أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم الشريفي - الفقراء أحق من المدراء يارئيس الوزراء!















المزيد.....

الفقراء أحق من المدراء يارئيس الوزراء!


كريم الشريفي

الحوار المتمدن-العدد: 3107 - 2010 / 8 / 27 - 20:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أنها طبيعة البشر ميالة لتأكيد ذاتها وأنانيتها حتى وأن تظاهر المرء بنكران الذات وحب الأخر والعفة ،وهذه الطبيعة تأكدت بشكل منهجي في علم النفس العام الذي اثبتته العلوم الأنسانية والنفسية وخصصت له فرع هو علم النفس التربوي أحد أهم قسم في العلوم النفسية حسب زعم العلماء في هذا الأختصاص. منذ تأسيس كيانات الأنظمة الأجتماعية والسياسية الأولى التي أخذت اشكالاً مختلفة من المسميات عائلة ، عشيرة، قبيلة، قوم الى ان تعقدت في البناء والهيكل فأصبحت أوسع من ذلك لتشكل اقطاعيات، امبراطوريات،مماليك، خلافات ،امارات، رئاسات الخ...ان في كل الأزمنة من تلك الكيانات هناك حاشية تحيط برئيس أو رمز هذه الكيانات أيً كان شكله أو نوعه وهذه البطانات يدخلها المتزلف والوصولي ،وطالب النعمة ،والواشي ، والمخبر، والانتهازي والساعي الى الجاه، والعبد المطيع ،والخادم، الذليل ،والجشع وهذه البطانات تعمل لهدف واحد هو كسب رضى صاحب الجاه حتى يغدق عليهم مما لايملكه من كسب وفائدة. بالعادة يكون اصطفاء مجموعة او نخبة من هؤلاء البطانات من يتوسم بهم صاحب الجاه ولاء مطلق لبسط نفوذه ودعم مركزه لكي يكون الآمر الناهي بعد ان يشعر بولاء ملفت من هؤلاء الذين يمكن تسميتهم بطانة البطانة.. ويتم اختيار هؤلاء بعد أن يشعر به صاحب النعمة بأنهم اكثر تزلفا من غيرهم ، عندها يبدأ صاحب الجاه اي كانت صفته بجزل العطاء و الهبات لهم وبالتالي يصبحون من الاثرياء والمهمين له. وكل ما تعلمناه من قرأتنا للتاريخ ان اكثر المتزلفين من هؤلاء هم المخبرون والواشون بتشجيع من صاحبهم. لذلك يبدأ بالأغداق عليهم ليس من ملكه الخاص بكل تأكيد وانما من موارد الدولة وضرائب الفقراء والأتاوات، لكن مهما كان تجبّر صاحب الجاه ،هناك من يُعّكر عليه الصفو من اصحاب الههم العالية ومن ضمائرهم حيّة لاينقصهم الأقدام ولا الشجاعة لايخشىون بالحق لومة لائم .والتأريخ مليء بهذه الظواهر وهذه الشخصيات وهنا نضرب مثلين الأول يوم كان خليفة المسلمين (عثمان ابن عفان) ،والثاني أيام السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق الحالي مع فارق التشبيه. أقبل عبدالله ابن مسعود خازن بيت مال المسلمين وسلم مفاتيح الخزينة الى الخليفة عثمان أمام المسلمين قائلاً له (( هذه مفاتيح مالكم ، فأنا خازناً لبيت المسلمين وليس خازن لعثمان ابن عفان وأهل بيته)). كان عثمان اذا أجار احداً من أهل بيته بجائزة جعلها فرضاً من بيت مال المسلمين . اليعقوبي ج2 ص 168 . يقول محمود عباس العقاد ..كان عثمان يرد على من اخذوه بهباته الجزيلة قائلاً(( فضل من مال، فلم لا اضع فيه الفضل ما اريد ، فِلم كنت إماماً))! ان جملة ما أعطاهم من الأموال من هبات وعطايا لأهله وبطانته كان يفوق الوصف والحساب.. أعطى أبا سفيان ابن حرب مائتي ألف من بيت المال، وأعطى مروان ابن الحكم أكثر من هذا المال هبةً، وأعطى للحارث ابن الحكم ابلٌ كثيرة ، واعطى الزبير بن العوام مليون ومئتا الف . يقول البخاري فأصبح مال الزبير خمسون ألف الف وثمانمئة الف درهم . ويقول المسعودي ج3 ص333 . عثمان مكن طلحة بن عبدالله من غلة تأتيه من العراق يومياً بألف دينار! وأغدق على عبد الرحمن ابن عوف الف بعير وثلاثة آلاف شاة ومائة فرس وكان فيما خلف من ذهب وفضة تُقّطع بالفؤوس حتى تكل أيدي الرجال . طبقات ابن سعد ج3 ص 96. لذلك تصدى له شلة من المؤمنين أمثال الشهيد أبا ذر الغفاري قائلاً لعثمان انصحك بأن ترد ما اهديته من بيت مال المسلمين الى خزينتهم ! قال له عثمان ( هذا مال الله اعطيه من شئت ، وامنعه من شئت فأرغم الله أنف من رغم). شرح نهج البلاغة ص 198 . كان ابا ذر الوحيد الذي اتصف بصفة مميزة عن باقي الصحابة حول أمر عثمان ابن عفان حيث كان يحرض ويثقف في كل مناسبة في كلمات لاتعرف الرياء ولا المداهنة وكان يُرّدد( بشر الكانزين بعذاب أليم) ويرفع بذلك صوته ليتلو الآية التالية (( والذين يكنزون الذهب والفضة ولاينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم)). وكان أبار صاحب محمد ابن عبد الله (ص) الذي اعطاه صك البراءة في الصدق يوم قال فيه(( ما أظلت الخضّراء ولا اقلت الغبراء من رجل أصدقُ لهجة من أبي ذر)) من المستدرك على الصحيحين. لهذا اتخذ عثمان قراره بنفي أبا ذر الى الربذة فردد اصاحب محمد (ص) قوله يرحم الله أبا ذر يمشي وحده،ويموت وحده، ويبعث وحده.. وآخر ما ردده عندما نفاه الخليفة قائلاً صدق حبيبي رسول الله يوم قال : يا أبا ذر أنت رجل صالح وسيصيبك بلاء من بعدي. الكامل في التأريخ ج2 ص 280. يقوا أبا ذر سألت الرسول في المسجد ..يارسول الله أي المؤمنين أكمل إيماناً ..قال أحسنهم خُلقاً..قال زدني يارسول الله ..قال قل الحق وان كان عليك مُراً ..قال زدني يارسول الله ..قال لاتخف بالله لومة لائم! أين نحن الآن من شرف ونبل وصدق وثورية أبا ذر الفغاري؟ علينا العبرة من هذا العبد الثوري الذي وقف بوجه الرياء وسوء استخدام مال المسلمين وقوتهم وأموالهم بتوزيعها على من لايستحق ومنعها عن من يستحقها . نحن في دولة اسلامية في العراق ومظاهر هذه الدولة واضحة من خلال برامج الأحزاب التي تقود في غفلة تأريخية.حيث يسطر على وزارات الدولة ومؤسساتها الكثير من البطانات التي في اغلبها جاهلة تحيط بصاحب القرار أو الجاه السيد نوري المالكي حيث يلتف حوله الكثير من المتزلفين ، والوصوليين بغير حق ليطالبوا بأكثر مما يستحقون ويكون الرجل مضطراً أحياناً الى منح الهبات والأمتيازات على شلل لاتستحق هذا العطاء .. قد يكون الرجل نظيف اليد ولا علم له بما يحصل أو يحدث ..لكن علينا أن ننبه الى الخطأ ولنا بأبي ذر الغفاري اسوة حسنة ولو نحن ليس أقل ثورية وصدق من هذا الصحابي لكن علينا القول وهذا اضعف الأيمان لفضح القرارات التي يتخذها مكتب رئيس الوزراء المالكي حتى يكون على دراية بالأمر ليتدارك سمعته أولاً وتأريخه ..ان مكتب الوزراء يصدر قرارات بين الحين والآخر بهدر ملكية الناس والوطن وتوزيعها على المحسوبين عليه من مستشارين، ووزراء ومدراء ..حيث ان مجلس الوزراء استولى على مساحات شاسعة على ضفتي نهر دجلة لغرض توزيعها على الوزراء والمدراء والمستشارين تبلغ مساحة الأرض 100 الف متر مربع ..وتسربت الأخبار بأن كتب رسمية موقعة من الأمانة العامة لمجلس الوزراء تقّر بتخصيص قطع اراضي يزيد مجموعها على 100 الف متر مربع في منطقة الكرادة على كبار المسؤولين على النحو التالي 63 قطعة بمساحة 600م مربع ، ومجموعها 37800م و60 قطعة بمساحة 300م ومجموعها 18000م و20 دونم قرب معمل الزيوت وأراضي جديدة بمساحة 300م و400م . يعتبر هذا استهتار بأموال ايتام العراقيين وفقرائه وهذا التوزيع غير مشروع بهذه الطريقة على المسؤولين ،بينما يسكن 40% من فقراء العراق بلا مأوى يليق بالأنسان، وأكثر من 20% في بيوت من الصفيح في المحافظات.. انهم وقود يارئيس الوزراء نخشى ثورتهم ربما الدين وتعليماته وأبواقه تخنق الأصوات الآن لكن الى حين قد لايستمر طويل .. أنت تعرف الكثير من الفقراء يسكن المباني المهدمة للدولة ولو لا اشارتك بأن يبقون في هذه المباني لاصبحوا مشكلة تقلق المجتمع العراقي . ان البطانات الضارة عليك التخلص منها لايهم من هو دعوي أو رسالي أو غير ذلك .. نحن اقدم منكم بالنضال وقارعنا الدكتاتورية بشرف ..نقولها لكم من باب الحرص! والتاريخ فيه الكثير من العبر . اقطع عن المتزلفين السُبل ، وعن الوصولين الطرق ، وعن الأنتهازيين دسائسهم .. نعرف من حولك من هو شريف ومناضل مثل الشيخ عبدا الحليم جواد الزهيري كونه ابن مدينتنا ولو انه ادار ظهره الى فقراء مدينته لكن يبقى هذا الرجل نظيف التأريخ واليد. أكثّرْ من هؤلاء وأبعد اولئك الذي دخلو بغفلة الى بطانتك؟



#كريم_الشريفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبداع الأمم يُقاس بعدد منتّجي المعرفة لديها!
- المومياء عدنان ال(ﭘﺎرﮀﻪ ﭽ ...
- الشعب العراقي يطالب المالكي بتعويضات عن إصراره على الترشيح!
- التيار الصدري سيُفشل ترشيح المالكي لرئاسة الحكومة المقبلة!
- تظاهرة الكهرباء ..دروس وعبر !
- حلبّجة... وشماً غائراً في ضمائرنا..
- الفضائح المسكوت عنها..!
- الإنتخابات الماراثونية للبرلمان العراقي 2/2
- إقبال الناخبين يدعو للأعجاب الشديد..!
- الإنتخابات الماراثونية للبرلمان العراقي 1/2
- (المكتوب مقروء من عنوانه ) إتحاد الشعب نموذجاً!
- الأنتخابات الفضائحية
- أيهما سينتحر أولاً .. الهاشمي أم المالكي؟
- لا...لكاتم الصوت !
- الخَيلُ أَعلمُ بِفُرسانِها!
- تأجيل الإنتخابات المقبلة سيخلق فراغا دستوريا في العراق 2/2!
- تأجيل الإنتخابات المقبلة سيخلق فراغا دستوريا في العراق 1/2!
- من مخلفات الثقافة العرجاء..
- كرنفال أُممي للشيوعية...!
- قفزة للأمام بالمواطنة... لبنان مثلاً!


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم الشريفي - الفقراء أحق من المدراء يارئيس الوزراء!