أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فرات محسن الفراتي - تحديات البذرة الديمقراطية العراقية














المزيد.....

تحديات البذرة الديمقراطية العراقية


فرات محسن الفراتي

الحوار المتمدن-العدد: 3049 - 2010 / 6 / 30 - 13:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يرى عديدين بأن الديمقراطية في العراق أصيبت بنكسة او وقعت أسيرة بأيدي حفنة من الرجعيين، وان الولايات المتحدة لم تعد راعية لها على تقليعات رعاة الدعايات مدفوعة الأجر.. في حين اعتبر آخرون بأن الأمريكان نكثوا عهدهم مع العراقيين وبدلاً من السعي لإنضاج الديمقراطية قولاً وفعلاً




عمل الأمريكان على مجاملة الأحزاب الدينية او التغاضي عنها.. تلك الأحزاب التي تعتبر (الديمقراطية) احد أعدائها الألداء.

وبين الآراء جميعاً ومعظمها متشائم، وبغض النظر إن كنت أوافق بعضها او ارفضها جميعاً.. ليس هنالك من شك إن الديمقراطية في العراق تمر بأزمة.. وتستغل ويتسلق على ظهرها بعض الانتهازيين الذين ما انفكوا يشتمونها كلما وصلوا المنابر متناسين إن الديمقراطية المشوهة من قبلهم هي من نقلتهم بين حالتي النكرة والمعرفة.. وبالمناسبة هذا الموضوع ليس نظرية عراقية (حصرية) بل هو آلية عمل او وسيلة استخدمتها العديد من الأنظمة والأحزاب في المنطقة، فها هي الديمقراطية تفرض وبالرفعة انفها المهيب على المنطقة الغارقة بالأنظمة الشمولية.. وعلى عادة الأنظمة والأحزاب الشمولية في تصُيير الحق باطل والخديعة قضية، سرعان ما تلونوا كالحرباء ولبسوا الزي الديمقراطي متسلقين على سلمها ليحطموه لاحقاً.. متى ما وصلوا للسلطة، نعم هذا لم يحدث في العراق فقط، بل الإنصاف يجبرنا أن نقول إن ما حدث بالعراق اقل وطأة مما حدث في فلسطين عندما تلونت حماس بالديمقراطية لتصل للسلطة و تطيح بأصدقائها وخصومها، وبالإخوان في مصر عندما حصدوا أغلبية برلمانية وبنقيضهم التقليدي الحزب الوطني الحاكم المقيم بالسلطة.. وبملكيات تدعي الدستورية.. بالتالي فالمنطقة لها باع طويل واحترافي في التلون بالديمقراطية والتلاعب عليها.

العراق حالة جديدة، فالديمقراطية يفترض إنها فرضت عليه فرضاً وبالقوة ومن قبل الوالد الشرعي لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة وقبلهما الولايات المتحدة، ورغم ترسيخ الديمقراطية كآلية لتبادل السلطة عبر الانتخابات العامة وترسيخ القائمة الانتخابية المفتوحة التي عدت نصراً للديمقراطية لاحقاً.. وقبل هذا وذاك فالديمقراطية أقرت دستورياً في العراق مع تداخل مع الدين في أكثر من موضع.

وعلى الرغم من خسارة الأحزاب التي دعت وان صورياً للديمقراطية في الانتخابات الأولى، وصعود المد العلماني بالانتخابات الثانية إلا إن الحزب الديني لازال يمتلك سطوة على الساحة العراقية.. وخاصة مع وجود أكثر من نصف وربما ثلثي أعضاء مجلس النواب من خلفيات حزبية دينية او عشائرية.. مع غياب ربما كامل لتيار ليبرالي حقيقي قادر على حمل الديمقراطية وترسيخها وتطويرها، نحو النهضة بالمجتمع والإدارة الحكومية.

الحكومة العراقية بتشريعاتها النيابية وأوامرها التنفيذية.. جانبت الديمقراطية مراراً، بل تبجحت أحياناً بتصريحات رسمية او خاصة لقياداتها وهم ينقلون مدى تأثرهم الاعجابي بتجارب بدول من المنطقة عرف عنها التطرف والشمولية.. على الرغم من إن معظم أعضاء الحكومة العراقية يوم طردوا من بلادهم ولوحقوا هاربين.. قصدوا دولاً أوربية وربما الولايات المتحدة ذاتها وتنعموا بالديمقراطية.. وهاهم عندما عادوا لبلادهم سخروا من القيم التي انتشلتهم من التشرد وأوصلتهم اليوم للسلطة ليتحولوا لدعاة لنبذ الديمقراطية والفكر الغربي، وعلى العمل والإدارة وفق مفاهيم التبعية والمنسوبية ضمن أضخم عمليات الفساد المالي والإداري، وبتبعية مقرفة تزكم الأنوف لدول المنطقة الشمولية.. وفي الوقت الذي خطى العالم بأسره نحو الأمام سعوا بكل قواهم القانونية والعاطفية على الناس بإعادة العراق الى الوراء.

أين ذهبت الديمقراطية في العراق وهل هي بلا رعاة وهل كون رعاتها إن وجدوا ضعفاء.. لعل ملف حماة الديمقراطية في العراق فتح بجدية بعد فشل الأحزاب العلمانية التي تدعي الديمقراطية او تجد ذاتها ديمقراطية حقاً في الوصول لقبة البرلمان.. الولايات المتحدة اعتبرت عبر تصريحات عديدة إن الديمقراطية بذرة زرعت في الأرض العراقية وجرى خلاف حول آلية إنمائها.. ولم تدخل لدعم او إسناد دعاة الديمقراطية بالتالي احترمت خيار الناخب العراق الذي لازال مسير غير مخير في عدة مناطق.

أطروحات عديدة تحدثت عن ملف البذرة الديمقراطية فالبعض اعتبرها ستعيش كيفما كانت البيئة المحيطة.. ولعل رأي الأمريكان (الجمهوريون) انسجم مع هذا الطرح، في حين اعتبر الأمريكان (الديمقراطيون) الحاكمين اليوم إن البذرة الديمقراطية.. حالها من حال اي بذرة تصبو لتكون نبته فشجرة، بحاجة للسقي و المراعاة.. ولتوتيدها بعصا عندما تنشأ كغصن صغير لكي يبقى عمودياً ولا ينحرف.. وبطبيعة الحال فإشارة التقويم بالعصا لها أبعاد عديدة.

ولكن ما يحصل اليوم يترك الباب مفتوحاً لتكهنات عديدة حول آلية التعامل العراقية (المحلية) والدولية في ملف الديمقراطية بالعراق.. فالبذرة الديمقراطية تواجه حملة لاجتثاثها من الأرض العراقية وبوسائل عديدة.. وبمباركة من جهات محلية وإقليمية، لكن ما يثير التفاؤل إن معظم العراقيين وخاصة بعد الانتخابات الأخيرة انكشفت أمامهم حقائق الاستغلال الحزبي العراقي للديمقراطية، وبالتالي وجد الناخب العراقي انه وبصوته يصنع التغيير ويكون قادراً على اختيار من يحكمه.. وبين سطوة الأحزاب السياسية على الديمقراطية، وإيمان الناخبين بالديمقراطية كمنهج.. يبقى التحدي قائماً حتى تصبح البذرة شجرة راسخة.
www.alyasery.com



#فرات_محسن_الفراتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كذبة الديمقراطية
- التعليقات في عالم الانترنيت
- الحريات و الحقوق و الخصوصية .. في ضوء ظاهرة رسائل الهاتف الج ...
- دوافع الاختراقات الامنية المسكوت عنها
- في ذكراه الثانية و الاربعين .. بين جيفارا و ساسة العراق الجد ...
- دقائق لن انساها .. عندما وقفت امام (منظار غاليلو) الذي عرض ل ...
- من داخل متحف النوبل في استوكهولم .. و في ظل الاجواء الحالمة
- المعارضين الأجانب في العراق .. العراق و أزمة الحوثيين انموذج ...
- قضية لبنى الحسين .. تفتح ابواب الحريات و الحقوق في العالم ال ...
- العراقيون و مشاريع اوباما
- السجارة التي احرقت روما .. تحرق بغداد
- ذكرى 14 تموز .. و ثمار الحرية
- مع قرب الانسحاب .. التناقضات تفتضح
- كنت استاذاً و صديقاً .. فليرحمك الله يا سلام الحيدري
- بين رفع الحصانة و سحب الثقة .. لا محاكمة للوزراء و النواب
- الإجابة على السؤال التقليدي .. المصالحة مع من ؟
- بخطوة متأخرة الحكومة العراقية توجه بإقامة تمثال للراحلة نزيه ...
- في الذكرى السادسة للتغيير في العراق
- حقيقة الجدل العراقي حول الانفتاح على (حزب البعث) السابق
- بين مفهوم المواطنة الأمريكية و مفهوم المواطنة العراقية .. في ...


المزيد.....




- حسام زملط لـCNN: هل استشارتنا أمريكا عندما اعترفت بإسرائيل؟ ...
- الخارجية الروسية: الهجوم الأوكراني الإرهابي على بيلغورود هو ...
- دعوة لوقف التواطؤ في الجرائم الدولية عن طريق فرض حظر شامل عل ...
- المبادرة في شهر: نوفمبر 2023
- دراسة: الصوم عن منصات التواصل يعزز احترام الذات ويحمي الصحة ...
- قتلى وجرحى جراء انهيار بناء سكني في مدينة بيلغورود عقب هجوم ...
- مصر تعمل على إقناع شركة -آبل- بتصنيع هواتفها في مصر
- مصر تهدد إسرائيل بإنهاء اتفاقيات كامب ديفيد
- سلطان البهرة يشكر مصر على منح طائفته فرصة تطوير أشهر مساجد ا ...
- الإعلام العبري: مصر وقطر رفضتا عرضا إسرائيليا لإدارة مشتركة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فرات محسن الفراتي - تحديات البذرة الديمقراطية العراقية