أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - المسالة اليهودية بنت القضية الفلسطينية:














المزيد.....

المسالة اليهودية بنت القضية الفلسطينية:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3151 - 2010 / 10 / 11 - 20:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعى كارل ماركس اليهود الى تقبل واقعهم الذي انتهى اليه مسارهم التاريخي, فطلب منهم التحرر من معتقد خصوصيتهم وتميزهم والتحرر من الغيتو المادي والنفسي الذي وجدوا انفسهم عليه, والاندماج مع قومياتهم ومشاركتها النضال التقدمي نحو التحول الثوري الاشتراكي, اي النضال في سبيل تحرير المجتمع من معيقات تطوره الحضاري والتي احدها هو الفكر الديني بصورة عامة,
لم يستجب اليهود لكارل ماركس واستجابوا لدعاة الفكرة الصهيونية حول وطن قومي خاص لليهود. ورغم ان كارل ماركس قدم الدليل العلمي لصوابية مطلبه, ورغم ان الفكرة الصهيونية لم تقدم التبرير لا العلمي ولا التاريخي لمطلب الوطن والدولة القومية اليهودية الخاصة, إلا ان اليهود استجابوا لمطلب الفكر الصهيوني بصورة اساسية,
اليوم وبعد قيام دولة اسرائيل وتوفر امكانات البحث العلمي, لا يزال اليهودي بغض النظر عن اتجاهه الثقافي السياسي على ارتباك في فهم الصلة بين اليهودية كدين, واليهودية كسمة قومية, اي اليهودية كحالة معرفية, وهو الامر الذي يوحد الخيار السياسي لليهودي فهو يجعل من صلته بذاته صلة وحدوية ( فوق دينية فوق قومية فوق معرفية ). وربما نجد عذرا لليهودي بهذا الصدد.
فالثقافة العالمية جميعا اخفقت في تفسير اليهودية كحالة معرفية تاريخية سياسية قومية لليهودي نفسه, بل اليهودي نفسه اخفق في وعي وادراك ذاته وخصوصيته وتميزه, وهو تاريخيا والى الان متمترس خلف خياره السياسي الارادي حتى اصبحت اولوية الخيار السياسي عنده صيغة وجوده الخاص, التي يرى ان لا وجود ولا تميز ولا خصوصية له بدونها,
كيف نفسر وحدة اليهود رغم ظرف الشتات التاريخي الذي الم بهم. كيف نفسر بقائهم واستمراريتهم في حين بادت شعوب اخرى, كيف نفسر استمرار حضورهم في الحدث العالمي في ظل تشظيهم الى احجام صغيرة, لقد قدمت الثقافة العالمية تفسيرا لذلك مفاده اللامفهوم وفوق الطبيعي, رغم انهم حالة مادية موضوعية غير شاذة وقابلة للتفسير,
لكن كثيرا ما نسيت الثقافة العالمية علميتها وموضوعيتها فبحثت في الذات عن تفسير للموضوع, فوضعت الخيار الانساني مكان الظرف المادي الموضوعي, فكان التفسير خاطئا ان وجد,
اليوم ترث المسالة الفلسطينية موقع المسالة اليهودية عالميا, بل وتتحلى بكل صفات وعوامل حيويتها وبقائها واستمراريتها, وتكتسب صفاتها وسماتها, وإن لم تصل بعد الى مستوى عمقها وتجذرها في الواقع العالمي, فكيف سيفسر لنا العالم مسالتنا الفلسطينية. وهل سنقبل الحل الماركسي ومفارقة ان الذي يقدمه لنا الان الفكر الصهيوني, الذي رفضه سابقا وهو في اوروبا وعالميا. ام هل سيعيد التاريخ الكرة مرة اخرى. ويتحقق في المستقبل حركة ومشروع قومي فلسطيني يجيء على حساب ( القومية الاسرائيلة التي تتكون الان ) في فلسطين. لا اظن ان امثال نتنياهو وليبرمان واضرابهم يفكرون بذلك.
لم تكن المسالة اليهودية بعمقها التاريخي, كما هي الان المسالة الفلسطينية سوى تجليات لحالة الصراع التاريخية المستمرة في وحول فلسطين, فاستمرار فلسطين كموقع نشط دائما بل الاكثر نشاطا من مواقع الصراع العالمي, كان القابلة التاريخية لميلاد المسالة اليهودية, وكان استمرار تاثر الشتات اليهودي العالمي مرتبط وعلى صلة دائما باستمرار الصراع وما يحدث بصورة مستمرة في فلسطين متجاوزا بذلك حالة التشظي والشتات اليهودي خالقا صلة سرية تربطهم ببعضهم البعض, فاليهودية كرابطة ثقافية دينية هي اصلا ذات منشأ ترابط عرقي وكانت بذلك تستدعي دائما ترابطهم واتصالهم, تماما كما تستدعي الان ترابط واتصال الفلسطينيين ببعضهم البعض, وكما كان التواجد اليهودي عالميا يترك اثره في الموقف السياسي العالمي نجد الان تناميا لاثر الحركة الفلسطينية في الموقفف السياسي العالمي, بل إننا نجد علاقة عكسية بين اثر الاثنين في السياسة العالمية حيث نجد اتجاه تنامي اثر الحركة الفلسطينية يتفاقم مع اتجاه انحسار اثر الحركة اليهودية, بسبب تنامي هجرة اليهود عالميا من مواقعهم الاصلية الى اسرائيل, الامر الذي حفظ المكانة والاثر السياسي تاريخيا للتواجد اليهودي عالميا وزاد في ترابطهم واهتمامهم المشترك.
ليس للمسالة اليهودية اذن من خصوصية خارج اطار اصلها وماديتها الفلسطينية, فهي ليست سرا سماويا له قدسية خاصة, وليس اليهودي سوى انسان عادي عانى تاريخيا مما يعاني منه الفلسطيني الان , ولا اقصد ظرفه المادي الموضوعي فهذا عامل مساعد فحسب وانما اقصد عامله الذاتي الثقافي, الذي عجز فيه عن تفسير ذاته تماما كما يعجز الان الفلسطيني عن تفسير ذاته.
ان التعارض المستمر الان بين الخيار السياسي الصهيوني في السير الى ابعد مدى في فرض الامر الواقع على الخيار الثقافي التفاوضي المطلبي الفلسطيني بات تعارضا سياسيا غير قابل للحل بينهما, وهذا يعيد من قبل كل منهما ترشيح تحقق عملية تدمير الذات الذي تستفيد منه دائما الاطراف العالمية فحسب. فقد انتهى الزمن الذي كان يجب ان ياخذ فيه الصراع صورة التعارض المطلبي والحل صورة البرنامج الديموقراطي, حيث تجاوزه التاريخ عام 1948م, ولم يعد من فسحة ومجال في الموقف الثقافي السياسي الانساني لتقبله, الامر الذي يفسر حالة الانتظار المملة التي يعيش مجتمع الطرفين في انتظار مفاجئاتها, حيث سيسقط على كل حال غصن الزيتون بعد ان بات الخيار السياسي الصهيوني يقتلع شجرة الزيتون كلها.



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات على حوار اسعد العزوني _ نايف حواتمة:
- الشعب الفلسطيني شعب ملكي:
- يعقوب ابراهيمي نتنياهو صغير:
- مؤشر ا حتمال التراجع الاسرائيلي عن موقف عدم تمديد قرار تجميد ...
- الولاء للشيقل الصورة الجديدة للصهيونية:
- خير الكلام ما قل ودل/ ردا على الكاتب ابراهيم الحمود:
- تالا قرش, دعوة الى الكفر:
- مرة اخرى الدكتور عبد الستار قاسم؟
- حول تصريحات ليبرمان:
- من بحاجة اكثر الى المفاوضات ؟:
- من يحمل محبة اكثر؟ قلم يتحلل من الالتزام ام قلم ملتزم:
- رد على التعليقات التي وردت على مقال (الصهيونية تقود اليسار ا ...
- الصهيونية تقود اليسار الليبرالي الاقليمي تحت ادعاء ثقافة الس ...
- اذا مت لا اريد ان يصلي علي كاذب؟
- رعد الحافظ ودعوة الى المحبة بين الكف والمخرز؟
- كل عام وانتم مناضلون:
- شجرة ابو مازن...حيرتنا:
- السيد احمدي نجاد واللياقة الدبلوماسية:
- الشيخ رشدي عضو حزب التحرير:
- هدرالحقوق وقلة احترام القيادةالفلسطينة لشعبها:


المزيد.....




- جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و ...
- -ورقة مساومة-.. الآلاف من المدنيين الأوكرانيين في مراكز احتج ...
- -مخبأة في إرسالية بطاطس-.. السعودية تحبط محاولة تهريب أكثر م ...
- -غزة.. غزة-.. قصيدة ألمانية تستنطق واقع الفلسطينيين وتثير ال ...
- بسبب هجومات سيبرانية.. برلين تستدعي سفيرها في موسكو للتشاور ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- بوتين للحكومة في اجتماعها الأخير: روسيا تغلبت على التحديات ا ...
- مصر.. اتحاد القبائل العربية يحذر من خطورة اجتياح رفح ويوجه ر ...
- تقرير: مصر ترفع مستوى التأهب العسكري في شمال سيناء
- بعد ساعات على استدعاء زميله البريطاني.. الخارجية الروسية تست ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - المسالة اليهودية بنت القضية الفلسطينية: