أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى محمد غريب - ما زلت أتذكر محاضرة عن - البرجواوية - للشهيد عبد الجبار وهبي أبو سعيد قبل 43 عام.. كلما هم قلبي اركض بالهم لحقيقة سمير سالم*ـ















المزيد.....

ما زلت أتذكر محاضرة عن - البرجواوية - للشهيد عبد الجبار وهبي أبو سعيد قبل 43 عام.. كلما هم قلبي اركض بالهم لحقيقة سمير سالم*ـ


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 944 - 2004 / 9 / 2 - 10:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ليلة من ايلول الخريف، الألم يعصر قلبي عصراً "مو إشلون ما جان على حد قول سمير سالم " ينعصر في عصارة الكهرباء التي تعصر البرتقال والجزر .. جلست على الاريكة القديمة المركونة قبالة نافذة زجاجية كبيرة تطل على نصف الغابة.. النصف الثاني قلعت اشجاره من قبل مالكها الذي شنق نفسه بعد ذلك على احدى شجرات الصنوبر في القسم الذي بقى مُشَجّراً ـــ هذا ما قاله لي فخري بطرس ابو عمار وهناك اقوال كثيرة يبثها الجيران، .. بقيت أتفرج وانا مقهور جداً، لأن الحزن مازال يأكل قلبي.. مقهور لسببين الاول تذكرت اني خرجت هارباً من يد الجلادين في الشهر اعلاه، أيلول الخريف.. وتذكرت 1963 .. أقسم بلله العظيم لا يفارقني هذا التاريخ وانا في اشد حالات الفرح والسرور، ظل يلاحقني لا يفارقني الا وهو مختبئ يختال عليّ اللحظة، تذكرت باب الشيخ.. فأنا ايضاً من باب الشيخ، تذكرت حي الاكراد جميع اصدقائي كانوا يسكنون هناك.. وقد درست في مدرسة الفيلية الابتدائية ، تذكرت مدير المدرسة الإستاذ شهاب لم يكن كالمدراء الذين التقيتهم .. قال لي عبد بن فاطمة العجمية بعد ذلك يقولون.. انه شيوعي، قامته الحلوة ، وجهه الرقيق ، وشارب خفيف ، قليل شعر الرأس ، ونقطة وشم على خده الايمن، ضحكته العذبة وهو يصلح لعبد السادة قصيدة لأيليا ابو ماضي ( أخي قد عاد بعد الحرب جندي لأوطانه .. والقى جسمه المنهوك في احضان خلانه ) .. قال لي بعدها ابراهيم النذل عندما كنت جالساً في مقهى السمراء مع منعم النعيمي صديق الطفولة والشباب" لقب بالعظيم.." وهو ليس بالعظيم لأن السل كان يفتك بخصيتيه والناس لا تدري.. ان سلام عادل كان يُدرس في مدرسة الفيلية.. لكنني والحقيقة لا اتذكره.. فقط كنت اراه وانا جالس في مقهى فهد الواقع بجانب اتحاد الشعب وقريباً من الصوفي الجليل عبد القادر الجيلاني، عندما يمر مشياً على الاقدام وبرفقته جمال الحيدري يلتفت ويقول السلام عليكم فيقف كل من في المقهى ويردون وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. تذكرت محجر سجن الرمادي وعبد جبار وهبي ابو سعيد الخفيف الظل والروح ذو الابتسامة الشجية ، قصير القائمة، رقيق الوجه كالعسل الشهد، ذكي الكلام، كلامه يدخل الى العقل بقوة الفكرة وهو يلقي محاضرة علينا اسمها "البرجواوية"
كان يبتسم بحرية على الرغم من المحجر بعد ان يغلبني في لعبة الشطرنج ويقول " دير بالك من البرجواوية الجبيرة والصغيرة لا تأمن بيهم " كنت أصغر سجين في ذلك الوقت.. تذكرت نظيمة وهبي عندما ذهبنا اليها في بيت فريد الاحمر في الكرادة انا وابراهيم النذل لتبليغها عن طلب ابو سعيد زوجها الذي نقلوه الى الموقف العام في بغداد قالت ــــ آني وين وهل.... خلي ليشوفكم هذا.. وهي تشير الى الدار التي تسكنها. ويبدو أنها كانت تتوجس من صاحب الدار..
تذكرت تلك الليلة وهدير الرصاص لم ينقطع، كنا معاً خلف محلات جواد الشكرجي وفي الازقة الطويلة المظلمة.. ياسين ابن مله كريم ، وابراهيم ، وثابت.. وووووو وعشرات المناضلين الذين جاءوا للدفاع عن الجمهورية لأنهم كانوا يعرفون اذا نجح الانقلاب سيحرق العراق، وصدق حدسهم الثوري فقد احترق العراق عن بكرة ابيه وما زال يحترق بأيدي اولئك الذين بدأوا الحريق والعياذ بلله.. انظروا ماذا فعل الانجاس بالعراق .. كان العبلي ينتقل من مكان الى آخر.. وكنا نحن الشباب معهم .. لا نشعر بالخوف ولا نفكر بالموت.. ننتقل من امام محل جواد الشكرجي الى الصدرية وبالعكس ونحن نراقب المدرعات قرب مركز شرطة باب الشيخ المقابل لشجرة السدر " النبكة " التي كنا نشتري منها النبك ونحن اسفل الجدار.. نقول للذي جالس في شباك لجدار مرقد الشيخ الجليل يطل على شارع الكفاح
ـــ عمو ابو النبك اريد بربع فلوس..
الذين يملكون أكثر يشتروا بعشرة أو عشرين فلساً.. النساء تقول ان السدرة " النبكة " مباركة من السماء لأنها خرجت من الجنة.. فكيف من سدرة عند مقام الشيخ عبد القادر الجيلاني؟
انظروا ماذا فعلوا بنا وبالجدار وبالشيخ الصوفي الرائع الذي كان يكره المظاهر والابهات ويعشق الله والتواضع.... انظروا كيف يمجد البعض قتل الناس !
تاريخ طويل وقصير.. طويل لأننا لم نحقق حلمنا الثوري وقصير في حساب نضال الشعوب من اجل سعادتها وحرية اوطانها..
كلما يمر على ذهني ذلك التاريخ الأسود أشعر بكآبة لا مثيل لها، انقهر وأتألم وقد حاولت خلال هذه السنين الهروب الى شيء يبعدني ولو قليلاً من ذكرياتي القديمة وكان عزائي هو القراءة و الكتابة والتذكر، منذ فترة اكتشفت امراً مذهلاً اخرجني مرات عديدة من دائرة كآبتي وألمي وحزني هو زيارتي لموقع سمير سالم داود لا لأنه من باب الشيخ مثلي " لأنني عرفت ذلك مؤخراً" لكن لسبب ان البرلمان العراقي توقف فترة من الزمن وكانت الحقيقة عندي على شكل مطبوع ارسلها سمير منذ اربعة او خمسة سنوات لا أتذكر..
أقرأ بصدق وانفض عن قلبي همي ، مرات اضحك بعمق بدون وعي بملئ اشداقي.. في البداية كانت زوجتي تستغرب لضحكي المفاجئ وتسأل عن السبب، وبعدما عرفت تقول بدعابتها الرقيقة وبعد كل قهقهة " ها ابو سامر أكيد "..
الليلة انا وحدي زوجتي سافرت الى هولندا .. والساعة الواحدة بعد نصف الليل والقهر " كاتلني" بسبب الانجاس القدماء والانجاس الجدد.. لا اريد ان اتحرك.. هممت ان اخرج الى فناء الدار لكنني بقيت ، مجرد فكرة طرأت على بالي لا أكثر ولا أقل..
توجد حديقة صغيرة محاذية للبيت من ناحية الشمال، النافذة، من جهة اليمين نافذة الدار تطل على نصف غابة، النصف الآخر من الاشجار قلعها مالكها الذي شنق نفسه حسب قول فخري بطرس ابو عمار ويقول الجيران " كان يريد ان يزرعها اما بالبطاطا او "اللهانة" أو الشعير "
بدون وعي تحركت وفتحت جهاز الحاسوب وها انا امام الانترنيت ، انتقلت وانتقلت ، اخبار مزعجة دموية ومقالات متنوعة البعض منها تدفعك للقراءة ، أخرى تمر عليها مرور الكرام، البعض لا تريد ان تتوقف عندها.. أخيراً رجعت الى الحقيقة هكذا اردت ان اتخلص من الهم الذي هم قلبي.. قلت في نفس لأقرأ بشكل جاد بدون ان ارفه عن نفسي..
اكتشفت بعد عدة مقالات جديدة منها وقديمة كنت قد قرأتها سابقاً.. أن سمير سالم على الرغم من ترف شتائمه وسبه ينز من الألم والقهر مثلي، لكن الفرق بيني وبينه .. أنا وجدت كيف افرغ قهري وحزني.. وعلى ما أعتقد انه لم يجد الى حد هذه اللحظة من يفرغ له ألمه وحزنه ومعاناته من الانجاس سوى ما يكتبه هو عنهم..
أغلقت الحاسوب وعدت الى اريكتي القديمة وشباكي المطل على نصف الغابة وبقيت ساكناً لبضع دقائق وانا اراقب الوان الليل، جميل جداً اذا استطاع الانسان ادراك الوان الليل ، يميزها في ظلمة خريفية كان حزني قد تبخر لكنه ظل كامناً في روحي ينتظر اللحظة المناسبة ليطل برأسه عليّ بدون استئذان. لأن الوجوه دائماً تزورني دون تحديد وقت معين.

* اعتذاري لأبو سامر



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يمكن معالجة عقدة كراهية الكرد والحقد عليهم..؟ ثم لماذا ه ...
- بعد التوقيع علـــــــى الــ ( 5 ) نقاط
- دعوة السيد علي السيستاني للزحف نحو النجف الاشرف
- بلدي كردستان *
- هل انتهت المجزرة ؟ أم هناك مجازر أخرى وصولاً للمجزرة الشاملة ...
- لا ...... ليست الحرب
- يا سيدي يا شاعر المقاومة.
- تعميق الازمة في العراق
- لماذا لم تشرك المنظمة الوطنية للمجتمع المدني وحقوق المواطنيي ...
- دور اعلام قناة الجزيرة المعادي والمحرض على التخريب والتحريض ...
- جريمة تفجير الكنائس لا تختلف عن جريمة تفجير الاحياء السكنية ...
- ماذا تريد القوى المحافظة في ايران من العراق والعراقيين؟
- مازال يوم 14 تموز مشرقاً ومشمساً في سماء العراق - رد على الس ...
- رد على السيد مصطفى القرة داغي - لقد كان ذلك اليوم مشرقاً ولي ...
- البيئة في العراق ومحاكمة صدام حسين وسلطته الدكتاتورية القمعي ...
- فتوى السيدة صون كول جابوك عضوة مجلس الحكم السابق في محاكمة ص ...
- من المسؤول عن استشهاد عائدة ياسين وصفاء حافظ وصباح الدرة ومئ ...
- المرهون إلى الباب المحكم
- فاقدين الشيء.....شعر
- رواية بهية مادليني في ايلاف عن مشعان الدليمي -جميس بوند- جدي ...


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى محمد غريب - ما زلت أتذكر محاضرة عن - البرجواوية - للشهيد عبد الجبار وهبي أبو سعيد قبل 43 عام.. كلما هم قلبي اركض بالهم لحقيقة سمير سالم*ـ