أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود جلبوط - حول الكيان الصهيوني وكيان الدويلة القطرية الكولونيالية العربية وما بينهما















المزيد.....

حول الكيان الصهيوني وكيان الدويلة القطرية الكولونيالية العربية وما بينهما


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14 - 22:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تساءلت دائما وخاصة في الفترة الأخيرة : ترى إلى أين تدفعنا وتقودنا كل هذه الرداءة العامة والتردي الشامل اللذان يلمان بنا هذه الأيام في مجريات تفاصيل حياتنا اليومية في الصقع العربي العزيز سوى إلى الهاوية والانتحار الجماعي والتلاشي, وإلاما تهدف كل هذه الرذيلة والإفساد الاجتماعي العام والممنهج منذ مطلع القرن العشرين وإلى الآن وإن بشكل متفاوت فيما بين القطريات العربية المختلفة؟
إلى أي درك سافل يريد الكمبرادور العربي إيصال البنية المجتمعية العربية أكثر مما وصلت إليه؟ هذه البذاءة الثقافية المعولمة والملبرلة , هذا العهر السياسي وسوقية وصفاقة ممارستها من قبل كل مريدي رأس المال في محاباة الكيان الصهيوني واستدخال الهزيمة التي ألحقها هذا الكيان بأنظمتها القومية في حرب 67 لمجمل البنية المجتمعة العربية وعلى مستوى الوطن العربي لاستحصال اعترافا شعبيا بها للتمهيد لقبول عودة الاستعمار(إن استدخال الهزيمة يجري على قدم وساق حتى من قبل تلك الأحزاب والتنظيمات اليسارية والقومية التي كان لها تاريخ نضالي ومقاوم , فعندما أعادت النظر في برامجها حديثا ألغت انتمائها إلى حركة التحرر الوطنية القومية العربية ودعت إلى التطبيع مع هذا الكيان الصهيوني والاعتراف بما اغتصبه من أرض عربية وأسقطوا حق المقاومة ودعوا لتحرير الأرض عن طريق المفاوضات مع العدو والتطبيع معه و مع مجاميع الكمبرادور العربي الحاكم والرأس مال الامبريالي بل راهنوا على هذا العدو الخارجي لإسقاط كمبرادورهم القطري الحاكم ليمنحهم "ديموقراطيته" بل اكتفوا بالدويلة القطرية الكمبرادورية وطنا نهائيا لهم ), والتي لم يتصور المرء مطلقا أنها تصدر حتى عن امرء موبوء وبائي غرق حتى الأنف والثمالة في جورة خلاء العدو إن كان عدوا وطنيا أوقوميا أو طبقيا أو حتى إنسانيا فكيف إذا اجتمع كل ذلك في عدو واحد كالعدو الاشكنازي الصهيوني ؟ وكأن الكمبرادور العربي الحاكم بمجاميعه وخدمه يأكل خيانة ويتبرز خيانة وينام خيانة ويصحى خيانة , والله لن تستطيع كل عبارات البذاءة التي استخدمها الشاعر مظفر النواب في وصفهم ولن تفيهم حقهم.

ولكن هل حقا يفي بالغرض , لتفسير كل ما يقوم به هذا الكمبرادور الحاكم ويجترحه مع أتباعه من كمبرادورات ثقافية ودينية وسياسية حزبية بشقيها اليميني واليساري(يبدو أنها تحاكي اليسار الصهيوني) ومنظمات أنجزة , أن نطلق عليهم صفة خونة أو خدم الكيان الصهيوني كما يحلو لعبد الباري عطوان؟ أم أن المسألة تحمل أبعادا أكثر من ذلك بكثير ترتبط بالمصالح والبنية الطبقية, وأنها ليست أفعال طارئة ترتبط بسلوك هذه الأيام بل هي منسجمة مع الانتماء الطبقي الرأسمالي تمتد جذوره التاريخية عميقا إلى المرحلة التي باغتنا بها رأس المال الغربي الصهيوني في فترة تحوله إلى إمبريالي بعد أن ضاقت عليه سوقه المحلية فقرر الهجوم علينا وغزونا واستعمارنا فأدرك أنه لن يتم له ذلك إلا بخصينا ولجم وإعاقة تطور بنيتنا الاجتماعية الطبيعي وهي في طور دخولها العصر الرأسمالي بهدوء , فبنى هذا التدخل الاستعماري الامبريالي ملازمه الاجتماعية وبخطط ممنهجة حطم أقدامنا ليعيقنا عن الحركة الطبيعية بنيويا فأفرزت ممارساته لاحقا قوى اجتماعية طبقية كولونيالية عميلة له لا تتأتى مصالحها إلا عبر تبعيتها له ثم فيما بعد أنتجت لوازمها الأيديولوجية والفكرية والثقافية والدينية والسياسية كحليف طبيعي ومنطقي وطبقي لقوى الاستعمار الصهيوامبريالي؟

كيف نفسر كل هذا التسابق من قبل الكمبرادور العربي : يميني ويساري والذي لا مثيل له على مستوى التاريخ البشري الحديث للتطبيع مع كيان صهيوني استيطاني عنصري اقتلاعي لأي أثر عربي أو إسلامي أو مسيحي من فلسطين , يهينهم في كل دقيقة من نهارهم ويخترق عليهم غرف نومهم كما حدث في دبي مؤخرا (يحكم سلوك الكيان الصهيوني نحوهم سلوك المركز أو المعلم ويحكم سلوكهم نحوه سلوك الأطراف والعبيد) , بل لقد تحولت "إسرائيل" وكما جاء على لسان مشايخهم ولبرالييهم وحتى يسارييهم في غمار حربها مع حزب الله في تموز 2006 كدولة حليفة لهم في مواجهة المقاومة اللبنانية(وأيضا في العراق وفلسطين والصومال) , وهي كذلك حليفة أيضا في الصراع ضد إيران( ولا أدري إن كان الكم الهائل من المشتركات والإسرائيليات الدينية والرؤية التوراتية لبداية الخلق والتاريخ البشري في النصوص الإسلامية قد كان له دورا جوهريا في بناء هذه الخلفية الذهنية للثقافة العربية_الإسلامية) , أتساءل فقط : كيف لا يرهبهم مئات الصواريخ الصهيونية بالقرب من غرف نومهم ومنتجعاتهم السياحية بينما تهتز فرائسهم وعروشهم جميعا من احتمال أن تصبح إيران دولة نووية(لم يكن هذا حالهم عندما كانت إيران حليفة لإسرائيل وشرطي بالنيابة عن أمريكا لحماية حقول النفط وتهديدا لحدود الإتحاد السوفييتي السابق) , أم أن الالأسلحة النووية وغير النووية الصهيونية وجدت لحمايتهم وحماية عروشهم؟ وهل هناك استنتاج آخر نستطيعه تفسيرا لعدم فزعهم من النووي الصهيوني الموجود والمحقق وفزعهم من النووي الإيراني المحتمل؟
وهل يكفي تفسيرا لكل ما يحدث من أن سلوك هؤلاء الجمع الكمبرادوري بدافع شهوة الخيانة الوطنية لديهم , وهل هناك من هو خائن بالفطرة الإنسانية كما يسمنا العدو الصهيوني بذلك عندما يصف العربي؟

أتحتاج المسألة التنقيب في ركام الوثائق السرية التي تطلق سراحها من حين لآخر دوائر المراكز الامبريالية للاطلاع على تعهداتهم واستعدادهم ومساهماتهم لإقامة الكيان الصهيوني على حساب أرض فلسطين وسكانها ثم التعهد بحمايته والتطبيع معه وإبرام المعاهدات معه , كما يحاول محمد حسنين هيكل , لكي نثبت خيانتهم لمصالح الأمة وتآمرهم مع العدو لسرقة البلاد وسحق مقدرات نموها وتتطورها الطبيعي ؟ وهل ترك سلوكهم العلني مع العدو وتصريحاتهم العلنية من دواع لفعل ذلك؟

لقد بذلوا بدون مواربة ولا خجل ولا حتى أدنى إحراج جهودا عسكرية مباشرة إلى جانب العدو لسحق العراق وإسقاطه , بل حاصروا حتى مقاومته التي انطلقت مباشرة بعد سقوط بغداد , حاصروا المقاومة اللبنانية في عز اشتباكها مع العدو الصهيوني وحاصروا المقاومة الفلسطينية حتى بتجويع الشعب الفلسطيني للضغط عليها , سعوا حثيثا إلى جانب العدو لضرب كل مقومات أي مقاومة عربية وتجفيف مصادر تمويلها من تبرعات شعبية , وعبروا عن الاستعداد للانخراط مع التحالف الغربي الصهيوني لضرب إيران لأنها ترفض الانصياع للكيان الصهيوني بعد أن أعلنوا صراحة مجتمعين عبر مبادرتهم العربية المشؤومة بالاعتراف للكيان الصهيوني وبحقه باغتصاب كل ما اغتصب من فلسطين والاستعداد للتطبيع الكامل معه وإقامة العلاقات الاقتصادية والسياسية والسياحية بشكل علني بل حصار ومنع وحتى مقاتلة من يعارض ذلك , هل ترك لنا كل هذا الوضوح في التصرف والتصريح من دواع للبحث فن أي وثائق أو اتفاقات سرية؟

إننا نرى أنّ السؤال الجوهري والمركب الذي ينبغي أن نطرحه على أنفسنا : هل أن هذا السقوط الأخلاقي والسياسي الذي يعم منطقتنا العربية والرداءة التي تحيط بنا من كل صوب وكل الأوصاف التي سبق وعرضناها : هي أزمة عربية سياسية_اجتماعية تخص الأمة بما تعنيه كطبقات شعبية فقيرة أم هي أزمة كمبرادور عربي منسجمة مع طبيعته الطبقية , كان سلوكها السياسي ونهجها الاقتصادي والثقافي والأخلاقي والاجتماعي عن سابق إصرار وترصد ومخطط من قبل كل مجاميع الكمبرادور العربي بكل فئاته بل لا يمكن أن تسمح له بنيته الاجتماعية أصلا أن يسلك نقيض ذلك؟ هل يندرج ذلك تحت بند الخيانة أم أنه علاقة منطقية طبيعية تحكمها المصالح الطبقية لهذه الفئة من الكمبرادور العربي الموزع على كيانات قطرية وظيفية في ظل علاقة بنيوية تخارجية لصالح المركز و لم يكن من الممكن أن تتم صيانة هذه المصالح إلا من خلال تحالف استراتيجي ثلاثي المحور رأس مال مركزي_رأس مال صهيوني_رأسمال كولونيالي عربي لا يستوي منطقيا أن تتناقض مصالحه أبدا معهما , وبالتالي فسيكون ضحايا هذا التحالف الشيطاني العرب الفقراء بإسلامييهم ومسيحييهم ودروزهم وشيعتهم ويهودهم , ومستجلبون يهود أوربيون فقراء استجلبوهم ليكونوا وقودا في محارقهم ليقيموا كيانا وظيفيا أبيض لحماية مصالح هذا الثالوث الشيطاني تحت شعارات دينية مضللة لا يضيره سفك دمائهم .

إننا نرى أنه لا يفي بالغرض إطلاقا الاكتفاء باتهام هذي الطبقة ومستلزماتها من حزبيين يسارا كان أم يمينا ورجال دين وكتاب ومثقفين بالخيانة , بل نحن أمام مسؤولية وطنية قومية وطبقية معا تلزمنا بتحليل هذه العلاقة نظريا وبعين جريئة ثاقبة وفاحصة وبمادية تاريخية علمية ينبغي أن لا تكون عجولة لكي لا نقع في مطب نظرية المؤامرة على أهمية تأثيراتها السياسية , أو الشخصنة , والبحث فيما جمع تاريخيا بينهما منذ زراعتهما زرعا خبيثا بقرار استعماري, ولا ينبغي أن يعفينا الإحراج الأدبي أوالأخلاقي وحتى السياسي من رصد ما يجمع بينهما من مشتركات وأهداف وكيف يشترط وجود أحدهما بالآخر للحفاظ على أمنهما المشترك.



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى حول شعارات -تحرر المرأة- ومهرجاناتها
- غيلان رأس المال وصناعة الوهم والخوف والفزاعات
- إزالة المستوطنات وليس تجميد الاستيطان
- تغذية بالحماية الشعبية
- الاستخفاف بالحق والقانون ..مقال مترجم عن الألمانية
- ماذا في جعبة ميتشل.....
- قراءة في أزمة رأس المال المالي
- 61عاما على النكبة ....كأنها حدثت الأمس
- لاهوت للتحرير ولاهوت في خدمة رأس المال والاستعمار والصهينة
- يسار مقاوم..يقاوم ويسار متصهين...يتصهين
- عودة إلى المشهد السوري
- حول مشروع حل الدولة الفلسطينية الواحدة(3) والأخيرة
- حول مشروع حل الدولة الفلسطينية الواحدة(2)
- حول مشروع حل الدولة الواحدة في فلسطين(1)
- سولانا ورزمة إغراءاته المقدمة لإيران
- في النكبة
- رسالة إلى السياسيين الألمان(مترجمة عن الألمانية)
- رسالة إلى القراء بمناسبة قيام دولة إسرائيل
- هل وقعت المقاومة في الفخ الذي نصبه لها المتساوقون مع التآمر ...
- مشروعا صغيرا للفرح والمقاومة


المزيد.....




- -سرايا القدس- تعلن مقتل 3 من عناصرها في قصف إسرائيلي على جنو ...
- أردوغان: فرص نجاح مبادرات السلام الأحادية دون مشاركة روسيا ض ...
- مصر: أفرجوا فورًا وبدون شروط عن الناشط السياسي البارز محمد ع ...
- إسرائيل تعلن مقتل -قائد القوة البحرية- لحماس
- مراسل RT: قصف مدفعي إسرائيلي في محيط المستشفى الكويتي وسط مد ...
- عشرات القتلى والجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مناطق في مدينتي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي: قد يكون هذا الصيف -ساخنا- في الشمال ...
- -جداول الحياة-.. أداة جديدة تتنبأ بمدة حياة قطتك
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية قائد القوة البحرية التابعة لحماس ...
- ألعاب باريس 2024: وصول الشعلة الأولمبية إلى ميناء مرسيليا قا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود جلبوط - حول الكيان الصهيوني وكيان الدويلة القطرية الكولونيالية العربية وما بينهما