أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - كيف يمكن أن تتعاطى الحكومة المحلية في الناصرية مع القنصلية الفرنسية!؟















المزيد.....

كيف يمكن أن تتعاطى الحكومة المحلية في الناصرية مع القنصلية الفرنسية!؟


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 3147 - 2010 / 10 / 7 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلمات
-333-
طارق حربي
كيف يمكن أن تتعاطى الحكومة المحلية في الناصرية مع القنصلية الفرنسية!؟
افتتح السفير الفرنسي في العراق بوريس بولوان يوم أمس، القنصلية الفرنسية في مدينة الناصرية، التي تعد الثانية بعد القنصلية التي افتتحت في مدينة أربيل (بتأريخ 2 - 6 - 2008 بحضور وزير خارجية فرنسا كوشنير)، واختير مهندس عراقي مقيم في فرنسا، وتخرج من جامعاتها قنصلا لباريس في الناصرية.
لاشك أن أي مخلص لهذه المدينة وأهلها وتأريخها، يسره أن يقرأ خبر افتتاح قنصلية لدولة كبرى، في مدينة هامة من مدن العراق كالناصرية، لم تشهد منذ الستينيات من القرن الماضي، تحديثا في البنى التحتية وتطويرا للمشاريع الخدمية، المدينة التي بناها المصلح مدحت باشا سنة 1869، وصممها المهندس البلجيكي (جولس تيلي)، كانت هي الوحيدة في العراق، المبنية على طراز المدن الحديثة في الدور الثاني من العصور الوسطى، لكن جرت عليها صروف دهر البعثيين ماجرى على العراق كله، ونتطلع إلى نهضة عمرانية واسعة بعد التغيير، آمل أن تكون فرنسا إحدى الدول المساهمة في نهضة الناصرية، التي أدعو دائما أن تكون العاصمة الثقافية للعراق لما تتمتع به من مؤهلات : فهي مدينة الحرف الأول وأبي الأنبياء ابراهيم الخليل وولود المبدعين، وواضح أن هذا جزء من جهود نائب رئيس الجمهورية الدكتور عادل عبد المهدي (خريج فرنسا)، في دأب مستمر لتوطيد علاقات العراق معها، وأن يكون لها وجود مؤثر في الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية والاعلامية، وكان السفير الفرنسي وصل مساء يوم الثلاثاء الماضي إلى ناحية النصر (100 كم شمال الناصرية) تمهيدا لافتتاح القنصلية، ونزل ضيفا في بيت عائد لنائب الرئيس في قرية أبو هاون الغافية على نهر الغراف، كان كوشير وزير خارجية فرنسا نزل به ضيفا سنة 2008، واعتبرت الزيارة حينذاك نقطة تحول أوروبية تجاه العراق : من بوابة الناصرية!
خط طيران مباشر نهاية هذا الشهر يربط بغداد بباريس يعاد بعد توقفه سنة 1990 بسبب غزو الكويت وحرب الخليج، وفي المجال السياسي سعت باريس في مجلس الأمن الدولي ومازالت، لرفع وصاية البند السابع على العراق، وقامت في السنوات الأخيرة بتنفيذ عدد من المشاريع للنهوض بالاقتصاد العراقي، أثمرت عن بناء الجسور في النجف وواسط وغيرها، وإنشاء البيت الفرنسي للزراعة والري والغذاء، وهكذا تقام العلاقات المتكافئة بين الدول على أساس من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية (كما تفعل جمهورية ايران الاسلامية الجارة مع الأسف!)، وكذلك الاستثمارات والدعم السياسي والاعلامي والتبادل الثقافي.
دخلت فرنسا بقوة إلى الناصرية، وستقيم معها أرفع مستوى من العلاقات مستقبلا، آمل أن تترجمها الحكومة المحلية، أفضل ترجمة وتتعاطى معها، للنهوض بالواقع الاقتصادي والخدماتي، بناء واعمارا وتواصلا ثقافيا، بعدما تراجع دور ايطاليا، التي كانت ذي قار من حصتها (محاصصة أيضا!) بعد تقسيم العراق على دول التحالف خلال احتلالها له سنة 2003.
انفتح فضاء الناصرية : إرثها الحضاري وثرواتها النفطية وبيئاتها المائية وعقول أبنائها، على امكانيات دولة عظمى، فكيف يمكن أن نستفيد منها ونسخر امكاناتها لخدمة شعب ذي قار، صرح السفير الفرنسي قبل فترة قصيرة بأن العراق سوق كبرى ستدخل إليه فرنسا بقوة، وهاهي تدخل فعلا من باب الناصرية، وكان السفير زارها برفقة وفد من كبريات الشركات الفرنسية في شهر يونيو / حزيران الماضي، واستقبله النائب الأول لمحافظ ذي قار، وناقش الجانبان امكانية تنفيذ عدد من المشاريع العمرانية والخدمية، بما فيها تخليص أرض ذي قار من الملوحة الزائدة التي تعيق الزراعة!، أعقبته زيارة وفد سياحي مكون من 25 خبيرا، أولي اهتماما خاصا فقد رافقته قوة من مديرية حماية شخصيات ذي قار، ووفد برفقة الرئيس التنفيذي لشركة بابل تورز السياحية الفرنسية Hubent Debbach هيوبرت ديباش، لبحث امكانية تنشيط السياحة إلى ذي قار، وستترى الوفود وتنهمر الاستثمارات، وإذا أرادت الحكومة المحلية الاستفادة القصوى من الخبرات الفرنسية في هذا الفضاء الدولي المفتوح، أن تؤمن الأرضية المناسبة لعمل القنصلية، ويأتي في المرتبة الأولى الجانب الأمني، إنني أدعو الأجهزة الأمنية في الناصرية إلى المزيد من اليقظة والحذر، لحماية القنصلية، التي تضم مكتبين : اقتصادي وثقافي، حمايتها من مغسولي الدماغ الذين قد توجههم ايران (كما وجهتهم من قبل لضرب قاعدة طليل الأمريكية وعدد من الصواريخ أصاب زقورة أور الأثرية!)، لضربها تحت عنوان فرنسا بلاد الكفر والالحاد!، على خلفية تأزم العلاقة بين باريس وطهران، بسبب موقف الأولى المتشدد سواء من ملف ايران النووي أو قضايا حقوق الانسان! وكلي أمل أن لانستيقظ يوما ما على أخبار انفجار عبوة ناسفة بباب القنصلية، وهرب الموظفين إلى السفارة الفرنسية ببغداد!، وإفلاس شعب ذي قار من أسباب نهوضه وتقدمه!
إن على الحكومة المحلية واجب دعم وتشجيع رؤوس الأموال ورجال الاعمال، وتنشيط دور غرفة تجارة الناصرية ونقابة المهندسين، دون الأخذ بالاعتبار تقليد المراجع والانتماء الطائفي للاحزاب الدينية التي ابتلت بها الناصرية، وإيلاء الطبقة الصناعية التجارية أهمية خاصة لتحاكي جهد الشركات الفرنسية، وتتعاطى معها لتنفيذ مشاريع صغيرة وتتعلم منها الخبرة في تنفيذ تلك المشاريع.
وإذ شهد الدينار العراقي انتعاشا ملحوظا مطلع السبعينيات من القرن الماضي، بعد الفورة النفطية التي عادت بالخيرات على العراق وفتحت شهية الشركات الأجنبية، وكانت احداها فرنسية وشيدت معمل النسيج في الناصرية، فقد عملتُ في (مسبق الجهد) مع الشاعر الراحل عقيل علي في سنوات 1972-1973، ووقفت بنفسي على اخلاص الكادر الفرنسي في عملهم وجهدهم المتواصل في بناء ورفع المسقفات وغيرها.
فرصة ذهبية لايجب أن تضيع وهاهي الشركات الأجنبية تعود مرة أخرى إلى الناصرية، وتدشن باريس أول عهد صداقتها بتشييد جسر بطول 200 مترا على غرار جسر (ميلاو) المعلق الشهير، أطلق عليه جسر الحضارات، أرحم بكثير من جسر سوق الشيوخ الذي نفذته شركة عراقية وتهاوى بمشاته في نهر الفرات في 18/12/2010، وجسر القيثارة الذي نفذته شركة عراقية قبل أشهر بمليارات الدنانير وبان اعوجاجه المؤسف!، ويمكن للحكومة المحلية إذا ماحضر العقل وغابت الطائفية وعمى التقليد، أن تشيد مئات من جسور الصداقة والتعاون مع باريس، أي إذا ماأحسنت التعامل وتركت تشرذمها هذا حلال وذاك حرام!، كتلة تقلد ولاية الفقيه وأخرى السيستاني أو اليعقوبي أو الباكستاني أو الأفغاني وسواهم، ولابد من أن يتوحد الجهد الاداري بعيدا عن الطائفية المقيتة التي لم يحصل منها شعب ذي قار غير البكاء والنواح، وسرادق العزيات في المناسبات الدينية، وبناء قبور أئمة البقيع على أرصفة الناصرية ومطالبة السعودية باعادة بنائها!!.
كما أرجو أن لايترك أمر التعاطي مع الجهد السياسي والاقتصادي والثقافي والعمراني لدولة عظمى مثل فرنسا، ليد ممثلي الأحزاب الطائفية الباحثة عن "القومسيونات" والفوائد في إطار الفساد الذي تعاني منه محافظة ذي قار خاصة والعراق عامة، وتشير التقارير إلى وقوع حالات الفساد قبل بضعة أشهر، في صفقة (بناء 5000 بيتا للفقراء في المحافظات الجنوبية وبينها ذي قار، بين أطراف في الحكومة العراقية الحالية ورجال الفاتيكان أنفسهم، كعمولات لاتعابهم وموافقاتهم على اقامه المشاريع) بل يجب أن يتعاطى مع هذا الجهد - من جانب ذي قار - إدارة جيدة (محاسبون/مترجمون أكفاء/محامون/خبراء استراتيجيون/مخططون وغيرهم)
وفي إطار الشراكة بين باريس والناصرية أتطلع إلى توأمة المدينتين وتبادل الزيارات بين الحكومتين المحليتين، واستدعاء فرق رياضية للعب في الناصرية، وإرسال الوفود والبعثات للدراسة في كبرى الجامعات الفرنسية، كذلك الاستثمار في الأهوار والطاقة والصحة،
وبدلا من لغو الشعر الشعبي (المايوكل خبز!) يعمد إلى تأسيس مركز ثقافي فرنسي ويتم التشجيع على تعلم اللغة الفرنسية، وإقامة مهرجانات وأسابيع ثقافية فرنسية ذي قارية، وتطوير السياحة بكل أنواعها لاسيما الدينية، لما لزقورة أور من مكانة في سجل الآثار العالمي، وقدرة على جمع الأديان كافة.
واجب على الحكومة المحلية إدامة الحرص على علاقة الصداقة والتعاون مع فرنسا وتطويرها في جميع المجالات بما يخدم مصلحة شعب ذي قار ومستقبل أجياله.
7/10/2010
[email protected]
www.summereon.net



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطأ التجديد للمالكي!
- عراق الفتاوى الولائية!
- تخبط حكومة كردستان في دماء الشهيد سره دشت!
- أهالي الناصرية يصومون في العيد!
- كلمات..مبروك.. تظاهرة في الناصرية إحياءا ل- يوم القدس العالم ...
- انسحاب المحتل وحطام العراق!
- جسر الناصرية الأعوج!
- تبا لكم شكلوا الحكومة أوقفوا القتل الذريع بالعراقيين!
- شركة نفط ماليزية تتصدق على أهالي الناصرية!
- ضوء أخضر أمريكي إلى المالكي!
- دعوة إلى تنازل المالكي وعلاوي عن منصب رئاسة الوزراء!
- إله السوق ..إلى نصر حامد أبو زيد
- إستعصاء تشكيل الحكومة العراقية!!؟
- هل تعاد الانتخابات البرلمانية في العراق!؟
- ظاهرة المزاد العلني في السياسة العراقية!
- قطار رفض التجديد للمالكي على السكة الصحيحة!
- انتفاضة الكهرباء!
- الانتفاضة الكهربائية!
- دعوة لاستقالة الحكومة المحلية في محافظة ذي قار!
- مقطع من نص / بباب موزع التموين


المزيد.....




- هل تفكر بشراء ساعتك الفاخرة الأولى؟ إليك ما قد تحتاج لمعرفته ...
- إجلاء آلاف الأشخاص من خاركيف وهجوم على بيلغورود الروسية
- الجيش الروسي يحرر 4 بلدات جديدة في خاركوف ويقضي على 1500 عسك ...
- الخارجية الروسية: منفذو اعتداء بيلغورود سيعاقبون على جريمتهم ...
- وزيرة أوروبية تعرب عن صدمتها بعد رؤية معبر رفح مغلقا وتطالب ...
- تمديد حبس سائق حافلة بطرسبورغ الغارقة حتى الـ9 من يوليو على ...
- سلسلة من حوادث الغرق في 6 ولايات جزائرية راح ضحيتها 10 قتلى ...
- مسؤولون إسرائيليون يوجهون اتهامات إلى مصر بانتهاك -التفاهمات ...
- العراق يطلب إنهاء مهمة بعثة أممية لانتفاء الظروف التي تأسست ...
- كتالونيا تنتخب -إقليميا- بتطلعات طي الانفصال عن إسبانيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - كيف يمكن أن تتعاطى الحكومة المحلية في الناصرية مع القنصلية الفرنسية!؟