أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هشام الصميعي - البعبع السياسي والمستقبل الحكومي














المزيد.....

البعبع السياسي والمستقبل الحكومي


هشام الصميعي

الحوار المتمدن-العدد: 3152 - 2010 / 10 / 12 - 02:23
المحور: كتابات ساخرة
    


الكثير منا عاشوا ربما في الصغر على حكايات ذلك البوعو الذي ينسل من الظلام ليلتهم الصغار أوليختطفهم إلى وجهة غير معلومة ،عندما كانت الأمهات تبرمج صغارها عبر برامج فريدة للمنع الذاتي حتى أصبح كل واحد منا في الطفولة يستوطنه ببعبعه الخاص، يفرض عليه ما يشتهي من واجب ويدخله إلى الفراش عنوتا قبل المغيب .

واذكر ونحن صغارا أمرنا مدرس الفصل بأن يرسم كل واحد منا بعبعه الخاص فوق اللوحة فجاءت النتائج متقاربة حيت شكلت البشاعة إجماعا عاما في رسوماتنا فيما كان الكل يحاول تخيل بعبعه ويتفنن في إخراجه بأخوفها صورة، لذلك تعمد العديد منا رسم بعبعه بأسنان مخيفة و شعرمشعكك وعيون قد تطايرالشرمنها وبأدرع مستعدة للبطش، وحتى و لو لم يكن هناك من بوعو أو كوعو في حقيقة الأمر فالحاجة إلى هدا البعبع المخيف هي من قادت الأمهات إلى تأليفه وعجنه بقصص من الخيال لكي يكون غاية في التخويف والغاية من كل ذلك هي وضع فرامل كابحة لشغب الطفولة.

في بلادنا كانت الحاجة أم الاختراع وراء فبركت بعبع سياسي فريد من قبل الدولة قادرعلى تخويف الجميع بقدراته الخارقة لكي ينقاد الكل كقطيع شارد وراء عصايته ويصطفون صفا صفا لصفارته، وعلى عكس بعابع الصغار المختلفة الأشكال، فالبعبع السياسي في الحكاية واحد بالنسبة للسادة الوزراء و أمناء الأحزاب وحتى إلى مسئولين محليين على حد سواء،ولو قيل لهؤلاء أن يخطوا بأصابعهم بعبهم الخاص فلن يرسموا شيئا آخر غير حزب البام الذي بات يتهيب الجميع من طلعته ويتربع العديد من السياسيون بأمانة كتلاميذ في حصة الدرس للإصغاء إليه .

وتجري الأمواج بما لايشتهي العوامون فقد كان البعض ينتظر من العهد الجديد إعادة هيكلة الحقل السياسي على قواعد جديدة من المشروعية، فادا بهم يمسون على بوبعت المشهد السياسي بميلاد أكبر بعبع سياسي عرفته الأزمنة الحديثة متربص لالتهام كل ما يصادفه في طريقه، و يصطف له السياسيون من أقصى اليسارالبائرالى أدنى اليمين النافر للتبرك ببركاته .

وكل ما قيل عن البعبع السياسي لحد الآن مجرد خواطر وتهيئات لكسب تعاطف الجمهور،لكن لا أحد يتجرأ على مواجهته الإخوان في العدالة يقولون أنه صنع خصيصا لإخافتهم دون سواهم من بني البشر لدلك يهرعون لطرز بيانات كلما لاح بشبحه عليهم،و الاتحاديون متوجسون منه حائرون كالرفاق في حبيبتي من تكون ؟ ومند أن وصفو البعبع بالوافد الجديد وهم في ذلكم لم يدركوا وضعه الحقيقي فهو قديم وربما كان قبلهم ، وتشاء الصدف أن من وصفه بهدا الوصف استوزر ببركته وبعدها(يا دار ما دخلك شر ) بل صار للوافد أنصار وحواريين في حزب بوعبيد يهتفون بالبعبع رمز التغيير.

أما الاستقلاليون فقد تفرقت بهم السبل مع البعبع بين الموقف الحكومي و الموقف اللاحكومي وكلما هاجم حميد شباط البعبع من قمقمه يخرج الوزير الأول بتطميتنات وبإستراتيجية الغميضة ليقول أن الكلام ليس محسوبا على الحزب و كأنما شباط ينتمي إلى نقابة في جزر المورو مورو و ليست تابعة لحزب الوزير الأول، و في الحقيقة موقف الوزير الأول قد يكون غامضا لكن قد يفهمه كل الأطفال في قصتهم مع البعبع.



أنا معجب هذه الأيام بالبعبع السياسي لسبب بسيط وعلى هيئة المثل القائل (كل غلاب تايجيب الله غلابه) ادا كانت الحكومة العباسية بعبع الشعب الذي استطاع بأذرعه الباطشة أن يمرر قوانين تفجر لها الشارع ولازال، و أن تغتال جرائد بكاتم الصوت وأن تضع حقوقيين وصحفيين في السجون، و أن تورث لذويها المناصب و المكاسب، و أن تجعل الهراوة في خدمة المعطلين بدل الشغل .

فقد صارلها بعبع يؤرقها أناء الليل و أطراف النهار.


الخوف من سحب الثقة هاجس لازم الحكومة العباسية مند تشكيلها وهاهو اليوم يقترب منها قاب قوسين أو أدنى بعد أن طوقها الفشل من كل جانب و خرج البعبع متلهفا من قمقمه.

أجل هذا هو البعبع المقرف للعبابيس...ولاراد لقدره.

يحكمون..يمررون القوانين والصفقات.....يورثون المناصب لعائلاتهم......يخرصون الجريدة تلو الآخرى ...وقبل أن يهرعوا إلى وسادتهم في المساء يأتيهم البعبع عبر سؤال وجيه إلى متى سنستمر في حكومة الفشل ،نهايتنا أصبحت وشيكة؟

فقط لو يفعلها البعبع و يسحب الثقة من تحت أقدامهم سأصفق حينها للبعبع بحرارة، و أبات على ذكراه على رأي الست .



#هشام_الصميعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هبل تربح :إضحك مع البرلماني
- بداية أفول زعماء من حلوى
- لا كوريدا ان بوليتيكا..تياسة في سياسة
- صالون بن موسى للحلاقة
- ضرب المصالح الاسرائيلية حرام ..قتل الأطفال الاسرائيلين حلال
- هل ينبغي التضامن مع جريدة المساء ؟
- هذا الوزير الفصيح و الكذب المباح
- عن لغة المواء و تصريحات غيرمفهومة
- فقراء في المزاد العلني
- من أجل حركة لكل البوكيمونات
- جنون المخزن بسيدي ايفني هل من دواء؟
- كوابيس على باب الوزير
- حكومة في اعصار
- عن هموم النكتة وهروب السلفيين
- في النقابة و الانتهازية نمودج من صفرو حلقة 1
- غلاء الأسعار عفريت نفريت أم زميل للحكومات الفاسدة؟
- ساركوزي العاشق و كلارا الجميلة الهوى غلاب
- وداعا 2007 سنة هضم الحقوق، و التخمة الحكومية
- عاشت الأسامي
- الملك و الأربعون حرامي


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هشام الصميعي - البعبع السياسي والمستقبل الحكومي