أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام ابراهيم عطوف كبة - مجلس محافظة بابل ..انياب ام عورات فاسدة!















المزيد.....

مجلس محافظة بابل ..انياب ام عورات فاسدة!


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 3145 - 2010 / 10 / 5 - 17:37
المحور: الادب والفن
    


قبل ايام الغى مجلس محافظة بابل الحفلات الموسيقية والغنائية التي كان من المفترض ان تقام ضمن مهرجان بابل الدولي بحجة خصوصية المدينة الدينية!فيما اكدت وزارة الثقافة انها تحترم رأي حكومة بابل بشأن الغاء النشاطات الموسيقية والحفلات الغنائية في مهرجان بابل الدولي،وقررت الغاء جميع النشاطات الغنائية التي كانت تقام بالمهرجان!هذه الاجراءات تذكرنا بالاوامر المشددة لمحافظ البصرة شلتاغ مياح اواسط 2009 والتي منع بموجبها الكازينوهات والمتنزهات من اقامة الحفلات او السماح باختلاط الرجال مع النساء،وشرع افراد حمايته باعتقال المخالفين!
وسط الفراغ والفوضى السياسية العارمة،والتمادي في الاستهتار واللاابالية والازمات السياسية المتتالية،وتردي الخدمات العامة ونمو التضخم الاقتصادي وانتشار البطالة والولاءات العصبوية،...يتواصل مسلسل القادسيات الايمانية،التي استهلها صدام الكلب بحملته المعروفة البائسة،واليوم ينصب المحافظون الجدد ومسؤولو الحكومة العراقية،انفسهم متحدثين اخلاقيين الى وعن الشعب العراقي،وكأنهم خبراء ومتخصصين في سلوك وتصرفات هذا الشعب المغلوب على امره،ليحددوا له ما يصح وما لا يصح،ما يناسب وما لا يناسب،وليذكرونا بمهازل خير الله طلفاح!قادسيات ايمانية،بدءأ من محاولة طراطير مجلس النواب العراقي قبل اعوام منع تعاطي المشروبات الكحولية،لتغطية عوراتهم الفاسدة وادمانهم على شرب كؤوس نتانات الاقتصاديات المريضة للبلدان المجاورة!ومرورا بمحافظ البصرة،وانتهاءا بالنكرة مجلس محافظة بابل!
هل اكتملت فرحة العراقيين بسقوط النظام الصدامي؟؟لا والف لا،بسبب التركة الثقيلة والخانقة التي خلفها ورائه،وتخبط قوات الاحتلال،والافتقار الى القيادات السياسية الكفوءة التي تتخطى حدود المصالح الضيقة،وبسبب"الردة الحضارية"التي جعلت العراقيين ينخرطون في صراعات أثنية ودينية وطائفية وحزبية ضيقة،اثرت بعمق على بنية المجتمع،وعلى العائلة والمرأة والطفولة. وتتوسع معاناة الشعب العراقي مع الاحتلال وتفاقم مشاكل البطالة والنقل والتخبط الامني،وبسبب الامراض وسوء التغذية،واسترسال المؤسساتية الدينية العراقية في الموقف الذي يعتبر نفسه دائما على حق ويرفض الاستفادة من الآخر ليخلق المشاكل اكثر مما يحل بالفتاوي البليدة والحلول الترقيعية واعادة انتاج العقلية التبريرية المريضة التي لا تزال تعتز بالعلم العراقي الذي اوجده صدام حسين وكتابة الله اكبر،العلم الذي تحت لوائه غزا الدكتاتور الكويت وشن انفالياته الكيمياوية ضد الشعب الكردي واقام استعراضاته العسكرية التهريجية،وخرج تلاميذ المدارس يرفعونه صباحا ويتغنون ب(بابا صدام).
واليوم يكشر المحافظون الجدد عن انيابهم المزيفة،بل عوراتهم الفاسدة!لان ثقافتهم تجد المرتع الخصب والحاضن الاساسي لها في مخلفات البعث والدكتاتورية البائدة وعصابات الاجرام المنظم والميليشيات الطائفية!وليس غريبا ان نجد وزارة الثقافة اليوم تعج بالموتورين من الحثالات المنبوذة والمتساقطة في معمعانة الصراع الثقافي حامي الوطيس.ثقافة مجلس محافظة بابل هي امتداد لثقافة الخداع الدائم والشقاوة الابدية وثقافة الرايات السوداء والملابس السوداء والبكاء على الأموات والاطلال واللطم على الصدور وضرب الرأس بالقامات واسالة الدماء منها ولبس الأكفان البيضاء والتباهي بها وضرب السلاسل وتعذيب الذات.
ثقافة الجواهري والبياتي ورشدي العامل وكوران وشيركو بيكس وعبد الجبار عبد الله ومحمد سلمان حسن وابراهيم كبة ومحمد عبد اللطيف المطلب وصفاء الحافظ وصباح الدرة وعائدة ياسين ونزار ناجي يوسف.. ثقافة وفنون منير بشير وبياتريس أوهانسيان والهام المدفعي وفؤاد سالم وحميد البصري وجعفر حسن وانوار عبد الوهاب وفاضل عواد وناظم الغزالي ومحمد القبنجي..الثقافة العراقية التي قادها علماء وادباء وفنانون عراقيون نار على علم لم تنسجم مع اخلاقيات البعث ولا تنسجم اليوم مع اخلاقيات المحافظين الجدد في ضرورة مديح متطلبات الامن الوطني والقومي والقادة وآيات الله الضرورة والبعرورة!مجدا للمثقف العراقي شهيدا وسجينا وملاحقا عصيا على التدجين!!
محافظون جدد فاسدون ولا يزالون يعيشون في عصور ماقبل التاريخ ويعتبرون النور والثقافة المتنورة والموسيقى كفر وضلالة ويعملون على عودة الناس الى الكهوف والظلام،ويحلمون في تكميم افواه الناس والتستر على احزابهم الطائفية الفاسدة وعلى محاولاتهم الحميمة لبيع العراق في سوق النخاسة.اليوم لا يضمر الشعب العراقي الفساد والافساد في النفوس،انما يتحدث به جهارا في الشوارع والازقة،في المقاهي والمنتديات،في الدهاليز الحكومية،بين افراد العائلة.يتحدث عن الوزير او نائبه او المدير العام او الموظف وحتى التاجر والمرابي والاسطة والمهربجي والشيخ ومولانا والمحافظ ومجلسه الميمون وزعيم العصابة الذين ما انفكوا يسرقون ويسرقون ويشترون العقارات داخل المدن العراقية،او خارج العراق في دبي وعمان،او يفتحون المكاتب التجارية(النشيطة)هنا وهناك،او يودعون المبالغ الخيالية في مختلف المصارف!!وهناك من المسؤولين الكبار من يعمل في جرائم تهريب المشتقات النفطية والآثار العراقية والمخدرات وغسيل الاموال بتآزر اطراف مختلفة وتعاون اجرامي من دول الجوار العراقي.
لا يمكن تفسير اجراءات المحافظين الجدد الا في محاولات كبح جماح الثقافة الوطنية والديمقراطية الحاضنة لكل التيارات القادرة على بلورة الهوية العراقية الوطنية،وتهميش دور المثقفين والمبدعين في تثبيت التوجهات والخيارات الوطنية الكبرى،والرهان المستمر على الانتهاكات الدستورية والمرجعيات الطائفية والقمع الطائفي والجهل والامية والولاءات الرجعية وتدني الوعي الوطني لا على قدرات النخب الثقافية الوطنية بمختلف اتجاهاتها الفكرية والسياسية في مجال صياغة الأفكار وإنتاج التصورات لإثراء الحوار حول كبريات القضايا التي تواجه بلادنا،والمساهمة النشيطة في استشراف المستقبل،ومحاولات تأطير المجتمع دينيا!!
يتجلى الفساد والافساد على مقاييس مجلس محافظة بابل في عراق الخير والحرية اليوم في القــرارات الاعتباطية المجنونة،وعدم الالتزام بقواعد القوانين المرعية بما فيها الدستور،لا بل في الانتهاكات الدستورية الفاضحة والتجاوز على صلاحيات المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية،اي ذات الطريقة اللاديمقراطية التي تعتمد على الوساطة والمحسوبية والمنسوبية والمنافع الشخصية التي اضرت ضررا بليغا بسمعة وسلوك الحكومات التي قادت و تقود البلاد بعد التاسع من نيسان 2003.وهذا النهج الارعن لا يخلق المعارضة الواسعة من قبل الشعب العراقي والقوى التي ترى في تطبيق القوانين واحترام الهيئة القضائية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية دليلا على نزاهة الحكومة في تطبيق العدالة والقانون فحسب بل هو نبراسا للفساد والافساد.
هل يعتقد مجلس محافظة بابل انه اكثر قوة وجبروت ودكتاتورية من صدام حسين الذي علقه العراقيون بحبل من ليف ووضعوه في كيس من اكياس النفايات،وهل هو اكثر صلابة من نوري السعيد الذي قطعه الشعب اربا اربا؟وهل المنتديات الاجتماعية محصورة فقط لاصحاب اللحى من ابطال القادسيات الجديدة!؟والترنيمات لا يرددها الا اصحاب ثقافة الرايات السوداء؟!
دكتاتورية صدام حسين شجعت المطربين واغدقت عليهم بالمال والتسهيلات من اجل الغناء العاطفي والسياسي والتجاري،بينما تقوم القوى السياسية المتنفذة اليوم بتكميم اصوات المطربين على اعتبارهم رجسا من عمل الشيطان،وفوضى التحريم في العراق لازالت تمنع الآلات الوترية وآلات الايقاع!وبعض المطربين يبيعون اصواتهم بـسوق النفاق لضمان سلامتهم،ليتحولوا من الغناء الى الندب والرثاء واللطم على الصدور في المواكب الحسينية،بينما تقدم السلطات المحلية في المدن العراقية على حل فروع نقابة الفنانين.
لا يحاصر الفساد الا بتوسيع رقعة الديمقراطية واطلاق حرية وسائل الاعلام كسلطة رابعة في كشف الفساد الذي لا يعرف الجيل الجديد من ابناء الشعب العراقي الكثير عنه،بعد ان رسخته الصدامية في بنيانها المسخ والطائفية الدينية والسياسية في جسدها الوسخ،واتخاذ الاجراءات الادارية والمالية والخلاص من مفهوم السلطات – الدولة – المزرعة..وعلى مجلس محافظة بابل ان يدرك ان العقلية المؤسساتية العصرية عقلانية الطابع تحكم العقل في التفكير والسلوك وتنبذ الفردية في اتخاذ القرارات ورسم السياسات وتقوم على صرحها العلمانية،اي التفكير الاجتماعي القائم على فصل الدين عن الدولة،والحماية الحقة لحرية الدين والعقيدة والفكر والابداع،وبالتالي المجتمع المدني.والارتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية وتفويت الفرصة على من يريدون سوءا بوطننا وشعبنا،لا يستلزم فقط العمل على ترجيح العقل والتعامل الواقعي،بل يستلزم القول الفاصل الرافض للتخاريف الاجتماعية!وليس كافيا ان يقدم مجلس محافظة بابل ومسؤولو وزارة الثقافة ذوي الشأن اعتذاراتهم للثقافة الوطنية والديمقراطية العراقية بسبب حماقاتهم وترهاتهم،لأن شطبهم من القائمة السوداء للشعب العراقي يتطلب من وزارة الثقافة العراقية ورواد الثقافة الديمقراطية القول الفصل في ذلك،وعلى محافظ بابل ومجلسه الميمون تقديم استقالاتهم فورا!وذلك وحده الكفيل بوأد الفكر الرجعي المقيت الذي يبث الفرقة بين ابناء الشعب والوطن الواحد!
ثقافة مجلس محافظة بابل هي ثقافة مسح الأحذية واللحى وثقافة "القتل والتحريم أساس المُلك" بديلا للثقافة الكاذبة والمزيفة:"العدل أساس المُلك".الأحزاب العائلية و الطائفية العراقية بيوت سياسية من زجاج!ونظامها السياسي ينتج الفساد ويعممه،فسادا سياسيا،يستفيد من واقع حال فاسد ويعيد انتاجه،لأنه يستشعر في عمليتي الانتاج والرعاية المصلحة الخاصة الاكيدة!وبأي حال من الاحوال لا تنفعه الصعلكة السياسية بالمحافل والندوات والمناسف الدينية لأنها فقط ترويح عن النفس وتنفيس للاحتقان السياسي!فيما تسيل دماء الوطن وتتضخم ملفات الارهاب والفساد.ان اللعب بقيم الثقافة هو لعب على شفير السيف ولعب بالجوهر البشري الذاتي ...

بغداد
5/10/2010



#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابراهيم كبة والفكر القومي
- معوقات الاصلاح الزراعي في العراق (3)
- معوقات الاصلاح الزراعي في العراق 2
- معوقات الاصلاح الزراعي في العراق
- الثقافة العراقية لا زالت محاصرة!
- الاندفاع الامريكي واستخدام الكيمتريل كسلاح للدمار الشامل
- الملاحقة القانونية لمن يتجاوز على حقوق الانسان في بلادنا ويد ...
- استعصاء ام عبث سياسي في العراق
- الشبيبة الديمقراطية العراقية ومهرجان الشبيبة والطلبة العالمي ...
- النقل والمرور في العراق..اختناق ام كارثة؟!*
- بارادوكس معادلات القضاء العراقي الديمقراطي الجديد
- من يتصدى لموضوعة اتساق نظام البطاقة التموينية؟
- تركيا تستخدم الكيمياوي ضد الكرد
- خرافة النموذج العراقي في الديمقراطية
- حول تحريم العمل النقابي في وزارة الكهرباء-حسين الشهرستاني وا ...
- ثورة تموز والاتفاقية الاقتصادية مع الاتحاد السوفييتي!
- كردستان المنجزات والمخاطر
- كهرباء الازمة والانتفاضة..والمفاهيم الخاطئة
- سردشت عثمان وحيدر البصري ورصاص الغدر/ما العمل من اجل اعادة ا ...
- حول خيار الكتلة التاريخية/الى الاستاذ فارس كمال نظمي


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام ابراهيم عطوف كبة - مجلس محافظة بابل ..انياب ام عورات فاسدة!