أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هشام الصميعي - هذا الوزير الفصيح و الكذب المباح














المزيد.....

هذا الوزير الفصيح و الكذب المباح


هشام الصميعي

الحوار المتمدن-العدد: 2442 - 2008 / 10 / 22 - 08:33
المحور: كتابات ساخرة
    


في المغرب من بين أقوى اللحظات التي تبعت على الدهشة و الاستغراب، أن تستمع إلى تصريح مسؤول حكومي أو أن تتفرج على نشرة أخبار، لأنك قد تجد نفسك بالمناسبة في منزلة بين المنزلتين، و يخال إليك أمرين لا تالت لهما ، إما أن المسئول الحكومي وتلفزته، لا يعيشان معنا في البلد أو أننا نحن من نحيى مع الببر و الطّيلسان و مُوقَان، و جيلان، وهي بالمناسبة أمم منقرضة لا علم ولا علاقة للمسؤول المنعم بها.

لذلك لا داعي للذهاب إلى السيرك بحتا عن متعة الاندهاش و يكفي في ذلك الاستماع إلى تصريح واحد، لتأخذك دهشة أكتر من تلك التي يستمتع بها عادة جمهور بكامله أمام عشرة راقصين على الحبال، و المناسبة ما تفضل به و زير الإعلام الفصيح مؤخرا من عدم وجود أي تردد في الموقف الرسمي من الخيار الديمقراطي ، ومن يستمع إلى هدا( التبنتير الطلاء الرديء ) قد يظن أن بلد اللاكرامة الذي يموت شبابه في البحر بحتا عن الخلاص و يرمي فيه المرضى بأنفسهم من طوابق المستشفيات وينعم فيه المجرمون من العقاب يعرف فائض في الديمقراطية ، فحدت أن خاف الناس على رحيلها ، وتدخل وجه الخير و التخمير مشكورا، لطمأنة الجمهور.

مسكين هذا الوزير لأنه لم يرى أو يسمع، كيف بعثت السلطات أفراد القمع مدججة بالهراوات إلى العديد من القرى و المدن التي تضررت بالفيضانات الأخيرة بدل إرسال الطقم الطبية، و الإسعافات ، و كيف حاصرت هده القوات الناس الدين حاصرتهم السيول و الوديان فزادتهم حصارا على حصار في صورة متوحشة ، لا تحدت حتى عند قبائل البيكمي بأدغال افريقية و هي المسخرة التي تحتاج إلى أن يلحنها مغني شعبي (ما حيلتنا مع الفيضان ما حيلتنا مع المخزن).

و لم يسمع سعادته عن الرشوة التي ضربت الأطناب في الإدارات ،وبيع الوظائف حتى أصبح المغرب و راء دجيبوتي و دول غير معروفة في المجال. و لم يسمع هدا الوزير ربما عن أحدت سلخة مخزنية كانت من نصيب الأطر المعطلة اثر و قفتهم السلمية قرب الوزارة الأولى، للمطالبة بحقهم المشروع في شغل يضمن لهم الكرامة، غير أنه وكما جرت به العادة كانت الهراوة في انتظارهم وشهد مسجد السنة الذي وقعت قربه المسلخة على هدا التدخل الوحشي، الذي خلف أزيد من 30 جرحا في صفوف معطلين لا حول لهم ولا قوة .وطبعا كل هدا يدخل في إطار الخيار و الفقوس الديمقراطي الذي تفضل به الوزير الفصيح.

الوزير إما أنه مكفية عليه قفة ثقيلة ، أو أنه مكيف مع الواقع ربما ، و هو يتحدث عن توصيات هيئة الإنصاف و المصالحة يبدو أنه لم يسمع عن تقارير العديد من المنظمات الحقوقية الدولية و الوطنية التي انتقدت عدم تفعيل توصيات الهيئة، حتى أصابها الغمال، وعشعشت بين ثناياها اليعسوب و العناكب، و لم يسمع كذلك عن ضحايا سنوات الرصاص بسوق الأربعاء الغرب الدين أصبحوا ممنوعين حتى من الحق في السفر فعن أية هيئة يتحدثون؟

في مقهى أم قنين بالمدينة القديمة . سألني صديق و هو يرمق طلعة الوزير على الشاشة بصلعته البهية .

أي انتماء سياسي كان عند هدا الوزير ؟

فأجبته انه كان شيوعيا بالقمومة، و مند سنين وهو شارك الملحة، و الطعام مع المخزن .

ضرب صديقي بكفيه قبل ان يردف لي الشيوعيين وصلوا بعد المنافي و السجون إلى سدة الحكم بالنيبال مؤخرا، وهؤلاء وصلوا إلى سدة الحضيض بمسح أحدية الاستبداد .

قبل أن يسألني مرة ثانية ما ادا كانت للوزير علاقة بالممثل الكوميدي الناصري ؟

قلت أن لاعلم لي في الموضوع كل ما في علمي أن الاثنين كوميديين من الصنف الرديء .

وقديما قال الشاعر الفصيح وهو يرد على خطيب من النوع الرديء .

فإذَا خطَبتَ على الرِّجال فلا تكن خَطِلَ الكلام تقوله مُـخـتـالا

واعلَمْ بأنّ من السُّكـوت إبـانةً ومن التكلُّم ما يكـون خَـبَـالا

فكفى خبالا سيدي، كل و انعم أكرمك الله، و لا تقل خبالا ولا تفرط في استحسان القبيح ، فالشعب لم يعد عبيطا كما تتصور .





#هشام_الصميعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن لغة المواء و تصريحات غيرمفهومة
- فقراء في المزاد العلني
- من أجل حركة لكل البوكيمونات
- جنون المخزن بسيدي ايفني هل من دواء؟
- كوابيس على باب الوزير
- حكومة في اعصار
- عن هموم النكتة وهروب السلفيين
- في النقابة و الانتهازية نمودج من صفرو حلقة 1
- غلاء الأسعار عفريت نفريت أم زميل للحكومات الفاسدة؟
- ساركوزي العاشق و كلارا الجميلة الهوى غلاب
- وداعا 2007 سنة هضم الحقوق، و التخمة الحكومية
- عاشت الأسامي
- الملك و الأربعون حرامي
- الوزير متفائل و الشعب متشائم و جدتي معجبة بالسعدية
- كارلوس شايل سيفو..على قفانا ..أي أي
- زمن الهشك بشك الإعلامي أذرع الموساد تصل جريدة المساء
- عباس و حكومة الترفاس
- انتفاضة صفرو ضد الغلاء و الظلم واقتصاد الريع
- روبير مينار ..تعذيب أوكي مي دون موا دولار الحلقة 2
- روبير مينار ..تعذيب أوكي مي دون موا دولار الحلقة 1


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هشام الصميعي - هذا الوزير الفصيح و الكذب المباح