البتول الهاشمية
الحوار المتمدن-العدد: 920 - 2004 / 8 / 9 - 08:31
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
وأخيرا أصبح بامكان أي كلب أن يقضي أجازته السنوية في منتجع خاص بعيدا عن الضجيج ومضايقات أولاد صاحبه
أين...........؟؟؟
في مدينة واشنطن حيث تم افتتاح أفخم واكبر منتجع مائي من فئة الخمس نجوم لاستقبال الكلاب ولا شئ سواها 0 حفل الافتتاح بإجماع كل من شاهده كان شيقا وخصوصا وقد حضره كلاب من كل الولايات وكان اقرب إلى حفل تعارف منه إلى حفل افتتاح حيث تبادل الحضور النباح واستعراض الا نياب وهز الذيول تعبيرا عن الفرح والسرور بهذا الصرح الحضاري العظيم 0
ومن الجدير بالذكر أن كل جناح في المنتجع المذكور يضم سرير وثير مطل على البحر حيث يمكن للكلب أن يقضي ساعات طويلة وهو يتأمل ذلك المنظر البديع برومانسية خالصة, أما عن الجدران فقد زينت بلوحات ورسومات ولكن ليس لكلاب بل لكبار الفنانين العالمين لعل الكلب يمل من النظر إلى البحر فيدير نظره إلى الجدران حيث تكون ألوان براقة ومناظر خلابة تضيف لشاعريته جرعة أخرى من الديمومة0
وفي المساء يكون هناك أجهزة تلفزيون تفاجئ الكلاب بامتع الأفلام عبر أجهزة الفيديو المخصصة لهذا الغرض , أما عن الطعام فالحديث ذو شجون فهناك تشكيلة واسعة ومتنوعة من أشهى الإطباق والمأكولات متضمنة أيضا وجبات خفيفة الدسم ربما خصيصا للكلاب التي تتبع نظام حمية خاص للحفاظ على وزنها0وحتى لا نغفل الخبر المهم فان الهيئة الإدارية للمنتجع تدرس الآن قانون يحظر حجز أكثر من جناح للكلب الواحد من اجل حماية كلاب متوسطي الحال من جشع كلاب أصحاب الثروات وهي لفتة ذكية من القائمين على إدارة المنتجع لمنع التمييز بين الكلاب وتحقيق المساواة حيث يمكن لكل كلب أن يمارس نباحه في جو من الألفة والديمقراطية 0
والقضية الأساسية التي تسرعي اهتمام جميع أصحاب الكلاب في العالم هو هل هذا المنتجع خاص بالولايات المتحدة أم بكلاب العالم كله وبصيغة أوضح هل يمكن لكلب إفريقي أن يجد له مكان بين كلاب أميركا دون أن يشعر بالفوارق الطبقية أو التمييز العنصري 0
لنترك أمر المنتجع قليلا ونتأمل صيحات الاحتجاج في معتقلات غوانتنامو حيث ينام أكثر من عشرين شخص في غرفة واحدة بدون إنارة ولا تهوية سليمة , الأوبئة والجوع يهددان أكثر من ربع سكان إفريقيا حيث يمكن لثمن تذكرة واحدة أن تنقذ ربما عشرة أطفال إفريقيين من القبر ,
أتراه عصر السرعة أم الانترنت والعولمة أو:
عصر تفضيل الكلاب على كثير ممن لبسوا الثياب
#البتول_الهاشمية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟