أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب ابراهامي - عبادة ستالين : حقيقة لا افتراء















المزيد.....

عبادة ستالين : حقيقة لا افتراء


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 3066 - 2010 / 7 / 17 - 17:52
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


"واصبح مايقوله القائد الاكبر ستالين . وما يأمر به ، واجبا مقدسا وأمرا مطاعا ليس فقط من قبل اعضاء الحزب والطبقة البروليتارية السوفياتية والشعوب السوفياتية بل من البروليتاريا العالمية والشعوب." (. . .)

"قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ" (القرآن الكريم، أل عمران 32)

"ليس هناك في كوكبنا اسم يشبه اسم ستالين. ان اسمه يشرق كمشعل الحرية الوضاء ، يخفق كراية للنضال لملايين العاملين حول العالم، ويدوي كالرعد منذراً الطبقات المنقرضة اسياد العبيد والمستغلين . . . ان ستالين هو لينين اليوم! ستالين هو دماغ الحزب وقلبه! ستالين هو راية الملايين من البشر في نضالهم من اجل حياة افضل." (برافدا، 1939/12/19، بمناسبة عيد ميلاد ستالين الستين)

"زعيمي! انا اقف اليوم امام صورتك. ما اقوى هذه الصورة وما اعظمها واجملها واسماها! بسيطة، رحيمة، حارة ومتواضعة! انت هو الأب والأم والأخ معاً، بل انت اكثر من ذلك . . . انت الفهرر (زعيم) رغم انك لا تصدر الأوامر. انت القانون. انت الحب. انت السلطة. (جريدة "داس شفارتس كوربس"، نيسان 1939، بمناسبة عيد ميلاد هتلر الخمسين)

في كتابه "الدكتاتوريون" (The Dictators) يروي ريتشارد أوفيري (Richard Overy) قصة مضحكة مبكية جرت للكاتب الشاب اليكسندر أفدينكو. فبعد ان نشرت له جريدة "أزفيستيا" خطاباً انتهى بالجملة التالية: "شكراً للسلطة السوفييتية"، تلقى الكاتب المسكين انتقادات لاذعة (بإيعاز على ما يبدو من ستالين الذي كان يراقب يومياً كل ما يكتب في "برافدا" و"أزفيستيا") لأنه اكتفى بشكر السلطة السوفييتية فقط ولم يذكر اسم ستالين في خطابه. "السلطة السوفييتية" – قالوا له- "هي ستالين أولاً وقبل كل شيء".
مرت بضعة اسابيع وفي شباط 1935 نشرت جريدة "برافدا" خطاباً ثانياً لأفدينكو. رائحة التملق والتزلف الكريهة التي يشمها من يقرأ هذا الخطاب تدفع القارئ الى الأعتقاد ان الكاتب اراد في الواقع الهزء والسخرية من ستالين واستخدم اسلوب المبالغة المفرطة للألتفاف على الرقيب. (انا عندما قرأت ذلك للمرة الأولى ظننت انني أقرأ مقالاً لفؤاد النمري). وهكذا قال الكاتب الشاب اليكسندر أفدينكو:

"شكراً لك يا ستالين! شكراً لك لأنني سعيد. شكراً لك لأنني فرح . . . ستمر القرون والأجيال القادمة ستعتبرنا اسعد الناس في تاريخ البشرية لأننا عشنا في قرن القرون، لأننا حظينا برؤية ستالين، قائدنا الملهم. أجل، نحن نعتبر انفسنا اسعد الناس حظاً لأننا نعاصر انساناً لا مثيل له في تاريخ الجنس البشري.
"ان الشعوب على مر العصور ستنادي باسمك الجبار، اسمك الجميل والحكيم، اسمك المدهش. ان اسمك منقوش في كل معمل، على كل ماكنة، في كل مكان على سطح الأرض وفي قلوب كل البشر."

قد لا تصدقون ولكن هذا الهراء السخيف (إن لم يكن المقصود منه سخرية لاذعة) نشر في جريدة الحزب الشيوعي البولشفي، حزب لينين. لم يذكر المؤرخ ريتشارد أوفيري الذي جاء بهذه القصة إذا كان ستالين قد ارسل الى "برافدا" برقية احتجاج على هذا المديح المخجل. نترك مهمة البحث عن هذه البرقية، إن وجدت، إلى أخينا عبد المطلب لعلها تساعده في ان يقرر نهائياًً إذا كانت عبادة الشخصية في عهد ستالين حقيقة أم افتراء.

بعد ان نشر الأخ حميد كشكولي، في "الحوار المتمدن"، مقالته "عبادة الفرد نقيض الاشتراكية" وفيها دراسة جدية للأثار المدمرة التي احدثتها "عبادة الفرد" على الحركة الشيوعية بصورة خاصة وعلى حركة التحرر العالمية بصورة عامة، ظهرت على صفحات "الحوار" عدة مقالات بقلم من اعتدنا تسميتهم ب"الستالينيين" حاولوا فيها انكار وجود ظاهرة "عبادة الفرد" في ظل ستالين، وبالتالي انكار آثارها المدمرة على النظام الأشتراكي في الأتحاد السوفييتي وعلى الحركة الشيوعية العالمية، عن طريق حرف النقاش من الحديث عن مسألة "عبادة الفرد" الستالينية إلى الحديث عن مسألة جانبية، مهمة بحد ذاتها، وهي: هل شجع ستالين ظاهرة "عبادة الفرد" أم قاومها؟ والصورة التي يقدمونها، طبعاً، هي صورة ستالين المسكين الذي وقع ضحية "عبادة الفرد" رغم ارادته ورغم انه قاومها بكل ما أوتي من قوة. (من العجيب ان هذا هو الميدان الوحيد، في نظر الستالينيين، الذي نال فيه ستالين فشلاً ذريعاً)

هناك شهادات على نفور كان يبديه ستالين من مظاهر التأليه التي احيط بها لاسيما في السنوات الأولى من حكمه. (عبد المطلب وقوجمان ذكروا بعض هذه الشواهد في مقالاتهم على صفحات "الحوار").
"في البداية كان ستالين يكره عبادة الشخصية ولم يكن مرتاحاً تماماً من مظاهر التأليه" – يقول مولوتوف في مذكراته- "ولكن الغرور اصابه شيئاً فشيئاً وأخذت مراسيم التأليه والعبادة تنال اعجابه." (يبدو انه اخذ يصدق الدعاية التي كان ينشرها المتملقون والمتزلفون).
مهما يكن من امر، لا شك ان ستالين، كتلميذ نجيب لميكيافيلي، ادرك منذ وقت مبكر اهمية "عبادة الفرد" في تثبيت سلطته الدكتاتورية وفي تلبية حنين الجماهير الروسية، حنين ذي جذور تاريخية واجتماعية، الى زعيم قوي. (معروفة مقولة ستالين الشهيرة: ان الجماهير تحتاج الى قيصر).
وفي مقابلة مع الكاتب الألماني أميل لودفيغ، عام 1931، قال ستالين جواباً على سؤال حول مركزه العالي في سلم القيادة الشيوعية: "ان الماركسية لم تنكر ابداً دور الأبطال في التاريخ".

ومقابل بعض الشواهد على نفور ستالين من مظاهر "عبادة الفرد" هناك دلائل لا حصر لها على انه شجع وقاد ووجه حملات الدعاية الهائلة وعمليات غسل الدماغ التي جعلت منه الهاً معصوماً من كل خطأ.
"عبقريتك تعلو إلى السموات" – كتب احد "الشعراء" عام 1936.
"لكنك، يا ستالين، اعلى من اعلى مكان في السموات" –قال "شاعر" آخر.
"يا ستالين العظيم! يا قائد الشعوب! انت الذي يولد الأنسان! انت الذي يخصب الأرض!" – كتبت "برافدا" في اغسطس 1936.
اما جريدة "إيزفيستيا" فقد توصلت الى استنتاج بسيط هو ان اللغة عاجزة عن وصف ستالين. وفي مقال افتتاحي نشر في اغسطس 1936 قالت مخاطبة ستالين: "إن كتابنا لم يعودوا يعرفون بماذا يقارنونك، وشعراءنا لا يجدون في اللغة لآلئ كافية لوصفك".
(ذكرني هذا بالجواهري: يا ستالين وما اعظمها في التهجي احرفاً تأبى الهجاء).

كل انسان مثقف يشعر بالخجل عندما يقرأ هذا "النتاج الفكري". ولكن هذه هي الهوة السحيقة التي انحدر اليها المجتمع السوفييتي نتيجة "عبادة الفرد".
كل هذا لم يشعر به ستالين: لم يقرأ المقالات، لم يسمع الخطب ولم ير التماثيل.
هو لم يسمع النشيد الوطني الذي ادخل سنة 1943 بعد ان ادخل عليه التعديلات وصادق عليه ستالين نفسه: "ستالين هو الذي انشأنا وربانا. ستالين هو الذي الهمنا باعمال البطولة." (بعد الكشف عن جرائم ستالين حذف اسمه من النشيد الوطني ووضع مكانه اسم لينين)

في عام 1963 كتب الشاعر ييبتوشنكو:
"الآن وبعد مرور عشر سنوات (على وفاة ستالين) انا ادرك جيداً ان جريمة ستالين الكبرى لم تكن الأعتقالات واوامر الأعدام رمياً بالرصاص التي اصدرها. ان جريمة ستالين الكبرى كانت افساد روح الأنسان".

عودة إلى جرائم ستالين:
بعد ان نشرت مقالي "جرائم ستالين" في "الحوار المتمدن" سألني بعض القراء لماذا اكتب عن جرائم ستالين.
"لأنه هناك" – أجاب باقتضاب متسلق الجبال الشهير جورج مالوري عندما سئل لماذا يريد ان يصعد على جبل إيفرست.
"لأنه اقترفها" – هذا هو جوابي لمن يسألني لماذا اكتب عن جرائم ستالين.

مصادر: كل النصوص و"القصص" في هذا المقال وفي مقالي السابق عن "جرائم ستالين" مصدرها الكتب التالية:
The Dictators by Richard Overy
STALIN (A BIOGRAPHY) by Robert Service
STALIN the Court of the Red Tsar by Simon Sebag Montefiory
STALIN by Edvard Radzinsky
ومصادر انترنيتية اخرى.



#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم ستالين
- يعيرنا أنا قليل عديدنا
- اسطول الرجعية يتقدم نحو شواطئنا
- قافلة حرية؟
- على من يتستر عبد الحسين شعبان؟
- موقفان لليسار : أيهما كان يسارياً حقاً؟
- من أنت، جورج حداد؟
- هكذا اختفى مفهوم الرجعية من أدبيات اليسار
- الدقة العلمية، الخيال الخصب والديالكتيك الإلهي
- فؤاد النمري ودفاعه عن -فناء الضدين-
- نحو فهم أوضح للستالينية (2)
- نحو فهم أوضح للستالينية (1)
- على -أنقاض الدولة الصهيونية-
- اليسار العربي و-الكيان الصهيوني-
- حل منصف لا عدالة مطلقة
- إبتذال الماركسية
- ماركسيو -ألف ليلة وليلة-
- بين ماركس وانجلز
- اليسار والصراع العربي-الاسرائيلي (2 وأخير)
- اليسار والصراع العربي-الاسرائيلي (1)


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب ابراهامي - عبادة ستالين : حقيقة لا افتراء