أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - عطا مناع - عن المفتاح العتيق واصل الحكاية














المزيد.....

عن المفتاح العتيق واصل الحكاية


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 3083 - 2010 / 8 / 3 - 12:39
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


مزيج من الغضب والحنين وبعض الذكريات وأشتياق يتحدى المستحيل، ما أكذبك أنت الذي ترحل الي المستحيل عبر الكلمات، أنت يا من ترسم الطريق بأصابع يديك الغضة على جدران المخيم المتهالكة، وأنت تعرف أنهم ذبحوا حنظلة وتكالبوا على لحمة بنهم وشربوا دمة حتى الثمالة وقالوا شهيداً، لا تتعجب أيها الحالم ويا من تغرد خارج السرب، ألم تتعبك السباحة بعكس التيار الجارف؟ من أنت لتقف في وجه العاصفة؟ ومن أي طينة جُبلت؟ ومتى تتخلص من رائحة من سبقوك أيها المغامر الذي يجوب المستحيل بحثاً عن هوية.
عليك أن تعترف أيها المتقوقع في ذاتك انك مجرد ماض يتغذى على ما تبقى من ذكريات وحكاية تتكالب عليها الجرذان التي خرجت منك، أيعقل انك فقدت ناصية الإدراك وتتمسك بمنطق الجرذان؟ حكايتك ملك لك احملها ما شئت ولتدفن معك مثل الذين سبقوك، واقنع ذاتك انك لم تفرط ولم تخن حكايتك أيها الخائن الصامت المفرط المفتخر بقهرك وعجزك عن قول الحكاية.
قل لي يا من تتغذي على العتمة وتتوالد القهر عبثاً، ما قيمة أن تُرسم الحكاية في العتمة؟ عن أية حكاية تتحدث؟ ماذا تبقى لك من الحكاية بعد رحيلها؟ والى متى تقنع نفسك أن لك حكاية أنت الذي خصتة مرحلة الصمت لتتحول الى ضدك.
أيعقل أن تتحول لضدك؟ وكيف تسلل البرد لحكايتك أيها التائه في دهاليز التوراتية أيها المكتوي بسياط الصمت؟ أهدا أنت؟ ماذا ستقول للذين سبقوك لحظة اللقاء؟ كيف سيكون الحال مع الأب ورفيق الدرب والضحايا ووجع الأرض ومن بشرك بان الحكاية قضية والقضية لا تموت؟ اعرف انك تضحك من نفسك ومن حوارك مع ذاتك الأسيرة المستلبة السائرة الى حتفها دون وعي يا من فقدت الذاكرة والحكاية.
ادعوك يا من ارتضيت لنفسك الركوع واستجداء حكايتك للعودة الى البداية، تخلص أيها التعس من ضياعك واعقد العزم على مواجهة زمنك وارجع إلى الوراء وأطلق العنان للسريرة وتغلب على نفسك التي امرتك بسلوك منهج السوء، ماذا ترى؟؟
ألا ترى الخيانة منذ البداية، أترى الوعد الذي استلب منك روحك ورمى بك الى المجهول؟ انظر عبر زمنك وامتشقك الحقيقة وبشر بها الأموات قبل الإحياء، استحضر أرواح من ذهبوا وفي قلوبه الغصة، اترك العنان لدير ياسين الحكاية، وأصغ لانين الضحايا لعلك تستمع لصدى الوجع الأبدي لدير ياسين الذي يعانق الآلاف التساؤلات التي صرخت بها كفر قاسم قبل أن يغيب العالم عنها وتسود العتمة.
أيها المتعثر في ذاتك والهارب من قدرك انصهر في حتميتك واجمع أشلاء وعدك وعُد الي الوراء ستون عاماً وراقب الوجوه التي انتصرت حكايتها وسلمتك مفتاحها، قل لهم أنك ستعود وستعانق الحكاية، خبرهم عن مفتاحك العتيق والجدول وظل الشجرة، احرق المسافات والعن المرحلة فبينك وبينها بحر من الدماء وطول انتظار ووعدُ وحكاية، أعلن اشتياقك لمائها وهوائها، حدث من حولك عن ترابها وسمائها وجبالها وسهولها، عرج بهم على بيسان والقي التحية على برتقالها الحزين، واحتضن حيفا ويافا وعكا وتمتع برذاذ بحرها ففيه يكمن الخلاص واقرأ حكايته على كل موجة، فعند بحر عكا الحكاية والرواية، صدق بحرك فالبحار لا تعرف التزوير، وعند البحر حكايات الرجال مع العاصفة.
أيها المراوغ متى تتصالح مع الحقيقة، ألا تتعظ مما يدور حولك والذي قال لك لا لكاتم الصوت ورحل؟ وترك لك إرثاً تتزود به في رحلتك عبر الحكاية، لقد رسم لك الحكاية وفصل لك المشهد، فأيامك تتوالد كواتم الصوت، فما الفرق أن تذبح في شوارع لندن أو غزة أو الضفة الغربية؟ ما رأيك في الموت المجاني وجنازات"العار" التي جاءت بفعل يدك؟ أيعقل أن تكون القاتل والمقتول؟ كيف يمكنك وأنت الذي ولدت من خاصرتك الحكاية أن تذبح نفسك باسم الحكاية.
إليك أيها ألانا اصل الكلام، لن ينفعك الهروب من المتاهة، أنت المتاهة، وأنت اصل الحكاية، اكفر بالواقعية التي التفت على رقبتك، وانبذ المقاومة التي لا تعترف بك، والعن سقط الكلام في سرك وعلنك، واخرج الي الناس واعقد اجتماعك الطارئ وبشر بوعدك الأزلي، وادر الظهر للمنقسمين وتمترس بمحطتك المؤقتة التي افقدوها الحنين، ارفض أن تكون حطباً لشهواتهم الدموية، وارفض ديمقراطية الظل التي ينادون بها، لك دينك ولهم دين، فأنت اصل الحكاية، وأنت كل الحكاية، أنت ضحية معاركهم ونزواتهم وأجندتهم، أنت من طينة تختلف عن طينتهم، فلا تقبل روايتهم فهم يضللوك ويستنزفوك ولا يقدما لك إلا السراب.
اترك ألان وأعود الي حيث أنا في أعماقك حيث الحكاية، فيا صديقي الذي هو انا لا يمكن لنا أن نهرب من حبنا واشتياقنا وبعض الغضب الذي ينتابنا، يا صديقي الذي هو أنا اعذرني على حواري المجنون هذا، فنحن لا نستطيع الحياة إلا بالجنون، وديمومتنا والجنون والوجع والحكاية أساس وجودنا.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة داخلة فينا شمال
- المشهد الفلسطيني والاستئناس بالخازوق
- عن غسان كنفاني والمخيم وتباشير الفجر
- خبر فلسطيني عادي جداً
- الحلقة المفقودة في لجم أطراف الانقسام الفلسطيني
- المصالحة والانتخابات المحلية ضدان لا يلتقيان
- مؤتمر مناهضة التطبيع وأبله دستوفسكي
- شكراً حماس
- في ذكرى النكبة 62: كان المخيم
- هل تنوفا ألذ من الجنيدي؟؟؟
- في يوم تشيع شهيد معركة الأمعاء على الجعفري
- مات على الحاجز؟؟
- يا سيدي: من حقي أن أعود وأنت لا تمثلني؟؟
- يوم الأرض 2010
- لماذا تستهدف دولة الاحتلال أطفال فلسطين؟
- الزميل عبد الناصر النجار: لا يكفي حرق أثاث النقابة
- هل تريدون انتفاضة في مناطقC ؟؟
- شعب بلا قيادة وقيادة بلا شعب
- الثامن من آذار وجرائم..الشرف؟!
- النقد عيب: لان السكوت...؟؟!!


المزيد.....




- رغم تصريحات بايدن.. مسؤول إسرائيلي: الموافقة على توسيع العمل ...
- -بيزنس إنسايدر-: قدرات ودقة هذه الأسلحة الأمريكية موضع تساؤل ...
- إيران والإمارات تعقدان اجتماع اللجنة القنصلية المشتركة بعد ا ...
- السعودية.. السلطات توضح الآلية النظامية لتصريح الدخول لمكة ف ...
- هل يصلح قرار بايدن علاقاته مع الأميركيين العرب والمسلمين؟
- شاهد: أكثر من 90 مصابا بعد خروج قطار عن مساره واصطدامه بقطار ...
- تونس - مذكرة توقيف بحق إعلامية سخرت من وضع البلاد
- روسيا: عضوية فلسطين الكاملة تصحيح جزئي لظلم تاريخي وعواقب تص ...
- استهداف إسرائيل.. حقيقة انخراط العراق بالصراع
- محمود عباس تعليقا على قرار -العضوية الكاملة-: إجماع دولي على ...


المزيد.....

- مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3 / عبد الرحمان النوضة
- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - عطا مناع - عن المفتاح العتيق واصل الحكاية