أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البتول الهاشمية - خطبة لاذعة ............ضد رجل نائم














المزيد.....

خطبة لاذعة ............ضد رجل نائم


البتول الهاشمية

الحوار المتمدن-العدد: 898 - 2004 / 7 / 18 - 08:03
المحور: الادب والفن
    


خطبة لاذعة ............ضد رجل نائم
أين أنت يا هذا ..حدد موقعك وسط عالم مجنون لا يفهم إلا لغة الأمكنة ...حدد منطقتك فوق خريطة هلامية.... فوق خشبة مسرح لا مكان فيها للكومبارس ...أين أنت من المدنية ...أين أنت من الحداثة والعولمة ...أين أنت من آلاف المطبلين للحرية ...أين أنت من هم
يربون القرود ..وتنام الكلاب في أسرتهم وان ضبطوك تسوق جملا لتطعمه فويلك أيها المتخلف
يكتبون أسماء مطربيهم على رؤوسهم ..ويتفننون بقص شعورهم ويتباهون بارتداء الثياب الممزقة باسم الأزياء وحرية كل فرد في اختيار زيه وان ارتديت أنت عمامتك وجلبابك فيا أيها الرجعي المتحجر
تسير زوجاتهم شبه عارية لا تسترها إلا مظلة الحداثة وان غطت زوجتك رأسها فاللعنة عليك أيها المتعصب
قطعوا مئات الأميال إليك وزحفوا بجحافلهم وقنابلهم وطائراتهم إلى أرضك واستباحوا نفطك وتراثك وفكرك وان جربت أن تشهر في وجههم بندقيتك القديمة أو ترميهم بحجر فالموت لك أيها الإرهابي
يقتلون الأطفال ويعتدون على النساء وان أطلقت نارك على كلب مسعور اعترضك ليلا فجمعية الرفق بالحيوان تنتظرك بألف تهمة وقضية
بنوا آلاف المعتقلات وابتكروا أحدث أدوات التعذيب وآلاف من حانات الدعارة والقمار والخمر وان حاولت أن تبني مسجدا فماذا تريد أيها المتعصب
كنت رضيعا في حضن أمك تنتظر منها أن تلقمك ثديها لتقبل عليه بنهم ..ومرت السنين وجاءوك بألف ثدي وثدي فمن سيارات فارهة إلى فنادق عائمة إلى دور للترفيه والألعاب ومازلت أنت الرضيع نفسه الذي ينكب على الحليب, ثم صرت صغيرا تستمتع بحكايات الجدة عن الفانوس السحري ورحلة أليس في بلاد العجائب وماتت الجدة ومازلت تبحث عن واحدة جديدة لم تعد الجدة هدفك منذ صرت تبحث عن الحكاية وها قد اتو إليك محملين بآلاف الحكايا ..فقصة للديموقراطية وأخرى للحرية وثالثة للتنوير وما زلت ذلك الصغير الذي يرفض أن يكبر على الحكاية التي يسمعها قبل أن ينام فيما يهندسون هم لك كل ما حولك لتستيقظ كل صباح وتجد كل شئ جاهز
وصرت طفلا يحاول آن يكتشف الأشياء من حوله فخافوا على أثاث المنزل من يداك فصار يرهبوك بالغول القابع خلف النافذة والوحش القادم من المطبخ لتركض إلى خلف ظهر أبيك وهاهم اليوم حاؤك بألف ظهر وظهر وما زلت ذلك الطفل الذي يخشى أن يبحث ويكتشف وترهبه وحوش وغيلان تنتظره بعد أن نسجوا لك آلاف الحكايا بغير أن تمل من الخوف أو التصديق
ماذا بقي لك لتخاف عليه
ماذا تركوا لك لتتمترس خلفه
أي خندق هذا الذي تعتقد انه قادرا الآن على حمايتك
لماذا لا تريد أن تفهم أنهم لم يسرقوا مالك بل قدمته لهم ولم يغتصبوا أرضك بل أنزلتها في المزاد الذي رسي عليهم وهم لم يحاصروك بل أنت الذي شرنقت نفسك ..لسنا ضدك في أن تحلم ولكن بأعين مفتوحة ترصد ما حولها ..أما إذا كنت مصرا على لعبة الأحلام القديمة فعليك أن تتحمل نتاج المقامرة ..ونحن معك في أن أحدا لا يملك الحق في أن يمنعك من أن تنام لكن أيضا لا يحق لك أن تستنكر على التاريخ الأحداث التي وقعت وأنت نائم .



#البتول_الهاشمية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة الوجوه...مرة اخرى
- في انتظار ....سام


المزيد.....




- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البتول الهاشمية - خطبة لاذعة ............ضد رجل نائم