أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - كيات وحكايات المنبر الديمقراطي – عَلَم النجوم الثلاث -















المزيد.....

كيات وحكايات المنبر الديمقراطي – عَلَم النجوم الثلاث -


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3065 - 2010 / 7 / 16 - 01:14
المحور: كتابات ساخرة
    



ما يثير التساؤل والغرابة تعلق الناس بظاهرة مصطنعة تتجاوز هموم حياتهم المعيشية الحقيقية. وكمثال بسيط، أزمة "علم العراق"، وظاهرة معاداة!! تغييره.
غريبا عليّ فهم سبب انقياد الجماهير وتمسكها برمز هو ذاته من صنع بؤسها وشقائها وسرق جل حياتها ولف شبابها الى المقابر لعقودعدة . غرابة الأمر تكمن في التفاف و توحد كل القوى الفاعلة في الشارع حول هذا الرمز، وهي في أوج تشرذمها وانقساماتها وتحصنها الطائفي. أن سر دهشتي لوحدة رأي هذه القوى،لأنها لم تتفق يوما د على موقف موحد في الشارع خلال خمس سنوات، سوى مرة واحدة فقط. حين جمعتهم فرحة وحيدة ومنجز واحد سوف لا يتكرر. أعني به، الفوز ببطولة آسيا لكرة القدم. أليس مثار شك، سرّ توحد قوى تتقاطع و تتناحر حد الذبح والتفخيخ، لتنسى السجل التاريخي الدامي لرمزها الوثني المهان، "العلم الوطني"؟؟.
للإيجاز إن تاريخ النجوم الثلاث بدأ مع تبديل علم ثورة 14 تموز، اثر انقلاب 1963 الدامي. وضعت النجمات، تجاوبا مع أحلام عبد السلام عارف القومية. وبقى يرفرف عاليا: "عش هكذا في سمو ايها العلم..." طيلة حرب ايران.. خليج واحد!. حتى مطلع "حرب تحرير فلسطين عبر الكويت"..خليج إثنين!.. ولمجابهة العدوان "الثلاثيني" الغربي الكافر. ولغاية في نفس صدام. أضاف "الرمز" وبخط يده الكريمة السمحاء! كلمة "الله أكبر". لم تكن أول كلمات حق في الإسلام يُراد بها باطل. وليست آخر ابتزاز باستلهام الرمز لقيادة قطعان المساكين الجهلة والخراف الى حروب الحرق والذبح والمقابر الجماعية. الله أكبر..كم من الجرائم أرتكبت باسمك أيها الرب!!.
مشكلة استغرابي، ان كل هذا جرى تحت قبة برلماننا المنتخب!! يا لمأساة العراق!. معلومة لا تخلو من الحقيقة تتحدث: ان تغيير العلم تم استجابة لطلب الكرد، ومسعود بالذات.. برلماننا بقراراته التوفيقية، كان أشبه بحمام نسوان يغتسل بصابونة واحدة وليفة واحدة جرباء. كان التوافق على حد قول المثل السوري " حكلي ظهري، احكلك ". لكن الأغرب في العملية السياسية! اتفاق العرب السنة والشيعة في البرلمان على تغيير طفيف!! في علم الدولة القومي والاسلامي والصدامي.!!. ولو كما يقول البرلمان (بصفة مؤقتة!!! تناقش بعد سنة!!).. وإليكم نص "تعديل البرلمان". *.
بعد قراءته سنعرف، ان بهذه اللديباجة القانونية البليغة! وسذاجة الاعذار والتبريرات. صيغ نص القرار بالاعتماد على قانون سنـّه صدام حسين !نفسه. اتفق برلمانيو الطوائف ولأول مرة على ابقاء كلمة الله اكبر، كدليل ثابت يؤكد نهجهم الديمقراطي!!. هل يكفي عض إصبعنا البنفسجي. يا للندامة! يجب قطع الأصابع لا عضها.
للدفاع عن موقف البرزاني المتشدد حول العلم العراقي.. سفه رئيس الجمهورية مام جلال الموقف ساخرا: انا مطلبي بسيطة جدا.. حذف كلمة (أكبر) فقط، ونضع مكانها (جل جلاله)!!. حقا، ان "الكبار يضحكون أيضاً"*.. لكن على من..؟ الله أعلم..!!.
خلافا لهذه السخرية. كان الشارع بكل قواه خلال أيام إقرار مشروع!! تبديل العلم يبتعد عن الحكومة والدولة 180 درجة نحو اليمين والتطرف. ولكم المشهد الذي أسميته بـ"الظاهرة"، والتي أثارت اهتمامي، كما رايتها وعشتها في الاسبوع التالي من تنفيذ قرار تبديل العلم:
بدون اتفاق، كانت كل كيات مدينة الثورة "الصدر"، تلصق اعلام صدام ذات النجوم الثلاث على واجهاتها وخلفياتها، وتعلق ساريات ترفرف فوقها عين الأعلام. هل كان هذا حباً بصدام؟؟ أم تحدياً وكرهاً لدولة تلهوا بسفا سف الأمور، تاركة خدمات الكهرباء والوقود والماء بأسوأ حال. على الجانب الآخر كانت الأماكن السنية تغالي بعرضها للنجوم. فقد غطت أعلام النجوم الثلاث كل مراكز قوات الصحوة وخيمها بالكامل ولحد الان.. وكان ينقصها فقط صور القائد الرمز ليكتمل المشهد!!.
لتواجدي الدائم في السوق. طلب مني صديقي، احد مدراء الحسابات في وزارة التجارة، ان اشتري لمديره العام، علما كبيرا من نوع "الستان" اللماع الراقي يليق بهيبة مكتب المدير العام. ركبت كية ثورة باب المعظم. كان يملأ زجاجها أعلام صدام. الكل في داخلها لا حديث لهم سوى عن مؤامرة أمريكية صهيونية لرفع قداسة وكلمة الجلالة من علم العراق العظيم!. هكذا كانت تعمل مكائن غسيل الدماغ وفضائيات ديمقراطية الطوائف. لذت بصمتي ، وقبلت أن أسير هذه المرة مع قطيعيَ الجارف دون سؤال. توجهت نحو شارع المتنبي حيث تباع أعلام الوطن بالجملة. على طول محلاته، سواري كبيرة تعرض أعلام النجوم الثلاث. عجيب، هل هناك اتفاق جمع هذا الخليط الذي لا تجمعه غير المصلحة وسلب المشترين؟؟. سألت عشرة محلات عن العلم الجديد. الجواب كان يتدلى من سقوفها: أعلام الثلاث نجوم القديمة فقط.. يا لمأزق الوطن!!.. ابو أمير صديق شيوعي قديم يبيع الكتب فقط. سألته ما السر؟؟ اجابني: إنهم يخافون!!. دلني على محل داخل السوق الفديم. عندما سألته لإسعافي بواحد دون نجوم. أشر لي بإصبعه كي أدخل المحل. لف لي العلم بالكيس مع الفاتورة، دون ان يعرضه لي. لم أسيطر على أعصابي. كفرت بالعلم وبوطن الخوف والقرف..قال لا تتعصب!! اتذكر تفجير الشابندر؟؟، إننا مستهدفون من الارهاب!!. تجاوزت هلع شماعة! الارهاب، وحملت صيدي الثمين فرحاً وعبرت الجسر القديم مشيا وانا اشتم حظي وقدر وطننا الخائب. زادت غرابتي حين وجدت زجاج كيات المنصور والعامرية قد غُطـّيَ بالتمام تقريبا بالنجوم..والنجوم ولا سواها.. سفـّهت دهشتي وتيقنت بما لا يقبل الشك ان وراء كل ما يجري وأصل البلاء برلماننا المنتخب الخائب!! وقواه السياسية الطائقية الفاعلة. وهي ولا سواها من يدير الدفة بالخفاء.. ومن منطقتها الخضراء وبأصابعها تتحرك مليشيات الشر والدم وعصابات الخوف المنتشرة في شوارع الموت المجاني.
وتيقنت أيضاً إن العلم..! رمز لـ"كذبة سياسية" انطلت علينا، تدعى الوطن..!.
ودعت الجميع بالسلامة وسرت باتجاه الوزارة اغني ( ودَّعْ هواك وانساه وانساني ..عمر اللي فات محا يرجع تاني)*..
*********
*- عنوان كتاب للأديب المصري أنيس منصور.
*- أغنية للمطرب محمد عبد المطلب.
*- " تعديل قانون علم العراق رقم 6 لسنة1991. بعد قراءة المقترحات الأربعة واطلاع النواب عليها، تم التصويت على المقترح الاول باغلبية 110 صوتا من مجموع 165 "حضروا الجلسة" والقاضي بحذف النجوم الثلاث ودلالاتها، وان الوان العلم العراقي تمثل الوان الرايات الإسلامية."
وأصبحت المادة الثانية من القانون الجديد كالتالي: (تحذف من المادة 1 من القانون رقم 6 لسنة 1991، الإشارة الى النجوم الثلاث.. وعبارة بخط الرئيس السابق صدام حسين وتحل بدلا عنها عبارة (الله أكبر) بخط الكوفي.......).



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - عمو الزعيم نريد جسر..عبد الكريم: حاضر من عيوني!!-
- لماذا كل هذا السكوت عن تبريرات الموت المجاني؟؟
- - العامرية*... بكائية وتر -
- كيّات وحكايات المنبر الديمقراطي – أنا كردي.. ومام جلال!!-
- من أين لنا من قديس يشبه -مانديلا-؟؟
- كيّات وحكايات –نظرية المؤامرة-
- --كيّات- وحكايات المنبر الديمقراطي-
- نوافذ- .للحب. للذكرى. .للغربة -
- يوميات هولندية 13 - حكايتي مع -هُبل العظيم- -
- يوميات هولندية 12- آداب الحمام بين السياسة والدين_
- يوميات هولندية11 -حذاري من البصرة!.السبب ليس الكهرباء!!
- يوميات هولندية 10 -تعزية!!.. أم تهنئة؟؟-
- يوميات هولندية -9 -أيها العراقيين: هلهلوا، تفوقت -يُوويَهْ--
- يوميات هولندية (3)*- في الطريق الى أمستردام-
- - رحمة الله الواسعة من الجهل والجاهلية!!-_
- يوميات هولندية-8 - سوبرانو الحي الذي لا يطرب -
- الى أخي..- شيخ العارفين -
- يوميات هولندية-7
- قصة قصيرة- اعتداد -
- نوافذ الفنار


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - كيات وحكايات المنبر الديمقراطي – عَلَم النجوم الثلاث -