أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عياد أبلال - العلاقات بين الجنسين من منظور الفحولة المتخيلة















المزيد.....

العلاقات بين الجنسين من منظور الفحولة المتخيلة


عياد أبلال

الحوار المتمدن-العدد: 2656 - 2009 / 5 / 24 - 06:33
المحور: مقابلات و حوارات
    


الباحث السوسيولوجي المغربي عياد أبلال ل" نساء المغرب " :
" أرى بأن التساكن بما هو إطار رمزي مدني وثقافي اجتماعي مبني على الاختيار و الإحترام المتبادل والمساواة والحب خير وسيط للعلاقة بين الجنسين "


1 - ما هو مفهوم الرجولة والذكورة في الموروث الثقافي والشعبي المغربي؟ وما هو الفرق بينهما
في البداية يجب أن نقيم الفرق ونبسطه للتحليل بين المفهومين، باعتبارهما مفهومين مركزيين في الجنسانية العربية، ولو أن المفهوم الأول يكاد يكون مهميمناً على حقل التسميات والمفاهيم التداولية في الثقافة الشعبية كما العالمة في كثير من الأحيان، فالثقافة العربية الإسلامية انبنت على مفهوم القوامة، بما هي مجال للرجال، لا للنساء، كما أنها ثقافة شفهية في المقام الأول، حيث لم يأت التدوين والكتابة إلا بشكل متأخر، نقل للأسف وبشكل ممنهج وانتقائي الحمولة الفكرية والثقافية العربية، بما هي نتاج فكر الرجل،مع أن الفرق شاسع بي الرجل والذكر، وبين المرأة والأنثى، فالفرق الأول بين هذه المفاهيم هو فرق في الدرجة كما هو الحال بين الذكر والأنثى، إذ حينما يولد الإنسان بيولوجياً فهو يحمل جينات أنثوية وذكورية في نفس الوقت ، بمعنى أن الفرق بين الجنسين هو فرق بيولوجي في الدرجة ليس إلا ، لكن الثقافة والتربية هي من تحول الذكر إلى رجل والأنثى إلى إمرأة، كما هي التي تمنح الهيمنة والسلطة للذكر على الأنثى بتحويل هذا الذكر إلى رجل والعكس، لكن المتخيل الشعبي العربي بما هو امتداد واستمراية للفكر والثقافة العربية القديمة عن طريق مختلف الأطر الأيديولوجية التي تريد استدامة الهيمنة الذكورية و تكريسها وجد في الدين والخرافة والأسطورة المجال للخصب لتمرير هذه الهيمنة وهذا الحجر، لذلك كانت المغالطات والخلط والتموية أليات هذه الهيمنة، حيث أن هذا الفكر، وهذا المخيال الجمعي كان وما يزال يبعد بشكل واعي أحياناً وبشكل لا واعي أحياناً أخرى الاختلاف والفرق الكبير بين الذكورة والرجولة، كما يخفي بقناع القوامة والفحولة المتخيلة أن الثقافة والمجتمع هو الذي يحول الذكر إلى رجل والأنثى إلى إمرأة، بالرغم من أن المشترك البيولوجي كبير بين الجنسين، وهنا تحضرني مقولة، سيمون دي بوفوار: " إننا لا نولد نساء، ولكن نصبح كذلك " بمعنى أن الرجل والمرأة مفاهيم وتسميات ثقافية واجتماعية، لكن للإجابة على تساؤلكم وتقريبكم أكثر من بؤرة التوثر أقول بأن الثقافة العربية الإسلامية ثقافة فحولة متخيلة وحجر مادي ورمزي على المرأة، لذلك فهي تقصي وتبعد من مجال النقاش والتداول مفهوم الذكورة، لأنه في الحقيقة وبغض النظر عن مواصفات ومعايير الرجل في الثقافة العربية، وهي معايير إختزالية و إقصائية، وهي (الشهامة، المروءة، الشجاعة،القوامة والقدرة، الكرم، الصبر، النخوة والكرامة.....) والتي يمكن للمرأة كذلك وبالمثل أن تتحلى بها ، لا نجد أن كل الرجال يتميزون بهذه المواصفات ويمتلكون هذه المعايير، وفي نفس الوقت يتم اختزال كل تلك لالمواصفات والمعايير السلوكية في القوامة والقدرة فقط ، لهذا وبالرجوع إلى الواقع السوسيولوجي نجد أن جزءا كبيراً من الرجال هم في الحقيقة مجرد ذكور فقط .
2 - ما هي التغيرات التي طرأت على المجتمع المغربي وعلى الأسرة، خاصة ما يتعلق بالقوامة بعدما أصبحت المرأة تقتحم المجالات المتعددة مما أدى إلى اعتبار الرجولة ليست النفقة التي يشترك فيهما الطرفان؟
كما هو معلوم في الأنثربولوجيا وعلم الاجتماع،فإن الفكر، كما الممارسة بما هي في العمق عادات وتقاليد وسلوكات وإن كانت جديدة وحديثة،فهي لا تعدم الصلة بالماضي وبالثقافة كإطار مرجعي،ذلك أن سلوكاتنا تبقى مدينة للسلوك أو للثقافة القاعدية، التي تتجدد وتتغير باستمرار كما يقول رالف لينتون، ومن هنا أقول أن المجتمع المغربي عرف وما يزال عدداً كبيراً من التحولات القيمية والثقافية الاجتماعية، وخاصة تلك المتعلقة بالعلاقة مع/ وبالمرأة، وما مدونة الأسرة سوى نتاج لما يعتمل داخل المجتمع المغربي، خاصة الفئات الاجتماعية ذات الثقافة العالمة، والحداثية، والتي بفضل مختلف وسائل الإتصال الجماهيرية باتت في متناول فهم الأوساط العادية،ذلك أن المرأة أصبحت مكون أساسي من مكونات الحقل الثقافي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي، بما هي عضو فاعل ومواطن كامل المواطنة،على الأقل دستورياً ، وطبيعي جداً أن يقع تحول كبير في النظرة إلى الرجولة في ارتباطها بمفهوم القوامة، حيث أنه وكما أتبثت الدراسات- ومنها بعض الدراسات التي قمنا بها - أن عددا كبيراً من النساء هن من يعيل أسرهن، وهن من يسيرن بيوتهن،بل إن من الرجال من لا يستطيع حتى الإنفاق على نفسه،فبالأحرى على زوجته وأبنائه، من هنا تسقط تلقائياً مسألة القوامة المرتبطة بالنفقة، لكن بالرغم من ذلك ونظراً لإرتباط المفهوم بالمخيال الشعبي واللاشعور الجمعي يلجأ عدد كبير من الرجال للسيطرة على راتب وأجرة الزوجة، ليتكلف بالإدارة والتسيير، موهماً نفسه أنه القوام و الرجل رب البيت، وهناك من النساء من لا تستصيغ أن تصرف أجرتها حتى ولو تعلق الأمر بأمور البيت، بنفسها، حتى ولو كان الزوج نفسه يتصرف بدون مشورتها، كل ذلك لأقول بأن مسألة القومة والرجولة ليست فقط مفاهيم، بل هي ممارسات وطريقة عيش وتفكير، لذلك فحتى وإن أتبث الواقع الاجتماعي والاقتصادي فشلها وزيفها،فإنها مستمرة في التواجد والعيش في المجتمع المغربي كما العربي بشكل عام،
4 -وهل يمكن للرجولة أن تستبدل بإطار اجتماعي آخر يضمن المساواة ولا ينقص من مكانة الرجل؟
قلت بأن الرجولة والأنوثة، والنسائية .... بقدرما هي مفاهيم ،فهي ترجمة لواقع معيش، ولأسلوب في العيش والتفكير، أنها مفاهيم تعكس روح المجتمع، وروح الشعب، وتغيير ها بما هي جزء من الثقافة العربية الإسلامية، يتطلب وقتاً طويلاً إلى هذا الحد أو ذاك، طبعاً حسب وتيرة التحولات والتغييرات التي يعرفها المجتمع، لذلك فإنني أجد في التساكن بين الجنسين (الذكر والأنثى) خير وسيط علائقي وخير إطار ثقافي واجتماعي يمكن أن يجمعهما، وأظن أن المغرب بدأ رمزياً وبشكل محتشم في هذا التوجه من خلال تحوله القيمي الكبير الذي بتنا نعيشه، ولكن شريطة الإقرار التام والكامل بالمساواة التي أجدها في بدايتها وما تزال شكلية حتى داخل أوساط النخبة (مثلاً مشاركة المرأة في البرلمان، الأحزاب، الجمعيات،....إلخ)،لأن التساكن إطار مدني ثقافي واجتماعي مبني على المساواة والاحترام المتبادل، كما انه مبني على الاختيار والطواعية، والتكامل وهي الشروط الموضوعية لكل علاقة بين الجنسين سواء كانت في إطار مؤسة الزواج، أو في إطار شكل آخر من الإرتباطات، لأن الزواج وفق مفاهيم الرجولة والفحولة والقوامة مجرد عقد اجتماعي لإضفاء طابع الشرعية على الجنس ، وفي نظري ما يزال الكثير أمام المثقفين والمثقفات والإعلاميات والإعلاميين وفاعلي المجتمع المدني بشكل عام ،لفعله حتى نصل إلى مجتمع التساكن والمساواة بما هي مداخل دولة الحق والقانون، التي لا يمكن أن نصلها ونصف المجتمع معاق ومحجور عليه،إن المغرب لا يلزمه قطار " تي جي في " بنفس الضرورة الملحة التي يلزمه فيها أن يشتغل ثقافياً على سؤال المساواة وتفكيك الفحولة المتخيلة سياسياً واقتصادياً ودينياً واجتماعياً ...



#عياد_أبلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وظيفة المسرح الثقافية والاجتماعية ،قراءة في كتاب المسرح و ال ...
- أسس ومرجعيات البحث السوسيولوجي عند الأكاديمي أحمد شراك
- زراعة وتجارة المخدرات بين الممارسة والقانون والسياسة بالمغرب
- فلسفة القوة عند نيتشه
- أسس ومرجعيات البحث السوسيولوجي عند الباحث المغربي - محمد مهد ...
- كرة القدم بالملاعب بين التشجيع و الشغب كتعبير عن خلل وظيفي ف ...
- ظاهرة التسول بالمغرب بين الديني والسياسي والاجتماعي
- الإرهاب في الوطن العربي مقاربة سوسيولوجية: أحداث 16 ماي بالد ...
- زواج المتطرفين الأصولين بين زواج المتعة والزواج العرفي، نحو ...
- الزواج المبكر طلب سوسيو ثقافي جنساني وشكل من أشكال إضفاء طاب ...
- الإعلام، التنمية والجريمة في المغرب
- صورة المرأة العربية وتفكيك الفحولة المتخيلة في الخطاب السردي ...
- المجال والتحولات الاجتماعية
- السحر والشعوذة, التمثلات الاجتماعية, التطبيقات والتجليات في ...
- المرجعيات الثقافية والاجتماعية للزواج المختلط بالوطن العربي ...


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عياد أبلال - العلاقات بين الجنسين من منظور الفحولة المتخيلة