أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - لن تكون الطاولة المستديرة الحل الشافي














المزيد.....

لن تكون الطاولة المستديرة الحل الشافي


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3170 - 2010 / 10 / 30 - 21:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا نعرف بالضبط إذا كانت الطاولة المستديرة ستعقد أم لا ... فهناك تجاذب بين الكتل والأحزاب الفائزة في الانتخابات الأخيرة، تجاذب وصراع علني ومستتر لتحقيق المصالح التي قامت عليها الانتخابات ثم نتائجها بفضل قانون الانتخابات المجحف، لكن الكثير من المراقبين للحالة العراقية الراهنة يترقبون ما تفضي إليه اجتماعات الكتل الأربعة الفائزة أو على الأقل ما سوف ينتج عن اجتماع الطاولة المستديرة التي دعا لها رئيس الإقليم مسعود البرزاني لإيجاد حل لتشكيل ليس الحكومة العراقية الجديدة فحسب بل التفاهم حول الرئاسات الثلاثة التي بات من المؤكد عدم تفاعل كل اللقاءات والاجتماعات السابقة التي خرجت على " فاشوش " مثلما توقعنا منذ أكثر من ( 6 ) اشهر واليوم اقطع يديَ من الكتف إذا نجحت الطاولة المستديرة بدون تقسيم يرضي الأطراف وليس له ارتباط بمصالح الشعب والوطن بل بمصالحهم التي وضعوها قبل كل شيء وإلا كيف يمكن تفسير مرور حوالي ( 8 ) اشهر والبلاد غارقة بالتكهنات وضرب الأكف ببعضها لا بل وصل الحد إلى الكفر من قبل الكثير من الناخبين في الانتخابات ونتائجها.
كل طرف من الأطراف رحب بمبادرة السيد البرزاني وهو يتحدث وبصوت عالي عن عقد الطاولة المستديرة باعتبارها قد تحقق الضمانة الحقيقية لشراكة وطنية وحسب ادعاء كل طرف بأنها الفرصة لتحقيق التوافق والتفاهم على تشكيل الحكومة والخروج من الأزمة " المفتعلة " ولم يسأل أي طرف منهم كيف ستنجح الطاولة المستديرة والاتهامات والتحريض الإعلامي قائم بين الأطراف وبدون انقطاع بين الكتل الكبيرة ! كيف ستنجح ومثلاً عضو دولة القانون النائب علي شلاه يبرر تقرير ويكيليكس بخصوص رئيس الوزراء المالكي وفرق القتل ( نعتقد أن هذا التقرير له أهداف عديدة وتوقيته يصب في الاتجاه نفسه وفائدته منتهية عند البنتاغون) وبردة فعل غير طبيعية غيرت ميزان البحث والتدقيق وبخاصة إقدام العراقية على جمع خمسين توقيع للتحقيق فيما نسبته الوثائق للمالكي فهو يصرح " بان السيد علاوي يدعم الإرهابيين " وكان من المفروض عليه وعلى كل من أخذته موجة الانفعال الطائفي والحزبي الضيق توضيح الحقيقة والمطالبة بتشكيل هيئة أو لجنة قضائية للتحقيق في الاتهامات وإظهار الحقيقة ومعاقبة أولئك الذين استغلوا مراكزهم ونفوذهم في الحكومة لان الدستور واضح فيما يخص تشكيل القوات الخاصة التي يجب أن تكون من موافقة البرلمان العراقي، كيف ستنجح وكل واحد منهم متمسك برأيه ولا يخلد للحوار الموضوعي الذي يقرب وجهات النظر ولا واضعين مصلحة البلاد فوق أية مصلحة أخرى.
أمام هذا الكم من الاستفسارات والأسئلة الكثيرة يبرز الاستنتاج التالي، أن الطاولة المستديرة لن تخرج بنتائج صحية تكون لجانب المصلحة العامة وإذا قدر لها أن تنجح فسوف يكون نجاحها التقاسم وفق الأغلبية السياسية وليس الشراكة الوطنية التي تعني التوافق ولا التربص بدلاً من التسامح والتعاون ليس بين الكتل فقط بل مع جميع الذين يريدون أن يكون العراق بلداً يحترم فيه القانون والدستور وتحفظ فيه كرامة وحقوق المواطنين، وإلا ماذا يفسر قول السيد المالكي وقبل هذه الطاولة وهو يعتمد قرار المحكمة الاتحادية حول عقد مجلس النواب جلسته " هذه الجلسة ستشهد انتخاب رئيس مجلس النواب الذي سيشرف فوراً على انتخاب رئيس الجمهورية والذي بدوره وفي نفس اليوم سيكلف رئيس وزراء الكتلة النيابية الأكثر عدداً بتشكيل الحكومة " كيف تسنى للسيد المالكي معرفة ما سوف يترتب على العملية السياسية إذا ما قاطعت كتل نيابية كبيرة كانت اكبر من دولة القانون حسب الانتخابات الأخيرة! ثم ما هي الضمانات التي يقدمها السيد المالكي عندما يصرح " عملية تشكيل الحكومة أصبحت الآن في الخطوة الأخيرة، ولا يمكن أن تمتد أكثر لأنها أصبحت قضية قانونية " كيف يمكن فهم خرق بنود الدستور بالطريقة التي خرقت أمام الجميع والادعاء بأن تشكيل الحكومة " أصبحت قضية قانونية "؟ لماذا أساساً لم تحترم بنود الدستور المعروفة في قضية عقد جلسات البرلمان وانتخاب الرئاسة ورئيس الجمهورية وبعد ذلك قضية التكليف ؟ أليس هذا هو الخرق القانوني ؟ أم لان القضية كانت تهدد وضع التكليف وإتمامه على أساس الفوز في الانتخابات وبعد تصديق المحكمة الاتحادية على نتائجها! أما مشكلة تشكيل الحكومة والتكليف فسوف تجابه قضية عويصة قد تخلق مشاكل مستقبلية وبخاصة إذا تم تشكيلها على أساس أغلبية سياسية وليس حكومة شراكة وطنية ولقد اشرنا وأشار الكثير من الحريصين على وحدة وأمن البلاد ضرورة الوصول إلى اتفاق وطني يخدم مصالح الشعب العراقي .
لا بد من إدراك حقيقة لا لبس فيها ، أن الصراع كان ومازال صراع من اجل السلطة والمصالح الحزبية الضيقة وبتحسس طائفي بدأ يظهر مع تلك المقولة التي قالها السيد المالكي بما معناها من " يكدر يأخذها حتى ننطيها" الجميع تحدث عن تجاوز محنة الاحتقان الطائفي والحرب الأهلية بين شعبنا العراقي وهذا صحيح جداً، ولكن هل انتهى التحسس الطائفي بين أحزاب الإسلام السياسي بشقيها داخل العملية السياسية ؟ لا اعتقد ذلك لان مفهوم السلطة السياسية اخذ يخضع لهذا التوجه بدون التأكيد العلني والاختفاء خلف شعارات وطنية ووحدة العراق ومصلحة الشعب بينما بقى التحسس الطائفي ينطلق على ألسنة ممثلي هذه الأحزاب والناطقين الرسميين الذين تحس بتوجهاتهم الطائفية وصراعهم مع بعضهم عندما تدقق الاتهامات والمطالبات والتخوف من الهيمنة بحجج الدستور المخترق والقوانين التي استخدمت للأغراض نفسها وليس كما يعلن عن التمسك بها وبالدستور.
الطاولة المستديرة مثلما أسلفنا إن عقدت فلن تكن الحل الشافي لردم النزاعات والخلافات بين البعض من الكتل وقد تكون مجرد خيمة للاتفاق الوقتي الذي سيؤمن لكل فريق مصالحه الحزبية والسياسية من خلالها وعند ذلك سيكون الخاسر الوحيد في هذه اللعبة شعبنا لان الجميع بما فيهم النواب الجدد قبضوا المليارات من الدنانير وهم جالسون في بيوتهم وأماكن راحتهم وسوف توزع المناصب بعد الاحتراب الطويل " ويا دار ما دخلك خير!! ".



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهداف سياسية لإفشال الإحصاء السكاني الوطني في العراق
- الأصدقاء الغائبون
- خرق الدستور يدل على عدم احترام إرادة الشعب
- إعادة الانتخابات ضرورة ملحة بعد تعديل قانونها؟
- حياة المواطنون العراقيون الرخيصة
- الشريط الأمني المطلوب من قبل تركيا وأمريكا
- مسرحية هزيلة وفصول متناقضة معروفة
- لماذا لا يحترم الدستور ولا تحترم إرادة المواطنين العراقيين؟
- محاولات لطمس حقيقة وتاريخ الأيزيدية
- ثراث سنين اللؤم
- مخاطر مواقع المنشآت النووية الإيرانية الجديدة
- صراع المصالح الذاتية والشخصية على السلطة
- الحزب الشيوعي العراقي وخلط الأوراق المكشوفة 2
- الحزب الشيوعي العراقي وخلط الأوراق المكشوفة
- النَزوع إلى برلين
- التهديد والوعيد جرائم يرفضها القانون والدستور
- خرق حكام طهران لحقوق الإنسان ودعم للمليشيات الخاصة
- قصيدتان / 1 دعوة العبور القديم
- حكومة تصريف أعمال وبدعة الجلسة المفتوحة
- الشهرستاني في غطرسة -صدام ألغى النقابات وأنا ألغيها-


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - لن تكون الطاولة المستديرة الحل الشافي