أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - الإعلام الديني يروج المخدرات بين مشاهديه















المزيد.....

الإعلام الديني يروج المخدرات بين مشاهديه


نهرو عبد الصبور طنطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3073 - 2010 / 7 / 24 - 21:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من أعظم ما خلق الخالق سبحانه في جسم الإنسان (الجهاز العصبي) هذا الذي يشمل المخ والحبل الشوكي الذي يمتد هذا الأخير من المخ إلى جميع أعضاء الجسم، وتكمن الوظيفة الرئيسية للجهاز العصبي في حمل الرسائل من إحدى مناطق الجسم إلى منطقة أخرى، وكما ذكر العلماء المتخصصين أن هذه الرسائل تتكون من نبضات كهربية دقيقة تنتقل بسرعة فائقة خلال الجهاز العصبي المركزي عبر الأعصاب فيما يسمى بالفعل المنعكس، والفعل المنعكس يتمثل في سحب اليد بسرعة عند لمس شيء ساخن جدا، وذلك يعني أن الحرارة أثرت في النهايات العصبية التي في الأصابع مما سبب نبضات تمر بسرعة فائقة خلال العصب إلى المخ، والمخ عندما تصله تلك النبضات يقوم بإرسال نبضات أخرى إلى عضلات الذراع لسحب اليد بسرعة بعيدا عن الشيء الساخن الذي تم لمسه، مما يعني أن الإحساس الحقيقي بالحرارة أو الألم أو البرد أو غيرها من الأحاسيس تبدأ في المخ أولا ثم يرسل المخ رسائله لينعكس ذلك الإحساس على أعضاء الجسم المختلفة.

هذه الوظيفة التي يقوم بها الجهاز العصبي تعمل بنشاط وكفاءة ما لم يتعرض الجهاز العصبي للعوارض التي قد تؤثر على نشاطه وكفاءته، فحين يمرض الإنسان ويشعر بالألم يقوم الجهاز العصبي بنقل هذا الشعور بالألم لبقية أجزاء الجسم، وحين يشتد الألم على المريض نراه يحتاج إلى بعض العقاقير المسكنة للألم، وعند تناوله إحدى هذه العقاقير يضعف النشاط الحسي للجهاز العصبي مما يخفف من الشعور بالألم، وقد يفقد الحس والشعور تماما تحت تأثير المخدر الشديد، والجهاز العصبي لا يقتصر عمله على الشعور بالآلام الجسدية وحسب، بل يمتد عمله إلى الشعور بالآلام المعنوية المختلفة كالشعور بالظلم والاضطهاد والذل والفقر والإهانة والاستعباد والقهر والشعور بالكآبة والقلق وعدم الأمن وفقدان الاستقرار والإحساس بالضياع وكذلك فقدان الهدف والأمل في الحياة، هذه المشاعر لا تقل ألما وقسوة على النفس من الآلام الجسدية، فمن الناس من يلجأ إلى العقاقير المخدرة كالحشيش والأفيون والهيروين والكوكايين والبانجو والمشروبات الكحولية لتخفيف الشعور بهذه الآلام، حيث تؤثر هذه العقاقير بدورها على الجهاز العصبي مما يتسبب في فقدان الذاكرة وتبلد المشاعر والهذيان والسلبية واللامبالاة والهروب والانسحاب من الواقع بدلا من مواجهته، والشعور المؤقت المخادع بالسعادة والعيش في غيبوبة بعيدا عن الواقع وآلامه ومراراته، هذا وناهيك عن تدمير خلايا الجسم ووظائفه.

ومن وظائف الجهاز العصبي كذلك تأثره بواقع الإنسان وما يدور فيه من خير أو شر، فحينما تكون ذاكرة المخ ذاخرة بأفكار سوية سليمة صحيحة تعمل هذه الأفكار على دفع الجهاز العصبي للإنسان إلى التعامل مع واقعه إن كان مرا وأليما بمقاومة سلبياته وعدم الاستسلام لها وكذلك الدفع به إلى محاولة تغييره إلى الأفضل والأحسن، لكن الإعلام الديني بكل توجهاته وتياراته ماذا يفعل بالناس اليوم وماذا يقدم لهم وماذا يروج بينهم في مقابل واقعهم المر والأليم؟؟، إن الإعلام الديني يقوم بتحويل الناس إلى مدمني عقاقير فكرية دينية مخدرة، حيث يقدم لهم أشكالا مختلفة من الأفكار الدينية التي تماثل في تأثيرها تأثير العقاقير المخدرة، بل إن تأثير العقاقير المخدرة كالحشيش والأفيون والبانجو وغيرها من العقاقير يبقى مفعولها لفترة محدودة ثم يتلاشى تأثيرها، أما العقاقير الفكرية الدينية المخدرة فتأثيرها ممتد ومستمر إلى نهاية العمر إلا إذا تم تغييرها واستبدالها بأفكار متزنة وصحيحة.

ويمكن لأي إنسان قد عافاه الله من الوقوع تحت تأثير جميع أنواع وأشكال المخدرات سواء كانت عقاقير مخدرة أو أفكارا مخدرة أن يكتشف بكل سهولة ويسر مدى التخدير الذي يقوم ببثه الإعلام الديني اليوم وترويجه بين الناس، ويتمثل ذلك في حشره (الله) في أدق تفاصيل حياة الناس منذ استيقاظهم من النوم وإلى حين استيقاظهم ثانية في اليوم التالي، حيث جعل الإعلام الديني الإسلامي من (الله) ما يشبه الحاكم المستبد العابث اللاهي اللاعب الذي يعطي هذا ويمنع ذاك، ويميت هذا ويحيي ذاك، ويمرض هذا ويشفي ذاك، ويسعد هذا ويشقي ذاك، ويغني هذا ويفقر ذك، ويرزق هذا ويمنع الرزق عن ذاك، هكذا دون أسباب، وكل هذا يتم تحت تأثير معتقدات دينية تقول: (هذه إرادة الله، وإرادة الله فوق كل شيء، وكل شيء بمشيئة الله، ولا راد لقضاء الله، وهذا قدر الله، وكل شيء نصيب، والرزق بيد الله، وخليها على الله، ولن يأخذ الإنسان سوى نصيبه، ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا).

أما الإعلام الديني المسيحي فوق ما يروجه بين الجماهير المسيحية من معتقدات دينية تتشابه تماما مع ما سبق ذكره من معتقدات إسلامية، فنراه يقدم (الله) للناس على أنه محب فاشل، بل عاشق ساذج أحمق ضحى بنفسه من أجل أحبابه ثم تركه أحبابه وباعوه للشيطان فجلس وحيدا مسكينا مكسور الجناح يقوم على خدمته بعض من بقي معه من رجال الدين حيث يقومون بمحاولات يائسة حمقاء لاستعطاف الجماهير واستدرار مشاعرهم وعواطفهم للشفقة عليه بقبوله والإيمان به مخلصا لهم، فنسمعهم يقولون للناس: (ربنا بيحبك، قوله يارب أنا بحبك، يا رب أنا قبلتك مخلصا لي، يارب أنا جتلك عشان تدخل حياتي وأطبق خطتك في حياتي) وغيرها كثير وكثير من الأقوال العبيطة الحمقاء التي لا يرضى (صبي ميكانيكي) عاشق أن يكون بهذا الذل وهذه المهانة أمام (نستاسيا كانسكي) نجمة السينما العالمية.

فالإعلام الديني يقدم للناس الآن سموما فكرية مميتة للشعوب، وهراء من المعتقدات الدينية التي أفرغوها من مقاصدها ومعانيها الحقيقية وقاموا بتعبئتها بمقاصد ومعاني أشر وأبشع ألف مرة من المواد المخدرة، حيث إن تأثير هذه الأفكار الدينية المخدرة على الناس جعلهم يعفون أنفسهم من التفكير في أي شيء، ومن التخطيط لأي شيء، ومن تغيير أي شيء، ومن تدبير أي شيء، ومن تجديد أي شيء، ومن الاستعداد لأي شيء، وجعلهم في حال من الاستسلام الكامل لسطوة وطغيان الواقع، وفقدان الذاكرة، وتبلد المشاعر، والغرق في السلبية واللامبالاة، والانسحاب من الحياة، والبقاء في غيبوبة دينية ممتدة ومستمرة لن يفيقوا منها أبدا، ذلك لأن المخدرات الدينية التي يبث سمومها الإعلام الديني بين الناس اليوم لهي أشد جرما وخطرا وفتكا بحياة الناس وأفكارهم ومعتقداتهم وحاضرهم ومستقبلهم من العقاقير المخدرة، وستظل الجماهير تحت تأثير ذلك المخدر الديني في حال انتظار دائم إلى أن يقوم الله بإصلاح شئون حياتهم وتدبير أمور دنياهم، وأبشر هؤلاء المدمنين على المخدرات الدينية أنهم سينتظرون الله طويلا ولن يفعل الله لهم شيئا.
(إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) (11_ الرعد).



#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهوة التدين
- دعاة الدين الكنتاكي
- انغلاق الإعلام الديني وجنايته على الدين والناس
- عبثية الإعلام الديني وغياب المنهج وتعدد المرجعيات
- الإعلام الديني وخطيئة احتكار الدين
- هل صوت المرأة عورة ؟؟
- الدين بين استقذار الجنس وازدراء المرأة
- البابا شنودة يتهم القضاء المصري باضطهاد المسيحيين
- حق الزوج على زوجته كذبة كبرى لاستعباد الزوجة
- إلزام الزوجة بخدمة زوجها عبودية ورق
- قناة الجزيرة نبي هذا الزمان
- الإعلام المصري والرئيس مبارك
- الإعلام المصري بين إهدار دم الأقباط وازدراء المسلمين
- الجهل السياسي لحركة حماس هو سر مأزقها
- جماعة تكفير الأنبياء
- أعلن مبايعتي لجمال مبارك رغم أنف إبراهيم عيسى، ولكن..
- هل جمع الله القرآن الكريم؟؟
- لا حرمة في مصر لمن يفكر في الاقتراب من كرسي الرئاسة
- هل أصبحت هيفاء وهبي رمز وطني مصري؟؟
- نعم إن العرب يكرهون مصر والمصريين


المزيد.....




- قمة إسلامية في غامبيا وقرار منتظر بشأن غزة
- بالفيديو.. الرئيس بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية الم ...
- استعلم الآن … رابط نتيجة مسابقة شيخ الأزهر 2024 بالرقم القوم ...
- شاهد.. الغزيون يُحَيُّون مقاومة لبنان الإسلامية والسيد نصرال ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بيّاض بليدا والراهب والرا ...
- الاحتلال يقيد وصول المسيحيين لكنيسة القيامة بالقدس في -سبت ا ...
- الجبهة اللبنانية واحتمالات الحرب الشاملة مع الاحتلال.. وقمة ...
- جامعة الدول العربية تشارك فى أعمال القمة الاسلامية بجامبيا
- البطريرك كيريل يهنئ المؤمنين الأرثوذكس بعيد قيامة المسيح
- اجعل أطفالك يمرحون… مع دخول الإجازة اضبط تردد قناة طيور الجن ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - الإعلام الديني يروج المخدرات بين مشاهديه