أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ميخال شفارتس - قانون الجنسية يعزل اسرائيل عن العالم














المزيد.....

قانون الجنسية يعزل اسرائيل عن العالم


ميخال شفارتس

الحوار المتمدن-العدد: 920 - 2004 / 8 / 9 - 09:31
المحور: حقوق الانسان
    


قراران عنصريان في يوم واحد، 22 يوليو (تموز)، هو محصلة اعمال الكنيست الاسرائيلي في سباقه المحموم مع الوقت وضد الطبيعة، لحماية الاغلبية اليهودية في دولة اسرائيل. فقد قرر الكنيست مواصلة تجميد اجراءات التجنس أي منع وزير الداخلية من تنفيذ صلاحيته منح الجنسية لطالبيها من خلال لمّ الشمل. بهذا تحول التعديل المؤقت (لستة اشهر) الذي تحدد في تموز الماضي، الى سياسة ثابتة.

التعديل موجّه تحديدا ضد مواطني اسرائيل العرب والفلسطينيين، بسبب انتمائهم القومي. وهو يمنعهم من ممارسة حقهم الانساني الاساسي، وهو حق ممارسة الحياة الاسرية. اذ يفرض القرار عليهم إما الانفصال، او العيش داخل اسرائيل بشكل غير قانوني، او تهجير كل العائلة من اسرائيل للحفاظ على وحدتها.

بالاضافة لذلك، تم تمرير مشروع قانون بالقراءة الاولى، قدمه عضو الكنيست كحالون (ليكود)، يقترح قيودا اكبر على الهجرة لاسرائيل لكل من "لا يتمتع بحق العودة"، اي لغير اليهود. التفسير الرسمي الصريح لمشروع القانون هو تحديد حق المواطنة في اسرائيل على اساس ديني وقومي. وهذا هو ايضا السبب الحقيقي وراء قرار تجميد اجراءات لم الشمل، وليس التبريرات الامنية.

مشروع القانون الذي يشدد على شروط الهجرة لاسرائيل والتجنس بالجنسية الاسرائيلية، لا ينتهك فقط حقوق العرب والفلسطينيين، بل ايضا الجالية الروسية التي هاجرت لاسرائيل منذ بداية التسعينات، اذ يمنع القانون كل زوج احد افراده ليس يهوديا، من لمّ شمل بقية افراد العائلة الذين بقوا في روسيا، حتى اولئك من الدرجة الاولى مثل اولياء الامور والاولاد، بحجة عدم يهوديتهم. وتشير التقديرات الى جود اكثر من 90 الف قاصر من اصل روسي يعيشون في اسرائيل بشكل غير قانوني.

كما يضر القانون المهاجرين الاثيوبيين المطالبين بلمّ شمل اقربائهم من اصل "الفلاشا"، والذين ترفض اسرائيل الاعتراف بهم كيهود. وهناك 142 الف ولد مسجلين في وزارة الداخلية بلا جنسية، منهم 100 الف من اولاد القدس المحتلة. ويعتبر هؤلاء عديمي أية حقوق في اسرائيل، بما في ذلك حق التأمين الصحي.

وهنا المفارقة. ففي سعيها لحماية الاغلبية اليهودية، شجّعت اسرائيل الهجرة من روسيا واثيوبيا، وتعتبر نسبة معينة من القادمين من هناك مسيحيون اصلا؛ وبفرضها الطوق والاغلاق على الفلسطينيين في المناطق المحتلة ومنعهم من دخول اسرائيل، شجعت الدولة استيراد عمال اجانب اسسوا هم ايضا عائلات غير يهودية. ثم اخيرا جاء الجدار الفاصل وخطة الانفصال عن غزة بدافع الخوف من الخطر الديمغرافي الذي قد تتحول فيه الدولة اليهودية الى دولة ذات اغلبية فلسطينية واضحة. والى هذا يضاف ما اسماه نتانياهو "التهديد الديموغرافي" الذي يشكله العرب داخل اسرائيل على يهودية الدولة الخالصة.

كان من الممكن ان يكون الحل امام اسرائيل للحفاظ على اغلبيتها اليهودية هو التخلص من الاحتلال، وإلا فسيكون عليها الاستغناء عن كيانها كدولة يهودية. ولكن الدواء الذي تلجأ اليه لمعالجة "التهديد الديموغرافي" وادامة الاحتلال في نفس الوقت، هو تشجيع الهجرة اليهودية وفرض قوانين تمنع تجنس غير اليهود بالجنسية الاسرائيلية.

ان مشروع القانون والتعديلات هي محاولة لبناء جدار فاصل بين اسرائيل والعالم، او عزل اليهود في غيتو يهودي اختياري، من منطق يتجاهل حقوق الانسان، الاخلاق الانسانية وحتى قوانين الطبيعة. اسرائيل هي التي استوطنت في محيط عربي، وترفض ان تكون جزءا من عالم كبير ومتنوع يرفض فكرة الغيتو على اساس ديني. هذه القوانين العنصرية التي ستزداد شدتها مع الوقت، لن تنقذ الدولة العرقية اليهودية التي لا مستقبل لها، وليس من شأنها الا كشف الطابع العنصري لدولة اسرائيل الامر الذي يعزلها عن العالم.



#ميخال_شفارتس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة الفلسطينية - حركة فتح: من الثورة الى الفوضى
- جدار عند آخر الطريق المسدود
- الجدار الفاصل الضفة الغربية في الزنزانة
- التعديل في قانون التجنس الزواج من الفلسطينيين مسموح، ولكن...
- خريطة الطريق: قصة موت معلن
- تعيين ابو مازن: واحد - صفر لاسرائيل
- ايتها الحرب الجميلة
- فرض خليفة لعرفات مسألة وقت
- الاتحاد السوفييتي: دكتاتورية ستالينية، ام دولة عمال اشتراكية
- الجدار خطوة احادية الجانب لتعديل الحدود
- يوم الارض هذا العام: هروب من التحدي
- يوم المرأة العالمي - تاريخ وجذور


المزيد.....




- رائد فضاء في مهمة لفتح الفضاء أمام ذوي الاحتياجات الخاصة
- أكسيوس: تدابير جديدة تخص طالبي اللجوء في أميركا تصدر قريبا
- انعكاسات الأحداث الجارية على الوضع الإنساني في غزة؟
- مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يبعث رسائل لمسؤولين أمميين حو ...
- اقتحام رام الله والبيرة واعتقال 3 فلسطينيين بالخليل وبيت أمر ...
- عودة النازحين.. جدل سياسي واتهامات متبادلة
- الخارجية الأردنية تدين الاعتداء على مقر وكالة -الأونروا- في ...
- برنامج الأغذية العالمي يحذر من شلل جهود الإغاثة في لبنان
- مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يبعث رسائل لمسئولين أمميين حو ...
- الأونروا: استمرار غلق المعابر ومنع دخول الوقود سيصيب العمليا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ميخال شفارتس - قانون الجنسية يعزل اسرائيل عن العالم