أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس الحسيني - الشاعر يؤسس لمفهوم الحرب وإندثار صوت البلاد















المزيد.....

الشاعر يؤسس لمفهوم الحرب وإندثار صوت البلاد


عباس الحسيني
شاعر ومترجم وكاتب معرفي

(Abbas Alhusainy)


الحوار المتمدن-العدد: 3005 - 2010 / 5 / 15 - 12:27
المحور: الادب والفن
    


في مجموعته الشعرية " مظلة من كلمات "

الشاعر يؤسس لمفهوم الحرب وإندثار صوت البلاد



كتابات - قراءة وتقديم / عباس الحسيني



قد لا يتسنى للقارئ، أي قارئ كان وضمن اي محاثة احترافية في عالم القراءة والكتابة، من ان يتلمس معالم الوعي الباطن في عمل ابداعي، محدد بعينه، مالم يعيد قراءة ذلك العمل للوقوف على مواطن الابداع التفرد في ذلك العمل، وذلك لكي يتسنى للقارئ وللمتخصص على حد سواء تصنيف العمل الشعري ومنحه الهويه التي يستحق. وضمن السنوات العشر الاخيرة، برزت على السطح أسماء شعرية متباينة القدرة والتواصل والتفرد، وهي اصوات ما كان لها ان تظهر في عالم الكتابة الشعرية المعقد. وان عـدّ ظهور الشعراء العراقــيين حصراً يولد ويتمخـّـض عن منظومة غاية في التعقيد والصيرورة، ذلك ان العراقــيين متخصصين وباحثين ومعنــيين ومتلقين، إنما يتعاملون مع الشعر بصفته غذاء وبديلاً روحــيين لا غنى عنهما ، للتعويض عن حالة الضياع الفكري الكوني ، والتي يمر بها العراق دهراً اثر دهر( وعذرا لتشاؤمية الاستعاره هنا).

ففي ديوانه مظلة من كلمات، يوشج الشاعر فارس عدنان بينه وبين بيئة المضي الى اللا دراية، بلاد كل من فيها تعانقه سحب الموجات وهدير الانفلات عن النظم الانسانية السائدة:

لم أسأل

عن نيّة الحمام ...

في كلّ هذا

الطيران

بل شاركتُه

الفزعَ الكبير

بفعلين ماضيين على متن بلاغي موحد، يشترك الصوت في فزع لا يدرك كنهه ، وهو يمضي الى ان يحقق حدس الانسان للعثور على مأثرة جديدة ، قد تؤرخ لكينونته. الكينونه التي يجب ان تســتل من الموجع ومن قلب الماساة ، ومن الرحيل المبكر لمن اهداه النور في هذه الدنيا، الرحيل المبكر للاصدقاء ، الرحيل المبكر للبلاد التي حلت محلها مـظلــة من كلمات. كما في قصيدته: توضيـــح مــــــا:

شارع واحد، ربما، يقود إلى:

 نهايةٍ ما

 جنةٍ ما

 جحيمٍ ما

 وجهةٍ ما

شارع واحد، ربما، يقود إلى

شارع واحد، ربما، يقودني

إلى توضيحٍ ما

لهذه الفوضى

ويمضي الصوت حتى اكتمال فوتونات الغضب الداخلي، وبما يشبه اصواتا تتنافر في سمفونية خبيرة المعالم، سرعان ما تكشف عن تناغم يؤرخ لبقايا الانسان ، قبالة اخيه الانسان، وهي يدرك ان هناك حربا ما تقف دونما اذن خلفنا، وتدخل انى شاءت، لتخرج انى شاءت، وعبر استرسال شعري لا ينتمي إلا الى جراح عالم اليوم:

اللَيلَكُ الأرجواني

يحتضر،

منذ وصول الصيف،

على السياج

في هذا الدرب الريفي الهادئ

والأشجار

تطلق مراثيها

سراً

لهذا الهواء...

اللَيلَكُ،

الذي كان أرجوانياً،

قبل وصول الحرب

إلى بيتي،

ينام بهدوء

ـ اللحظة ـ

قرب أطنانٍ من عظام

في مقبرةٍ كبيرة

بحجم بلادي...



ولشدما ما يثير حواس التقمص هو الانفلات للمضي الى فضاء ارحب، فضاء لا يذكر بموت حتمي قد تأت به الحرب، وذلك حين يختصر الشاعر بصفته التي يطلقها شاعر الهند الكبير طاغور على ان الشاعر وبتعريف معاكس هو: معلـــم لفـــن الحيـــاة، وهو يضع قطوعا موسيقية إستعـارية، وبما يشبه التعبير عن فن ابادة الحياة بمظلة من كلمات، وعبر تصاعد في التوصيفات التي يشير إليها ,هي توصيفات استعارية

METAPHORICAL





المساء : جثة هامدة (جملة أسمية - توصيف اولي )

المدينة تنام على وسائد خوف. (جملة فعلية – تصاعد في بنية التـوصيف )

السماء متخمةٌ بالخطابات ( تتويج وصفي)

وطائرات البارانويا وأنا : خلف الزجاج المندى

أجلسُ على كراسي الارتباك

أردد بصمت وبدموع سرية

أغنيةً حزينة لجانيس تشابلن ( اجلس – اردد - توصيف مركب من فعلين) .





ربما يحلم الشاعر كما يحلم الآخرون لكن المساحة الفكرية التي تفصل الشاعر عن غيره من اسلافة ومن بني البشر، هي مساحة الوعي الجمعي والإنتماء غير المشروط، وهو مايثير العجب من تقمص شعراء لهذا المذهب او ذلك الحزب، وكما قيل دوما ان الشاعر ، لا ينتمي إلا الى ذاته، وذات الشاعر هي انى الاخر، بصفته النبي الجديد على ارض الحوار الفكري، وهو ما لا يكل الشاعر عن ترديد فشله في الحصول على اوسمه السلام، السلام الطمأنينة، السلام الوطن المستحيل، السلام الحبيبه، السلام البلاد، وفي الاصغاء وترديد غناء تشدو به سيدة هرمة تستخرج الكمات هي الاخرى من خزانة روحها المنهكة. وهي تكان تكون صورة مشابهة للجانب الآخــر من الحرب التي إنتهت او الحربي التي أوشكت على البدء أو الحرب النهاية او الحرب التي ستأتي يوما مــــا، ولك ان تسمها ماشئت:

تخرج صواريخ ٌ

من وجه الكومبيوترْ المسطحْ

تحمل أسماء القديسين !!

لتوقظ بالقوة ...

تلك الصحراء العربية الكبيرة..

حيث يدخل الشاعر معترك تفاصيل حربه الآن، وملمحاً الى جذور عربية، لا يريد لها سوى ان تعي هويتها وفضائها، وان توسع من مدى الرؤية لحقيقة الموت الجاثم من حولها، وهي عودة الى الكينونة الاولى، والى حيث التربّص بقيامة الوجود الابوي:



في نهاية هذا الشارع

كانت الحرب

تنتظر خطواتي

لتقدم لي

فاتورتها المؤجلة

وتطالبني

بعمر لم أضعه

في بياناتها

وفرح

أجلته طول العمر.

حيث يطالب الجميع، وكما يحدث في عالم على القتيل ان يدفع لقاتله، وبما يشبه لعبة الدخول في معترك غوايه لا تنفك تبدد وجودنا، بهاجس الحرب، وهي قصيدة يسميها الشاعر : فاتورة الحرب. وعلى الشاعر وسواه ان يدفعوا لخوضهم حربا لم يذهبوا اليها، ولم يخوضوها ولم ينتصروا فيها، وليسوا سوى وقودا لها، وهو يريد ان يصل الى ان ذروة جديدة، وهي ان الحرب تدور عليه، من جنرال او من معتد او من مجتمع، لا يجيد فن التفريق والاختيار: خيار الحرب او النأي عنها، بل الاكثر مأساويا، انه يخوض حربا لا يعرف أهدافها ولا مغازيها، ولا كيف نشبت ، لكنه مقـرّ ويعرف الى اين انتهت. ولتنتهي معها صورة حبيبة شهوانية الضم، وتلك هي بغداد....

ميليشيا ... في وطني

تحسب خطواتي المرتبكة

قبل الأوركازم.

صحيفة في بغداد

ترتدي قميصاً بنصف كُـــمّ !!

وتقدم لي على الصفحة الأولى

صباحات بلا عصافير ،

وأنت بعيدة

والفرات أبعدْ...

حيث يستكمل الشاعر وضع فهرسة للوجود العيني ( بغداد – الصحيفة – الفرات – وانت ) وذلك بتحول الحرب بمفهومها العسكري العلمي المتعارف عليه الى مفهوم بربري قبلي متأخر التجسيد على انه حرب ميليشيات مسعورة، لا تبغي سوى نهش روح الانسان ونخر بناءه الحضاري، وهو لا يتدارك ذلك إلا بصمت بهي وإصغـاء ساذج الى صوته والى اصوات بقية الضحايا. وهو عمل يشبه تمام سماء المظلة المصغـّر، وفضاءه المحدود، لكنها هنا مظلة تسع الكثير، فهي من مظلة من شعر الكلمات، وهو التوصيف الاكاديمي للديوان الصادر عن دار الفارابي، للشاعر العراقي فارس عدنان، وفي عمل يبرز هوية وطبيعة شعراء النفي العراقي، وبقية أدباء الالم المحمول المعاصر، اذا صح التعبــير.



واشنطن



#عباس_الحسيني (هاشتاغ)       Abbas_Alhusainy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منذر علي شناوة
- بلاد بلا خرائط
- شعر يولد من رحم نغم
- كامل شياع - طرب عراقي
- قصيدة - الشاعر عباس الحسيني
- لينين في الرايات
- فيما يُشبِهُ الرَجْعْ
- قصيدة
- في الكلام اليك ....
- لماذا نكتب للخريف
- بعض المسافات
- مرحبا سركون .. مرحبا بك في غابة ثلج
- العدم في صورة كاملة
- الشاعر عبد الكريم كاظم وتأويل ما ( لم ) ( لا ) يؤل لدى سعدي ...
- الى الاستاذ نوري المالكي بلسان ضحايا ملجأ الجحيم
- عن الحب اكثر
- حدث عند جسر الصرافية
- ايها الارض ... لماذا نحبك اكثر ؟
- غزل معاصر
- ها أنت كالبوح


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس الحسيني - الشاعر يؤسس لمفهوم الحرب وإندثار صوت البلاد