أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نادية عيلبوني - ما هي الاستراتيجية الفلسطينية البديلة لرفض المفاوضات؟














المزيد.....

ما هي الاستراتيجية الفلسطينية البديلة لرفض المفاوضات؟


نادية عيلبوني

الحوار المتمدن-العدد: 3090 - 2010 / 8 / 10 - 10:57
المحور: القضية الفلسطينية
    


شأني في ذلك الكثير من الفلسطينيين الأشاوس والصناديد، من الذين يرفضون وبشدة، استئناف المفاوضات المباشرة مع الإسرائيليين. لأن تلك المفاوضات حسب ما أرى، ويرى الجميع، لن تكون بأفضل من سابقتها على صعيد النتائج.ولكن هذا ليس بكاف ليمنع عقولنا من طرح الأسئلة الملحة والصعبة وخصوصا، تلك المتعلقة بالنتائج المترتبة على هذا مثل هذا القرار، والتي لا تستطيع الشعارات البراقة والجميلة ، مهما امتلكت من جماليات و ضجيج وصخب، الإجابة عنها:
هل يمكن لمحنة الفلسطينيين أن تتوقف بمجرد رفضهم لتلك المفاوضات؟ماذا لو نفذت الولايات المتحدة والدول المانحة تهديداتها بوقف الدعم المالي والتقني والتعليمي الذي يعيش عليه الفلسطينيون بنسبة 80% كإجراء عقابي لمواجهة هذا الرفض؟ من أين لنا تعويض مثل هذا الدعم ، وكيف بإمكاننا إعفاء شعبنا من شبح مجاعة مؤكدة إذا ما نفذت تلك التهديدات؟ماذا لو كان ثمن رفضنا للمفاوضات المباشرة لجوء إسرائيل إلى قطع الماء والكهرباء عن الضفة الغربية ومنع وصول المواد الغذائية إليها؟ ماذا لو أقفلت كل المعابر في وجه أبناء الضفة ؟هل نمتلك في جعبتنا بدائل أخرى تعفينا من التقدم نحو هذه النتائج الكارثية؟هل لدى السلطة ومعارضيها ومنتقديها ، في حال التشبث برفض استئناف المفاوضات وسائل فعالة وناجعة لوقف شبح حصار جديد يطال كل أسس حياتنا المادية؟؟هل هيأ الفلسطينيون ما يكفي من أسباب" القوة ورباط الخيل"للقول بالصوت العالي أننا نرفض المفاوضات المباشرة؟ هل في جعبة الفلسطينيين خططا لتوفير بدائل مالية وعلمية وتقنية غير تلك التي تقدمها الدول المانحة ، لجعل كلمة "لا" قاطعة وكبيرة وواضحة ولا رجعة عنها؟ وما هي هذه البدائل وتلك الخطط؟هل لدى صناع القرار الفلسطيني أو أي من المعارضين لاستئناف المفاوضات في حال قررا معا لانتفاضة ثالثة، ضمانات أكيدة بأن نتائجها ستكون لمصلحة الفلسطينيين وقضيتهم؟ وما هو سر تفاؤل البعض بالنتائج التي ستسفر عنها انتفاضة ثالثة في حال قيامها؟وما هي الضمانات التي تجعل بعضنا متأكدا من النصر، أو من وقف تلك الضغوط التي تمارس وستمارس علينا؟
هل يضمن الفلسطينيون موقفا عربيا ماليا وسياسيا داعما، لتجسيد كلمة "لا" في الواقع ؟وما هي ضمانات هذا الدعم؟
لا يجب الاكتفاء إذن، بتسجيل المواقف على بعضنا البعض، كما أن لجوء بعض الكتاب والتنظيمات إلى معزوفة التخوين، لا يعفي أحدا من وضع كل تلك الأسئلة وتلك الاحتمالات وأخذها بعين الاعتبار. فالسياسة بما هي فن إدارة المصالح لا تقوم على العواطف والكرامات ، بل تقتضي التحسب ووضع كل الاحتمالات موضع الجد، وميزان كل قرار بميزان العقل والاستعداد التام لتحمل نتائجه. من السهل قول كلمة "لا" ، إلا أنه ليس من السهل تجاوز كل تلك الأسئلة والاحتمالات التي يطرحها الواقع المر علينا جميعا دون استثناء.
أستغرب تماما أن نقرأ مئات المقالات التي تكتب وتدبج في رفض استئناف المفاوضات المباشرة ، دون أن نقرأ مقالا واحدا يتجرأ صاحبه على مخاطبة عقولنا ، أو حتى إحاطتنا برؤية واضحة عن الكيفية التي تجعلنا نواجه ما سيسفر عنه موقفنا الرافض لأية مفاوضات. فما هو السر في هذا يا ترى؟هل هو من باب الاعتياد على الاستخفاف بحياة وعقول الناس عندنا ونشر أوهام القوة الغير موجودة أصلا ، أم أن لدى هؤلاء ضمانات بوجود نصر إلهي محتم لا ينبغي الكشف عنه للعامة فيما لو تمسكنا بقول "لا". وما هي بشائر هذا النصر الإلهي ؟ هل سيكون كذاك الذي شهدنا آثاره أثناء الحرب على غزة، أو كذاك الذي شهده لبنان في حرب تموز؟
أسئلة تتطلب من كل هؤلاء الذين يطرحون أنفسهم من خلال الصحف والمواقع والشاشات الفضائية ك"محللين سياسيين"، الإجابة عنها، إجابات تحترم عقولنا،وتبتعد عن تصوير الفلسطيني بالكائن الخرافي الذي لا يحتاج في حياته ما يحتاجه أي شعب آخر ليبقى على قيد الحياة.



#نادية_عيلبوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتفال بفيينا بترجمة أول عمل ابداعي للأطفال بالألمانية للش ...
- آفات الثقافة الفلسطينية
- هل كان رأي أدونيس في درويش منصفا؟
- بوح إمام القاتلين -قاين- قصة قصيرة
- القدس والمقدس والغرائز الوحشية
- الأمير الأخضر ، دروس وعبر
- القذافي، بين سوء تربية الأولاد وبين إعلان الجهاد
- ما سر غزل د. أبو شمالة بفن السياسة المصرية؟
- مطر قصة قصيرة
- القرضاوي ينبغي محاكمته، ردا على بدر الدين المدوخ
- الهجوم الإسرائيلي الحمساوي على حكومة سلام فياض هل هو مصادفة؟
- لا حل للأقباط إلا بالخروج من وصاية الكنيسة
- متى يتحرر الدين من سجن السياسة
- لماذا تجاهلت الصحافة الفلسطينية ترشيح الروائي ربعي المدهني ل ...
- ظهور العذراء ليس حلا لاضطهاد الأقباط
- ظهور العذراء والعقل الخرافي المصري
- إنهم يعهرون الشريعة!!
- أين هي مقاومة حماس وحزب الله؟
- هل تحولت صدور نسائنا إلى ساحات للجهاد؟
- حماس وانفلونزا الخنازير


المزيد.....




- حفلات زفاف على شاطئ للعراة في جزيرة بإيطاليا لمحبي تبادل الن ...
- مباحثات مهمة حول القضايا الدولية تجمع زعماء الصين وفرنسا وال ...
- الخارجية الروسية تستدعي سفير بريطانيا في موسكو
- الحمض النووي يكشف حقيقة جريمة ارتكبت قبل 58 عاما
- مراسلون بلا حدود تحتج على زيارة الرئيس الصيني إلى باريس
- ارتفاع عدد قتلى الفيضانات في البرازيل إلى 60 شخصًا
- زابرينا فيتمان.. أول مدربة لفريق كرة قدم رجالي محترف في ألما ...
- إياب الكلاسيكو الأوروبي ـ كبرياء بايرن يتحدى هالة الريال
- ورشة فنية روسية تونسية
- لوبان توضح خلفية تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نادية عيلبوني - ما هي الاستراتيجية الفلسطينية البديلة لرفض المفاوضات؟