أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام الصميعي - عاشت الأسامي














المزيد.....

عاشت الأسامي


هشام الصميعي

الحوار المتمدن-العدد: 2118 - 2007 / 12 / 3 - 10:56
المحور: الادب والفن
    


لا أذكر كيف اختاروا لي اسما ، ذات مساء شتوي ، كان دلك مباشرة بعد سقوط رأسي بأيام ، ولا علاقة للأمر هنا بسقوط بغداد ، و بعدها رأس صدام ، أنا أتحدت عن سقطتي الخاصة، فلكل سقطته ، لم أكن أدري شيئا عن دلك . ومند ، و أنا طفل صغير كنت أتساءل مدفوعا بخيال الأطفال المجنح : لمادا لم يكن بمقدور كل مولود أن يسمي نفسه، بنفسه ما شاء من أسماء ؟ على الأقل أربع أسماء في السنة، بعدد فصولها.

في الصيف شمس، في الخريف رعد، في الشتاء مطران،و في الربيع ورد.ولما لا في رمضان صيام،أو هلال.
عند البطالةعطيل.
وفي كؤوس العالم مونديال.
وان كنت فتاة بسيطة، ما عليك الا اضافة تاؤكن للنهاية.
لكن في رمضان ليست دائما صيامة، فقد تتخلله فطرانة.

قسمة ونصيب، هي الأسماء في النهاية، و عاشت الأسامي من البداية أحكيها، متلما حكاها لي أبو خيالي : كنت مكمطا في فوطة، بقطعة شاش على صرتي من بقايا حبل سري ، لا أمل من فتح فمي بحتا عن حلمة أمي، ويا سبحان الله ، كان عمري يناهز تلاتة أسابيع لا يتعدى وزني 6 كغ ما يعادل وزن بطة، ومعاها فرخه، تبارك الله، كنت أبدو بحركاتي ذكيا ، وبدون مهارات كنت مشاغب وفقط، داخل حدود مهدي، أتسلى برجلاي، لا أمل من التثاؤب، ومن تني مفاصلي، وبسط ركبتاي. و ما شاء الله ، مرة جافة، و مرة مبتلة، هي خروقي، و أنا و أنا لا أدري من هدا العالم ألف من واوا ،من غيرأبوس ،ولا أذكر حينها ما كنت أردد: واغ..واغ أم: ويغ.ويغ. الى هده الأتناء كنت من غير اسم.

كان أبي يريدني يوسف يدكره بجده الدي قطع بعائلته راحلا عشرات الكيلومترات من الفيافي، و القفار دات حقبة في زمان، على عهد سلطان، لم أعد أذكر اسمه. و كانت أمي تريدني ابراهيم على اسم أبيها الذي حارب مع القوات الفرنسية ضد هتلر، إبان الحرب العالمية الثانية وكليهما أبطال تحت نظر.

استمرت مناوشات حرب الأسامي بين الجبهتين لساعات طوال، ولا أحد يريد أن يتنازل قيد أنملة عن اختياره أمي تقول : أنا التي واجهت مخاطر الحمل وحملته في بطني شهورا، وأنا التي وضعته ،و لن يكون ادن إلا إبراهيم، و أبي يصرخ : أنا أبوه ،و أنا صاحب الخروف، و لن يسمى إلا إسماعيل، و الاثنين يتناطحان لساعات طوال في إصرار أما أنا فكنت حينها لازلت أوغوغ بدون اسم، مرة جافة و مرة مبتل هي.. مرغم في دلك لا بطل.

و هي تشاء ،و أنت تشاء، و الله يفعل مايشاء ،حدت أتناء مناوشات حرب الأسامي ،أن دخلت أختي الكبيرة كانت حينها تمشي، و تركض، و تتكلم توغلت قرب مهدي داعبت بأناملها شفتاي ،و نادت :أااا هشام على اسم ابن الجيران، ومند دلك طلعت للدنيا على اسم ابن الجيران ،وكنت ،ولازلت هشام ،لم أعش في جبة أحد، و لم أنسى الاسمان.

كانت خروقي، متلما هي الأوطان مرة جافة، و مرة مبتلة، ما شاء الله .



#هشام_الصميعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملك و الأربعون حرامي
- الوزير متفائل و الشعب متشائم و جدتي معجبة بالسعدية
- كارلوس شايل سيفو..على قفانا ..أي أي
- زمن الهشك بشك الإعلامي أذرع الموساد تصل جريدة المساء
- عباس و حكومة الترفاس
- انتفاضة صفرو ضد الغلاء و الظلم واقتصاد الريع
- روبير مينار ..تعذيب أوكي مي دون موا دولار الحلقة 2
- روبير مينار ..تعذيب أوكي مي دون موا دولار الحلقة 1
- لكل طاغوت تابوت
- يا قماع شد قمعك علينا
- أنا وخالتي و العقيد
- المختصر في تطورات الصحراء مع تعليق رياضي
- !! الديمومخزانية
- مزامير.. كراكيز... و أكسيسوارات الاستبداد بالمغرب + دعاء الإ ...
- الإرهاب و الضباب
- عمو صالح ومن يربح المليون؟
- ليوطي يدير قناة دوزيم من قبره
- قناة : اضحك على ذقون الشعب بالألوان
- الزمن المغربي
- مظالم بنون النسوة


المزيد.....




- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام الصميعي - عاشت الأسامي