أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نور الدين بدران - الصفحة البيضاء














المزيد.....

الصفحة البيضاء


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 948 - 2004 / 9 / 6 - 07:41
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في المرة الأولى جاء الرئيس أميل لحود الى رئاسة الجمهورية اللبنانية بعد تعديل دستوري ، لم يثر معارضة ولا لغطا ، ولكنه ورث دولة مخلخلة المؤسسات، لاسيما الرئاستين [مجلس النواب ومجلس الوزراء] حيث المحاصصة والمحسوبيات والخلافات بين ماعرف على أيام الرئيس الياس الهراوي بأزمة الترويكا، وكان أمل اللبنانيين كبيرا بأن يقوم الرئيس لحود بتوحيد الدولة، على الأقل، ويكافح الفساد الذي أخذ شكلا ومضمونا جديدين، حيث انتقل من الفساد الميليشيوي إلى فساد الدولة، واستغلال رجالها وحاشياتهم لمناصبهم في النهب وسوء الإدارة، والتعدي بصلف على حقوق الشعب اللبناني.
لم يكن ذلك الأمل من فراغ ، فالرجل أثبت جدارة كعسكري، وبدعم من القيادة السورية، تمكن من توحيد الجيش المنقسم، والمؤسسة العسكرية الآيلة الى الانهيار، بعد الحرب الطاحنة التي خاضها الجنرال ميشيل عون، ضد القوات السورية المتواجدة آنذاك في لبنان باسم حرب التحرير، والتي أنهاها الاحتلال الصدامي للكويت.
لقد تفاخرالرئيس الياس الهراوي بأنه استلم اللادولة وسلم خلفه دولة بغض النظر عن أزماتها وأمراضها.
لكن الرئيس اميل لحود، الذي وصلت في عهده العلاقة مع القيادة السورية إلى مستوى الارتباط العضوي، عبر التنسيق الكامل وفي جميع المستويات ولاسيما النواحي الأمنية والعسكرية، جعل لبنان ورئيسه تحت المظلة السورية كليا، وحتى الذين عارضوا ذلك المسار، [باستثناء عون وجماعته] وجدوا أنفسهم في موقع لايحسدون عليه، فبدأت التكتيكات البطركية وغيرها، لتحسين العلاقة مع القيادة السورية، ونجح ذلك جزئيا.
بدا أن التركيزالكلي للرئيس لحود على حماية علاقته مع سوريا خطابا وممارسة، حتى أنه زاود على قياديين سوريين رسميين في القضايا القومية وغيرها، مما لايسمح السوريون لأحد أن يسبقهم فيها، وهكذا صارت هموم الرئيس خارجية، ونسي أو تناسى وعوده، وخطاب قسمه، فيما يخص الوضع الداخلي اللبناني، لاسيما فيما يخص الوضع المعيشي الذي تردى أكثر، والفساد الذي استشرى وتعمق، والمحاصصات الطائفية والعائلية التي أصبحت علنية وفاقعة، حتى أنه بجهله أو بالأصح بتجاهله، كان مشاركا فيها وبصفاقة، عبر ممارسات صهره الوزير المر الذي طوّبت وزارة الداخلية باسمه، واسم عائلته، وربما نجافي الحقيقة إذا قلنا أن الرئيس لحود لم يهتم بالحريات، حيث شهد اللبنانيون ما أذهلهم من إغلاق لمحطات تلفزيونية، وملاحقة صحف وصحافيين و..... نزول الجيش إلى الشارع لمواجهة متظاهرين عزّل، واميل لحود هو الذي قال بعد استلامه السلطة: لن يعتدى على صحفي في عهدي، لكن اللبنانيين في عهده رأوا كوكتيلا من أجهزة المخابرات، جعلهم يترحمون على أيام المكتب الثاني، الذي كان فريد زمانه.
أما الحديث عن الخلخلة في الدولة ورئاساتها ومؤسساتها، فأصبحت روائحها النتنة، وخلافات أقطابها والأحاديث عن الحرد والزعل والاتهامات المتبادلة، على صفحات الصحف اليومية، جهارا نهارا، والمخفي أعظم، وحتى لحود نفسه أقر ببعض مسؤوليته عن ذلك.
ليس معنى هذا أن البقية الباقية من الحكومة والحكم أفضل، بل ربما يكون الرئيس شخصيا، أفضل منهم جميعا، ولكن ليست المسألة في الشخص وهذا هو الجوهري في الموضوع.
ولكن عهد اميل لحود لم يترك شيئا لأي لبناني - إلا اللهم الأقارب والأعوان و.....الخ- كي يفكر بقبوله شخصيا ولو بدون تعديل دستوري، وبدون تدخل سوري، أي رضى لعودته الى الرئاسة، تمديدا أو غير ذلك.
يبقى السؤال المحير، والذي لم يجب عليه أحد من المسؤولين السوريين أو اللبنانيين التمديديين: ألم يبق غير إميل لحود؟ أو لماذا إما إميل أو لاأحد، حتى لو غضبت الأم الحنون /فرنسا/ والعالم بأسره؟
إن من حق الشعبين السوري واللبناني أن يكونا بصورة الحقيقة، حتى يقفا بمواجهة التحديات التي ستواجههما والتي استدعت وجوب الرئيس اميل ولاسواه، أم أن القيادتين السورية واللبنانية وحدهما سيصدان تلك المؤامرات الخطيرة، ونحن والأشقاء سنصفق ونبقى نصفق ولاشيء غير التصفيق.
صرّح الرئيس اميل لحود بعد الموافقة على التمديد: أنه سيفتح صفحة جديدة بيضاء.
والسؤال الأخير، يا سيادة [غيّرنا فخامة] الرئيس إميل لحود لماذا ستفتح صفحة بيضاء؟ ومع من؟



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جل ما أخشاه أن يكون العكس
- محطمة قلبي
- حفقات في جبلة
- الوراء الوحيد
- ماذا لو انتصرت؟
- تنين الأنواء
- الدكتور مقاومة والمستر.....!!
- الهاوية
- جاهلة في الضوء
- الماضوية الحاكمة
- ماركس في جبة الغزالي
- قرب البحر
- البضاعة والعلبة
- أنا سوري يا نّيالي!
- شفقة الأيام الخالية
- زوابع
- وجه آخر لثقافة الموت


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نور الدين بدران - الصفحة البيضاء