلاف في اطار الاجتهاد الفكري ووفق مبدأ المركزية الديمقراطية بتطبيقاته الحية لا الجامدة . فقد أكون مختلفا ً معك في الرأي ولكني مستعد أن أدفع حياتي ثمنا ً من أجل تقول كلمتك " هكذا أوجزها فولتيير منذ الإنتفاضة الخالدة للشـعب الفرنسي , صانع التاريخ الحديث ومبدع الكومونة الباريسية .



#التيار_اليساري_الوطني_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البلاغ -النظام الداخلي -البرنامج السياسي -الجبهة اليسارية
- ورقة التيار اليساري الوطني العراقي : من أجل إقامة الجبهة الي ...
- مشروع النظام الداخلي
- التيار اليساري الوطني العراقي - مشروع البرنامج السياسي
- الوثيقة الأساسية للتيار اليساري الوطني العراقي : كل الجهود ا ...


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - التيار اليساري الوطني العراقي - اللقاء اليساري العربي : ورقة التيار اليساري الوطني العراقي المقدمة الى - اللقاء اليساري العربي - - بيروت 22-23 تشرين الثاني - اكتوبر 2010