أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - بيعوا حميركوا














المزيد.....

بيعوا حميركوا


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3050 - 2010 / 7 / 1 - 10:01
المحور: كتابات ساخرة
    


هذا المقال راح يكون عبارة عن مقالين في جزأين منفصلين تماماً من حيث الموضوع والأهمية وراح أتحدث فيه عن شخصيه غير معروفه جدا عند البعض وهي شخصية (المنصور بن أبي عامر) الذي باع حماره وهنا في هذا الجزأ سأهتم كثيرا بالحمار الرمز أو الذي تحول إلى رمزٍ كثيف , لقد كان المنصور بن أبي عامر يعملُ عتالاً على حماره مع صديقين له فقال لهما ذات مرة:

-لو أصبحتُ خليفة ماذا تتمنون مني؟

-الأول: إذا أصبحت خليفة أركبني على حمار وقل للناس هذا كذاب ودجال ونصاب لا تشتروا منه ولا تبيعوه ..إلخ.

-الثاني نظر له باستهتارٍ كبير وقال ساخرا: إذا أصبحت خليفة أريد منك جواري وعبيد ونساء وبيت ومال..إلخ, يعني أخينا بالله تمنى حياة كريمة.
وقال له الأول : من المستحيل أن تصبح خليفة لأنك سائق حمار وعتال .

ففكر المنصور في الموضوع وقال : فعلاً لو بقيت هكذا سأبقى طوال عمري عتالاً وسائق حمار , ولكن سأغير مهنتي وسأبيع الحمار .
وفعلاً الرجل أو الشاب باع الحمار وانخرط في شرطة الخليفة وتدرج حتى أصبح مشهورا في السلك الشُرطي بل وقائدا للشرطة وأصبح مشهورا جدا في عموم أرجاء الأندلس وقرطبة , ومات الخليفة ووضع المنصور مع أثنين من كبارات رجال الدولة أوصياء على الخليفة الطفل وشيئا فشيئاً تخلص من أصحابه الأوصياء معه وأصبح هو الخليفة وأصدر مرسوماً بأن لا يخرج الخليفة من بيته حفاظاً على حياته ونقل كافة أمور الدولة والدوادين إلى قصره وأعلن نفسه خليفة وبعد ذلك أحضر صديقه الأول والثاني وأعطى لكل واحد منهما ما تمناه .

المهم في القصة أن الرجل باع الحمار وترك مهنته .

ونحن لماذا لا تُغير مهنتنا مثلاً إذا كانت لا تدر علينا مرابح ؟

ولماذا لا نغير من أسلوب تعاملنا مع قضايانا المصيرية ؟

والمطلوب منّا نحن أن نغير ما بأنفسنا جميعاً حتى نصل إلى ضالتنا المنشودة فليس من المعقول يا إخواني وأنا لكم ولي من الناصحين أن نبقى طوال أربعة عشر قرناً على نفس الفكر والمنهج وأن نبقى ننظر لليهودي على أنه نجس بالرغم من أن اليهودي فتح العالم ذريا وعلمياً وأن نبقى نمنع أنفسنا من الحياة العصرية الجديدة يجب أن يبيع كل واحد منا الحمار الذي يركبه أو صاحبه الذي يركبه , يجب أن نُغير ونبدل في طريقة أكلنا وشربنا وملبسنا ودخولنا للمراحيض , يجب أن نُغير من نظرتنا لأنفسنا وللعالم من حولنا يجب أن نبيع حميرنا كلها , ويجب أن نُغير من سياستنا ومن مؤسسات الحكم القديمة وليس الأشخاص أنا لا أقول هنا تغيير الأشخاص وإنما تغيير طرائق الحكم واستبدال مؤسسات الحكم بمؤسسات حديثة على آخر موضه وصرعه يجب أن نغير عقلية من يقوم بحكمنا لأنهم جميعاً لم يحققوا لنا التنمية الشاملة فالأحزاب الإسلامية مارست الفشل في حياتها وحياتنا ما يقرب من نصف قرنً ولم تستطع أن تحقق لنا ما نحلم به, فهذه اليابان قد باعت حمارها القديم الذي مارس الفشل في الحرب العالمية الثانية واستبدلته بالتيوتا والمازدا , وكذلك الألمان استبدلوا حمارهم بالمرسيدس والأوبل فكترا وغيرها وغيراته , يجب أن نغير من الأحزاب الشعبية التي تتحكم في عقلية المواطن العربي والتي مارست الفشل كثيرا أو ردحاً طويلاً من الزمن, وكذلك الأحزاب الاشتراكية على كافة أنمذجتها المتعددة قد مارس غالبيتها الفشل واستبدلتها شعوبها بمناهج جديدة , وكافة دول العلم تُطور سنوياً في أنظمة الحكم وفي طريقة ومنهجية التربية والتعليم إلا نحنُ ما زلنا مصرين على ممارسة الفشل بل والأدهى من ذلك أننا ندعي بأن غيرنا يحسدنا على فشلنا .

إن المواطن العربي لم تحقق له حميره أو عفوا أقصد لم تحقق له الأحزاب القديمة أي نهضة بل على العكس مارست الفشل والسقوط والخيبة ونحن نتجه بفضل حميرنا إلى الخلف , ولو بقيّ المنصور بن عامر على حماره لّما أصبح خليفة في الأندلس أو قرطبة ولبقيّ يمارس الفشل طوال حياته, يجب أن نغير أسلوبَ التعليم كما غير صاحبنا حماره , ويجب أن نغير في كل شيء بحياتنا لكي نصبح أهلاً لحياة عصرية .

وينطبق مثل الحمار على أصحاب المحلات التجارية فمثلاً هنالك أصحاب محلات يقلبون محلاتهم إلى أنواع أخرى من التجارة فمثلاً كافة محلات أستديوهات التصوير في الأردن قد غير أصحابها مهنتهم وأصبحت محلاتهم تبيع الموبايلات أو أصبحت كوفي شوبات للإنترنت على حسب جاذبية السوق , وهذا مثله مثل الذي باع حماره لكي يصبح خليفة , يجب أن نعمل على تغير حياتنا من الداخل ومن الخارج وأن نستبدل عقائدنا بعقائد أكثر عصرية , فهذه اليابان مثلاً عندما نهضت كالتنين الصيني لم تسأل عن الأصالة وإنما اتبعت المعاصرة بشكل مباشر أي أنها لم تمر في مرحلة الأصالة والمعاصرة والصراع مع النحنُ والآخر وإحياء التراث من جديد , إن العالم يا إخوتي يتغير ونحن يجب أن نتغير ولو قليلاً حتى نستطيع اللحاق بركب الحضارة المتحضر يجب أن لا نبقى على الحمير القديمة , إن حميرنا –الرمز- لم تحقق لنا التنمية الشاملة, ونحن وأحزابنا القديمة ما زلنا نراهن على الخيل الضعيفة في السباقات فلم تعد الخيل العربية الأصيلة قادرة على كسب الرهان لا من أول جولة ولا من آخر جولة .

الحمير في كافة دول العالم تم استبدالها بمعطيات أخرى , والعائلة الممتدة تغيرت إلى العائلة النووية أو النواتية وتبدلت طرائق الحياة نتيجة للثورة الانكليزية الهادئة التي كانت عبارة عن ثورة صناعية تبعتها تغيرات اجتماعية انتشرت فيها المصانع والشركات ونزلت المرأة إلى سوق العمل خلف خطوط الإنتاج وظهرت قوانين المساواة بين الجنسين نتيجة مطالبة المرأة في حقها بأن تعمل وظهرت حياة جديدة ونزولاً عند رغبة الجماهير العريضة حصلت الشعوب الأوروبية على حقوق دستورية جديدة تنص على احترام الإنسان ومشاعره وحقه في التعبير عن رأيه , ونحنُ ما زلنا نواجه تهديدات رسمية إذا فكر أحد منا بأن يبيع الحمار الذي يركبه , وهنا أنا من حقي أن أبيع حماري .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عائلة مستورة بحاجة إلى سفينة حرية
- مؤلم جدا
- فتوحات الجائعين
- المرأة التي قتلت زوجها
- المخيلة الشعبية
- لماذا تقتل المرأة زوجها؟
- نظرة عن كثب
- رجل يوصي أولاده قبل وفاته
- معاك قرش إبتسوى قرش
- طباخ الحاره
- رسالة من الأردن
- تعال
- الناس السكرانه
- السعادة السائلة
- خيانة سحرية
- بيت خالته
- بين أسامة بن المنقذ ودون كيشوت
- بلغوا عني
- حديث الإفك الثاني
- نعمة النسيان


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - بيعوا حميركوا