أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - المعتقدات الإنسانية-7















المزيد.....

المعتقدات الإنسانية-7


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 3148 - 2010 / 10 / 8 - 12:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في هذه السلسلة من المقالات ساتناول بعض المعتقدات الانسانية بشكل ملّخص كالوثنية والالحاد واللادرية والربوبية والمعتزلة والرائيلية والعلمانية والزرداشتية والديانات في الهند ( كاسفار الفيدا و فلسفة أسفار يوبانشاد والبوذية ) وكذلك فلسفة الفيلسوف الصيني كونفشيوس واخيرا نظرتي الى الاديان الابراهيمية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام.
في الحلقة السابعة والاخيرة هذه من سلسلة مقالات المعتقدات الإنسانية سنطّلع على الاديان الابراهيمية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام.
اليهودية:
دين سماوي يؤمن معتنقوه بإله واحد هو يهوه او ربُّ الجنود، والكتاب المقدّس لهذا الدين هو التوراة. يتألّف التوراة من عدّة اسفار، لكلّ سفر اسم كسفر التكوين وسفر الخروج.
عند قراءة التوراة نلاحظ انّه موجّه الى بني اسرائيل فقط، وعدَهم الربّ فيه بارض الميعاد ( فلسطين ) كوطن قومي لهم. لا يُمكن اعتبار اليهودية دينا عالميا مُرسلا لجميع البشر. التوراة يحتوي على تاريخ بني اسرائيل وقصص واساطير لا يتقبّلها العقل والمنطق وقسم من هذه الاساطير مقتبسة من اساطير الحضارات العراقية القديمة وبالاخص الحضارة البابلية كقصّة الطوفان الّتي وردت في ملحمة جلجامش ويُعتقَد انّها أُقتِبست اثناء السبي البابلي.
عند قراءة ودراسة التوراة بتمعّن يستنتج الدارس انّ التوراة تأليف بشري ولا علاقة له من قريب او بعيد بالوحي الإلهي.
احكام التوراة تمّ لاحقا شرحها في التلمود من قبل حاخامات اليهود ويمكن تشبيه ذلك بالاحاديث النبويّة والسيرة المحمديّة وتفاسير القرآن الّتي كُتبت بعد وفاة محمّد بمئات السنين.
نبيُّ اليهود هو موسى الّذي حيك حوله اساطير عديدة كوضعه في سلّة وتركه تحت رحمة تيّار نهر النيل عندما كان طفلا رضيعا خشية من القتل على ايدي جنود الفرعون وهذه الاسطورة ظهرت في حضارات قديمة اخرى عديدة كاسطورة ولادة سرجون الاكدي ووضعه في سلّة وتركه في النهر. حسب الكتب السماوية لموسى معجزات عديدة كشقّ البحر بعصاه وتحويل العصا الى ثعبان وارسال الضفادع والجراد عقابا لفرعون وقومه الّذين رفضوا الايمان به والسماح للعبرانيين بمغادرة مصر.
الدين المسيحي اعتبر التوراة جزءا من الكتاب المقدّس الّذي يضم بين دفتيه التوراة والانجيل.
يبلغ تعداد معتنقوا الدين اليهودي في العالم حوالي 14 مليونا من إجمالي سكان العالم البالغ عددهم 6.8 مليار نسمة.


• المسيحية :
حسب الفكر المسيحي فالديانة المسيحية ظهرت مع بداية قيام يسوع (السيد المسيح) بنشر رسالته في عام 25 ميلادي تقريبا، حيث وُلِد السيد المسيح في السنة الخامسة قبل الميلاد، وبدأ خدمته الرسولية وهو في سن الثلاثين، ثم مات وقام من الأموات، وصعد إلى السماء وهو في سن الثالثة والثلاثين. من ألنقاط ألرئيسية في ألمذهب ألمسيحي:
- الثالوث : إله واحد يتمثّل في 3 أقانيم أو كينونات في ذات الله العجيبة بحيث لا يعتبرونها مسألة جمع مثل 1+1+1=3 كما في الرياضيات بل مسألة ضرب 1×1×1=1 إذا استعرنا مثال من الرياضيات كذلك، الأب، الابن، والروح القدس.
- المسيحيون يعتبرون أنّ المسيح هو كلمة الله الموجود مع الأب منذ الأزل بل هو الله الذي ظهر في الجسد، تجسّد من مريم العذراء المباركة بشرًا فظهر عبدًا يأكل ويشرب وينام ويتألّم ليقدر أنْ يموت عن الخطاة بجسده، فهو ليس ميخائيل وهو ليس بشرا فقط من نسل آدم، ولكنه الله المتجسّد بشرًا، ولذلك أَطلق الكتاب عليه اسم ( ابن الله ) و( ابن الإنسان )، فهو الإله الكامل والإنسان الكامل.
بعد أنتشار ألدين ألمسيحي وأعتناق الرومانيين هذا ألدين ألجديد بشكل واسع في عهد القيصر قسطنطين تأثرت ألمسيحية بألديانة ألرومانية وألّتى كانت تؤمِن بتعدد ألآلهة ونتيجة لهذا التأثُر بدأ المسيحيون بألأيمان بفكرة ألثالوث ألمقدّس أيْ ألرّب وألأبن وروح ألقدس.
عيسى او المسيح نبّي مُختلِف عن باقي ألأنبياء، فعيسى يولَدُ مِنْ أمٍّ وبدون أب، ثمَّ نراه يتكلَّم في رَحْمِ أمِّه وفي ألمهد، وعندما يكبر عيسى يَخلُبُ ألألباب بمعجزاته فيُبريء ألأبرص وألأصم وألأعمى ويمشي على ألماء متحديّا قانون ألجاذبية ألأرضيّة ويُحوِّل عدد مِنْ أرغفة ألخبز إلى مضاعفاته بخلاف ألقوانين ألفيزيائية وألكيميائية وألبيولوجية ألّتي سنّها ألله للكون، وألأهم مِن كلِّ هذه هي قدرته على إحياء ألموتى.
يبلغ عدد المعتنقين للدين المسيحي ملياران ، أي أنَّهم يُشكّلون نحو 29 في المائة من إجمالي سكان العالم البالغ عددهم 6.8 مليار نسمة.

• الاسلام :
الاسلام ثالث الاديان السماوية التوحيدية المعروفة، نبيّ الاسلام هو محمّد بن عبدالله الّذي عاش في مكّة واعلن عن دينه هناك ثمّ هاجر الى يثرب بعد مضايقته من قبل افراد قبيلته قريش وبالاخص قادتهم الّذين كانوا يحتكرون التجارة ويشرفون على مراسيم الحج. بدأ محمّد دعوته في مكّة بالحكمة والموعظة الحسنة ولكن بعد هجرته الى يثرب واستناده على قوّة الانصار من قبيلتي الاوس والخزرج كوّن منهم جيشا وبدأ بالاغارة على قوافل قريش الّتي كان يتوجّب عليها المرور بالقرب من يثرب. ثمّ حارب محمّد قبائل اليهود الساكنين في يثرِب فاخضعهم واستولى على ديارهم واموالهم.
بعد فتح مكّة قويت شوكة المسلمين فعمدَ محمّد الى نشر الدين الاسلامي بقوة السلاح وسمّى حروبه بالجهاد، نتيجة لهذه الحروب زادت القوّة الاقتصاديّة للمسلمين عن طريق الغنائم الّتي غنموها في هذه الحروب. بعد وفاة محمّد خلّفه اربع من الخلفاء هم ابو بكر الصدّيق و عمر بن الخطّاب وعثمان بن عفّان وعلي بن ابي طالب وجميعهم من قبيلة قريش. الخلفاء الّذين سُمّوا بالراشدين ساروا في حكمهم على نفس النهج الّذي اختطّه محمّد ففتحوا البلدان المجاورة كالعراق الّذي كان تحت حكم الساسانيين الفرس واستولوا على سوريا وفلسطين وكانا تحت حكم البيزنطينيين وارغموا سكّان البلدان المفتوحة على اعتناق الاسلام، اما اهل الكتاب من المسيحيين واليهود فكان عليهم دفع الجزية عن يد وهم صاغرون.
بدأ الدين الاسلامي كثورة للعبيد والفقراء على مُستغلّيهم من اغنياء قريش وانتهى على يد الخلفاء الامويين والعبّاسيين والسلاطين الّذين حكموا باسم الدين بعد ذلك كأفيون للشعوب الاسلامية وبمعاضدة وعّاظ السلاطين الّذين بدءوا بتأويل القرآن والاحاديث النبويّة وتأليف بعض الاحاديث بما يتناسب مع مصالح الخلفاء والسلاطين والامراء.
دستور الدين الاسلامي هو القرآن، ويعتقد المسلمون بانّ آياته وحي من الله نقلها الملََك جبريل الى محمّد. الدارس والمتمعّن للقرآن يجد فيه الى جانب الدعوة الى الفضائل والاخلاق الحميدة تشريعات متناقضة واخطاء لغويّة وعلمية وتاريخية تدّل بصورة قاطعة انّ القرآن من تأليف محمّد وأنّ تشريعاته كانت مُناسِبة للمكان والزمان الّذي عاش فيه محمّد وقومه، فبالرغم من الادعّاء بانّ الدين الاسلامي هو دين لكلّ البشر نجد انّ تشريعاته تفوح منها رائحة الصحراء وتقاليد البدو كالغزو والسبي والاسترقاق واعتبار المرأة اقلّ شأنا من الرجل.
الدارس للقرآن لايستطيع من فهم معظم آياته انْ لَمْ يطّلع على اسباب نزول هذه الآيات وإنْ لم يعرف الناسخ والمنسوخ من القرآن، كما انّ بعض الكلمات المُستخدَمة في القرآن لا علاقة لها باللغة العربية وهي مقتبسة من لغات اخرى وبعض الكلمات غامضة اختلف المُفسّرون في اضفاء المعاني لها فأوّلها كلّ مفسّر حسب قناعته وقسم منهم وقع في حيص بيص. إنّ سبب استعمال بعض الحروف والكلمات الغامضة في بداية بعض السوَر مثل (ق) و (ن) و (كهيعص) و (ألم) هو محاولة لأضفاء الغموض على القرآن وهذا الاسلوب كان يستخدمه الكهّان في عصر محمّد لأضفاء أهميّة على كلامهم او لأجل جلب الانتباه اليه.
عدد المسلمين في العالم يبلغ نحو 1.57 مليار مسلم يشكلّون نحو 23 في المائة من إجمالي سكان العالم البالغ عددهم 6.8 مليار نسمة.
الخاتمة:
بعد دراسة العقائد الانسانية المختلفة ومِن ضمنها، التوراة والانجيل والقرآن توصّلت الى قناعة مفادها أنَّ جميع هذه العقائد والاديان هي من تأليف مؤسسيها وهي تناسب الاقوام الّتي ظهرت بينهم زمانيا ومكانيا.
إنّ الاديان الابراهيمية الثلاث ( اليهودية والمسيحية والإسلام ) هي مشاريع سياسية استخدم مدّعي النبوّة لهذه الاديان قوّة المقدّس لتحقيق اهدافهم السياسية والشخصية.
إنّ لكلّ دين إيجابيته وسلبياته، وإذا اعتبرنا هذه الاديان مرحلّة تاريخية مرّت بها الانسانية بإيجابياتها وسلبياتها ولم نحاول إضفاء القدسية على هذه الاديان، ولم نحاول اجبار الآخرين على اعتناقها فسَنُجنِّب الانسانية الحروب والويلات وسنعيش بسلام مع اخواننا واخواتنا في الانسانية.
انّ سبب نشوء الاديان والمعتقدات الانسانية وانتشارها يعود الى عوامل اساسية منها الخوف والاماني وتجنّب ألألم وتمنّي أللذة، خوف من الموت والفناء الابدي وخوف من الجحيم، وتمنّي الاستمرار في العيش في حياة اخرى بعد الموت والتلذذ بالجنّة الّتي فيها ما طاب واشتهت الانفس.
اذا نظر الانسان في ليلة صافية الى السماء بنجومها وكواكبها والكون يلّفه سكون سرمدي، فسيحسّ بالوحدة وبأنّه لا يُشكّل ذرّة رمل في هذه الصحراء الشاسعة، وسيدرك لما اوجد الانسان الدين والادب والفن وانّ مصيره في النهاية الموت والفناء لانّ الانسان لا يتحمّل ان يفنى ويتذكّره فانون مثله.......... لقد اثبتت التجارب الإنسانية أنَّ العلمانية وفصل الدين عن الدولة هي احسن الخيارات امام الانسان للعيش بسلام في عالمنا، لذا فمن الافضل للانسانية أنْ يكون كلُّ إنسان حُرّاً في إختيار عقيدته ولا يحاول فرضها على ألآخرين بألقوّة أو بألإرغام، فإذا آمَنَْتَ بحَجَرٍ فلا تَضرِب به الآخرين.



#كامل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعتقدات الإنسانية-6
- المعتقدات الإنسانية-5
- المعتقدات الإنسانية-4
- المعتقدات الإنسانية-3
- المعتقدات الإنسانية-2
- المعتقدات الإنسانية-1
- الإنسان وألخالق
- الحج
- السحر والملكان هاروت وماروت
- لماذا لم يختر اللّه انبياء ورسلا من النساء؟
- الملائكة كتبة الاعمال
- عذاب القبر والملكان منكر ونكير
- هل هناك حاجة لتنقيح وتجديد الاديان الابراهيمية؟
- هل ألشيطان معضلة أم حل؟
- قصّة إيمان أبوبكر ألصدّيق
- لماذا نقد ألأديان ألإبراهيمية؟
- سبارتكوس
- مسنجر بين الجنّة وجهنم-2
- ابراهيم والاله الواحد
- عبارات ساخرة من العراق


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - المعتقدات الإنسانية-7