أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عياد أبلال - الأمهات العازبات بين الدين والمجتمع















المزيد.....

الأمهات العازبات بين الدين والمجتمع


عياد أبلال

الحوار المتمدن-العدد: 3096 - 2010 / 8 / 16 - 23:38
المحور: مقابلات و حوارات
    


- الدكتور عياد أبلال، أولا نقف عند حدود التسمية: "الأمهات العازبات". هلا وضّحتَ للسادة القراء والسيدات والآنسات القارئات المراد بهذه التسمية؟
بكل بساطة الأمهات العازبات تسمية جاءت ترجمة عن التسمية الفرنسية (les mères célibataires)،بمعنى الأمهات اللواتي أنجبن أطفالاً في إطار علاقة جنسية خارج مؤسسة الزواج، وقد جاءت الترجمة الاستعارية من المعجم الاجتماعي الفرنسي خاصة والغربي عامة لكون الظاهرة عرفت بداية هناك، ونتيجة الانفتاح والتحولات الثقافية والاجتماعية التي يعيشها المغرب منذ تسعينيات القرن الماضي حصل تطبيع في النسق الثقافي المغربي مع الظاهرة، ونتيجة تكفل بعض جمعيات المجتمع المدني المشتغلة على قضايا المرأة، ومساندتها من طرف الهيئات الدولية أصبحت الظاهرة عادية بالمغرب بالرغم من بعض التحفظات وأشكال المحافظة البادية على السطح، لأسباب كثيرة...
- هل الأمهات العازبات هن الضحية أم هن الجاني؟
بخصوص هذه القضية، الجاني والضحية في نفس الوقت هو المجتمع، ولو أن كلا من الأم العازبة والأب البيولوجي حتى لا نقول الشرعي ما دام الحمل وقع خارج مؤسسة الزواج باعتبارها ذات الشرعية، يتحملان المسؤولية، على الأقل تجاه الطفل، لكن بالغوص عميقاً في الظاهرة نجد انها وليدة تحولات ثقافية واجتماعية واقتصادية، حيث لم يعد الزواج هو الشكل الوحيد لممارسة الجنس، ولم يعد السبيل الوحيد لتصريف الطاقة الجنسية، ومن ثم ممارسة حق من الحقوق البيوثقافية باعتبار أن الجنس حاجة بيوثقافية وحاجة في نفس الوقت، إذ لم يعد ممكناً تلبية هذه الحاجة في الزواج فقط خاصة في ظل ارتفاع نسبة العنوسة، وقلة ذات اليد بالنسبة لعدد كبير من شباب اليوم، كما أن الظروف السوسيواقتصادية للغالبية العظمى لا تشجع على الزواج، ومن تم ابتكر المجتمع في ظل هذه التحولات والظروف أشكالا أخرى للعلاقات بين الجنسين، ومن ضمنها العلاقات الجنسية العابرة، المساكنة، والدعارة...
- كثيرات هن الأمهات العازبات اللواتي يلجأن إلى التخلص من مولودهن بمجرد إنجابه. هل هذا هو الحل في رأي المجتمع؟ أم الحل في اختفاء الأم العازبة ومولودها عن الأنظار؟
إن أعظم حق في الوجود هو الحق في الحياة نفسها، والله ركز على هذا الحق، ولذلك لا حق لأحد في دفع أي كان على الاختفاء أو الإكراه البدني، فالطفل بريء من أي خطإ كيفما كان، والاختفاء ليس هو الحل بقدر ما هو عائق في سبيل تشكل الظاهرة وخروجها من الطابو إلى النور والتداول، وعلى المجتمع والدولة أن يكفلا كل الأطراف في هذه الحالة، لكنهما مطالبان بإيجاد الحلول، وأظن أن مساعي المجتمع المدني في هذا السياق من توعية ورعاية نفسية واجتماعية للأمهات العازبات تعتبر أساسية، لكن في الوقت نفسه على الدولة أن تشجع الشباب على الزواج، كما يجب إعادة النظر في مختلف المؤسسات التنشيئية، لأنها منحتنا جيلاً اتكالياً وغير مسؤول، لأنه مع المسؤولية والإحساس بالآخر لا أظن أنه سوف تكون هناك هذه الظواهر، والمسؤولية تبدأ بالعفة أولا ثم بعد ذلك بالمسؤولية في اتخاذ كل الاحتياطات التي من شأنها منع حصول الحمل، وإذا حصل الحمل فالمسؤولية تقتضي الاعتراف بالطفل من طرف أبيه البيولوجي، وهنا المسؤولية في منع حصول الحمل يتقاسمها الشريكان معاً، وليس فقط المرأة، والأم العازبة شيء والعاهرة شيء آخر ولا مجال للربط التعسفي بين الظاهرتين... وأظن أن مدونة الأسرة بالمغرب جاءت بحلول مهمة على الأقل بالنسبة للطفل حتى لا يحرم من نسبه الشرعي...
- ما رأيك في المجهود الذي تبذله السيدة عائشة الشنة (المرشحة لنيل جائزة مميزة نظير خدمتها الاجتماعية في هذا المجال) رئيسة جمعية التضامن النسوي التي تتكفل بالأمهات العازبات وأطفالهن وتمكنهن من عمل يضمن للأمهات وأطفالهن عيشا شريفا وكرامة؟
سبق وأن أشرت إلى أهمية مساعي ومجهودات مختلف جمعيات المجتمع المدني المشتغلة في مجال حماية المرأة، وخاصة الأمهات العازبات ما دمنا نتحدث عنهن، وفي هذا السياق مساعي عائشة الشنة تعتبر ريادية وذات أهمية، فقط أريد أن أشير إلى أن الظاهرة ليست في الحداثة من شيء كما يدعي البعض، لأنني كسوسيولوجي أجد ان الأسرة المتكاملة والمستقرة لا محيد عنها لتربية النشء، فهي وحدة أساسية في بناء المجتمعات القوية والسليمة، لكن التعاطي مع الظاهرة لا يجب أن يؤطر فقط تأطيراً أخلاقياً، بقدر ما يجب ردها لمختلف أسبابها الثقافية والسوسيو اقتصادية، بما أفرزته من تحولات قيمية، والظاهرة هي جزء فقط من مجموع هذه التحولات...
- عودة إلى جهود السيدة عائشة الشنة وزميلاتها في النضال الجمعوي، هل هي خطوة إيجابية للمّ شتات الموقف المؤسف (ظاهرة الأمهات العازبات) أم هي دعوة إلى تفريخ المزيد من الأمهات العازبات والأطفال بدون أطفال كما يرى البعض طالما أن الملجأ (الجمعية) مضمون؟
لا أظن أن بروز جمعيات من هذا القبيل هو من يشجع الظاهرة، فالظاهرة بنيوية مرتبطة بعدد كبير من التحولات، وعدد من الأسر إلى حد كبير بمغرب الهامش وأقصد تلك القاطنة بالأحياء الفقيرة والشعبية قد تطبع نسقها الثقافي مع الظاهرة ولم تعد عيبا كبيراً قد يجلب العار، لأن الشرف لم يعد مرتبطاً قيمياً ببكارة المرأة وعفتها كما كان في السابق، لأن المال بما هو قيمة القيم دفع أسراً بكاملها لامتهان حرف وانحرافات خطيرة قيمياً (الدعارة، المخدرات، بين الخمر وتعاطيه، القوادة...) المهم هو المال، وهذه التحولات القيمية هي إفراز لتحولات المجتمع برمته بمعنى أنها ليست مستقلة، لذلك كما قلت تأتي هذه الجمعيات لحماية على الأقل الحق في الحياة في ظل ظروف هذه الظاهرة خاصة وأن الأم تصبح ملزمة بإعالة طفلها، وهي مسؤولية صعبة في ظل ظروف المغرب بالنسبة لفئات عريضة من الشعب، أما مسؤولية الظاهرة ككل فهي مشتركة ونتيجة عدة عوامل سبق وتكلمنا عنها. ولكن أظن أن دور عائشة الشنا في إماطة اللثام عن الظاهرة لا يمكن إنكاره، فلها يرجع الفضل في إخراج الظاهرة من الخفاء والعتمة والطابو إلى صلب التجلي، وأطن أن المسألة تقتضي تظافر جهود كل مؤسسات المجتمع.
- تعلم دكتور أبلال أن قضبان السجن أرحم من قضبان المجتمع. إذا وقفنا عند نفسية هؤلاء الأمهات (مذنبات وبريئات)، كيف يمكن أن نسهم في بناء ذوات أنثوية تستوعب خطورة الموقف وتقاوم أو تتحدى العواقب والعقبات بأقل الخسائر؟
أكيد أن قضبان السجن أرحم، ولو كما قلت لك لم تعد الظاهرة ببشاعتها كما في البداية، ولم تعد هؤلاء الأمهات تعشن نفس الإهانة كما في السابق، ولو أن حجم المعاناة يكون ناتجاً عن عقدة الضمير وعن حجم المعاناة التي تلاقيها الأم العازبة بعد ما أصبحت مسؤولة عن طفل أي عن حياة، لذلك تعيش اضطرابات تنتهي بها إلى احتراف الدعارة، وبالتالي التخلي عن تربية طفلها التربية الصالحة، حيث يكون الطفل عرضة لكل أشكال الانحرفات، ناهيك عن خطورة الدعارة على المجتمع، من هنا فإن الدور الذي تقوم به الشنة وأخريات دور أساسي، لكن يبقى التفكير في الوقاية والصد أفضل بكثير من استمرار الظاهرة حتى وإن كانت هناك جمعيات كافية وكفيلة برعاية هؤلاء الأمهات، لأن الأسرة المستقرة بأب وأم أساسية من أجل بناء سليم للمجتمع، ولذلك وجب على المجتمع برمته بكل مؤسساته التنشيئية وعلى الدولة توفير الشروط الضرورية للعيش الكريم لكل المواطنين، والتوعية بان الجنس باعتباره طاقة وحاجة بيو ثقافية يجب أن يعمل في إطار القيم الثقافية الأصلية، وأن الأنثى ليست مجرد جنس وشبق ولكن هي كذلك الأم والأخت والزوجة، وأظن أن التربية على الجنس والمواطنة والأخلاق المدنية تعتبر جد مهمة في إعداد جيل بدون اعاقات.
-دكتور أبلال، نلاحظ أن المجتمع يثور على إناث من هذه الشاكلة... لكن من يرحم الطفل الذي ينسى المجتمعُ أو يتناسى أنه في حاجة إلى عاطفة تسمى الأمومة؟
هذا السؤال يترجم في نظري الفحولة المتخيلة في اللاوعي العربي، والهيمنة الذكورية بامتياز، فالرجل ينسى أن هذه الأم هي جزء فقط من الظاهرة، حيث الرجل بنفسه جزء أخر، وهكذا، ولذلك فحجره الذكوري وفحولته المتخيلة تجعله قاسياً حتى تجاه الأطفال، ومن هنا فإن النسق القيمي المغربي والعربي بصفة عامة، نسق ذكوري، حيث يشتغل هذا النسق لا شعورياً وفق نظرية المؤامرة، فهو يفسر أخطاء الرجل بإغراء المرأة وشبقها، ويحيل مسؤولية هؤلاء الأطفال إلى أمهاتهن العازبات ويخرج نفسه من المسؤولية، وهنا يشتغل كذلك هذا النسق القيمي انطلاقاً من المساندة والإحساس المشترك بين الرجال، لذلك يتعاطف مع أبناء جنسه على حساب الأنثى.
- ما مستقبل الأمهات العازبات وما مستقبل أطفالهن؟
في ظل الظروف العامة، وبغض النظر عن وجود الجمعيات الكفيلة أم لا فإن مستقبل هؤلاء الأطفال مستقبل غامض، خاصة وان الأمهات العازبات في معظمهن من هامش المجتمع، كما أن تربية الأطفال في غياب وجود الأب ليست فقط صعبة ولكنها مستحيلة ليس فقط على المستوى المادي لكن على المستوى العاطفي الوجداني كذلك.

- لماذا يصنف المجتمع الأمهات العازبات في خانة واحدة، مع أن ثمة البغايا وثمة الضحايا (ضحايا الاغتصاب مثلا وفي مقدمتهن الخادمات في البيوت)؟
المجتمع سياسياً أريد له أن يفكر في سطح الأشياء لا في عمقها، وثقافياً تم تهييئه ليعيد إنتاج الهيمنة الذكورية والفحولة المتخيلة للرجال، وهنا تساهم حتى النساء في استدامة هذا الواقع الفحولي المتخيل، هذا النسق الفحولي مرتبط بالدم باعتباره رمزا للفتح الأول، ولذلك فشرف المرأة في فرجها، وإن تخلت عنه فهي عاهرة كما قلت لكم سابقاً، سواء كانت بريئة أو مذنبة لأن الأمر سيان، في هذه المسألة فالرجل العربي يعيد إنتاج سفر الطرد والخروج وفق التفكير الديني الذكوري بايقاع التشفي والانتقام... فالمرأة دائماً هي الشر وهي الشيطان، وهي من أخرجته من الجنة وحرمته من الخلود، بطبيعة الحال فالرجل يخرج نفسه من دائرة الاتهام والمسؤولية، ولو رجع إلى الدين بدون تشنج أيديولوجي سيصل إلى حقيقة مسؤوليته الأخلاقية من جهة والمادية من جهة ثانية، وأن المرأة ليست هي المسؤولة الوحيدة في هذا السياق، ناهيك عن أن الوازع الديني يمكنه أن يساعد على التقليل من كل هذه الظواهر، إذ بإمكانه خلق مناعة مكتسبة لدى الأجيال من كلا الجنسين، لكن بمجرد أن نمر إلى مستوى الظاهرة نصبح أمام أشكال أخرى من العلاج المجتمعي والمؤسساتي.
في رأيك كيف يمكن مصالحة الأم العازبة على أهلها على الأقل في ظل القطيعة الصارخة مع المجتمع؟
أظن أن عددا مهماً من هؤلاء الأمهات تمكّنّ من المصالحة مع أهلهن خاصة مع الأهالي، التي تقل فيها هذه الهيمنة الذكورية، حيث الأب متوفي، والإخوة من الذكور صغار، وحيث الأم تمتلك سلطة القرار، وعموماً أظن في ظل الوضع الراهن أن نسبة كبيرة من هؤلاء الأمهات العازبات إذا استطعن الزواج والاستقرار، أو الحصول على عمل كريم فإن المصالحة مع الأهل تصبح سهلة، المهم الاستقرار أو المال هو من يعبد طريق المصالحة، غير ذلك فالأمر يبقى صعباً خاصة بالنسبة لحالات اللواتي ينتمين للأوساط المحافظة، حيث الهيمنة الذكورية جد متضخمة.هل يمكن أن نتفق على أن كل فتاة معرضة لحمل لقب أم عازبة سواء عن طواعية أم بالإكراه؟
لا لست متفقاً، لسبب بسيط هو أن الظاهرة ليست صعبة إلى هذه الدرجة، إذ يكفي أن تكون الفتاة مسؤولة وواعية بالمسألة باتخاذها كل الاحتياطات التي تمنع الحمل، نفس الشيء بالنسبة للشباب من الذكور، يجب أن يعوا خطورة الظاهرة ونتائجها الوخيمة على الأطفال بالدرجة الأولى.
كثيرا ما سمعنا عن أطفال رُضَّع عُثِرَ عليهم في الطريق موتى، وأحيانا أحياء. المجتمع يشفق على طفل في هذا الوضع، لكنه لا يعطي للأم العازبة فرصة لاحتضان هذا الطفل دون أن يصبّ عليها جام غضبه مع ذيل من النعوت البذيئة (الحق والباطل). ما تفسيرك لهذه الظاهرة؟
هي مسألة تفسر عقدة الرجل العربي من المرأة وحقده التاريخي والوجودي عليها، وهو حقد تكرسه الهيمنة الذكورية وفحولة الرجل المتخيلة كما شرحت لكم سابقا.
تجمع فئات المجتمع على تصنيف ظاهرة الأمهات العازبات ضمن الطابوهات. هل هو تحريم لمجرد التحريم أم هو خوف من مواجهة الأمر الواقع (على الأقل ليُعْطى للفتيات درس حتى لا تتكرر الظاهرة مع فتيات أخريات)؟
لم يعد الأمر كما كان في السابق طابوهاً، خاصة بالنسبة للهامش المغربي، وأقصد الأحياء التي تنعدم فيها شروط العيش الكريم، حيث تبرر كل القيم للوصول إلى المال بما في ذلك الشرف، ولكن على العموم كل الأشياء المتصلة بالجنس تعتبر في حكم الطابو، وهذه المسألة تخص كل الدول العربية، لأن الحديث عن الجنس بما هو طابو سوف يجلب الحديث عن السياسة والدين بما هما طابوهان مركزيان.
أحيانا تستوعب العائلة (أو المجتمع) ممارسة جنسية لامشروعة بين الرجل والمرأة قبل الزواج؟ فلماذا تثور ثائرة العائلة والمجتمع عندما تكلَّل العلاقة اللاشرعية بحمل؟
بالنسبة لبعض الأسر نعم، لأن حينما تشرعن العلاقات الجنسية قبل الزواج فهي تفعل ذلك مرغمة لترغيب الرجل وشده إلى الفتاة، خاصة أمام مختلف الإكراهات التي تقف سدا منيعا أمام الزواج، كما أن حرصها على أن لا تصل البنت إلى شبح العنوسة يجعلها تتطبع من قيم المجتمع الجديدة ومن ضمن تسويغ هاته العلاقات ما قبل الزواج.

في رأيك دكتور، كم تستغرق المسافة النفسية من مرحلة نبذ الأم العازبة إلى مرحلة إعادة إدماجها؟
تقاس هذه المسافة بحجم وعي المجتمع بالظاهرة وبحجم اعتبارها طابو يهدد الشرف، كما تقاس بطبيعة الأسرة التي تنتمي إليها الأم العازبة، لأن الظاهرة لا تمس فقط الأوساط الفقيرة، بل حتى بعض الأوساط المندمجة سوسيو اقتصادياً ولكن بشكل أقل.لأن الفقر يرتبط في الغالب بالجهل والأمية والحرمان، لذلك مستوى الوعي الجنسي يكون ضعيفاً.

غالبا ما يؤكد الجرد والإحصاء أن معظم الأمهات العازبات لا تتجاوز أعمارهن 25 سنة على الأكثر. هل هذا يُرْجِع الظاهرة فقط إلى استغلال المراهقات؟ وما محل الفقر من الإعراب؟ (هنا نقصي الفقر يقينا لأن الفقر لا تُحلّ أزمته عند سن 25 سنة).
بكل تأكيد الفقر لا يشرح بمفرده معزولا الظاهرة لأننا في العمق نتكلم عن الجنسانية كوعي بالجنس وارتباطاته بين الجنسين، بما في ذلك الحمل، تربية الأطفال، وما إلى ذلك من وعي بالجسد كطاقة... فقط لماذا هذا السن بالضبط لأن هذه المرحلة جد حساسة جنسيا على مستوى الطاقة الجنسية من جهة والاحساس بالجسد وحاجاته خاصة في ظل الانفجار الجنسي والتحرر الذي بات يعرفه الجسد في عصر الصورة.
ألا ترى دكتور أن فكرة وضع مرشد اجتماعي أو نفسي في كل مؤسسة تعليمية تحدّ من انتشار الظاهرة لاسيما في مرحلة المراهقة؟
بكل تأكيد ستكون مسألة مهمة على المستوى التربوي الجنسي والقيمي، لكن الظاهرة ترتبط بعوامل أخرى سبق الحديث عنها ، لكن مسألة التربية الجنسية والقيمية والسلوك المدني كشكل من أشكال التنشئة السليمة المفككة للهيمنة الذكورية والفحولة المتخيلة، وعلى المواطنة السليمة والإحساس بالآخر ستكون مهمة في الحد من الظاهرة.
في ظل تفاقم ظاهرة السياحة الجنسية، ألا نرى أن هذه الظاهرة لن تفرز إلا جيوشا من الأمهات العازبات وجحافل من الأطفال بدون هوية؟
بكل تأكيد، خاصة أمام حجم مغرب الهامش/مغرب الفقر والحرمان والجهل، وخاصة أمام ضرورة البحث عن المال باعتباره أصبح قيمة القيم، لكن مع توعية جنسية وتربية جنسانية لا تقتصر فقط على الجنس، أظن أنه يمكن الحد من الظاهرة لأنها مرتبطة بالأساس باتخاذ الاحتياطات لعدم وقوع الحمل .


أجرت الحوار:سعاد درير



#عياد_أبلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البهائية والتعددية الدينية بالمغرب
- العلاقة الجنسية بين الجنسين وفق الهيمنة الذكورية
- العنف بين الزوجين من منظور سوسيولوجي
- العلاقات بين الجنسين من منظور الفحولة المتخيلة
- وظيفة المسرح الثقافية والاجتماعية ،قراءة في كتاب المسرح و ال ...
- أسس ومرجعيات البحث السوسيولوجي عند الأكاديمي أحمد شراك
- زراعة وتجارة المخدرات بين الممارسة والقانون والسياسة بالمغرب
- فلسفة القوة عند نيتشه
- أسس ومرجعيات البحث السوسيولوجي عند الباحث المغربي - محمد مهد ...
- كرة القدم بالملاعب بين التشجيع و الشغب كتعبير عن خلل وظيفي ف ...
- ظاهرة التسول بالمغرب بين الديني والسياسي والاجتماعي
- الإرهاب في الوطن العربي مقاربة سوسيولوجية: أحداث 16 ماي بالد ...
- زواج المتطرفين الأصولين بين زواج المتعة والزواج العرفي، نحو ...
- الزواج المبكر طلب سوسيو ثقافي جنساني وشكل من أشكال إضفاء طاب ...
- الإعلام، التنمية والجريمة في المغرب
- صورة المرأة العربية وتفكيك الفحولة المتخيلة في الخطاب السردي ...
- المجال والتحولات الاجتماعية
- السحر والشعوذة, التمثلات الاجتماعية, التطبيقات والتجليات في ...
- المرجعيات الثقافية والاجتماعية للزواج المختلط بالوطن العربي ...


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عياد أبلال - الأمهات العازبات بين الدين والمجتمع