أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الأسدي - الأرجواني المزرق














المزيد.....

الأرجواني المزرق


رياض الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2984 - 2010 / 4 / 23 - 08:04
المحور: الادب والفن
    


شات سريع:
- هاللو حبي
- هاللو دائما.
- ربما ستكون هذه أخر محاورة.
- أعرف. متى؟
- ربما هذه الليلة.
- الساعة؟
- الثانية عشرة.
- سأراك. هل أخبرت بشارة؟
- لا.
- بآآآآي
- بآآآآآآآآي

تقرير خاص :
أول المنتحرين كان شابا صغيرا سجل توا في (الفيس بوك) بعد أن بلغ الحلم (م. ج : أربعة عشر عاما) بعث رسالة إلى صديقه (ك. ل : ستة عشر عاما) طالبا منه دفن أشرطة (الروك أند رول) وقطع قماش سوداء تستخدم في مناسبات خاصة إلى جانب دم قطط صغيرة وضع في قنينة دواء زجاجية بيضاء مع بقايا أول مني له في حياته.
- هذا كلّ ما نملكه من العالم.
- أجل.
كانا مولعين بالتجارب والتطلعات الغريبة هذه مذ أن التقيا بشارة المعقوف (لقب أطلقه على نفسه بعد الإيحاء له) حيث كان من المقرر أن توضع تلك الأسرار تحت شجرة تبعث صوتا يشبه الأنين البشري بعد دقيقة واحدة من منتصف الليل. انتحر بقطع وريد الساعد الأيسر بسكين مطبخ حادة لا تزال معفرة برائحة البصل.
- هل تسمع؟
- اجل.
- ماذا تظن هذا الصوت؟
- لا ادري.. أنت ما تظنه؟
- ربما يعرفه بشارة.
- لن يخبرنا أبدا!
ثم توالت بعد ذلك حوادث انتحار مماثلة بين أوساط الشباب دون سن العشرين. قسم كبير منهم كانوا من رواد المسجد القريب من حيهم. حتى بلغت بحسب التقارير أمنية سرية أحد عشر حالة. وكانت وزارة الداخلية أعلنت قبل عدة سنوات مكافحتها لتلك الظاهرة في انتحار الشباب الصغار دون معرفة الأسباب الحقيقية وهي في بدايتها. ثم أشارت إلى توقيف بعض المنتمين إلى جماعة سرّية ترتدي سراويل حمر، وإحالتهم على القضاء الشرعي بوصفهم مرتدين. لكنها هاهي تظهر من جديد بقوة أكثر من أي وقت مضى بين شبان صغار هذه المرة.

شهادة :
تروي والدة بشارة (52عاما عاملة مصرية تعمل منظفة في مستشفى خاص بمدينة خليجية) أن ولدها (27 عاما) أحد ضحايا حالة ما تلبسته منذ زمن يصعب تحديده. كان بشارة متدينا ويواظب على صلاة الجماعة في المسجد القريب من شقتهم. وكان يجمع المال لكي يخوض تجربة الزواج فقد أوصاها بالبحث له عن فتاة متدينة مصرية. كم كانت سعيدة به فقد كان ولدها الوحيد. تعبت كثيرا من اجله حتى استطاع الحصول على بكالوريوس حاسبات. رغم ذلك فإن موجة قراءة الكتب في الحديث وغريب الحديث والأصول بدت مهمة إلى جانب المواظبة على الواجبات الدينية والتشدد فيها.
لم تغير كلّ تلك الاهتمامات من نظرته إلى الحياة. أحيانا كان يسمع سوناتا ضؤ القمر أو باخ أو كونشرتات شوبان وحتى التاسعة لبيتهوفن : تعلمت كلّ هذه الأسماء منه. كما أنه لم ينقطع عن سماع المقرئ المنشاوي. كان يقلد صوته تماما وهو يعلم ذلك إلى الفتيان في المسجد. قالت : كنت أرغب في أن يكون مقرئا للقرآن أيضا:
- هل تسمعين يا أمي؟
- ماذا أسمع؟
- صوته.
- من؟
- هو هو!
- من ..من...؟
- أنصتي فقط.
في تلك الليلة كان ثمة حادثا لابدّ من ذكره : كان طوال عمره ينام بالقرب مني مذ كان صغيرا. لكنه ابتعد عني كالعادة بعد أن بلغ الحلم. بيد أنه في تلك الليلة جاء إلى جانبي، وكان يطلق صوتا غريبا يشبه المواء. كنت احسبه في البداية مريضا. لست ادري حاول ان يحضنني.. حاول.. غريب.. وعندما قفزت من الفراش بقي يمؤ.. تغير بشارة خلال أسبوع واحد فقط. عين وأصابته حتما. لم افهم ماذا حدث له.

شهادة 2
لكنه في ليلة واحدة حيث قضى حرقا بعدما أشعل النار في نفسه، بدت الأشياء تتكشف لي على نحو آخر, وخاصة تفاصيل حياته قبيل إقدامه على الانتحار. وتواصل أمّ بشارة : لم أكن أعلم أن وضع ابني كان خطيرا إلى هذا الحد، وأن جلوسه الطويل أمام شاشة الكمبيوتر وعزلته سيؤديان به إلى هذا المصير. ثم مضت قائلة : كنت أتحمل كل شيء ولا أحب أن أشكو لأحد عن تصرفاته، لأنني كنت أظن أنها فترة طيش وتمر، ولكن ما كسر صمتي في الفترة الأخيرة الكفر الذي كان يتردد على لسانه وتردي حالته الصحية والنفسية. كنت أحاول مساعدته بأية وسيلة. لكنه اجتذبني أخيرا.
وأضافت : منذ أن عاشر بعض الشباب الصغار، لم يعد يتصرف بشكل طبيعي، كان يدخل إلى غرفته ويقفل بابها ويقوم بحرق أشياء فيها. يملأ الدخان فضاء الشقة. وكم من مرة غيرت بعض أثاثها، إضافة إلى انه كان يشتري الكثير من مادة «التنر» بحجة استعمالها للرسم، لكن لاحظت في المدة الأخيرة انه كان يستنشقها، وأنها تؤثر في صحته وسلوكه. فهو مثلا كان يستيقظ طوال الليل وينام في النهار حتى عمله لم يعد يذهب إليه، مما جعل أصحاب العمل ينذرونه بفصله منه.

سينتصر على العالم!
وبحسب والدته أيضا : كان بشارة يقوم برسم أشياء غريبة، فمثلا رسم في إحدى المرات : النبي عيسى وخلفه صليب مقلوب. كما رسم السيدة العذراء وخلفها أشياء غريبة، ثم رصع اللوحة بأحجار ملونة جلبها له شباب صغار من المسجد. قال انه سيقدم صورها لأحد رفاقه في الفيس بوك. ومضت والدته : كان يقول إن الشيطان هو الأقوى في هذا الكون وهو من سينتصر في النهاية. وهو من أمره بمضاجعتي..
- هل ضاجعته؟
- ...
- أرجوك .. هذا مهم للتحقيق.
- اجل.
- كم مرة؟
- لا أذكر..
- كثيرا..
- كثيرا.
وعلينا، كما يقول، يتوجب الإتباع الدائم له. كما كان يطرد كل شخص متدين يزورنا وينعته بالتزمت. من الصعب معرفة أسباب تحول بشارة على هذا النحو السريع. كنت منقادة إليه مثل مغناطيس. أحبه. ولدي. لكني لا أعرف لم حدث كلّ ذلك. يا ألهي (تنتحب بشدة وترتمي بعنف على كرسي وحيد)
أما شقيقة بشارة الكبرى فإنها تلوم نفسها لعدم دخولها على الانترنت الذي يخصه لأنها بعد وفاته دخلت عليه ووجدت فيه رسائل تدعو إلى الممارسات الشاذة والانتحار. كانت الأخيرة تتكتم على أشياء كثيرة. لكنها فتاة طبيعية تذهب في كل يوم إلى جامعتها وكان شيئا لم يحدث.

سطران من تقرير سرّي للغاية
وجد المحققون أثار اعتداءات جنسية على شبان صغار في تواليت المسجد. التحقيق جار لمدى علاقة المنتحر بشارة بالموضوع.



#رياض_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس علي شريعتي/ مفكر الثورة الإيرانية
- (الدريع)(*)
- (لم يعد الصمت ممكنا) إجابات سريعة في اليسار العراقي الجبان
- بخفة الورقة او أقل
- سعال ديكي
- سعادة الله
- الماركسية الجديدة في المواجهة
- المثقفون والازمات الكبرى
- (القبيس)
- تفيس أبو خنه
- فساء ابن آوى
- تعليب اوثان يهوه
- كردوالة كاظم الاحمدي
- لوردات زمان ولوردات الآن
- تلال القادم/ رواية فانتازيا/ الفصل الثامنوالأخير:
- تلال القادم/ رواية فانتازيا/ الفصل السابع:الخروج
- مبولة محمود درويش
- فوبيا هب بياض
- تلال القادم/ رواية فانتازيا/ الفصل السادس:بغا ويوسف
- تلال القادم/رواية فانتازيا/ الفصل الخامس: احافيرهووووو


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الأسدي - الأرجواني المزرق