أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ميخال شفارتس - الاتحاد السوفييتي: دكتاتورية ستالينية، ام دولة عمال اشتراكية















المزيد.....



الاتحاد السوفييتي: دكتاتورية ستالينية، ام دولة عمال اشتراكية


ميخال شفارتس

الحوار المتمدن-العدد: 212 - 2002 / 8 / 7 - 03:08
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الاتحاد السوفييتي: دكتاتورية ستالينية، ام دولة عمال اشتراكية

فيما يلي المحاضرة الثانية من اصل ثماني محضرات التي قدمتها ميخال شفارتس، عضو المكتب التنفيذي لحزب دعم، في اطار الايام الدراسية الفكرية التي نظّمها الحزب في 13-15 حزيران (يونيو) وتضمنت بحث المواضيع التالية: الماركسية في عصر العولمة، هل تعود الفاشية، الموقف من الحرب ورفض الجندية، الامبريالية والعولمة، تقييم لتجربة الاتحاد السوفييتي، البعد الطبقي للاسلام السياسي، التنظيم النقابي كاساس للحركة الثورية، مقارنة بين الانتفاضة الاولى والثانية.

 

ميخال شفارتس

ترجمة: منال جبور

 

على مدى 75 عاما من قيامه، قُدّم الاتحاد السوفييتي في الغرب على انه نظام ظالم سبّب المعاناة للملايين من ابناء شعبه. وقُدّم ستالين على انه دكتاتور لا يختلف بقسوته عن هتلر او اي دكتاتور آخر في التاريخ. اما الديموقراطية البرجوازية في الغرب التي نجحت في تأمين مستوى حياة مريح للطبقة الوسطى، فقُدّمت كنظام مثالي للشعوب الغربية الراقية.

انهيار الاتحاد السوفييتي اعتبر الدليل القاطع على ان الرأسمالية افضل من الشيوعية، وان الشيوعية لا تستطيع ان تشكّل حلا للانسانية. ولكن بعد مرور 12 عاما على انهيار الاتحاد السوفييتي، لا نرى ان الرأسمالية تجرؤ على الاحتفال بانتصارها. فالعالم اليوم مثقل بالازمات الاقتصادية والمشاكل القومية التي سببت ازمات عالمية، الجوع والبطالة متفشية في العالم، والحروب المحلية في انتشار، والاحزاب اليمينية والفاشية ترفع رأسها من جديد في انحاء مختلفة من اوروبا، مما يجعل الشيوعية خيارا واردا نظرا لخطر الحروب العالمية التي تهدد بها الازمات الرأسمالية.

الدعاية الغربية تجاهلت حقيقة ان الانظمة التي ارادت ان تضمن الديمقراطية ومستوى الحياة الجيد في الغرب، هي نفس الانظمة التي ساندت الانظمة الدكتاتورية التي حكمت الشعوب الفقيرة، وفرضت عليها الفقر والاستغلال.

لقد اثبت التاريخ ان المنظمات التي ابت ان ترى في الاتحاد السوفييتي اكثر من دكتاتورية ستالينية، وفشلت في فهم مكانتها ودورها الثوريين، وجدت نفسها في الاوقات الحاسمة في خندق الامبريالية ضد الحركات الثورية للعمال والشعوب المقهورة. هل يعني هذا ان علينا تجاهل كون ستالين دكتاتورا، وانه قضى على معارضيه واتبع اساليب قمع وحشية؟ ام هل علينا القبول بالادعاء الذي يقول ان النظام الشيوعي او دكتاتورية البروليتاريا ليس باستطاعتها ان تكون ديموقراطية؟ لا هذا ولا ذاك.

لتوضيح موقفنا من النظام اي نظام ننطلق، اولا، من الحكم على مضمونه الطبقي. حسب هذا يمكننا ان نجزم اننا ندافع عن النظام الاشتراكي الذي بناه ستالين حتى لو لم يكن ديموقراطيا، بينما نحارب النظام الرأسمالي حتى لو كان ديموقراطيا.

ثانيا، علينا ان نأخذ بالحسبان الظروف الموضوعية التي نشأت فيها الثورة. فالثورة الاشتراكية الاولى في التاريخ قامت خلافا لجميع التوقعات، في اكثر الدول الرأسمالية تخلفا. التناقضات الداخلية التي نشأت عن تأخر روسيا حالت دون تطور الاشتراكية تطورا صحيا وأدت للجوء الى الدكتاتورية في ظل الاتحاد السوفييتي.

ثالثا لا بد من الاشارة الى ان غياب النظام الديموقراطي في الاتحاد السوفييتي ادى الى تفسخ مؤسسات الحزب والدولة، والى خلق فجوة بين النظام وطبقة العمال ومعه سائر المجتمع وقاد بالتالي لانهيار الاشتراكية. حتى تواصل الثورة الاشتراكية تقدمها فهي بحاجة الى مشاركة مواطنيها. التناقض بين الشيوعية التي تحتاج للديمقراطية وحرية الابداع، وبين الدكتاتورية يمكن ان يؤدي الى احد امرين: اما لدمقرطة المجتمع الشيوعي وبالتالي تطوره، واما لانهياره وهذا ما حدث.

 

اساس الثورة الروسية

عشية الثورة كانت روسيا تعاني تحت حكم القيصر نقولا الثاني. وكان على الثوريين الروس مواجهة تناقض كبير جدا، فرغم وجود مراكز صناعية كبيرة وتجمعات كبيرة من الطبقة العاملة، الا ان الطبقة البرجوازية الروسية كانت ضعيفة، واكثر من 80% من المواطنين كانوا من الفلاحين الاميين الذين عملوا في اراضي الاقطاعيين. لم تكن هناك انتخابات عامة، والبرلمان الروسي (الدوما) كان مؤلفا بغالبيته من الملاكين. الظروف لم تكن ناضجة لثورة اشتراكية.

في نهاية القرن ال19 تطورت الصناعة في روسيا، ونشأت طبقة جديدة من العمال الشباب الذين بدؤوا بلعب دور مهم في الحياة السياسية. على هذا الاساس قام الحزب الديموقراطي الاشتراكي برئاسة بليخانوف. واعتقد هذا الحزب ان واجب طبقة العمال دعم البرجوازية في نضالها ضد الاقطاعية، ومن ثم يستطيع ان يتقدم باتجاه تحقيق النظام الاشتراكي كجزء من ثورة اشتراكية عالمية.

 

الاستيلاء على الحكم

في شباط (فبراير) 1917، وعندما كانت الحرب العالمية الاولى في اوجها، نشبت الثورة. اضرابات عاملات النسيج في بتروغراد، التي طالبت ب "الخبز والسلام"، انتشرت وسببت هروب القيصر وانهيار حكمه. ورأسا تشكلت حكومة مؤقتة تحضيرا للانتخابات الديموقراطية للجمعية التأسيسية. لكن الحكومة المؤقتة واصلت سياسة القيصر، فلم تعلن انسحابها من الحرب الامبريالية، ولم تشجع تملك الفلاحين للاراضي التي فلحوها، وقمعت اضرابات العمال، وعملت ببطء شديد على التحضير للانتخابات.

في نفس الوقت شكل العمال والفلاحون والجنود مجالس شعبية ديموقراطية (سوفييتات) شكلت مرجعية للحكم، الامر الذي خلق وضعا من ازدواجية السلطة هدد الحكومة المؤقتة. واقتصرت مطالب هذه المجالس على "الخبز والسلام والارض"، وكانت الجماهير تمر بعملية تسييس سريعة. كما شهدت الساحة تناقضا سافرا بين سياسة الحكومة المؤقتة وبين التوقعات الكبيرة التي ايقظتها الثورة لدى العمال الاشتراكيين، وبالذات طموحهم لوضع حد للحرب والجوع.

لدى عودة لينين من المنفى في نيسان (ابريل) 1917، فاجأ اعضاء حزبه باقتراحه التوقف عن مساندة الحكومة والتخطيط لتسلم السوفييتات للسلطة. مع ذلك استمر البلاشفة في دعايتهم لاجل اجتماع الجمعية التأسيسية البرجوازية.

في البداية كان البلاشفة اقلية في السوفييت، لكن كلما تقدمت الثورة وانكشفت خيانة الحكومة المؤقتة التي بدأت تفكر باعادة القيصر، ازداد الدعم للشعار الذي نادى ب"كل السلطة للسوفييت".

في اجتماع الكونغرس الروسي الاول للسوفييت في حزيران (يونيو) 1917، شكل البلاشفة ثُمن الممثلين المشتركين. لكن حتى شهر ايلول (سبتمبر) فاز البلاشفة بغالبية المقاعد في السوفييت في اكبر مدينتين صناعيتين في روسيا، موسكو وبتروغراد (التي سميت فيما بعد لينينغراد).

وكان المخطط اندلاع الثورة الاشتراكية في 25 تشرين اول 1917 (او 7 تشرين ثان حسب التقويم الجديد الذي تبنته الثورة). كان ذلك عشية اجتماع الكونغرس الروسي الثاني للسوفييت في العاصمة بتروغراد. عمال المصانع الذين تنظموا في لجان ثورية وتسلحوا، نجحوا بالسيطرة على مراكز مهمة في المدينة وعلى قصر الشتاء الملكي. ودون ايما مقاومة انهارت الحكومة المؤقتة، فكان هذا انقلاب دون سفك دماء. المؤرخ المعروف أ. هـ. كار ادعى ان الحكم هوى على البلاشفة كالثمرة الناضجة، وما كان عليهم سوى اعلان نيتهم تولي الحكم.

الادعاء بان البلاشفة قاموا بانقلاب ولم يقفوا على رأس ثورة شعبية وانهم فرضوا سلطتهم على الناس بالقوة، هو ادعاء كاذب. فلو لم يكن هناك حماس شديد للعمال والفلاحين للقيام بالثورة لما صمد الاتحاد السوفييتي عاما واحدا، خاصة بعد نشوب الحرب الاهلية التي تدخلت فيها كل الدول العظمى (وبينها انجلترا، فرنسا، الولايات المتحدة واليابان) لدعم الحركات المضادة للثورة في روسيا. الثورة الروسية كانت الثورة الاكثر عمقا في تاريخ البشرية، وقد غيرت وجه العالم اكثر من اي ثورة اخرى.

 

مصاعب وانجازات اولية

مهمة الثورة الاولى كانت الصمود امام الجنود البيض (خلافا للحمر الشيوعيين) في الثورة المضادة، وامام الاجتياح الخارجي، وتأمين المؤن بشكل ثابت للمدن. وفرضت حالة الطوارئ تجنيد جميع الاوفياء للثورة، واطلق على المرحلة اسم "الشيوعية الحربية".

علاقات النظام الثوري مع الفلاحين عبرت عن مشكلة منذ البداية. كان دعم الفلاحين للثورة مرهونا بالحرب ضد الاقطاعيين ونظام القيصر. لكن كانت هناك حاجة لارسال كتائب من العمال لاحضار فائض المواد الغذائية ومنع المتاجرة بها في السوق السوداء. وكان عليهم ايضا تنظيم العمل في المصانع بشكل شبه عسكري بسبب حالة الطوارئ.

هذه الظروف فرضت على البلاشفة اقامة حكم مركزي، ولم تكن هناك امكانية لاقامة حياة ديموقراطية صحيحة. ونجح النظام الجديد حتى عام 1920 باقامة الجيش الاحمر والانتصار على القوى المعارضة للثورة. رغم انتقاص الجيش الاحمر للخبرة الا ان تضحيته وتصميمه كانا اشارة الى مدى عمق الثورة وشعبيتها.

مع انتهاء الحرب كان الاقتصاد والعملة في حالة شلل. فقرر كونغرس الحزب في آذار (مارس) 1921 تطبيق "السياسة الاقتصادية الجديدة" (نيب)، التي تسمح للفلاح ببيع فائض محصوله الزراعي في السوق الحرة، وتشجيع الصناعات الخفيفة الخاصة. وبقيت الصناعات الكبيرة مؤممة دون ان تأخذ افضلية على غيرها من الصناعات. وحسنت هذه الاجراءات الوضع الاقتصادي في الدولة بشكل مؤقت، رغم انها شكلت عودة معينة لاقتصاد السوق.

لقد قاد لينين هذه الاجراءات على رأس حزب البلاشفة. ولكن وفاته عام 1924، وتدهور حالته الصحية منذ عام 1922 حالت دون قيامه بدور فعال في الحكم، فلم يبق ليبني الثورة الاشتراكية. ستالين الذي كان قد ارتفع شأنه في اجتماعات الكونغرس التالية، تولى هذه المهمة.

 

نظرية الاشتراكية في دولة واحدة

رأى الماركسيون الروس ان بمقدور الثورة الاشتراكية في روسيا ان تصمد شرط انتشارها الى الدول الرأسمالية المتطورة. وفعلا في تشرين اول (اكتوبر) 1918 نشبت موجة ثورية في المانيا بدت كتجسيد لامل البلاشفة. وفي آذار (مارس) 1919، اعلن البلاشفة عن انشاء الاممية الشيوعية الثالثة، "كومنترن".

لكن الآمال في انتشار الثورة الاشتراكية لاوروبا خابت مع فشل الثورة في المانيا. كما فشلت النهضة الثورية التي نشأت عام 1923 في هنغاريا ودول اخرى، وفي الصين عام 1927. حتى الاضراب العام الاول والوحيد في بريطانيا الذي بدأ عام 1926 والذي لعب فيه الشيوعيون دورا رئيسيا، انتهى بخيبة امل.

على هذا الاساس نشأ خلاف بين ستالين الذي اعلن عام 1924 عن سياسة بناء "الاشتراكية في دولة واحدة"، وبين تروتسكي الذي عارض هذه السياسة وتمسك بفكرة ضرورة انتشار الثورة الى الخارج كشرط لنجاحها في الداخل (الثورة الدائمة). لا شك ان موقف ستالين لم يتلاءم تماما مع نظرية لينين والحزب ولكنه تلاءم مع واقع انعزال الثورة في الاتحاد السوفييتي، ومن جهة اخرى لم يستطع معارضو ستالين تقديم حل بديل.

وقد حاول ستالين الحفاظ على الثورة وعدم الاستسلام لجو الهزيمة الذي تسبب عن فشل الثورات الاوروبية. ولاقى موقفه قبولا لدى معظم اعضاء الحزب والشعب، فقد وحد المجتمع السوفييتي حول هدف محدد، هو بناء الاقتصاد والمجتمع الاشتراكي في الظروف العصيبة التي وُجد فيها الاتحاد السوفييتي.

المشكلة ان ستالين لم يوضح ان العزلة التي فرضت على الاتحاد السوفييتي فرضت هذه السياسة الجديدة، بل نسب سياسة الثورة في دولة واحدة الى لينين، كي تلاقي الاستحسان. رغم امتياز لينين بالواقعية، الا انه كان اكثر المناضلين حماسا للثورة العالمية. لذلك فان نسب سياسة الاشتراكية في دولة واحدة اليه كان تشويها للحقيقة، وكان فيه زرع البذور الاولى لعبادة الشخصية، اولا لينين ثم ستالين. هكذا اسس ستالين الاشتراكية: ليس فقط في ظروف موضوعية صعبة بل وباكثر الاساليب الملتوية على صعيد القيادة والنظرية.

 

انعدام الديموقراطية الداخلية

كثيرا ما تحدثت الدعاية المعارضة للشيوعية عن اضطهاد ستالين، عن نفيه المعارضين لسيبيريا، عن ادارته لمحاكم صورية، وقضائه على اعضاء الثورة الذين اتهموا بالعداء للثورة. هذه الادعاءات صحيحة، ولكن علينا ان نسأل ما الاسباب والعبر التي يمكن تعلمها مما حدث؟ اما عن الاسباب، فبعضها كامن في الظروف الموضوعية، وبعضهما في ادارة ستالين الملتوية للحزب.

لدى نشوب الثورة لم يكن الحكم على اساس نظام الحزب الواحد. لقد طمح البلاشفة الى ادخال احزاب اخرى للحكومة، وشارك الجناح اليساري لحزب الفلاحين "الاشتراكيين الثوريين" (اس. آر.) في الحكومة. لكن لدى توقيع معاهدة السلام مع المانيا في 1918 (اتفاق برست-ليتوفسك) استقالت هذه الاحزاب من الحكومة وانضمت للمعارضة. في نفس السنة حاول بعض الفوضويين قتل لينين، ولكنه اصيب وقتل اثنان آخران من الشيوعيين الكبار. ردا على هذا اعتبرت هذه الاحزاب خارجة عن القانون، وصدر قرار في بداية عام 1918 بحل الجمعية التأسيسية البرجوازية على اعتبار انها معادية للثورة.

بهذا بقي الحزب الشيوعي وحده في مواجهة عالم عدائي، لكن قيادة الحزب كانت تأمل ان يكون الوضع مؤقتا، وانه بمجرد انتهاء حالة الطوارئ سيكون بالامكان العودة للنشاط السياسي المتعدد الاحزاب. لكن الضرورة لتجنيد مئات آلاف الثوريين وملايين العمال والفلاحين للحرب ضد النازية، حالت دون تطبيق هذا النظام الديمقراطي.

استمر تواجد طبقة الملاكين في قرى الاتحاد السوفييتي حتى بعد الثورة. وقد خشي النظام من ان تتجند هذه الطبقة لمساعدة البرجوازية العالمية التي قدمت لها الدعم مستغلة طموحها لتملك الاراضي ومعارضتها لالغاء الملكية الخاصة.

لذلك، فقد اضطرت دولة العمال الحديثة لاستخدام اساليب الطوارئ والاكراه ضد الطبقات التي شكلت خطرا عليها. وخلال عشر سنوات 1918-1928 قامت القيادة السوفييتية بتغييرات سياسية واقتصادية كبيرة، من الشيوعية الحربية (1918)، الى السياسة الاقتصادية الجديدة (1921)، ثم الى انتقائية الزراعة والصناعة (1928).

الوضع الفوضوي الذي نتج عن هذه التغييرات الكبيرة، سبّب معارضة كبيرة جدا هددت وجود الدولة. لكن هذه المعارضة لم تأت من جهات معادية للثورة فحسب، بل ايضا من جماعات عمالية من البلاشفة نفسها التي طالبت بمزيد من الديموقراطية داخل النقابات. ولم تكن قيادة ستالين على قدر كاف من قوة الاقناع لمناقشة المطالب، فلجأت الى اساليب الطوارئ التي اتخذت كاجراءات مؤقتة وحولتها الى اجراءات عادية دائمة.

 

سياسة التصنيع

بدءا من الكونغرس ال15 عام 1928 انقلب ستالين على سياسة النيب (السياسة الاقتصادية الجديدة)، وقاد سياسة تصنيع الدولة وتأميم الزراعة. ولم يكن هناك مناص من تصنيع الاتحاد السوفييتي، كما لم يكن هناك بد من قمع الفلاحين الاغنياء (الكولاك) والسماسرة الذين قويت شوكتهم في ظل نظام النيب. لكن السؤال كان باي سرعة وكيف تم هذا الانتقال؟

لقد خاب امل الشيوعيين في اقناع الفلاحين الفقراء بالانضمام للزراعة الانتقائية. في نهاية الامر تم تطبيق السياسة بالاكراه، الامر الذي اضر بالجميع من سماسرة المحاصيل وحتى الفلاحين الفقراء. رد فعل الفلاحين كان عدائيا. فقد فضلوا القضاء على البهائم والطيور والمحاصيل الزراعية على ان يعطوها للمزارع التعاونية. وكانت النتيجة ان مرت على الاتحاد السوفييتي فترة غير مسبوقة من الجوع. وقد احتاج الاتحاد السوفييتي لسنوات حتى استطاع التغلب على هذا الضرر، وهناك من يدعي ان قضية الزراعة بقيت نقطة ضعف الاتحاد السوفييتي حتى انهياره.

لكن، رغم كل هذه المشاكل فان انجازات التصنيع الذي اعتمده ستالين كانت مذهلة. لهذا الهدف اعتمدت الهيأة السوفييتية مرة اخرى على تجنيد الطبقة العاملة، وعلى ايجابيات الاقتصاد المبرمج. فقد تم ارسال مئات آلاف العمال والشبيبة الى مناطق بعيدة لانشاء المدن والسدود الجديدة. وصلت الكهرباء الى جميع ارجاء الدولة الكبيرة، كما قام الفلاحون بفلاحة المناطق المعزولة.

ورغم ان عملية التصنيع تمت ايضا باساليب ستالين غير الديموقراطية، لكن حتى معارضيه ايدوا هذه الخطوة لانهم رأوا ان اهدافها تتماشى مع الماركسية الكلاسيكية. الخوف من ان تهزم الدول الغربية الاتحاد السوفييتي باساليب اقتصادية شكل حافزا اكبر للقيادة السوفييتية. المؤرخ كار يقتبس من ستالين قوله:

"اننا متأخرون عن الدول المتقدمة بخمسين او مئة عام. اننا مجبرون على سد الفجوة خلال عشر سنوات. فامامنا واحد من خيارين: اما ان نقوم بهذا العمل، واما ان يحطموننا".

لكن هنا ايضا ارتُكبت اخطاء عظيمة، ولم يكن هناك من يقوّمها في غياب النقاش الحر. تطوير الصناعات الثقيلة على حساب الصناعات الخفيفة، دون اي حساب، ادى الى نقصان الاحتياجات اليومية في السوق، مما ادى الى حالة عامة من عدم الرضا. ظاهرة الطوابير الطويلة لاقتناء الحاجيات التي كان من الممكن الحصول عليها بسهولة في الغرب، عبرت عن نقطة ضعف في النظام السوفييتي.

 

عبادة الشخصية

الامر الذي ميّز فترة ستالين عن غيرها من الفترات، وجلب له الانتقادات اللاذعة، كان عبادة الشخصية. هذا الامر كان معارضا تماما لشخصية لينين القيادية التي تميزت بالتواضع الشخصي وبالصبر في اقناع اعضاء الحزب. واذا كنا مدركين لمنشئ هذه السياسة، الا اننا لا نستطيع باي حال اعطاءها المصداقية. رحيل لينين ترك فراغا عظيما في قيادة الحزب الشيوعي السوفييتي. فهو لم يترك وريثا له في الحزب، ولم يصل الحزب الى اجماع حول القائد الذي سيتسلم زمام الامور بعده.

وبما ان قيادة الحزب هي قيادة الدولة، فقد زادت المصاعب التي عانت منها الدولة السوفييتية بسبب عدم الثقة بين القياديين انفسهم بعد رحيل لينين. وقد دخل الحزب الى صراع شديد، خاصة حول السياسة الاقتصادية وحول ادارة بناء المجتمع الاشتراكي. شخصية ستالين كانت موضع خلاف حتى حين كان لينين في الحكم. فهو لم يتمتع بقدرات فكرية خاصة مثل سلفه، وللتعويض عن النواقص السياسية والنظرية حاول ستالين تعظيم شخصيته وتأليهها مقابل تحقير معارضيه، ومنع اي نقاش في داخل الحزب.

وقد رأى ستالين في البلاشفة القدامى تهديدا، فبسبب ما تمتعوا به من مكانة اسطورية لم ينظروا الى قيادته كامر مفهوم ضمنا. وقد وصلت به محاولات التغطية على اخطائه الى درجة القضاء على جميع القياديين البارزين للثورة وذلك في سلسلة من المحاكم الصورية عام 1936. بهذا خسر الحزب افضل قائديه، وعاش في حالة دائمة من الخوف، فبقي دون هيأة مراقبة تستطيع منع الاخطاء او استخلاص العبر منها. كما قام بقطع رؤوس رؤساء اركان الجيش السوفييتي، وفي مقدمتهم الجنرال توختشيفسكي.

خطأ ستالين المشهور كان عدم تصديقه بان جيش هتلر كان على وشك اجتياح الاتحاد السوفييتي، رغم ان هيئات الاستخبارات حذرته من ذلك. بهذا، ترك الاتحاد السوفييتي دون دفاع امام حملة بربروسا التي شنها هتلر وسبب فيها خسائر بشرية فادحة للروس حتى استطاعوا اخيرا دحر النازية.

 

بعد الحرب العالمية الثانية

الامتحان الكبير لموقف ستالين كان في الحرب العالمية الثانية، عندما قررت المانيا النازية، بتأييد جميع الدول الغربية، القضاء على الاتحاد السوفييتي. الدول الاوروبية الرأسمالية، مثل فرنسا، استسلمت للفاشية دون مقاومة وتعاونت مع النازيين. بالمقابل تمكنت الطبقة العاملة السوفييتية وعلى رأسها الحزب الشيوعي وبالتعاون مع الانصار من الاحزاب الشيوعية في دول اوروبا الشرقية، من دحر الفاشية. لقد نجح المجتمع السوفييتي في الامتحان وخرج منه منتصرا رغم اخطاء ستالين الكبيرة في ادارة الدولة والحزب. كان هذا الانتصار الذي تطلب تضحية جسيمة تعبيرا عن ثقة مواطني الاتحاد السوفييتي بدولتهم السوفييتية الفتية.

لقد استخدم ستالين وسائل الاكراه ليقوّي الطبقة العاملة وليس ليستغلها. فقد كانت نتيجة سياسة التصنيع ارتفاع نسبة النمو في الاتحاد السوفييتي بعشرات النسب المئوية في السنة الواحدة. يكتب كار: "الازمة التي حلت بالعالم السياسي في خريف عام 1929، رفعت مكانة الاتحاد السوفييتي وبرنامجه الاقتصادي. احس الكثيرون، خارج الاتحاد السوفييتي ايضا، بان التوقعات الماركسية بالنسبة لانهيار النظام الرأسمالي بسبب تناقضاته الداخلية قد تحققت".

مستوى معيشة سكان الاتحاد السوفييتي ارتفع في الثلاثينات وبعد الحرب العالمية الثانية بشكل مذهل، هذا بالاضافة الى ارتفاع مستوى التعليم دون تمييز، تطوير الثقافة بشكل متساو للجميع، العمل للجميع (اجباري)، تحسين الوضع الاجتماعي للنساء، توفير المسكن للجميع باجر قليل وغيرها. الشعوب الآسيوية ضمن الاتحاد السوفييتي مرت هي الاخرى بحركة نشطة من التطوير غير المسبوق.

لقد خرج الاتحاد السوفييتي من الحرب العالمية الثانية وقد ارتفع شأنه في نظر الشعوب، على اعتبار انه كان القوة الوحيدة التي انتصرت على الفاشية. كترجمة لزيادة نفوذه في العالم وقع اتفاق بين ستالين روزفلت وتشرتشل تم فيه تقاسم مناطق النفوذ في اوروبا. في اعقاب دخول دول اوروبا الشرقية الى اطار الاقتصاد الاشتراكي (الكوميكون) بعد الحرب العالمية الثانية، خرج الاتحاد السوفييتي من عزلته، واصبحت له الآن سوق اشتراكية واسعة ضمنت سرعة التطور الاقتصادي في الكتلة الشرقية.

بالمقابل بقيت اوروبا متأخرة رغم المساعدات الكبيرة التي تلقتها من الولايات المتحدة (خطة مرشال). وفي الخمسينات احتل الاتحاد السوفييتي المركز الاول دون منازع، ليس فقط في مجال الفضاء، انما ايضا في معظم مجالات التكنولوجيا ومستوى المعيشة.

 

من خروتشوف الى يلتسين

لدى وفاة ستالين المفاجئة عام 1953، عاد النزاع على الرئاسة من جديد. في نهاية الامر استلم نيكيتا خروتشوف، نائب ستالين في جبهة ستالينغراد، زمام الحكم. حاول خروتشوف كسابقه ان يثبت مكانته في الحزب الشيوعي لكي يطور الاتحاد السوفييتي. فخلال فترة قصيرة من انتهاء الحرب اصبح ثلثا سكان العالم يعيشون تحت تأثير النظام الشيوعي، إما بشكل مباشر او عن طريق دول عدم الانحياز. وكان على الاتحاد السوفييتي ان ينفتح على هذه الدول، كما كان عليه على الصعيد الداخلي ان يقوم بتحرير الاقتصاد والمجتمع السوفييتي من قيود نظام ستالين.

على هذا الاساس، قام خروتشوف في الكونغرس العشرين للحزب الشيوعي عام 1956 بالقاء "قنبلة". خلال اجتماع مغلق كان المفروض ان يبقى سريا، وبحضور ممثلين عن الحزب من جميع ارجاء العالم، قام خروتشوف بكشف كل وسائل القمع التي قام بها ستالين ضد اعداء محتملين واعداء خياليين. واظهر الحاجة لاجراء اصلاحات في البيروقراطية وضرورة التخلص من عبادة الشخصية.

هز الكشف عن هذه المعلومات غالبية الاحزاب الشيوعية، وادى لانقسامات داخلها ولاستنكارات كثيرة. وكانت تلك فرصة ذهبية للقيام باصلاحات حقيقية، ولوضع دولة العمال على مستهل طريق جديدة. لكن خروتشوف لم يعالج اساس المشكلة، ولم يجرِ اصلاحات حقيقية في جهاز الحكم.

لقد القى خروتشوف بكل اللوم على ستالين شخصيا، ولم يقترح اقامة نظام متعدد الاحزاب (او حتى متعدد التيارات داخل الحزب) لكل من يدعم الاشتراكية، ولم يفتح ممرا للديموقراطية الداخلية في المصانع. بهذا ضاعت الفرصة. صحيح ان الكثير من مظاهر القمع اختفت، ولكن في نهاية الامر فان الابقاء على اساس نظام ستالين سدد ضربة قوية للنظام السوفييتي وحرمه من تقديم بديل ديموقراطي حقيقي.

المفارقة ان انجازات الثورة كانت ايضا مكامن ضعفها. فعلى الرغم من الصورة القاتمة التي رسمها الغرب لحكم ستالين، الا انه كان يلاقي تأييدا كبيرا لدى شرائح واسعة من الشعب في الاتحاد السوفييتي. وقد صدق المؤرخ كار عندما قال ان الفلاحين والعمال في روسيا لم يتمتعوا من قبل بالديموقراطية، فسلموا بغيابها في ظل الانجازات الكبيرة للدولة التي وفرت لهم مستوى معيشة لم يكونوا ليحلموا به في ظل النظام القديم. هذا الامر يفسر قدرة ستالين على تجنيد العمال كل مرة من جديد لتحقيق انجازات جديدة والمحافظة عليها. ليس بالمستطاع بناء كل ما بناه الاتحاد السوفييتي فقط بالقمع والكبت.

لكن الارتقاء في مستوى المعيشة خلق في الاتحاد السوفييتي طبقة وسطى من المثقفين. هذه الشريحة لم تقارن بين وضعها ووضع العالم الفقير، انما تطلعت الى غرب اوروبا وطمحت للوصول الى مستواه الاقتصادي والاجتماعي. وقد نجحت هذه الشريحة في تحويل الحزب الى اداة بيدها لضمان مصالحها، وبدأت تبتعد عن بقية افراد المجتمع.

ردا على تهميش دوره دخل المجتمع السوفييتي حالة من اللامبالاة، تزامنت مع بداية مرحلة طويلة من الركود الاقتصادي. سرعة التطور الاقتصادي التي حققها الاتحاد السوفييتي في الخمسينات اخذت تتراجع حتى وصلت الى 3% في السنة في السبعينات والثمانينات. الاتحاد السوفييتي الذي طالما جذب اليه الانظار في الخمسينات والستينات بسبب فاعلية برامجه الاقتصادية، خسر قوة جاذبيته ودخل الى جمود.

عندما بدأ الرئيس الامريكي رونالد ريغان سباق التسلح في الفضاء (خطة حرب النجوم) في الثمانينات، وقام بتطوير تكنولوجيا حربية جديدة، بقي الاتحاد السوفييتي في الخلف. لم يمر الاتحاد السوفييتي بثورة الحاسوب والانترنت، وبذلك هُزم في نفس المجالات التي انتصر بها في الماضي: الاقتصاد والتكنولوجيا.

ظهور غورباتشوف ونظام البرسترويكا (اعادة البناء)، كان بداية الثورة ضد البرنامج الاساسي للحزب الشيوعي السوفييتي. فقد انكر غورباتشوف وجود حرب الطبقات، وآمن بالتعايش بين الرأسمالية والاشتراكية. وعبّر التيار الذي قاده عن مصالح الطبقة الوسطى في الاتحاد السوفييتي، والتي جاءت على حساب مصالح طبقة العمال الواسعة التي تمتعت ببرامج التأميم.

لم يكن لدى العمال السوفييت اية نقابات فعالة، مما سبب ضعف تأثيرهم داخل الحزب او خارجه. هذا على عكس الطبقة الوسطى التي تمتعت بتأييد الولايات المتحدة، وتمتعت بمكانة مهمة في الحزب الشيوعي. لم تمنح البرسترويكا الديموقراطية لطبقة العمال بهدف تقوية الاقتصاد المبرمج، بل رأى النظام الجديد في الشهية غير المحدودة للاستهلاك، المحرك الاساسي للتطور.

فور تسلم بوريس يلتسن حكم البلاد بانقلاب دعمته امريكا، قام بحل الاقتصاد المبرمج، مما سبّب شللا كاملا للاقتصاد المؤمم، وافقد الاتحاد السوفييتي استقلاله الاقتصادي. نتائج العودة للرأسمالية بقيادة يلتسين وبوتين كانت واضحة للعيان: فساد، تفشى الاجرام المنظم، عودة الدعارة، هبوط مستوى ومعدل الحياة، بروز القومية والعنصرية - كل الاضرار التي كان الاتحاد السوفييتي محصنا ضدها. الدولة التي كانت الحامي الاول لسلامة البشرية، تحولت الى عدوة خطرة.

 

خاتمة

اليوم، وبعد ان اختفى الاتحاد السوفييتي من الخريطة العالمية، نستطيع تحديد عظم الخسارة. لو كان الاتحاد السوفييتي ما زال قائما وتوازن القوى قائما، لما وصلنا لاتفاق سيئ مثل اوسلو في فلسطين، وللحصار المميت في العراق، ولانتشار الاسلام المتطرف، ولاحتضار افريقيا من الايدز، كما ما كنا لنشهد التطرف الرأسمالي المسمى عولمة. ويبدو ان الشعب الروسي نفسه والشعوب المقهورة والاحزاب اليسارية في العالم لم تقدر قيمة هذه الثورة، واعتبروها امرا مفروغا منه، وها نحن جميعا ندفع ثمن سقوطها.

رغم كل المشاكل التي اشرنا اليها فقد كانت الثورة الشيوعية في الاتحاد السوفييتي اهم اختراق انجزته الطبقة العاملة في التاريخ، وواجبنا دراسة عبرها وعبر السنوات التي تلت انهيار النظام السوفييتي:

اولا، خلافا لكل التوقعات، اثبتت الطبقة العاملة قدرتها على بناء دولة تخدم الغالبية العظمى من مواطنيها، اعتمادا على مبدأ التخطيط المركزي بدل مبدأ الربح.

ثانيا، الرأسمالية لا ترسم طريق البشرية، وانما تقودها من ازمة الى اخرى. وكما نشبت ثورة 1917 على اساس الازمة الحربية، فكذلك لا مناص من نشوب ثورات اخرى مع تفاقم الازمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

ثالثا، اذا حصلنا على انجازات الثورة الكبيرة بطرق غير ديموقراطية وليس بطرق الاقناع، فان هذه الانجازات لن تدوم طويلا. النظام السوفييتي الجديد الذي سينشأ في احدى الدول المتطورة سيكون مضطرا لتأسيس نظام ديموقراطي، حتى تستطيع الثورة القادمة تأسيس نظام اشتراكي عالمي يطور الانسانية ويدفعها بخطى واثقة الى الامام.

الصبار 155 



#ميخال_شفارتس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجدار خطوة احادية الجانب لتعديل الحدود
- يوم الارض هذا العام: هروب من التحدي
- يوم المرأة العالمي - تاريخ وجذور


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ميخال شفارتس - الاتحاد السوفييتي: دكتاتورية ستالينية، ام دولة عمال اشتراكية