أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - هل أصبحت هيفاء وهبي رمز وطني مصري؟؟















المزيد.....

هل أصبحت هيفاء وهبي رمز وطني مصري؟؟


نهرو عبد الصبور طنطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2844 - 2009 / 11 / 30 - 22:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا أكن للسيدة أو الفنانة هيفاء وهبي أي سخط أو بغض أو سخرية خلافا لحال كثير من الكتاب الذين دائما ما يبدون سخطهم وسخريتهم منها، بل لا تعني لي شيئا إن رضيت عنها أو سخطت عليها، وكذلك لا أعني لها شيئا إن رضيت عنها أو سخطت عليها، فأنا لا أرى في السيدة هيفاء وهبي وأخواتها من أهل الفن والغناء بعيدا عن الفن والغناء سوى أنهن (شاطرات) أو باللهجة المصرية (شٌطَّار) أذكياء يعرفن كيف يحصلن على رزقهن ويملأن خزائنهن من جيوب المغفلين وهم يضحكون ويصفقون لهن، وكذلك لا أرى في السيدة هيفاء وهبي وأخواتها من أهل الفن والغناء سوى أنهن نساء جميلات ناعمات كالأغصان الرطيبة، دلالهن يملأ القلب مرحا وحياة وأملا، فهن نساء يتوق أي رجل أن يتزوج بواحدة منهن (على سنة الله ورسوله) ولو لليلة واحدة لتذوب فيها آلامه وأوجاعه ومراراته، وكذلك لا أختلف مع الفنان أو الفنانة إلا حين يدلي بآراء وتصريحات مجاملة منافقة تخدم سياسات وتوجهات الأنظمة الفاسدة المستبدة.

منذ أن هبطت ونزلت السيدة هيفاء وهبي إلى مهزلة الفن لم أسمع لها أغنية واحدة كاملة، ولا أحفظ من كل أغانيها سوى جملتين لا ثالث لهما من كثرة ترديدهما في وسائل الإعلام وعلى ألسنة الناس هما: (رجب حوش صاحبك عني) والثانية: (بوس الواوا خلي الواوا يصح)، فلا أذكر لها من كل أغانيها سوى هاتين الجملتين وحسب، وما أسمعه من أغانيها يكون مفروضا عليا سماعه حين أكون ضيفا لدى أحد وتكون هيفاء وهبي تغني في إحدى قنوات التلفاز لديهم، أو يفرضها علي سائق التاكسي، أو تفرض علي عند ذهابي إلى أحد أفراح الأهل والأقارب والأصدقاء، أو أكون أقلب في قنوات التلفاز أبحث عن شيء يخاطب فينا الإنسان فأمر عليها إن وجدتها على إحدى القنوات مرور الكرام.

## ماذا يحدث عندما يتولى أمورنا السفهاء؟؟.

حين أعلنت السيدة أو الفنانة هيفاء وهبي تأييدها لمنتخب مصر في حفل افتتاح جولة الفيفا لكأس العالم الذي أحيته في ملعب الهوكي بالقاهرة وتمنت خلاله مشاهدة المنتخب المصري في المونديال، شن الجزائريون هجوما عنيفا على هيفاء وهبي ووصفتها الصحف الجزائرية قائلة: (فنانة الإغراء تشجع منتخب الساجدين) واتهمها الجزائريون بأنها السبب الرئيس لتدني مستوى الذوق الفني والأخلاقي للعرب، وطالب أحد البرلمانيين الجزائريين بمنع هيفاء وهبي من الغناء في الجزائر لأنها في رأيه فتنة وتحض على الميوعة وفساد الأخلاق.
وهنا يحق لنا أن نسأل الإخوة الجزائريين ونقول: لو أن السيدة هيفاء وهبي قامت بتشجيع المنتخب الجزائري هل كانت هيفاء وهبي في نظركم هي المتسببة في تدني مستوى الذوق الفني والأخلاقي للعرب؟؟ وهل كانت هيفاء وهبي هي رأس الفتنة بحضها على الميوعة وفساد الأخلاق؟؟.

أما في الإعلام المصري وتحديدا بعض المراهقين الذين تسللوا إلى الساحة الإعلامية المصرية على حين غفلة من الزمن وفي زحمة الفساد التي انتشر غبارها على كل شيء في مصر كان هؤلاء منذ أن ظهرت السيدة هيفاء وهبي على الساحة الغنائية قد جعلوا منها المادة الرئيسة للسخرية والهجوم عليها وعلى أغانيها وكليباتها الراقصة العارية، بل أصبحت السيدة هيفاء وهبي في نظر كثير من الإعلاميين المصريين في وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء هي النموذج الرئيس والحي والمثل المضروب والإفراز الحتمي لحالة التردي العربي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وأخلاقيا وعلميا وفكريا، هكذا كان يراها كثير من الإعلاميين المصريين منذ ظهورها وصعود نجمها في الساحة الفنية، وظلت هكذا إلى أن أعلنت الجزائر منع هيفاء وهبي من الغناء فيها عقب خسران الفريق المصري في السودان، ومن ساعتها تحولت السيدة هيفاء وهبي في نظر هؤلاء المراهقين من الإعلاميين المنافقين بقدرة قادر وبين ليلة وضحاها أو بين غفوة عين وانتباهتها إلى رمز وطني قومي مصري وإلى شهيدة من شهداء مصر الأبرار، بل تحولت السيدة هيفاء وهبي في كثير من وسائل الإعلام المصرية من نموذج للتردي القيمي والفني والذوقي والأخلاقي كما كانوا يرونها هكذا من قبل إلى نموذج للتضحية والفداء والشجاعة والشهامة والطهر والعفاف. حتى أن ذلك الرجل الشايب العجوز الذي لا أذكر اسمه (حقا لا أذكر اسمه) الذي يقدم برنامج اسمه: (في دائرة الضوء) على قناة (نايل سبورت) في الحادية عشر مساء في حلقة يوم الأربعاء الموافق: 25/11/2009م، كان يشيد بالوقفة التاريخية والبطولات الأسطورية للسيدة هيفاء وهبي في تشجيعها للمنتخب المصري، وقال بالنص: (الفنانة الفاضلة هيفاء وهبي)، وحين قالها أصبت بهستيريا من الضحك حتى كدت أسقط من على الكرسي لأني تذكرت كلمة: (السيدة الفاضلة أم كلثوم) وأنا هنا لا أنكر عليه قوله هذا ولا أنكر على السيدة هيفاء وهبي صفة الفاضلة، ولكن لأن هذه الكلمة لم أسمع أحدا على الإطلاق وصف بها مطربة سوى السيدة أم كلثوم، لذلك أتساءل فأقول: هل لو أن السيدة هيفاء وهبي لم تشجع المنتخب المصري وشجعت المنتخب الجزائري هل سيظل رأي بعض الإعلاميين المصريين فيها كما هو رأيهم الآن؟؟، وهل كان ذلك الشايب العجوز مقدم برنامج: (في دائرة الضوء) هل كان سيصف السيدة هيفاء وهبي بـ (الفنانة الفاضلة هيفاء وهبي)؟؟.

أنا أرى من جهتي أن السيدة هيفاء وهبي لم تشجع المنتخب المصري من أجل سواد عيون المصريين، ولا يحزنون، وإنما كان تشجيع (الولية) للمنتخب المصري حفاظا على لقمة عيشها ومصدر رزقها في مصر وحسب، وهذا ما لم ينتبه له الجزائريون حين منعوها من دخول الجزائر، وكذلك ما لم ينتبه له المصريون حين جعلوا من هيفاء وهبي رمز وطني مصري بسبب تشجيعها للمنتخب القومي.

فلينظر الإنسان إلى أي سفاهة وإلى أي درك وإلى أي وحل انحدر وانحط الساسة والإعلاميون والفنانون العرب؟؟.

لك الله أيها الشعب العربي من المحيط إلى الخليج، إنك تذبح وتهان في آدميتك وفي فكرك كل يوم بل كل ساعة على مذبح السياسة والإعلام والفن العربي.
ولك الله يا مصر
ولكم الله يا شرفاء شعب مصر من المفكرين والأدباء والعلماء والكتاب والأساتذة والمبدعين العظماء الذين لا يأبه أحد لكم كما يأبهون للسيدة هيفاء وهبي مع كامل احترامي لشخصها كإنسانة.
ولكم الله أيها القابضون على الجمر من شعب مصر
وإنا لله وإنا إليه راجعون
(ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا)


نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
مصر_ أسيوط
موبايل/ 0164355385_ 002
إيميل: [email protected]




#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم إن العرب يكرهون مصر والمصريين
- هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الرابع والأخير
- هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الثالث
- هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الثاني
- هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الأول
- منع الاختلاط بين الرجال والنساء جريمة
- هل القرآن كلام الله؟ رد على المستشار شريف هادي
- عقوبة السجن وصمة عار في جبين البشرية
- ويبقى موقع الحوار المتمدن هو الأمل
- خروج الريح لا ينقض الوضوء
- آدم ليس خليفة الله في الأرض
- أعِدُكْ أني لن أفلح
- يا أبت أين أجد الله؟؟
- المثالية الوهمية عدو الإنسان الأكبر
- هل التوراة والإنجيل والقرآن كلام الله؟
- الدكتور أحمد صبحي منصور يستشهد بالسنة
- هل البكاء على وفاء سلطان، من أجل حرية التعبير أم من أجل حرية ...
- الإنسان هو الحل
- هل فازت مصر حقا بكأس الأمم الأفريقية؟؟
- فكر القرآنيين تحت المجهر، الحلقة الثانية: (السنة والتراث-2)


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - هل أصبحت هيفاء وهبي رمز وطني مصري؟؟