أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - الإعلام المصري بين إهدار دم الأقباط وازدراء المسلمين















المزيد.....

الإعلام المصري بين إهدار دم الأقباط وازدراء المسلمين


نهرو عبد الصبور طنطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2918 - 2010 / 2 / 15 - 21:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عند كل حادثة تحدث في مصر بين المسلمين والأقباط تقوم قيامة الإعلام المصري ويحشد جميع وسائله وبرامجه المرئية والمسموعة والمقروءة للتنديد بالحادث المروع الذي أحدث فتقا في النسيج الواحد، ويبدأ الحساب وليس من حساب وإنما هي هي المفردات القديمة الجديدة وهي: (سحقا للإرهاب والتطرف، نحن أبناء الوطن الواحد، مفيش مسلم ومسيحي، نحن عنصري الأمة، إحنا طول عمرنا عايشين مع بعض مفيش فرق، أنا زملائي وأصحابي مسيحيين، أنا جيراني مسيحيين)، وكذلك هي هي الأسباب عند كل حادثة، وهي: (التطرف، التعصب الأعمى، الإرهاب الأسود، الفكر الوهابي، المتشددين الإسلاميين، التزمت، الطائفية)، وكلها كما نرى أسباب إسلامية محضة دون وجود أي سبب يذكر أو مسئولية تجاه الطرف الآخر (الأقباط) عن أي حادثة، مما يشعر المراقب بأن هناك شيء ما أو استثمار ما أو تصفية حسابات ما بين بعض الإعلاميين والتيارات السياسية من جهة وبين التيارات الدينية الإسلامية من جهة أخرى، ودائما ما تكون دماء الأقباط الأبرياء وتشويه وازدراء عامة المسلمين هو الثمن، وبعد ترديد المفردات وتشخيص الأسباب، يقوم الإعلاميون بوضع توصياتهم وحلولهم للمشكلة التي لا تجد مثوى لها سوى آذانا صماء، وهي هي نفس التوصيات ونفس الحلول التي تردد عند كل حادثة، وهي: (تفعيل المواطنة، دولة القانون، قبول الآخر، الدولة المدنية، إلغاء المادة الثانية من الدستور)، وكما نرى هي هي نفس المفردات ونفس الكلمات ونفس الأسباب ونفس التوصيات التي تشبه النشيد الوطني الذي يردده تلاميذ الروضة كل صباح في طابور المدرسة دون وعي لما يرددون ويقولون، ولا من جديد، ثم يستضيف الإعلاميون ومقدموا البرامج لتحليل ومناقشة هذه الحادثة بعض الصحافيين والكتاب وبعض أعضاء البرلمان من الطائفتين، ولا أدري ماذا يملك الصحافيون وأعضاء البرلمان من معرفة دينية لتحليل مشكلة هي في الأصل محض دينية عقيدية، ثم تستمر القيامة بضعة أيام ثم تخفت شيئا فشيئا حتى تهدأ ثم تضطجع لتغط في نوم عميق حتى يوقظها حادث جديد، أو يأتيها حدث جلل كالفوز بكأس الأمم الأفريقية فتجرفها فرحة النصر الكروي المقدس إلى حيث أودية النسيان.

الغريب في الأمر أن الإعلاميين والمثقفين والصحافيين ورجال الدين المسلمين والنصارى عند كل حادثة مماثلة نراهم هم وحدهم من دون الناس جميعا من يقوموا بتشخيص الأسباب من عند أنفسهم ووضع الحلول والتوصيات لها كذلك من عند أنفسهم، دون أدنى اعتبار يذكر لحقيقة المشكلة القائمة على أرض الواقع الحقيقي ودون أي محاولة جريئة أو صريحة لوضع اليد على مكان الألم الحقيقي، وفي تجاهل تام وإغفال متعمد للقاعدة العريضة من أبناء الدينين سواء الذين يقع منهم الجرم أو الذين يقع عليهم الجرم، فتتحول المشكلة بفعل السحر من أرض الواقع الحقيقي إلى ساحة المثقفين والإعلاميين والصحافيين ورجال الدين من أبناء الدينين، فيقوم الإعلاميون والمثقفون والصحافيون ورجال الدين المسلمون بترضية الإعلاميين والمثقفين والصحافيين ورجال الدين المسيحيين ويطيبون خواطرهم ببعض الكلمات المعزية وشيء من المواساة والمؤازرة مع بعض الهرولة بالكاميرات إلى الكنائس والمطرانيات لعمل بعض اللقاءات وبعض الأحاديث الصحفية مع بعض القساوسة والمطارنة من رجال الدين المسيحي حتى تكتمل الحبكة المسرحية، وعقباها يرضى المسيحيون المثقفون وتطيب نفوسهم وينتهي الأمر إلى كأن شيئا لم يكن، مما قد يشعر المرء بأن المعركة كانت في الأساس بين الإعلاميين والصحافيين والمثقفين ورجال الدين وليست بين الجمهور الغائب المغيب من أبناء المسلمين والنصارى، بل إني أشعر في كثير من الأحياء بأن السبب الحقيقي وراء كل تلك الحوادث يبدأ من عند هؤلاء المثقفين من الإعلاميين والصحافيين ورجال الدين المسلمين والنصارى ثم تنتهي عواقبه وجرائمه الدامية عند العامة من أبناء المسلمين والنصارى، فيتحول العامة من المسلمين إلى مجرمين قتلة والعامة من النصارى إلى ضحايا مهدوري الدماء. بل يتحول العامة من الطرفين إلى وقود لنار يشعلها وينفخ فيها مثقفي الطرفين، ويسدل الستار عقب كل مسرحية إعلامية على إهدار دم الأقباط وتشويه وازدراء عامة المسلمين.

منذ سنوات عديدة قمت برصد ذلك الصراع القائم بين المسلمين والنصارى، وقمت بتكوين رؤية علمية عملية لأسباب هذا الصراع ونتائجه وكيفية علاجه علاجا جذريا، وقد جمعت ذلك في دراسة صغيرة، فقط تحتاج لبثها على وسائل الإعلام ذات الجماهيرية الواسعة لتكوين رأي عام حولها وكذلك تكوين وعي ثقافي جماهيري مكثف ومستمر عبر جميع وسائل الإعلام ثم بعدها تأتي الخطوات العملية في تطبيق تلك الرؤية واقعا على الأرض، ووجدت في ذلك الرصد وتلك الرؤية أن الأسباب الحقيقية والدوافع الرئيسية التي تقف وراء ذلك الصراع ليست سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية كما يروج له الإعلاميون المصريون، وإنما هي أسباب ودوافع نشأت من خلل ديني عقيدي محض لدى الطرفان يستثمره بعض المتاجرون من الطرفين فيما بعد سياسيا وطائفيا، وليس من علاج لهذا الخلل سوى العلاج الديني العقيدي المحض لكلا الطرفين، فالأمر فقط يحتاج إلى جرأة وصراحة تامة في عرض وطرح هذا الموضوع أو تلك الرؤية.

بعد حادثة نجع حمادي ببضعة أيام قمت بكتابة رسالة عرضت فيها استعدادي التام لمناقشة هذه الرؤية مع بعض الإعلاميين ثم عرضها على الجمهور في بعض البرامج ذات الجماهيرية الواسعة كبرنامج (البيت بيتك) و(العاشرة مساء) وبرنامج (90 دقيقة) وقمت بإرسال تلك الرسالة إلى كل من الأستاذ (محمود سعد) والأستاذ (معتز الدمرداش) والأستاذة (منى الشاذلي) على مقر قنواتهم التي يعملون بها عبر البريد السريع الدولي (EMS) بعلم الوصول وتحمل الإيصالات البريدية للرسائل الثلاث الأرقام المسلسلة الآتية: (735195، 735196، 735197)، بتاريخ 20/1/2010م أي منذ خمسة وعشرون يوما ولم ألق ردا أو جوابا من واحد منهم حتى الآن، وكان نص الرسالة كالتالي:

(أفكار علمية عملية حول حقيقة الصراع بين المسلمين والأقباط في مصر)
(الأسباب والمعالجة)
السيد الأستاذ الأستاذة (...) مقدم مقدمة برنامج (....) المحترم المحترمة
السادة محرري ومعدي برنامج (......) المحترمين
تحية طيبة لكم جميعا
دعني دعيني أولا أشكرك وأحييك على برنامجك، ولأجل ذلك اخترت برنامجك لعرض حقيقة وأسباب ومعالجة هذه القضية الخطيرة التي تهدد أمن ومستقبل هذا البلد.
سيدي سيدتي الفاضلة، لقد آلمني كثيرا ما يحدث في مصر من صراع ديني وطائفي بين المسلمين والمسيحيين بين الفينة والأخرى، وما يزيد في إيلامي هو المعالجة الإعلامية الخاطئة والفادحة وغير العلمية وغير الحقيقية لذلك الصراع الخطير المنذر بعواقب وخيمة لا يحمد عقباها.
سيدي سيدتي الفاضلة، بحكم تخصصي في الفكر الديني وشئون الأديان والتيارات الدينية منذ سنين عدة استطعت أن أرصد حقيقة وأسباب الصراع الدامي المحتقن بين المسلمين والمسيحيين في مصر وهي أسباب وحقائق لم يتعرض لها الإعلام من قبل في كل ذلك السيل الجارف من البرامج والتحليلات المختلفة والمتنوعة حول رصد هذه القضية والتنظير لها والمحاولات العقيمة واليائسة من الإعلام والإعلاميين في وضع اليد على الأسباب والحلول الحقيقة العلمية والعملية لهذا الموضوع.
سيدي سيدتي الفاضلة، لقد قمت بإعداد دراسة صغيرة رصدت فيها حقيقة ذلك الصراع بطريقة علمية واقعية وقمت بوضع الحلول الواقعية والعلمية والعملية لتلك القضية الخطيرة، ورأيت أن أخص برنامجكم الموقر لطرح هذه الأفكار الجديدة حول هذا الموضوع وطرق معالجته معالجة جذرية، وأثبت فيها الأخطاء الفادحة والقاتلة للتناول الإعلامي لهذه القضية المركزية التي تصيب العمود الفقري لهذا الوطن.
فإن رغبتم في ذلك فأنا مستعد للقائكم ومناقشة هذه الأفكار معكم قبل عرض البرنامج للخروج بفائدة حقيقية تضع أيدينا جميعا على موضع الألم وتحضير العقاقير اللازمة لعلاجه.
مقدمه لسيادتكم: نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
مصر _ أسيوط
موبايل: 0164355385
إيميل: [email protected]).

هذا كان نص الرسالة التي أرسلتها للسادة الإعلاميين الثلاث ولم ألق أي رد أو جواب عليها حتى الآن، مع العلم بأن بعض القنوات الفضائية قد استضافتني في بعض البرامج حول موضوعات تعد من باب الترف الفكري والثقافي، ومنها قناة (الفراعين) الفضائية المصرية الخاصة وكان ذلك في الخامس من سبتمبر الماضي في برنامج (حرب النجوم) لمدة خمسون دقيقة وكان البرنامج عبارة عن مناظرة بيني وبين الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى بالأزهر حول دراستي عن الديانة البوذية، وكذلك دعتني بعض القنوات لمناقشة بعض الموضوعات غير ذات قيمة حول السحر والشعوذة فاعتذرت لها ولم أذهب كقناة النيل الثقافية وقناة (onTV)، وكذلك دعتني بعض القنوات لمناقشة بعض الموضوعات التي شممت فيها خبثا ومكرا ما فاعتذرت ولم أذهب، ولا أدري لماذا لا يهتم الإعلام المصري الحكومي والخاص بمناقشة جريئة وصريحة لقضية هامة وخطيرة تهدد كيان هذا الوطن بأكمله كقضية الصراع الدامي بين النصارى والمسلمين ويهتم فقط بمناقشة موضوعات ذات مشكلات فردية أو فكرية ترفية، أشعر بأن هناك أمرا ما يراد ويدار في الإعلام المصري من خلف الستار حول حقيقة وأسباب الصراع بين المسلمين والنصارى في مصر، والأيام وحدها كفيلة بأن تكشف المستور.
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.



#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجهل السياسي لحركة حماس هو سر مأزقها
- جماعة تكفير الأنبياء
- أعلن مبايعتي لجمال مبارك رغم أنف إبراهيم عيسى، ولكن..
- هل جمع الله القرآن الكريم؟؟
- لا حرمة في مصر لمن يفكر في الاقتراب من كرسي الرئاسة
- هل أصبحت هيفاء وهبي رمز وطني مصري؟؟
- نعم إن العرب يكرهون مصر والمصريين
- هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الرابع والأخير
- هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الثالث
- هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الثاني
- هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الأول
- منع الاختلاط بين الرجال والنساء جريمة
- هل القرآن كلام الله؟ رد على المستشار شريف هادي
- عقوبة السجن وصمة عار في جبين البشرية
- ويبقى موقع الحوار المتمدن هو الأمل
- خروج الريح لا ينقض الوضوء
- آدم ليس خليفة الله في الأرض
- أعِدُكْ أني لن أفلح
- يا أبت أين أجد الله؟؟
- المثالية الوهمية عدو الإنسان الأكبر


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - الإعلام المصري بين إهدار دم الأقباط وازدراء المسلمين