أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مكارم ابراهيم - اسباب الازمة الاقتصادية العالمية















المزيد.....

اسباب الازمة الاقتصادية العالمية


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3145 - 2010 / 10 / 5 - 08:37
المحور: الصحافة والاعلام
    


يقول باول لاسينوس كرامب "أن اسباب الازمة المالية العالمية الحالية هي خلل في التوازن المالي العالمي وان هناك عاملين اساسيين لهذا الخلل. الاول الادخارالهائل في بنوك الصين والثاني هوالسياسة المالية المعتدلة للولايات المتحدة الامريكية." وهذه العوامل ادت الى انخفاض اسعار الفائدة الحقيقية ورسوم التامين الاقساط الاحتياطية وهما العاملان الرئيسيان الكامنان وراء الازمة المالية العالمية.
ولكن ماهي العلاقة بين الازمة المالية العالمية الحالية وعدم التوازن العالمي.
تقسم البلدان الى مجموعتين الاولى: هي البلدان التي لديها فائض مالي هائل وبالاخص في بنوك الصين بالدرجة الاولى ثم الفائض المالي الهائل في الدول المصدرة للنفط في الدرجة الثانية وبعدها تاتي اليابان وبعض دول اسيا الشرقية والمانيا . وبالمقابل هناك مجموعة الدول الاخرى التي لديها عجز مالي هائل في البنوك وتاتي في الدرجة الاولى الولايات المتحدة الامريكية ثم بريطانيا العظمى ودول اوروبا الشرقية والجنوبية. ويبلغ العجز العام في ميزان المدفوعات الى اكثر من 3% من الناتج المحلي الاجمالي العالمي , الناتج المحلي الاجمالي بلغ ذروته عام 2006 وعام 2007 في حين ان العجز في الولايات المتحدة الامريكية لوحدها وصل الى النصف .ويتوقع صندوق النقد الدولي ان الخلل في التوازن العالمي سوف ينخفض الى 2 % فقط. من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ، وتظل على نفس المستوى في 2010.

ولقد بدات الأزمة المالية في الولايات المتحدة الامريكية بسبب التداعيات الناجمة عن أزمة الرهون العقارية التي ظهرت في العام 2007 بسبب فشل ملايين المقترضين لشراء مساكن وعقارات في تسديد ديونهم للبنوك وأدى ذلك إلى حدوث هزة قوية للاقتصاد الأميركي، ووصلت تبعاتها إلى اقتصاد أوروبا وآسيا واثرت في طريقها على عدد كبير من اكبر البنوك والمؤسسات المالية العالمية.
ولم تفلح مئات مليارات الدولارات التي ضخت في أسواق المال العالمية في وضع حد لأزمة الرهون العقارية التي ظلت تتراكم تحت السطح حتى تطورت إلى أزمة مالية عالمية.
اما اسباب العجز في ميزان المدفوعات في الحساب الجاري في الولايات المتحدة الامريكية كان بسبب انخفاض مجموع المدخرات (الشركات والأسر والحكومة) في أوائل1980. بمقدار 20%. من الناتج المحلي الإجمالي وبمقدار 16,4% في عام 2001 ثم انخفض بمقدار 14,2في عام 2007. ولا سيما ادخارالأسر كان منخفضا بمقدار 10%. وانخفاض المدخرات يعني زيادة الاستهلاك وزيادة العجز في ميزانية المدفوعات للحساب الجاري.

وتصل الديون الامريكية الى 400 % من اجمالي الناتج المحلي وهي تشمل ديون الاسرة الامريكية وديون حكومة الولايات المتحدة وديون الشركات والديون الخارجية اي انها تعادل 5000 مليار كرونة دنماركية. عدا الالتزامات المالية للحكومة الامريكية تجاه رواتب المتقاعدين والضمان الاجتماعي والرعاية الصحية للمواطنين بمقدار 400 % من اجمالي الناتج المحلي. ولهذا فانه على الولايات المتحدة الامريكية بيع الكثير من السندات الحكومية المالية للمستثمرين الاجانب الاساسين.
اما في اسيا فان الادخار وايضا الاستثمار كان مرتفعا منذ عام 1980 اما ازمتها الاقتصادية في عام 1997 فكان بسبب انخفاض الاستثمار مقارنة بالادخار.اما اسباب ارتفاع الادخار يعود الى تحرير سوق العمل وارتفاع القطاع الخاص الذي يتميز بسوء تامين التقاعد والضمان الصحي والاجتماعي اكثر من المؤسسات الحكومية وهذا يتطلب زيادة التوفير من قبل المواطنين وخاصة الشباب وبالمقابل عدم امكانية الحصول على قروض لشراء عقارات ملكية خاصة.

اما الازمة الاقتصادية في اوروبا فهي قضية منفصلة تماما عن الاخرين وتعتبر ظاهرة اوربية خاصة وذلك لان ميزان المدفوعات في العشر سنوات الاخيرة وصل الى الصفر في منطقة دول الاتحاد الاوروبي.

و يقول المحلل الاقتصادي جيرد بوجهيوا في صحيفة البورصة الدنماركية ان تداعيات الازمة الاقتصادية في العالم على هذا النحو المخيف يتطلب التدخل السريع في فرامل قوة الاستهلاك وبالاخص في خمسة بلدان محددة ، وهي اليابان ، اليونان ، الولايات المتحدة الأمريكية وايرلندا وبريطانيا وإلا فإن الدين العام سيصل الى 100 %. من الناتج المحلي الإجمالي في 10 سنوات القادمة حسب نتائج البنك الوطني للجرد الفصلي وتقيميه للتحديات التي تواجه السياسة المالية في العالم في ظل ازمة الديون التي تهدد وبشكل رئيسي دول جنوب اوروبا وليس شمال اوروربا. ويرى البنك الوطني بان سبب المشكلة الحالية في انفجار ازمة الديون العامة هو نتيجة حدوث طفرة اقتصادية سيطرت على الفترة التي سبقت انفجار الازمة الاقتصادية المالية والتي مرت بدون وجود اي تدعيم ٍ كاف ٍ من قبل السياسة المالية للبلاد. وبعبارة اخرى فان تجاوز ميزانية التكاليف اليومية يتناسب طرديا مع ارتفاع الديون العامة للبلد.

وحسب البنك الوطني" أدت الأزمة إلى زيادة العجز في بلدان منظمة التعاون والتنمية من 1،3 %. في عام 2007 إلى 8.3 % في عام 2010 وهو أعلى مستوى يصل له في فترة ما بعد الحرب العالمية " ويتوقع البنك الوطني ان هناك تحديات كبيرة ستواجه هذه الدول بالذات (اليابان ، اليونان ، الولايات المتحدة الأمريكية وايرلندا وبريطانيا العظمى) اذا ارادت رد ديونها او على الاقل تخفيضها الى حد معقول فعلى هذه الدول الخمسة الوصول الى نسبة 90 % من الناتج المحلي الاجمالي في العام 2020 وهذا يتطلب توفير سنويا ماقيمته 1,5 من الناتج المحلي الاجمالي في هذه البلدان اما فيما يخص اليابان فعليها توفير سنويا مايعادل 5,5 % من الناتج المحلي الاجمالي.
ويؤكد البنك الوطني بان العديد من الدول وكذلك الدول الصناعية تواجه تحديات في السياسة المالية تتطلب اتخاذ قرارات سريعة اليوم وتعزيز سياستها المالية.
ان التشديدات في السياسة المالية للدول الصناعية تتطلب الانضباط والتشديد وذلك للحد من الارتفاع هذا خلال فترة قصيرة جدا ولكن هذه التشديدات في السياسة المالية اذا كانت متزامنة بين جميع هذه الدول فانه ربما ستزيد من الاثار السلبية على اقتصاد هذه الدول الصناعية وخاصة الاقتصاد المعتمد على التصدير.

اما بالنسبة لدول الاتحاد الاوروبي والتي من ضمنها الدول الاسكندنافية فحسب ميثاقها الخاص بالنمو والاستقرار الاقتصادي والتي تشكل الأساس المالي لمنطقة اليورو كعملة واحدة وبموجب قواعد اليورو ، فان الدين الإجمالي يجب ان لا يتجاوز 60 % من الناتج المحلي الإجمالي ، والعجز في ميزان الاتحاد النقدي الأوروبي يجب ان لا تتجاوز 3 % من الناتج المحلي الإجمالي.
فبالنسبة للدنمارك وفقا لاخر ارقام الحكومة والبنوك فان الناتج المحلي الإجمالي للدنمارك يصل الى44,6 % من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2011 اي بمقدار 796,6 مليار كرونة ، أي ما يعادل 145،000 كرونة لكل شخص دانماركي ،. اي ارتفاع من 42،6 % في عام 2010 من الناتج المحلي الإجمالي الى 44,6% للعام 2011. اي انه لم يتجاوز 60 % حسب بنود اليورو.
ان الديون الدنماركية ارتفعت الى 60 مليار كرونة اي بمقدار 20,000 كرونة للمواطن الدنماركي من الرضيع إلى الرجل العجوز من عام 2010 الى عام 2011. ويصرح رئيس البنك الدنماركي السيد ستين بوكيان لاداع ٍ للفزع من هذا الرقم الذي يبدو ضخما ولكن هذا الرقم لايعني شيئا لبلد بحجم الدنمارك. وذلك لانه ليس لدينا مشكلة مالية في الدولة علاوة على ان الفائدة منخفضة جدا في الدنمارك وهذه الديون رغم حجمها الكبير الا انه يمكن تمويلها باسعار رخيصة جدا. وعلى الرغم من ازدياد نمو الديون في الدنمارك الا ان الدنمارك بعيدة كل البعد في التعارض مع قواعد اليوروللديون في منظمة الاتحا د الاوروبي.
ورغم هذه الازمة الاقتصادية الا الدنمارك مازالت تساهم بارسال المعونات المالية للدول النامية الا ان تاثير الازمة الاقتصادية الحالية اثرت على نسبة المساعدات هذه . فقد قررت الحكومة الدنماركية وبموافقة حزب المحافطين في مفاوضاتها الاخيرة حول خطة العمل في الانعاش الاقتصادي للدول النامية قررت تخفيض نسبة المساعدات المالية التي ترسلها للدول النامية الى مايعادل 0,8 % وفي نفس الوقت الابقاء على المعونة الانمائية والتي تقدر ب 15,3 مليار كرونة والتي تعادل 0,83 من الناتج المحلي الاجمالي الا ان الحزب الدنماركي الشعبي العنصري الكاره للاجانب يطالب بتخفيض نسبة الدعم المالي في المشاريع الانمائية للدول النامية بمقدار 0,7 % اي الى قيمة المعونة التي حددتها هيئة الامم المتحدة لمساعدة الدول النامية.
وفيما يخص المساعدات الامريكية للعراق فقد انخفضت من 592 مليون دولار لعام 2009 الى 124 مليون دولار للعام 2010 .
اما المساعدات الانسانية التي تقدمها الدنمارك للعراق فانخفضت من 60 مليون كرونة لعام 2009 الى 12 مليون كرونة للعام 2010 . اما في مجال مشاريع اعمار العراق فقد انخفضت المساعدات الامريكية بشكل عنيف من 445 مليون دولار لعام 2009 الى مقدار 11 مليون دولار فقط للعام الحالي اي تخفيض بمقدار 90% .
اما مفوضية الاتحاد الاوروبي فقد خفضت نسبة المساعدات لاعمار العراق الى 245 مليون دولار للعام الحالي والدنمارك خفضت مساعداتها للعراق بمقدار 25 مليون كرونة سنويا. اما بريطانيا العظمى فقد خفضت مقدار المساعدات لمشاريع الاعمار في العراق الى النصف اي 90 مليون كرونة للعام الحالي.2010

وعلى ذكر المساعدات المالية الامريكية للدول الفقيرة فان الملياردير بيل غيتس وزوجنه ماليندا قاما باقناع المئات من اصدقائهم الملياردية في امريكا بالتبرع ب 50 % من ثروتهم الى الاعمال والمشاريع الخيرية وقد تبرع كلا من بيل غيتس وزوجنه ماليندا ب 28 مليار دولار اي مابعادل 170 مليار كرونة دنماركية الى المنظمة الخاصة بدعم المشاريع الانمائية في الدول الفقيرة في مكافحة امراض الملاريا ومشاريع تنموية عديدة.
اعداد وترجمة بتصرف
مكارم ابراهيم


المصادر:
http://www.nationalbanken.dk/C1256BE2005737D3/side/Globale_ubalancer_og_den_finansielle_krise_kvo2_2009/$file/Globale_ubalancer_KVO2009_2.pdf


http://borsen.dk/nyheder/oekonomi/artikel/1/184952/historisk_eksplosion_i_offentlig_gaeld_truer_usa.html
http://www.bt.dk/politik/145.000-kroner-i-gaeld-hver-dansker
http://www.bt.dk/debat/www.bt.dk/samfund/dansk-politik/skal-ulandsbistand-saettes-ned

http://borsen.dk/nyheder/oekonomi/artikel/1/180526/danmarks_gaeld_stiger_med_95_mia_kr_til_42_pct_af_bnp.html

http://www.information.dk/244383

http://www.oerstroemmoeller.com/photogallery/JPusabankerot19jan09.pdf

http://ekstrabladet.dk/nyheder/samfund/article1385944.ece



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال الى الكاتب مصطفى حقي؟
- الطغاة يصنعون البغاء
- مواجهة عامة مع الكاتبة نوال السعداوي
- البغاء والمواد الإباحية انعكاس للعنف الجنسي
- ردا على مقالة عبد الباري عطوان...........بقلم مكارم ابراهيم
- الحقيقة في كيفية تنمية الحافز
- هل يمكن امتلاك العبيد والإماء في حرب افغانستان؟
- اصل الكون بين نظرية بيغ بانغ والنظرية المكية
- انخفاض الولادات بشكل ملحوظ في البلدان النامية بهدف مكافحة ال ...
- دمتم متخلفين............
- المرأة بين المطرقة والسندان
- اخر الاكتشافات العلمية العربية والاسلامية........
- المواقع الاباحية وتاثيرها على انحطاط اخلاق المسلمين
- هل النفط هو سبب حرب امريكا على العراق؟
- الاغنية السياسية الى أين؟
- أغيثونا!
- المظاهرات بداية الثورة على الفساد
- الانتماء الحزبي
- كتاب ألف ليلة وليلة اصبح الان خطرا ومثيرا للجدل
- مناقشة أقوال الاستاذ طارق حجي............


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مكارم ابراهيم - اسباب الازمة الاقتصادية العالمية