أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - البتول الهاشمية - المثقفين في الارض














المزيد.....

المثقفين في الارض


البتول الهاشمية

الحوار المتمدن-العدد: 929 - 2004 / 8 / 18 - 13:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


عندما مثل سقراط المفكر والفيلسوف الشهير أمام المحكمة بتهمة عصيان الدين وإنكار آلهة المدينة لم يكن أمامه سوى خياران
إما أن يعترف بان كل ما دعا إليه هو بدعة وينحني أمام صنم الآلهة آنذاك أو الموت بكل بساطة
المشكلة إن تلاميذ سقراط كانوا في قصر المحكمة ووجد المفكر انه من غير اللائق أن ينحني وأمام كل هؤلاء وهو الذي دعاهم إلى غير هذا تماما وفضل أن يتجرع السم .
وجاء دور غاليليو بعد مئات السنين ووقف هذه المرة أمام الكنيسة بتهمة الزندقة ومخالفة ما جاء في الإنجيل على اعتبار انه ادعى أن الأرض هي التي تدور حول الشمس وليس العكس كما كان سائد , ولكن ما حدث هذه المرة إن العالم الإيطالي لم يخجل من طلابه و أنكر رأيه بعد أن أدرك إن سلطة الكنيسة لا تمازحه وان رقبته بين فكيه ووقفت ارض غاليليو إلى الأبد وخرج من قاعة المحكمة التي برأته وكما جاء على لسان احد تلامذته انه لما وصل مكان امن تلفت حوله فلم يجد أحدا عندها ضرب الأرض بقدمه وقال لها : قولي انك تدوري .
ها نحن أمام موقفان متشابهان إلا في الفصل الأخير ... فمن يا تراه كان الأكثر موضوعية وبمعنى أدق الأقرب إلى الصواب ,قبل الإجابة تعالوا نشير إلى نقطة هامة ألا وهي إن غاليليو بعد هذه الحادثة قدم الكثير من النظريات المفيدة وكان خلف اختراع البندول في حين صمت سقراط إلى الأبد ويبدو من المحاكاة الأولى إنني تحيزت إلى غاليليو منذ البداية وتلك ليست الحقيقة ولكني ضد مسار التاريخ الذي رفع سقراط إلى القمة وانزل غاليليو إلى الحضيض وأنا بهذا لا أنكر حق سقراط في التمسك برأيه لدرجة حبل الوريد غير إن الأمر لم يكن ليستحق كل ذلك التصفيق وخصوصا إن علمنا أن معظم تلامذته قد تفرقوا من بعده وبنفس المنطق على الآخرين أن يقدروا لغاليليو خوفه على رأسه دون أن يكون موضع سخرية أو تقريع فكثيرون هم من كانوا في عصر غاليليو واقروا بان الشمس هي التي تدور ومع ذلك ليس ثمة من أشار لهم ولو بالبنان لماذا غاليليو ؟ ألا انه كان مثقف عصره
ها قد وصلنا إلى الحبكة.
لماذا المطلوب من المثقف أن يكون بطلا ؟
عندما سقطت النازية في ألمانيا حكم آلاف المثقفين بالإعدام وكاد هايدغر فيلسوف النازية أن يفقد رأسه حتى اللحظة الأخيرة في الوقت الذي لم يسال فيه حرس هتلر عن أي شي والمفارقة إن طباخوه أكثر الناس قدرة على التخلص منه آنذاك أصبحوا مشهورين فيما بعده ومنهم من ألف كتب عن فن الطهي .
رومل – ثعلب الصحراء في الحرب العالمية الثانية – حتى الآن هو صاحب أقوى انسحاب بأقل خسائر ممكنة في تاريخ الجيوش ونظريته تلك تدرس في الأكاديميات والمعاهد العسكرية مع انه ضحى بالأرض والعتاد في سبيل حياته ومن معه, لماذا ينتهي كل هذا حين يتعلق الأمر بالمثقف
هل المطلوب منه أن يضحي برأسه حتى يرضى عنه التاريخ أما أن الثقافة صارت لعنة على أصحابها
آن الأوان لنحاكم المثقفين على أنهم بشر يخطئون ويخافون ومن أراد بطلا فليبحث عنه
حيث يتوافر الأبطال



#البتول_الهاشمية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امبراطورية الخوف
- البهلوان
- للرجال ...فقط
- عقل حكيم ....و قلب امرأة
- واشنطن................دوت كام
- نحن و الأرقام
- للكلاب ...خصيصا
- و جاء ..............دورنا
- هؤلاء.......من هم
- ما الحكاية بالضبط
- يا أيها الأحرار
- سيدتي فرانكفورت
- نرجسية -قصة قصيرة
- مدير فضائية .....بامتياز
- نحن ....و الحظ
- مطارات ...عربية
- لخالة ...امريكا
- يا معشر المؤتمرين
- للسياسة ....وجه امرأة
- خطبة لاذعة ............ضد رجل نائم


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - البتول الهاشمية - المثقفين في الارض