أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جهاد علاونه - أسبوع راحه















المزيد.....

أسبوع راحه


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3142 - 2010 / 10 / 2 - 15:00
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


خطر على بالي أن أجلس من 3ثلاثة إلى أربعة أيامٍ في منزلي المطل على الشارع الرئيسي في قريتنا , وذلك لكي أحقق لنفسي صفاء الذهن والراحة بعد أزمة عمل وقراءة وكتابة صاخبة استمرت لثلاثة أشهر متواصلات دون أن أستريح ولو لمجرد يومٍ واحد أو ساعة واحدة, ولكي أريح قدميّ المتورمتين من الأسفل جراءَ المشي والوقوف لساعاتٍ طويلة ومن المشي بين الأسواق آخر النهار حين أعود من عملي متعبا لأشتري حاجيات أو بعض الحاجيات المنزلية, وبصراحه أنا منذ سنة وأنا محتاج إلى يومين أو ثلاثة أيام للاستراحة ولكن ظروفنا المعاشية لا تسمح لنا بالاستراحة وقد آليت على نفسي في هذه المرة أن أستريح رغم أنفي وقد أعددتُ العدة لذلك وأغلقت رقم موبايلي الخاص بالعمل أو الرقمين معا وأبقيت على هاتفي الخصوصي جدا الذي لا يعرفه إلا قلة من أصحابي ومعارفي وآل بيتي رضي ألله عنهم وأرضاهم جميعاً.

ومن أول يوم لي نهضتُ من النوم متأخرا جدا على غير عادتي وكانت الساعة تقريباً الثامنة صباحا وربما تستغربون فأنا أنهض في كل يوم من الساعة الرابعة صباحا أو حتى الخامسة لقراءة البريد وللرد على بعض الرسائل وأبقى هكذا حتى الساعة السابعة فأبدلُ ثيابي وأخرج من البيت ...فوجدتني أمي في غرفة المكتب متلبساً بعض الكتب أو التهم وشعرتُ بأن أمي لا محالة عن مطالبها فحين رأتني أقرأ بعض الكتب والرسائل القديمة قالت لي: شو اليوم قاعد بالدار؟ فقلت لها: قرفان الحياة والناس وبدي أستريح , تعبت من التحرش بأدوات العمل تعبتُ من شاكوشي ومسطريني وخيطي وميزاني الإسمنت أكل جلدي وشاب رأسي من نشر وقص ودق الخشب , وقرفان العمال والشغيله فردت وقالت بعد أن أخرجت من حقيبتها بطاقة التأمين الصحي لها: طالما هيك لعاد روح على المركز الصحي وجيبلي دوى السُكري والضغط والمعده والخدر ومضادات حيويه حلقي ملتهب والظاهر إني ملفوحه من مشوار إمبارح على دار أختك , فتنهدت ولم أستطع القول لها بأنني هذا اليوم جلست في البيت لكي أستريح من عناء العمل وصخب الحياة وأخذتُ أوراقها وذهبت بهن إلى المركز الصحي وأحضرت لها الدواء الشهري الذي تأخذه كبرنامج شهري دون فحص طبي وقفلتُ عائدا إلى المنزل وحينما وصلت وجدت شقيقتي بانتظاري وقالت لي: إذا اليوم انت قاعد بالبيت يا ريت أتريحني وتوخذ بنتي على العياده الطبيه , فتنهدتُ كثيرا ولم أقل كلمة واحدة وأخذت ابنتها ورجعت بها إلى المركز الطبي وأجرى لها الطبيب كل ما يلزم.

وحين وصلت المنزل صادفتني زوجتي على باب البيت وكانت الساعة تقريبا الثانية عشر 12 ظهرا فقالت لي: كل يوم أنا بجيب المي(الماء) من الخزان اللي ورى الدار ريحني اليوم وعبي القارورة وركبها على كولار الماء , وصراحة لم أستطع أن أقول كلمة لا, وذهبت خلف الدار وأجريت اللازم وحين جلست لأستريح طلبتُ من زوجتي فنجان قهوة, وأحضرته لي إلى غرفة المكتب ولكنها طلبت مني الخروج من المكتب إلى فناء المنزل حيث أشجار الزيتون لنشرب القهوة سوية ولم أستطع أن أقول: بأنني متعب وأريد الجلوس لوحدي فوافقت على طلبها وجلسنا جلسة عائلية كانت عبارة عن (قيل وقال ) وتعبت جدا جدا وقلت في نفسي : شو هذي العطله أو الاستراحة خليني أفوت أنام.
وحين وضعت رأسي على الوسادة جاء جاري وطلب مني مرافقته لتقديم العزاء لأحد أصدقائه في مدينة أخرى تبعد عن قريتي 100كيلو متر , وقال لي: شو اتروح؟ فقلت: لا أنا تعبان, فقال: يا زلمه ما هو أنت اليوم قاعد بلا شغل ومرتاح شو متعبك؟ فقلت له: والله حقك يابو رمزي,حاضر على هالخشم.

وذهبت معه وحين عدت كانت الساعة تقريبا السابعة مساء فأردت أن أكتب مقالا لي عن (لعبة الرجل) ولكن شعرت بالتعب وبالإعياء فنمت ما يقرب من ثلاث ساعات وبعد ذلك خرجت إلى الكوفي نت الذي في حارتنا وكتبت مقالي هنالك على عجلٍ مني.

وعدت ووضعت رأسي على وسادتي حتى الصباح , وفي الصباح الباكر استيقظتُ على رنة الموبايل من (صهري-نسيبي) طلب مني في المكالمة أن أرافقه...إلخ فقلت يا رجل أنا اليوم قاعد في الدار على شان أستريح فرد قائلاً: ما هو أنا على شان هيك حكيت معك وكنت والله بدي أحكي معك من زمان بس عشانك مشغول اكثير ما حبيتش أزعجك , فقلت: والله فيك الخير, ولم أستطع أن أقول لا فحلقت ذقني ولبست اللي على الحبل وخرجت أقف على باب الدار حتى حضر بسيارته وذهبت معه وعدت يومها متعب جدا وكانت الساعة ما يقرب من الواحدة ظهرا وتناولت وجبة الغداء وشربت الشاي والقهوة وأشعلت سيجارة شربتها وبعدها أخذت غفوة وحين استيقظت من النوم قالت زوجتي: يا زلمه اشتغلك شغله مفيده.

-شو أنا بشتغلش شيء مفيد؟من يوم ما تزوجنا ما عملتش شيء مفيد؟

-لا طول انهارك تقرأ وتكتب , أي شو امساويه لينا كتاباتك غير السمعه السيئه كل الناس بحكوا عليك, والله أولادك صاروا يستحوا يقولوا إنك أبوهم وبالمستقبل شو بدهم يقولوا اللي بدهم يخطبوا بناتك عنهن؟.

-يلعن أخت الناس والله ما أنا سائل عن حدى .

- طيب قوم فز ابسرعه روح اشتري خبز وجيب خضره هسع الأولاد بيجوا من المدرسه , وشيل معك وانت طالع كيس الزباله(النفايات) وكبه بالحاويه وتعال اطلعلي الفرن من بيت الدرج وروح جيب لحمه وفرمها ناعمه بدي أعمل اليوم (صفيحة لحمه).
- فقلت: ول ول ول عليك كله هذا بدي أعمله أنا؟ طيب بس أكون بالشغل كيف بتدبروا حالكوا ,منشان ألله خلوني في حالي.

-يا زلمه خليني أستفيد منك في عمل شغله نافعه ما هو أنت (لسان ماضي وذراع بادح) وكمان اليوم امعطل وقاعد بلا شغل اليوم.


- انت بتعرفي قصة أو نكتت المسيحي اللي مات و دفنوه في مقبرة المسلمين؟ هذا يا ستي المسيحيين بلبسوا الميت بدله وقرافه وكندره ابتلمع لمع مش مثل المسلمين بلفوه بقماش أبيض (الكفن) المهم يا ستي هذا الميت في مقبرة المسلمين استلموه المسلمين الأموات على الطالعه والنازله أول واحد حكاله: طالما إنك لابس ومهندس حالك روح اشتريلي باكيت دخان , والثاني حكاله: انت عارف أنا مش لابس في رجلي شيء وحافي القدمين روح اشتريلي بندوره, والمهم كل واحد صار يطلب منه طلب , بعدين المسيحي الميت زهق حاله وقال: شو هذي الموته لعاد أروح على مقبرة المسيحيين أحسن لي ههههههه , وأنا لازم أعمل هيك أنا لازم أرجع على الشغل على الأقل في الشغل أصحاب البيت اللي بشتغل عندهم كلهم خدم بخدموني ...وابتعرفي إنه الشغل أرحم بكثير من القعود في الدار , أي والله هلكت من إمبارح وأنا رايح جاي مشاوير إلك ولغيرك.

-يا زلمه قوم بلى كُثرْ حكي.

-حاضر وأمري لله بس بعدها ولا بعمل أي شيء.

وحين أنهيت كل ما طلب مني جاء إلى منزل أحد أقربائي وطلب مني حضور اجتماع العشيرة الموقرة من أجل الاستعداد للإنتخابات النيابية للإتفاق على مرشح واحد يمثلنا في البرلمان الأردني .

-بس اليوم أنا مشغول جدا.

-شو مشغول يا زلمه إلك يومين قاعد بالدار شو بتساوي؟

-يا زلمه أنا في فترة نقاهه ..أنا بدي أرتاح من صخب الحياه, أي والله الشغل أرحم من البطاله.
بدكوا الصحيح؟ اقرفت حالي.




#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمفونية الحياة
- فلسفة الوجود
- سأعيش أكثر من جلادي
- فوائد الشاي الأخضر
- من هو الأفضل؟
- لعبة الرجل
- زيادة براغي
- أسوأ أنواع الاستعمار
- الكلمات الحبشية في الآيات القرآنية
- دين الملك
- بشاره الخوري
- بالون لميس
- الفرق إكبير
- كثر الشد برخي
- مساعدة الضعفاء
- الهبيله
- فن الكذب
- متعة الكذب
- إضاعة الوقت
- هل أنت صاحب خبره؟


المزيد.....




- بُشرى سارة للجميع زيادة رواتب الموظفين في العراق! 2.400.000 ...
- “عاجل بشرى سارة اتحدد أخيرا” موعد صرف رواتب المتقاعدين في ا ...
- مد سن المعاش لـ 65 لجميع موظفين الدولة بالقطاع الحكومي والخا ...
- زيادة الأجور تتصدر مطالب المغاربة قبيل عيد العمّال والنقابات ...
- حماس تدعو عمال العالم لأسبوع تضامن مع الشعب الفلسطيني
- “وزارة المالية 100 ألف دينار مصرف الرافدين“ موعد صرف رواتب ا ...
- جددها الان من هنا.. اليكم رابط تجديد منحة البطالة في الجزائر ...
- “880.000 دينار فوري مصرف الرافدين“ وزارة المالية العراقية تُ ...
- WFTU Declaration on Mayday 2024
- بيان اتحاد النقابات العالمي بمناسبة الأول من أيار 2024


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جهاد علاونه - أسبوع راحه