-البقر- في وطن ع وتر

عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 3094 - 2010 / 8 / 14 - 20:56
المحور: حقوق الانسان
    

بقلم- عطا مناع
لن انقد من اجل النقد، لكنني مضطر للوقوف أمام المدرسة النقدية البدائية لفضائية فلسطين التي يقف على رأسها ويتربع على قمتها السيد يا سر عبد ربة ، والقمة أو راس الهرم لها مدلولات مختلفة وأحد هذه المدلولات هو الخازوق، ويبدو أن السيد عبد ربة عقد العزم على خوزقة الشعب الفلسطيني بما "يتحفنا" بة والذي يفترض أن يكون ضيفاً "خفيف الظل" في الأيام القادمة من الشهر الفضيل في برنامجه وطن على وتر.
درب من الغباء ان لا تحترم المنهج العلمي البناء للنقد، وخاصة ان بلدنا متخمة بالقضايا التي بالضرورة تسليط الضوء عليها للارتقاء بوعي المشاهد الذي يفترض ان يحظى باحترام، ويأتي الاحترام من المصداقية وليس الهبوط بوعي المشاهد وتحويل المنهج النقدي لواقعنا الى صف كلام من اجل تسويق الضحك دون التفكير بعواقب الأمور.
القضية شمولية ولا تخضع للانتقائية، وهي أمانة إعلامية من شأنها نشر ثقافة الثقة والصمود في وجة المتغيرات التي تسحق ما تبقى فينا قيم، لذلك كنت أتوقع من أسرة برنامج وطن على وتر ان تُقيم ما قدمته في رمضان الماضي، لكن المكتوب يتضح من عنوانه ، وعنوان فضائية فلسطين ان الشعب الفلسطيني شعب لا يستحق الحياة، وجاء ذلك في المقارنة بين الزواج في فلسطين واليابان.
عكست الحلقة إننا شعب لا يستحق الحياة، السؤال للسيد ياسر عبد ربة الذي يجلس على رأس فضائية فلسطين؟ من قال لك ان هذا هو شعبنا؟ كيف تسمح لنفسك ان تصور شعبنا بصورة الرعاع والمتخلفين؟ أتحداك ان تعطيني حالة زواج واحد بين الأطفال في سن الطفولة حدثت في فلسطين؟ أم انك لا تجرؤ على التعرض للزواج الذي يجتاح الدول العربية بين المسنين والأطفال؟ إذا كنت لا تعرف اقرأ لأنك المسئول الأول والأخير ما يعرض على فضائية فلسطين.
اسمح لي سيد عبد ربة ان استفيد من مساحة الديمقراطية التي تحاول تمريرها على شعبنا، واسمح لي ان أقول لك كمسئول أو عن سياسة فضائية فلسطين أننا شعبُ فقير معثر تكالبت علية الأمم ويفترض ان تكون الأعرف بواقع شعبك ...مش انت قيادي تاريخي .... لكننا يا سيدي لسنا بقر ولسنا متخلفين الى هذه الدرجة التي حاولت فضائيتك ان تصورها، والذي يحيرني ويقلقني كفلسطيني أكل الدهر علية وشر ما هي الرسالة التي كنت تريد ان توصلها للعالم؟ وكيف تختار شريحة معينة لتؤشر عليها، وما قصة ال4 كيلو ذهب ووقية؟ يبدو انك لا تمشي في الشارع أنت وطاقمك ولا ترى أوضاع شعبك وتقاليد شعبك والمتغيرات الاجتماعية الايجابية التي يعيشها مجتمعنا والمتماشية مع الأوضاع الاقتصادية، وبالمناسبة..... يا سيدي الشعب ليس غازي ألجبالي الذي كان يتقن جمع آو سلب الذهب وتجميعة بالأرطال، إلا تتفق معي ؟؟؟
لست بصدد الغوص في التوصيف ولا سرد المشاهد المضحك لدرجة القرف للحلقات الأولى من برنامجك الذي يفقد أطفالنا قوة المثل، يا سيدي خلينا نضحك شوي على أبو العبد العاشق الولهان لهيفاء وهبي!!!!!!!!! لكن في اعتقادك الى متى سنضحك؟ وهل أنت تغير من الواقع أم تؤزم الواقع بثقافة المسخ ؟ سامحنا يا أبو العبد ومش لازم تزعل مع ان شعبية هذا البرنامج يمكن ان تساهم في فضح الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني عندك في قطاع غزة وعندنا في الضفة، مرة أخرى اقرأ.
يا رجل حرام عليك هذا التشويه، تُزوج طفل لا يتجاوز عمرة الحادية عشر عاماً للمرة الثالثة على فضائية يشاهدها عشرات الملايين من الناس، ما هذا الانفلات ؟؟ لا أبالغ إذا قلت لك انك ترتكب جريمة تجاه شعبك ووطنك تستحق المحاكمة عليها، من يعطيك الحق لتشوه شريحة واسعة من مجتمعك؟؟ وكيف تقبل الفضائية هذا الهبوط؟؟ وهل فضائية فلسطين تخضع لسياسة الرجل الواحد؟؟ وهل هذا التجديد والجيل الشاب الذي بشرتنا بة.
ان منهج "التحشيش" الثقافي الذي يجتاحنا لا يعكس المضمون الحقيقي لثقافة الشعب الفلسطيني، وإذا كانت الامور كذلك فعلى شعبنا وقضيتنا السلام، ولا أقول أننا شعب بدون سلبيات وإمراض ولكن لسنا بقراً يا فضائية فلسطين، ولسنا بدون تراث وقيم وأخلاق اجتماعية يا فضائية فلسطين، لنا عاداتنا الغذائية كشعب، ولنا ترائنا الاجتماعي الذي نعتز بة، ونحن لا نتاجر بأطفالنا الذين أساءت إليهم قناة فلسطين الفضائية من خلال ثقافة النقد من اجل النقد، ولذلك على المؤسسات التي تعني بحقوق الأطفال والمؤسسات التربوية ان تقف مطولاً أمام هذه الفوضى وهذا الفلتان الفكري الذي يوجه لشعبنا ضربة مؤلمة في الخاصرة.
للبرنامج شعبية واسعة في فلسطين، وبالتحديد في وسط الأطفال، واللة شر البلية ما يضحك، واللة نحن بحاجة لرقابة على أداء وسائل الاعلام ومتبعة للبرامج التي تقدمها وعلى رأسها فضائية فلسطين، والمستغرب في حالتنا هذه.... لماذا لم يقف احد من العاملين أو الإداريين ليقول هذا عبث؟ أليس ما عرض في الحلقات الأولى تجني على أطفالنا وعلى بلدنا؟ لماذا استهداف السيد إسماعيل هنية؟ هل الرجل الذي شاهدناة في الحلقة الثانية من برنامجكم هو إسماعيل هنية؟
في النهاية أتمنى ان لا تتورط فضائيتنا التي نكن لها الاحترام لانتا نعول على مستقبلها بعد تنظيفها وإعادة بناءها على الطريقة الفلسطينية، لأننا نحن الفلسطينيين اللي فينا مكفينا، ولذلك نحن بحاجة لوقفة حقيقة للدفاع عن ذاتنا أمام هذا التشويه الذي صورنا على شكل الحيوانات ونحن لسنا كذلك وإنما نحن ضحية صاحب القمة الذي نقول كل كلُ إناء بما فية ينضح.

#عطا_مناع (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات